العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العقلانية والاستنارة تمهدان السبيل إلى النهضة الحضارية

بقلم: نبيلة رجب

الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬تاريخ‭ ‬الإنسانية،‭ ‬تتجلى‭ ‬رحلة‭ ‬الفكر‭ ‬كأحد‭ ‬أكثر‭ ‬الفصول‭ ‬إشراقا‭ ‬وتأثيراً‭. ‬من‭ ‬الأندلس‭ ‬المزدهرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬منارة‭ ‬للعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬الحالي،‭ ‬تبرز‭ ‬الأفكار‭ ‬التنويرية‭ ‬كقوة‭ ‬دافعة‭ ‬للتقدم‭ ‬والتطور‭. ‬شخصيات‭ ‬مثل‭ ‬ابن‭ ‬رشد،‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬الفلسفة‭ ‬اليونانية‭ ‬والفكر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬عقول‭ ‬نابغة‭ ‬بل‭ ‬منارات‭ ‬أضاءت‭ ‬طريق‭ ‬الإنسانية‭ ‬وسط‭ ‬التحديات‭. ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬الرؤى‭ ‬الجديدة‭ ‬ومنحها‭ ‬الفرصة‭ ‬للنمو‭ ‬والازدهار،‭ ‬يعد‭ ‬العامل‭ ‬الرئيسي‭ ‬للتقدم‭ ‬الاجتماعي‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الاستقلالية‭ ‬الفكرية‭ ‬تمثل‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬المفاهيم‭ ‬والتصورات‭ ‬المهيمنة،‭ ‬سواء‭ ‬بتعزيزها‭ ‬أو‭ ‬بإحلال‭ ‬أخرى‭ ‬جديدة‭ ‬مكانها،‭ ‬تُمكن‭ ‬هذه‭ ‬الاستقلالية‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬أفكاره‭ ‬بحرية،‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬إمكانية‭ ‬النهوض‭ ‬وتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬أو‭ ‬تبديل‭ ‬التصورات‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬عائقا‭ ‬أمام‭ ‬الابتكار‭ ‬والتقدم‭.‬

الأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬بطبيعتها‭ ‬تثير‭ ‬القلق‭ ‬وتخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاضطراب،‭ ‬فهي‭ ‬تجلب‭ ‬معها‭ ‬تحديات‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬وتغييرات‭ ‬جذرية‭. ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬المجهول‭ ‬وتتحدى‭ ‬النظم‭ ‬القائمة،‭ ‬مهددة‭ ‬بذلك‭ ‬مصالح‭ ‬من‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الآلية‭ ‬التي‭ ‬تحفز‭ ‬الأمم‭ ‬نحو‭ ‬التقدم‭.‬

‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ،‭ ‬كانت‭ ‬الأفكار‭ ‬التنويرية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬نتاج‭ ‬فردي،‭ ‬بل‭ ‬نتيجة‭ ‬لتفاعل‭ ‬العقول‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والحوارات‭ ‬المفتوحة‭. ‬الفلاسفة‭ ‬والعلماء‭ ‬والمبدعون‭ ‬أدركوا‭ ‬أن‭ ‬الفكر‭ ‬لا‭ ‬ينمو‭ ‬في‭ ‬فراغ،‭ ‬بل‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ضمن‭ ‬بيئة‭ ‬تقدر‭ ‬الحرية‭ ‬وتحترم‭ ‬التنوع‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تبرز‭ ‬الأندلس‭ ‬كمثال‭ ‬حي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التفاعل‭ ‬المثمر‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬مفهوم‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬يتطلب‭ ‬قبول‭ ‬الجديد‭ ‬والمختلف‭.‬

عندما‭ ‬تبنى‭ ‬الأندلسيون‭ ‬علوم‭ ‬الفلك‭ ‬والطب‭ ‬والفلسفة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات،‭ ‬شهدت‭ ‬حضارتهم‭ ‬ازدهارًا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭. ‬انفتاحهم‭ ‬على‭ ‬الآراء‭ ‬الجديدة‭ ‬وتفاعلهم‭ ‬معها‭ ‬كان‭ ‬محركاً‭ ‬للنمو‭ ‬الثقافي‭ ‬والعلمي‭. ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تتنافس‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الفكر‭ ‬دون‭ ‬وصاية‭ ‬أو‭ ‬قهر‭ ‬تصبح‭ ‬أقوى،‭ ‬مثل‭ ‬الجينات‭ ‬التي‭ ‬تتعزز‭ ‬بمرور‭ ‬الزمن‭ ‬عبر‭ ‬الانتقاء‭ ‬الطبيعي،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬والتأثير‭. ‬

التفتح‭ ‬الفكري‭ ‬كان‭ ‬العامل‭ ‬المحفز‭ ‬لتطوير‭ ‬العقلية‭ ‬العلمية‭ ‬والمنهجية‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تقدم‭ ‬أوروبا‭ ‬لاحقا‭. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬التقدم‭ ‬والابتكار‭ ‬قُدما،‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تُولي‭ ‬المجتمعات‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيراً‭ ‬بتنمية‭ ‬مهارات‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭. ‬ذلك‭ ‬يمكّن‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬تقييم‭ ‬أفكارهم‭ ‬بشكل‭ ‬موضوعي،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬تثمن‭ ‬الابتكار‭ ‬والتعلم‭ ‬المستمر‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يعد‭ ‬تشجيع‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬التجربة‭ ‬والاستعداد‭ ‬للتحدي‭ ‬عناصر‭ ‬أساسية‭ ‬لفتح‭ ‬الأفكار‭ ‬الإبداعية‭ ‬أجنحتها‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬إنجازات‭ ‬ملموسة‭. ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬تساعد‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬التغييرات‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬مما‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬القلق‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يرافق‭ ‬التحولات،‭ ‬ويوفر‭ ‬مساراً‭ ‬سلسا‭ ‬نحو‭ ‬التجديد‭ ‬والتطور‭.‬

تستمد‭ ‬الأجيال‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬الإلهام‭ ‬من‭ ‬النماذج‭ ‬التاريخية‭ ‬للأفكار‭ ‬الناجحة‭. ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬تعمل‭ ‬كمصابيح‭ ‬تضيء‭ ‬دربهم‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬مفعم‭ ‬بالإشراق‭ ‬والابتكار،‭ ‬وتشجعهم‭ ‬على‭ ‬استكشاف‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬وتحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬رائدة‭.‬

حركة‭ ‬التنوير‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬العربي‭ ‬تضمنت‭ ‬مجموعة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬روادًا‭ ‬في‭ ‬مجالاتهم‭ ‬رغم‭ ‬مقاومة‭ ‬العصر‭ ‬لأفكارهم‭. ‬من‭ ‬هؤلاء‭: ‬ابن‭ ‬خلدون،‭ ‬المؤرخ‭ ‬والفيلسوف‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع؛‭ ‬الجاحظ،‭ ‬الأديب‭ ‬والعالم‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬الأدب‭ ‬العربي؛‭ ‬الفارابي،‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الذي‭ ‬لقب‭ ‬بالمعلم‭ ‬الثاني‭ ‬بعد‭ ‬أرسطو؛‭ ‬ابن‭ ‬سينا،‭ ‬الطبيب‭ ‬والفيلسوف‭ ‬الذي‭ ‬أثرى‭ ‬الطب‭ ‬والفلسفة‭ ‬بكتاباته؛‭ ‬وابن‭ ‬الهيثم،‭ ‬العالم‭ ‬الموسوعي‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬إسهامات‭ ‬جليلة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البصريات‭ ‬والفيزياء‭.‬

رغم‭ ‬أن‭ ‬أفكار‭ ‬هؤلاء‭ ‬العلماء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مقبولة‭ ‬بسهولة‭ ‬في‭ ‬عصرهم،‭ ‬حيث‭ ‬قوبلت‭ ‬بالرفض‭ ‬والشك‭ ‬لتحديها‭ ‬المفاهيم‭ ‬التقليدية‭ ‬الراسخة،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬استمروا‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬رؤاهم،‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬تحولات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬ومهد‭ ‬الطريق‭ ‬للتقدم‭ ‬الذي‭ ‬نشهده‭ ‬اليوم‭.‬

في‭ ‬التاريخ‭ ‬الغربي،‭ ‬تعددت‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬الاضطهاد‭ ‬والملاحقة‭ ‬التي‭ ‬واجهها‭ ‬الفلاسفة‭ ‬والعلماء‭ ‬بسبب‭ ‬أفكارهم‭ ‬المختلفة‭ ‬والجديدة‭. ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر،‭ ‬واجه‭ ‬جاليليو‭ ‬جاليلي‭ ‬محاكم‭ ‬التفتيش‭ ‬الكنسية‭ ‬لدفاعه‭ ‬عن‭ ‬نظرية‭ ‬كوبر‭ ‬نيكوس‭ ‬بأن‭ ‬الأرض‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬الشمس،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إجباره‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬آرائه‭ ‬وقضاء‭ ‬سنواته‭ ‬الأخيرة‭ ‬تحت‭ ‬الإقامة‭ ‬الجبرية‭. ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر،‭ ‬تعرض‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الفرنسي‭ ‬فولتير‭ ‬للاضطهاد‭ ‬بسبب‭ ‬نقده‭ ‬اللاذع‭ ‬للكنيسة‭ ‬الكاثوليكية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬حظر‭ ‬أعماله‭ ‬وأجبر‭ ‬على‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬منفى‭ ‬جزئي‭.‬

أما‭ ‬الفيلسوف‭ ‬والمفكر‭ ‬السياسي‭ ‬الإنجليزي‭ ‬جون‭ ‬لوك،‭ ‬فقد‭ ‬تعرض‭ ‬لمضايقات‭ ‬بسبب‭ ‬آرائه‭ ‬السياسية‭ ‬والدينية‭ ‬خلال‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭. ‬كذلك،‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬تعرض‭ ‬إيمانويل‭ ‬كانط‭ ‬لضغوط‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬البروسية‭ ‬التي‭ ‬طالبته‭ ‬بالتوقف‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬أعماله‭ ‬الفلسفية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الشخصيات،‭ ‬شهدت‭ ‬الفترات‭ ‬الزمنية‭ ‬تحديات‭ ‬مماثلة‭ ‬واجهها‭ ‬رموز‭ ‬الإصلاح‭ ‬الديني‭ ‬مثل‭ ‬مارتن‭ ‬لوثر،‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬حركة‭ ‬إصلاحية‭ ‬تحدت‭ ‬الكنيسة‭ ‬الكاثوليكية‭ ‬وسلطتها،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشره‭ ‬‮«‬الخمس‭ ‬والتسعين‭ ‬أطروحة‮»‬‭ ‬حينذاك‭.‬

في‭ ‬عصرنا‭ ‬هذا،‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬تحديات‭ ‬عالمية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬تعزيز‭ ‬وتفعيل‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬كأداة‭ ‬رئيسية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬والتعصب‭. ‬التفكير‭ ‬العميق‭ ‬والراسخ،‭ ‬الذي‭ ‬يستمد‭ ‬جذوره‭ ‬من‭ ‬الرسالات‭ ‬السماوية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬حيويًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسيرة‭. ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬حكمة‭ ‬هذه‭ ‬الرسالات‭ ‬توفر‭ ‬لنا‭ ‬قاعدة‭ ‬صلبة‭ ‬لصياغة‭ ‬نهج‭ ‬متكامل‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الانسجام‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬الفكري‭. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دروس‭ ‬التاريخ،‭ ‬نكتشف‭ ‬أن‭ ‬الأفكار‭ ‬التنويرية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها،‭ ‬كانت‭ ‬دومًا‭ ‬قوة‭ ‬دافعة‭ ‬للتقدم‭ ‬الإنساني‭. ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الفكري‭ ‬يفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬جديدة‭ ‬للتفكير‭ ‬والحوار،‭ ‬مما‭ ‬يمكننا‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬اي‭ ‬سلوك‭ ‬او‭ ‬نهج‭ ‬متطرف‭ ‬وبناء‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقا‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬التزامنا‭ ‬بتعزيز‭ ‬العقلانية‭ ‬وترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬الاستنارة،‭ ‬نفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭. ‬هذا‭ ‬الجيل،‭ ‬المتسلح‭ ‬بفهم‭ ‬صحيح‭ ‬للقيم‭ ‬الدينية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬الحب‭ ‬والتسامح‭ ‬والقبول‭ ‬بالآخر،‭ ‬يؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الثوابت‭ ‬الدينية‭ ‬والتطورات‭ ‬المعاصرة‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والتوازن‭. ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬لا‭ ‬يسهم‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والروحية،‭ ‬بل‭ ‬يشكل‭ ‬أيضا‭ ‬خطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لإصلاح‭ ‬شامل‭ ‬يمكن‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمعات‭ ‬من‭ ‬النهوض‭ ‬والتقدم‭.‬

بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ،‭ ‬نضع‭ ‬الأسس‭ ‬لمستقبل‭ ‬يرسخ‭ ‬مكانة‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي،‭ ‬كرائد‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬المستنير‭ ‬والتقدم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عبر‭ ‬دمج‭ ‬التزامنا‭ ‬العميق‭ ‬بقيمنا‭ ‬وفهمنا‭ ‬العملي‭ ‬للمعرفة‭ ‬الحديثة،‭ ‬نخلق‭ ‬بيئة‭ ‬معرفية‭ ‬واجتماعية‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬والعالم‭ ‬بأسره‭. ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬خطة‭ ‬تطوير،‭ ‬بل‭ ‬مهمة‭ ‬حيوية‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬تحول‭ ‬جذري‭ ‬يمكن‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمعات‭ ‬من‭ ‬الازدهار‭ ‬وتحقيق‭ ‬إمكانياتهم‭ ‬الكاملة‭.‬

 

rajabnabeela@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا