العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في حديث جلالة الملك في جلسة مجلس الوزراء

بقلم: د. أسعد حمود السعدون {

الخميس ١١ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

بدءا‭ ‬وبمزيد‭ ‬من‭ ‬الولاء‭ ‬والإخلاص‭ ‬والمحبة‭ ‬نتقدم‭ ‬بأسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬واطيب‭ ‬التبريكات‭ ‬لحضرة‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬ولولي‭ ‬عهده‭ ‬الأمين‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الموقر،‭ ‬بمناسبة‭ ‬العام‭ ‬الهجري‭ ‬الجديد‭ ‬سائلا‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬في‭ ‬علاه‭ ‬ان‭ ‬يجعله‭ ‬عام‭ ‬خير‭ ‬ورخاء‭ ‬وتقدم‭ ‬على‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬وشعبنا‭ ‬الوفي‭ ‬وامتنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والوطنية‭ ‬للكتاب‭ ‬والمحللين‭ ‬والأكاديميين‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬وبيان‭ ‬مرئيات‭ ‬وسياسات‭ ‬وتوجهات‭ ‬واحاديث‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬الرشيدة،‭ ‬نقول‭ ‬جاء‭ ‬حديث‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬اثناء‭ ‬ترؤس‭ ‬جلالته‭ ‬الجلسة‭ ‬الأسبوعية‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬8‭/ ‬يوليو‭/‬2024‭ ‬ليعبر‭ ‬عن‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬الحصيفة‭ ‬والملهمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬والاحداث‭ ‬والمنعطفات‭ ‬الاقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬والمعالجة‭ ‬الشاملة‭ ‬الهادئة‭ ‬لمختلف‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البيئة‭ ‬العربية‭ ‬والدولية،‭ ‬والنظر‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬بمنهج‭ ‬إيماني‭ ‬إصلاحي‭ ‬متفائل،‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬إرادة‭ ‬واثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬والشعب،‭ ‬تزيدها‭ ‬الصعوبات‭ ‬وتمنحها‭ ‬التحديات‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الإصرار‭ ‬والعزم‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬طريق‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فبعد‭ ‬ان‭ ‬أعرب‭ ‬جلالته‭ ‬عن‭ ‬أطيب‭ ‬التهاني‭ ‬وأسمى‭ ‬التبريكات‭ ‬إلى‭ ‬شعبه‭ ‬الوفي‭ ‬وأمته‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬بمناسبة‭ ‬حلول‭ ‬العام‭ ‬الهجري‭ ‬الجديد،‭ ‬مبتهلا‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ان‭ ‬يجعله‭ ‬عام‭ ‬خير‭ ‬وأمن‭ ‬وأمان،‭ ‬قدم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬اطيب‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬للرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬المنتخب‭ ‬مؤكداً‭ ‬تطلع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬طيبة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وذلك‭ ‬هو‭ ‬منهج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬كافة،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتها‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬خياراتها‭ ‬الوطنية‭ ‬وشؤونها‭ ‬الداخلية،‭ ‬مثلما‭ ‬تحرص‭ ‬الا‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الاخرين‭. ‬كما‭ ‬قدم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬التهاني‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بريطانيا‭ ‬بمناسبة‭ ‬فوزه‭ ‬بالانتخابات‭ ‬متمنيا‭ ‬له‭ ‬التوفيق‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬بلاده‭.‬

ثم‭ ‬اشاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بالجهود‭ ‬المميزة‭ ‬والمسيرة‭ ‬الارتقائية‭ ‬المثمرة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬وما‭ ‬نجم‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬انجازات‭ ‬وطنية‭ ‬مشهودة‭ ‬عززت‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الاقليمية‭ ‬والعالمية،‭ ‬ووفرت‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬فرصا‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التنموية‭ ‬والتقنية‭ ‬والتعليمية‭. ‬

واكد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬مرئياته‭ ‬السامية‭ ‬الثابتة‭ ‬في‭ ‬‮«‬ان‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬شريك‭ ‬اساسي‭ ‬في‭ ‬رفد‭ ‬مختلف‭ ‬مسارات‭ ‬التنمية‮»‬،‭ ‬فهو‭ ‬الغاية‭ ‬والهدف‭ ‬منها،‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬صانع‭ ‬التنمية‭ ‬بجده‭ ‬واجتهاده،‭ ‬ووعيه‭ ‬العميق‭ ‬بأهميتها‭ ‬لحاضره‭ ‬ومستقبله،‭ ‬وادراكه‭ ‬للنوايا‭ ‬التخريبية‭ ‬لمن‭ ‬يحاول‭ ‬ان‭ ‬يشكك‭ ‬في‭ ‬منجزاتها‭ ‬أو‭ ‬يسعى‭ ‬لإعاقتها،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬كما‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬حماية‭ ‬المنجزات‭ ‬التنموية،‭ ‬ودعم‭ ‬البيئة‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المواتية‭ ‬لها‭.‬

ووجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬بضرورة‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى‭ ‬وأن‭ ‬يعود‭ ‬أثرها‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬خير‭ ‬ونماء‭ ‬المواطنين‭ ‬وخلق‭ ‬الفرص‭ ‬الواعدة‭ ‬أمامهم‮»‬‭. ‬

وانطلاقا‭ ‬مما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬احترام‭ ‬للشعائر‭ ‬والطقوس‭ ‬الدينية‭ ‬لمواطنيها‭ ‬والمقيمين‭ ‬فيها،‭ ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬وجه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬‮«‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬إلى‭ ‬تهيئة‭ ‬كافة‭ ‬سبل‭ ‬النجاح‭ ‬وتوفير‭ ‬المقومات‭ ‬اللازمة‭ ‬لإنجاح‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‮»‬‭.‬

وتعبيرا‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬ورعاية‭ ‬جلالته‭ ‬للتراث‭ ‬والهوية‭ ‬المميزة‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬ومنجزه‭ ‬الحضاري‭ ‬الخالد‭ ‬عبر‭ ‬العصور‭ ‬وضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭ ‬وابرازه‭ ‬وطنيا‭ ‬واقليميا‭ ‬وعالميا،‭ ‬وبما‭ ‬يجعل‭ ‬منه‭ ‬ليس‭ ‬موردا‭ ‬سياحيا‭ ‬جاذبا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬عنوانا‭ ‬لأصالة‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬وعمق‭ ‬حضارته‭ ‬وسعة‭ ‬نتاجها‭ ‬الفكري‭ ‬والمادي،‭ ‬فقد‭ ‬وجه‭ ‬جلالته‭ ‬‮«‬بوضع‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬تختص‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬لمباني‭ ‬ومدن‭ ‬البحرين،‭ ‬واستكمال‭ ‬خطة‭ ‬تطوير‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‮»‬‭ ‬وإعادة‭ ‬تطوير‭ ‬‮«‬المنطقة‭ ‬التاريخية‭ ‬لسوق‭ ‬المنامة‮»‬‭. ‬

وخاصة‭ ‬ان‭ ‬الثقافة‭ ‬والتراث‭ ‬رأسمال‭ ‬كبير،‭ ‬ينبغي‭ ‬ان‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المنجز‭ ‬الحضاري‭ ‬الراهن‭ ‬للبلاد،‭ ‬مثلما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬المنجز‭ ‬الحضاري‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬وحدد‭ ‬معالم‭ ‬الشخصية‭ ‬البحرينية‭ ‬المعطاءة،‭ ‬ومنحها‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاصالة‭ ‬والرقي‭. ‬فيما‭ ‬تغذي‭ ‬دروسه‭ ‬والعبر‭ ‬المشتقة‭ ‬منه،‭ ‬فكر‭ ‬الأجيال‭ ‬المعاصرة،‭ ‬بما‭ ‬يعينها‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬وتلمس‭ ‬ورسم‭ ‬هويتها‭ ‬الوطنية‭ ‬المستقلة‭ ‬الجامعة،‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬تلاحمها‭ ‬ويرسخ‭ ‬من‭ ‬وحدتها،‭ ‬ويدفعها‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬والتفوق‭ ‬والابداع‭.‬

ولم‭ ‬يفت‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬‮«‬تنفيذ‭ ‬الخطط‭ ‬والمشاريع‭ ‬التي‭ ‬ترفع‭ ‬مستوى‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وتدعم‭ ‬المنتج‭ ‬الوطني،‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬الثروة‭ ‬السمكية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬ان‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬يعد‭ ‬الجزء‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬بدوره‭ ‬عماد‭ ‬تقدم‭ ‬البلاد‭ ‬ومحط‭ ‬تحقيق‭ ‬رفاهيتها‭. ‬

وللظروف‭ ‬البيئية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬ومياه‭ ‬وهواء‭ ‬نذكر‭ ‬المعنيين‭ ‬بضرورة‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬المعاصرة‭ ‬في‭ ‬الزراعة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬الصيد‭ ‬البحري،‭ ‬وخفض‭ ‬الهدر‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬والغذاء،‭ ‬وانشاء‭ ‬مناطق‭ ‬اقتصادية‭ ‬بحرينية‭ ‬حرة‭ ‬للإنتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬والحيواني‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬صديقة‭ ‬وأمنة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬ان‭ ‬يتعاون‭ ‬فيها‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والحكومة‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬

 

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وخبير‭ ‬اقتصادي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا