العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

شريحة «إيلون ماسك»!

{‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أسمى‭ ‬الكائنات،‭ ‬والذي‭ ‬خلقه‭ ‬الله‭ ‬بدقة‭ ‬عالية‭ ‬وفي‭ ‬أحسن‭ ‬تقويم،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬العلم‭ ‬حائراً‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬تلك‭ ‬الدقة‭ ‬وكيفية‭ ‬ترابطها،‭ ‬خاصة‭ ‬بما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالدماغ‭ ‬البشري‭ ‬والفرق‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬العقل،‭ ‬حيث‭ ‬الدماغ‭ ‬هو‭ ‬التركيبة‭ ‬الخاصة‭ ‬بداخل‭ ‬الجمجمة‭ ‬وما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬عصبية‭ ‬وترابطات‭ ‬كهربية‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬الجمجمة‭ ‬الداخلية،‭ ‬فيما‭ ‬العقل‭ ‬المرتبط‭ ‬بالتفكير‭ ‬والأفكار‭ ‬والحدس‭ ‬والإبداع‭ ‬والفن‭ ‬والفلسفة‭ ‬والدين‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬المجرد‭ ‬بنمط‭ ‬تفكير‭ ‬‮«‬تجريدي‮»‬،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬ينتج‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬ماكينة‭ ‬الدماغ‭ ‬ذاتها،‭ ‬لأن‭ ‬الدماغ‭ ‬هنا‭ ‬يشبه‭ ‬الجهاز‭ ‬وترابطاته‭ ‬وعمله،‭ ‬أما‭ ‬عملية‭ ‬التفكير‭ ‬ذاتها‭ (‬التجريدية‭) ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يكتشف‭ ‬العلم‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬تطوراته‭ ‬أبعادها‭ ‬ومصدرها‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬تأتي‭! ‬وهذه‭ ‬قصة‭ ‬طويلة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬استعراض‭ ‬الآراء‭ ‬العلمية‭ ‬نفسها‭ ‬باختلافاتها‭ ‬وتكهناتها،‭ ‬حتى‭ ‬يكاد‭ ‬يربط‭ ‬بعض‭ ‬العلماء‭ ‬التفكير‭ ‬والإبداع‭ ‬والفكر‭ ‬المجرد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالاته‭ ‬الأخرى‭ (‬بعامل‭ ‬خارجي‭) ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬له‭ ‬بجهاز‭ ‬الدماغ‭ ‬كجهاز‭! ‬فهل‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬الخارجي‭ ‬هو‭ ‬الغيب‭ ‬أم‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الغيب،‭ ‬والعلم‭ ‬بدوره‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬هيتها‭!‬

{‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬العبث‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬ويقوم‭ ‬به‭ (‬الشيطانيون‭) ‬بفطرة‭ ‬الإنسان‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬وطبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬الجنسية‭ ‬بإدخالها‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬الترويج‭ ‬لقواعد‭ ‬جنسية‭ ‬جديدة،‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الترويج‭ ‬للشذوذ‭ ‬بين‭ ‬الجنس‭ ‬الواحد،‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬الشاذة‭ ‬بالأطفال،‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬جنس‭ ‬الأطفال‭ ‬والكبار‭ ‬حسب‭ ‬الرغبة‭ ‬بضخ‭ ‬هرمونات‭ ‬ذكورية‭ ‬أو‭ ‬أنثوية‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تلاعب‭ ‬الشركات‭ ‬بالترويج‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يشجع‭ ‬على‭ ‬الخروج‭ ‬عن‭ ‬الفطرة،‭ ‬يأتي‭ ‬اليوم‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يمارس‭ ‬الدجل‭ ‬باسم‭ ‬العلم‭ ‬ليروج‭ ‬للشرائح‭ ‬‮«‬الجوجلية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬شريحة‭ ‬إلكترونية‭ ‬يعمل‭ ‬العقل‭ ‬البشري‭ ‬وكأنه‭ ‬‮«‬جوجل‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬البحث‭ ‬وتراكم‭ (‬المعلومات‭ ‬المبرمجة‭ ‬مسبقا‭) ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الشرائح‭! ‬ليصل‭ ‬اليوم‭ ‬بدوره‭ ‬الى‭ ‬اختبارات‭ ‬شريحة‭ ‬في‭ ‬دماغ‭ ‬بشري‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬شركته‭ ‬‮«‬نيورالينك‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬المضاعفات‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬المتلقي‭ ‬الأول،‭ ‬ليقول‭ ‬‮«‬ماسك‮»‬‭ ‬مؤسس‭ ‬الشركة‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الأعصاب،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬التعريف‭ ‬بها،‭ ‬بأنه‭ ‬سيقوم‭ ‬بوضع‭ ‬شريحة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬مريض‭ ‬ثان؟‭ ‬ثم‭ ‬سيعمم‭ ‬التجارب‭! ‬

{‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬ذكرته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ديلي‭ ‬ميل‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬شريحة‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬الشريحة‭ ‬تُمكن‭ ‬الشخص‭ ‬من‭ ‬تشغيل‭ ‬هاتف‭ ‬ذكي‭ ‬أو‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الكومبيوتر‭ ‬بمجرد‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬أي‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬لاستخدام‭ ‬الإنسان‭ ‬يده،‭ ‬متجاهلاً‭ ‬أن‭ ‬المتلقي‭ ‬الأول‭ ‬لشريحته‭ ‬عانى‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬هددت‭ ‬حياته‭ ‬أثناء‭ ‬الجراحة،‭ ‬وتسببت‭ ‬لاحقاً‭ ‬في‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬شريحة‭ ‬دماغه‭ ‬وفي‭ ‬آلية‭ ‬عمل‭ ‬دماغه‭ ‬ذاتها‭! ‬والطريف‭ ‬أنه‭ ‬ينوي‭ (‬تعميم‭ ‬تجاربه‭ ‬هذه‭ ‬على‭ ‬الدماغ‭ ‬البشري‭)‬،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬أرقام‭ ‬عالية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬لمن‭ ‬سيتم‭ ‬زرع‭ ‬الشريحة‭ ‬في‭ ‬أدمغتهم‭! ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬الأمريكية‮»‬‭! ‬بل‭ ‬إن‭ ‬زراعة‭ ‬الشرائح‭ ‬تتم‭ ‬بواسطة‭ ‬‮«‬جراح‭ ‬آلي‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬روبوت‮»‬‭! ‬وهذه‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬علماء‭ ‬ومهندسين،‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬كشركة‭ ‬‮«‬ربحية‮»‬‭ ‬لجني‭ ‬الملايين‭ ‬والمليارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الترويج‭ ‬لزرع‭ ‬الشرائح‭ ‬في‭ ‬أدمغة‭ ‬البشر‭! ‬بادعاءات‭ ‬طبية‭ ‬لها‭ ‬علاجات‭ ‬أخرى‭ ‬بدون‭ ‬شرائح‭ ‬مثل‭ ‬استعادة‭ ‬البصر‭ ‬ومشاركة‭ ‬المفاهيم‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭!‬

{‭ ‬ولكأن‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مجهولاً‭ ‬في‭ ‬العلم‭ ‬وفي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬عمله‭ ‬وهو‭ ‬الدماغ‭ ‬وارتباطه‭ ‬بالعقل‭ ‬والتفكير‭ ‬والصلات‭ ‬الكهرومغناطيسية،‭ ‬أصبح‭ ‬مختبر‭ ‬تجارب‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬‭ ‬والتجريب‭ ‬في‭ ‬إنسان‭ ‬بعد‭ ‬آخر‭! ‬ليحقق‭ ‬هو‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تراكم‭ ‬الثروات‭ ‬الطائلة،‭ ‬بادعاء‭ ‬أهداف‭ ‬طبية،‭ ‬فيما‭ ‬الحقيقة‭ ‬هي‭ ‬التلاعب‭ ‬بالعقل‭ ‬الإنساني‭ ‬وإدخال‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬‮«‬الإنسان‭ - ‬الروبوت‮»‬‭! ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬التحكم‭ ‬به،‭ ‬كما‭ ‬يتحكم‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الإلكترونية‭ ‬باستخداماتها‭ ‬والتدخل‭ ‬فيها،‭ ‬وإغلاقها‭ ‬أو‭ ‬فتحها‭ ‬عبر‭ ‬الشرائح‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والبرمجة‭ ‬الرقمية‭! ‬فيصبح‭ ‬الإنسان‭ (‬فضاءً‭ ‬متاحاً‭ ‬ملعوباً‭ ‬به‭ ‬وبجسده‭ ‬وبدماغه‭ ‬وعن‭ ‬بُعد‭ ‬أيضاً‭)! ‬

{‭ ‬‮«‬إيلون‭ ‬ماسك‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬كثيرون‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬دجال‭ ‬العصر‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬و«بيل‭ ‬غيتس‮»‬‭ ‬،‭ ‬يريد‭ ‬إبهار‭ ‬العالم‭ ‬بتجاربه‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المتنوعة،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬كتبنا‭ ‬عن‭ ‬تجاربه،‭ ‬بوضع‭ ‬الدماغ‭ ‬والعقل‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬مختبر‭ ‬ذلك‭ ‬التجريب‭! ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬التعمق‭ ‬فيما‭ ‬يفعله‭ ‬ويروج‭ ‬له،‭ ‬ويتحمس‭ ‬آخرون‭ ‬لتجاربه،‭ ‬فسيجد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬أهدافاً‭ ‬شيطانية‮»‬‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬طمس‭ ‬الفطرة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وإدخال‭ ‬العقل‭ ‬والدماغ‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الكسل‭ ‬الكليّ‭ ‬لاحقاً،‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬آليات‭ ‬تفكيره‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬شريحة‭ ‬‮«‬ماسك‮»‬‭ ‬المتحكم‭ ‬بها‭! ‬فلا‭ ‬داعي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬للتفكير‭ ‬الخاص،‭ ‬أو‭ ‬للتميّز‭ ‬الفكري‭ ‬بين‭ ‬شخص‭ ‬وآخر،‭ ‬أو‭ ‬للبصمة‭ ‬الفكرية‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬فكري‭ ‬أو‭ ‬فني‭ ‬أو‭ ‬إبداعي،‭ ‬لأن‭ ‬الشريحة‭ ‬بالبرامج‭ ‬المعلوماتية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬بشكل‭ ‬مسبق،‭ ‬وزرعها‭ ‬في‭ ‬دماغه‭ ‬ستقوم‭ ‬بالنيابة‭ ‬عنه‭ ‬بذلك،‭ ‬وبعده‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ثم‭ ‬لاحقاً‭ ‬بكل‭ ‬ذلك‭! ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬ماسك‭ ‬يسعى‭ ‬لتعميم‭ ‬التجربة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬البشر‭ ‬لاحقاً‭!   ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا