العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا وضعت القوانين؟

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ١٤ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

يروى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬دخل‭ ‬المحاضر‭ ‬على‭ ‬طلبة‭ ‬سنة‭ ‬أولى‭ ‬حقوق‭ ‬وفي‭ ‬المحاضرة‭ ‬الأولى‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يلقي‭ ‬التحية،‭ ‬شاهد‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬المدرج‭ ‬فتاة‭ ‬سمراء،‭ ‬فسألها‭ ‬عن‭ ‬اسمها،‭ ‬فأجابت،‭ ‬ثم‭ ‬قال‭ ‬لها‭: ‬اخرجي‭ ‬من‭ ‬المدرج‭ ‬فلا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أراك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المكان‭ ‬مجددًا‭. ‬

وفي‭ ‬وسط‭ ‬ذهول‭ ‬وصمت‭ ‬بقية‭ ‬الطلبة‭ ‬خرجت‭ ‬الطالبة‭ ‬بصمت،‭ ‬ودمعتها‭ ‬تجمدت‭ ‬في‭ ‬مقلتيها،‭ ‬فغادرت‭.‬

ثم‭ ‬قال‭ ‬المحاضر‭ ‬لنبدأ‭ ‬الآن،‭ ‬فتحدث‭ ‬وتحدث‭ ‬حوالي‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬وفجأة‭ ‬توقف‭ ‬وقال‭: ‬تُرى‭ ‬لماذا‭ ‬وضعت‭ ‬القوانين؟

قالت‭ ‬طالبة‭: ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬أمر‭ ‬سيء‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا،

قال‭ ‬المحاضر‭: ‬لا

ثم‭ ‬أجاب‭ ‬طالب‭ ‬آخر‭: ‬حتى‭ ‬نطبقها،

فأجاب‭ ‬المحاضر‭: ‬لا

ثم‭ ‬أجاب‭ ‬طالب‭ ‬آخر‭: ‬لكي‭ ‬يدفع‭ ‬الناس‭ ‬السيئين‭ ‬ثمن‭ ‬أفعالهم،

فقال‭ ‬المحاضر‭: ‬لا

ثم‭ ‬صرخ‭ ‬الأستاذ‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أحد‭ ‬منكم‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال؟

ثم‭ ‬رفعت‭ ‬إحدى‭ ‬الطالبات‭ ‬يديها‭ ‬وأجابت‭: ‬لكي‭ ‬تسود‭ ‬العدالة‭.‬

فقال‭ ‬المحاضر‭: ‬وأخيرًا،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الجواب،‭ ‬كي‭ ‬يسود‭ ‬العدل‭. ‬

ثم‭ ‬قال‭ ‬المحاضر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭: ‬ولماذا‭ ‬تصلح‭ ‬العدالة؟

فأجاب‭ ‬أحد‭ ‬الطلبة‭: ‬كي‭ ‬تحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬الناس‭.‬

فقال‭ ‬الأستاذ‭: ‬جيد،‭ ‬ماذا‭ ‬آخر؟

فأجاب‭ ‬آخر‭: ‬كي‭ ‬تميز‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جيد‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬سيئ‭.‬

فطلب‭ ‬المحاضر‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإجابات

فأجابت‭ ‬طالبة‭: ‬لمكافأة‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬حسن‭ ‬السلوك‭.‬

وفي‭ ‬النهاية‭ ‬قال‭ ‬المحاضر‭: ‬حسنُ،‭ ‬كل‭ ‬تلكم‭ ‬الإجابات‭ ‬جيدة،‭ ‬ولكن‭ ‬أجيبوا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال؛‭ ‬هل‭ ‬تصرفتُ‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬عندما‭ ‬طردتُ‭ ‬زميلتكم‭ ‬من‭ ‬المحاضرة؟‭ ‬

تردد‭ ‬الطلبة‭ ‬لحظات،‭ ‬ثم‭ ‬قال‭ ‬أحدهم‭: ‬أعتقد‭ ‬يا‭ ‬أستاذ‭ ‬أنك‭ ‬ظلمتها‭.‬

فقال‭ ‬المحاضر‭: ‬إذن‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إني‭ ‬ارتكبتُ‭ ‬ظلمًا‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬زميلتكم؟

فقالوا‭ ‬جميعًا‭: ‬نعم‭.‬

حينئذ‭ ‬أمر‭ ‬المحاضر‭ ‬أحد‭ ‬الطلبة،‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الزميلة‭ ‬وإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬القاعة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬عندما‭ ‬عادت‭ ‬الزميلة‭ ‬المطرودة‭ ‬وزميلها‭ ‬قال‭ ‬المحاضر‭: ‬اتفقنا‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬نحو‭ ‬زميلتكم‭ ‬كان‭ ‬ظالمًا،‭ ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬أي‭ ‬أحد‭ ‬منكم‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬عندما‭ ‬اتخذتُ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬زميلتكم؟‭ ‬هل‭ ‬سكتم‭ ‬لأنها‭ ‬سمراء؟‭ ‬ولماذا‭ ‬نريد‭ ‬القوانين‭ ‬والمساطر‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لدينا‭ ‬الشجاعة‭ ‬لتنفيذها؟

سكت‭ ‬المحاضر‭ ‬برهة،‭ ‬ليقرأ‭ ‬كلماته‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الطلبة،‭ ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منكم‭ ‬ملزم‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬يتدخل‭ ‬عندما‭ ‬يشاهد‭ ‬الظلم،‭ ‬كلكم‭ ‬لن‭ ‬تظلوا‭ ‬صامتين‭ ‬بعد‭ ‬الآن،‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬ندافع‭ ‬عن‭ ‬حقوقنا‭ ‬نفقد‭ ‬الكرامة،‭ ‬والكرامة‭ ‬ليست‭ ‬قابلة‭ ‬للتفاوض،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬درس‭ ‬اليوم‭.‬

ثم‭ ‬غادر‭.‬

وللأسف،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬ودول‭ ‬الغرب‭ ‬والشرق‭.‬

فدولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬تعربد‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬تقتل‭ ‬وتشرد‭ ‬وتطرد‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬محاسبة‭ ‬أو‭ ‬مساءلة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬جهة،‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يتم‭ ‬بدعم‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الغرب‭ ‬والشرق،‭ ‬وحتى‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تدعمها‭ ‬بالسلاح‭ ‬والعتاد‭ ‬فإنها‭ ‬صامتة،‭ ‬وهذا‭ ‬الصمت‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬يُعد‭ ‬دعمًا‭ ‬لهذه‭ ‬العربدة‭.‬

واليوم‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬حوالي‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬ترى‭ ‬ماذا‭ ‬فعل‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬هل‭ ‬كانت‭ ‬حربًا‭ ‬نزيهة؟‭ ‬أم‭ ‬كانت‭ ‬حربًا‭ ‬فاسقة؟‭ ‬هل‭ ‬فعلاً‭ ‬هو‭ ‬الجيش‭ ‬الأكثر‭ ‬أخلاقًا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬يدعي؟

هذا‭ ‬تقرير‭ ‬نشرته‭ (‬CNN‭) ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬تقول‭ ‬فيه‭:‬

خلفت‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬دمارًا‭ ‬هائلاً‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬ونتج‭ ‬عنها‭ (‬33.175‭) ‬شهيدًا‭ ‬و‭(‬75.886‭) ‬مصابًا،‭ ‬وزادت‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬السكان‭ ‬بفعل‭ ‬الجوع‭ ‬والعطش‭ ‬الشديدين‭. ‬واضطرار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬المخيمات‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق،‭ ‬حيث‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الغذاء‭ ‬والماء‭.‬

وبحسب‭ ‬تقرير‭ ‬منسق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬5‮ ‬أبريل‭ ‬2024،‮ ‬فقد‭ ‬استشهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬9‭.‬500‭ ‬امرأة،‭ ‬و14‭.‬500‭ ‬طفل‭. ‬وأُجبر‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬داخليًا‭.‬

وتُظهر‭ ‬الأرقام‭ ‬تأثير‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬والمجتمع‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬تضرر‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬المباني‭ ‬السكنية‭ ‬و80%‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬التجارية‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬مستويات‭ ‬كارثية‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الخامسة‭.‬

وتزداد‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬تفاقمًا،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬أن‭ ‬28‭ ‬طفلاً‭ ‬توفوا‭ ‬جوعًا‭ ‬وعطشًا‭. ‬وفي‭ ‬تقديرات‭ ‬لليونيسف‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023،‭ ‬قُدّر‭ ‬أن‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬خسروا‭ ‬إحدى‭ ‬أو‭ ‬كلتا‭ ‬قدميهم‭ ‬جراء‭ ‬الحروب‭.‬

كما‭ ‬أشارت‭ ‬تقارير‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بدعم‭ ‬مالي‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كلفة‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬18‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وهذا‭ ‬يعادل‭ ‬97%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للمجتمع‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭.‬

أرقام‭ ‬وإحصاءات‭ ‬

إنسانية‭ ‬مخيفة

علمًا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬سنقوله‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض،‭ ‬إلا‭ ‬اننا‭ ‬سنحاول‭ ‬أن‭ ‬نأتي‭ ‬ببعض‭ ‬الإحصاءات‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإحصاءات‭ ‬المنشورة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭.‬

في‭ ‬7‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬أعلن‭ ‬المكتب‭ ‬الإعلامي‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬أن‭ ‬70%‭(‬2.2‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭) ‬من‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬باتوا‭ ‬نازحين‭ ‬قسرًا‭ ‬عن‭ ‬منازلهم‭.‬

قصف‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬‭ ‬حتى‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬‭ ‬بألف‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭ ‬بمتوسط‭ ‬82‭ ‬طنًا‭ ‬لكل‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع‭.‬

اقتحام‭ ‬مجمع‭ ‬الشفاء‭ ‬الطبي؛‭ ‬اقتحمت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬مجمع‭ ‬الشفاء‭ ‬الطبي‮ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023‭ ‬وحولته‭ ‬إلى‭ ‬ثكنة‭ ‬عسكرية‭ ‬بعد‭ ‬حصاره‭ ‬لأيام‭ ‬عدة‭ ‬واشتباك‭ ‬مع‭ ‬مقاتلين‭ ‬فلسطينيين‭ ‬في‭ ‬محيطه‭.‬

مستشفيات‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الخدمة؛‭ ‬أعلن‭ ‬الطاقم‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬الإندونيسي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يوم‭ ‬24‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬أن‭ ‬الكهرباء‭ ‬قُطعت‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المستشفى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭.‬

وفي‭ ‬24‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ (‬الانهيار‭ ‬التام‭) ‬للمنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مستشفيات‭ ‬القطاع‭.‬

نسف‭ ‬مباني‭ ‬جامعة‭ ‬الإسراء؛‭ ‬نسفت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬يناير‭ ‬2024‭ ‬مبنى‭ ‬جامعة‭ ‬الإسراء‭ ‬جنوبي‭ ‬مدينة‭ ‬غزة،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬القوات‭ ‬قد‭ ‬عسكرت‭ ‬فيه‭ ‬لمدة‭ ‬70‭ ‬يومًا‭ ‬واستخدمته‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬ومركز‭ ‬اعتقال،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تغادره‭ ‬وتفخخه‭ ‬ثم‭ ‬تنسفه‭.‬

اقتحام‭ ‬خان‭ ‬يونس؛‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬واصلت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬توغلها‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬وسط‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬وقصف‭ ‬مدفعي‭ ‬وغارات‭ ‬جوية‭ ‬عنيفة‭. ‬كما‭ ‬واصلت‭ ‬نسف‭ ‬منازل‭ ‬مواطنين‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬مختلفة‭ ‬شرقي‭ ‬وغربي‭ ‬خان‭ ‬يونس‭.‬

وفي‭ ‬11‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬أعلن‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬اقتحام‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬مستشفى‭ ‬الأمل‭ ‬بخان‭ ‬يونس،‭ ‬وأنها‭ ‬سرقت‭ ‬كافة‭ ‬مفاتيح‭ ‬مركبات‭ ‬الإسعاف‭ ‬والمركبات‭ ‬الإدارية‭ ‬وعطلت‭ ‬جميع‭ ‬المركبات‭ ‬لمنع‭ ‬الطاقم‭ ‬من‭ ‬تشغيلها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحصار‭ ‬الذي‭ ‬فرضه‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬المستشفى‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬يومًا‭.‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬13‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬حاصر‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬مستشفى‭ ‬ناصر‭ ‬الطبي‭ ‬بمدينة‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬وهدم‭ ‬سوره،‭ ‬وقصف‭ ‬محيطه،‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬النازحين‭ ‬داخله‭ ‬إخلاءه،‭ ‬وحوله‭ ‬لثكنة‭ ‬عسكرية‭.‬

مجزرة‭ ‬الطحين؛‭ ‬استشهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬112‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬وأصيب‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬800‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬مجزرة‭ ‬جديدة‭ ‬ارتكبتها‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬سميت‭ (‬مجزرة‭ ‬الطحين‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬نهاية‭ ‬فبراير‭ ‬2024،‭ ‬وحدثت‭ ‬المجزرة‭ ‬حين‭ ‬استهدفت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬ليلاً‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أثناء‭ ‬تجمعهم‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مساعدات‭ ‬عند‭ ‬دوار‭ ‬النابلسي‭.‬

حصار‭ ‬مستشفى‭ ‬الشفاء؛‭ ‬هاجم‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬مجمع‭ ‬الشفاء‭ ‬الطبي‭ ‬غربي‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬فجر‭ ‬يوم‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬جرت‭ ‬اشتباكات‭ ‬عنيفة‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬بين‭ ‬قوات‭ ‬خاصة‭ ‬صهيونية‭ ‬ومقاومين‭ ‬فلسطينيين‭. ‬وتوغلت‭ ‬آليات‭ ‬الاحتلال‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجئ‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬ناري‭ ‬كثيف‭ ‬وحاصرت‭ ‬المجمع‭ ‬الطبي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قصف‭ ‬استهدف‭ ‬أجزاء‭ ‬منه‭.‬

ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الإحصائيات‭ ‬نقلت‭ ‬نقلاً‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أي‭ ‬تحريف،‭ ‬فماعدا‭ ‬الاختصار‭ ‬بقصد‭ ‬تقليل‭ ‬المساحة‭ ‬المكتوبة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬إننا‭ ‬نبالغ،‭ ‬علمًا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإحصائيات‭ ‬لم‭ ‬تنقل‭ ‬بسبب‭ ‬ضيق‭ ‬المساحة‭.‬

حسنا،‭ ‬دعونا‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬السؤال‭ ‬الأول‭: ‬لماذا‭ ‬وضعت‭ ‬القوانين؟‭ ‬

فإن‭ ‬كنا‭ ‬نؤمن‭ ‬بالعدالة،‭ ‬دعونا‭ ‬نعيد‭ ‬السؤال‭ ‬بطريقة‭ ‬علمية‭ ‬ومنطقية؛‭ ‬من‭ ‬يوقف‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالقطاع؟‭ ‬أين‭ ‬العدالة‭ ‬والقوانين؟‭ ‬من‭ ‬يطبقها‭ ‬ومن‭ ‬ينفذها؟‭ ‬ألا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬الحق؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬وضعت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغاضي‭ ‬عنها‭ ‬وتجاوزها‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالعرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الذين‭ ‬أصابهم‭ ‬الوهن؟

والغريب‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬يحقق‭ ‬العدالة‭ ‬هو‭ ‬الشريك‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭.‬

والأغرب،‭ ‬أننا‭ ‬كشعوب‭ ‬عربية‭ ‬مازالنا‭ ‬نؤمن‭ ‬بالغرب‭ ‬والشرق،‭ ‬وأنهم‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬سيحققون‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نهرب‭ ‬من‭ ‬عروبتنا‭ ‬وإسلامنا‭ ‬حتى‭ ‬نرتمي‭ ‬في‭ ‬أحضانهم،‭ ‬فصدروهم‭ ‬مليئة‭ ‬بالعطف‭ ‬والحب،‭ ‬ولكننا‭ ‬نحن‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬نفهم،‭ ‬وهذا‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية،‭ ‬ألا‭ ‬نستفيق؟

وسؤال‭ ‬أخير‭: ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬تصرف‭ ‬الجيش‭ ‬الأكثر‭ ‬أخلاقًا‭ ‬في‭ ‬العالم،كما‭ ‬يزعم‭ ‬نتنياهو،‭ ‬ترى‭ ‬ماذا‭ ‬تفعل‭ ‬بقية‭ ‬الجيوش‭ ‬حينما‭ ‬تقاتل؟

 

Zkhunji@hotmail.com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا