العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حتى لو رفعت حماس الراية البيضاء

بقلم: د. عمرو الشوبكي

الخميس ١٨ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

استشهد‭ ‬في‭ ‬مجزرة‭ ‬حي‭ ‬المواصي‭ ‬بخان‭ ‬يونس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مدني‭ ‬فلسطيني،‭ ‬والحجة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬كان‭ ‬قتل‭ ‬قائد‭ ‬كتائب‭ ‬القسام‭ ‬محمد‭ ‬الضيف،‭ ‬وقال‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬إنه‭ ‬أصيب‭ ‬وأعلنت‭ ‬حماس‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يصب‭ ‬‮«‬ويقود‭ ‬عمليات‭ ‬المقاومة‮»‬‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬باتت‭ ‬يوميا‭ ‬تستهدف‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬عربي‭ ‬ودولي،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فشل‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬المجازر‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فلا‭ ‬جهود‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمقدّرة‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬ولا‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬اليتيم‭ ‬بهدنة‭ ‬إنسانية‭ ‬مؤقتة‭ ‬احترمته‭ ‬إسرائيل‭ ‬يوما‭ ‬واحدا‭.‬

وقد‭ ‬طالب‭ ‬بعض‭ ‬الداعمين‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ولقضيته،‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬بأن‭ ‬تقبل‭ ‬بالشروط‭ ‬الحالية‭ ‬للهدنة‭ ‬المؤقتة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬ضمانات‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬هدنة‭ ‬مستمرة؛‭ ‬أي‭ ‬تصل‭ ‬لوقف‭ ‬كامل‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭. ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬حماس‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬بالهدنة‭ ‬وبالأمر‭ ‬الواقع؛‭ ‬لكى‭ ‬تقول‭ ‬الحكومة‭ ‬العبرية‭ ‬المتطرفة‭ ‬للعالم‭ ‬إنها‭ ‬هزمتها‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬ثم‭ ‬تستهدف‭ ‬‮«‬على‭ ‬مهلها‮»‬‭ ‬قادة‭ ‬حماس،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬صمدت‭ ‬9‭ ‬أشهر،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬حاليا‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬ضربات‭ ‬قوية‭ ‬إلى‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وبات‭ ‬السؤال‭: ‬هل‭ ‬لو‭ ‬قبلت‭ ‬بالهدنة‭ ‬وتخلت‭ ‬عن‭ ‬شرط‭ ‬وقف‭ ‬كامل‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬هل‭ ‬سيعنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ستوقف‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين؟‭ ‬هل‭ ‬ستوقف‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬وتتخلى‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي؟‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬معضلة‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬أساسا‭ ‬مع‭ ‬حماس،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬كتائب‭ ‬القسام‭ ‬التي‭ ‬أضعفت‭ ‬قدرتها‭ ‬العسكرية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وصارت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الذخيرة‭ ‬والسلاح‭ ‬وقلة‭ ‬أعداد‭ ‬المقاتلين،‭ ‬إنما‭ ‬أصبحت‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وهنا‭ ‬لو‭ ‬قبلت‭ ‬حماس‭ ‬الهدنة‭ ‬وضمنت‭ ‬وقف‭ ‬المجازر‭ ‬بحق‭ ‬المدنيين‭ ‬فعليها‭ ‬أن‭ ‬تقبلها‭ ‬بدون‭ ‬تردد‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬ضمانة‭ ‬لذلك‭.‬

مسلسل‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحروب‭ ‬المعاصرة،‭ ‬وحان‭ ‬الوقت‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تحرك‭ ‬العالم‭ ‬أولا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وقف‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬بعدها‭ ‬يمكن‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬لقبول‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بتعنت‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬المفاوضات؛‭ ‬لأنها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬رفعت‭ ‬الراية‭ ‬البيضاء‭ ‬وقالت‭ ‬خلاص‭ ‬لقد‭ ‬حاربنا‭ ‬لأشهر‭ ‬وصمدنا‭ ‬وقدمنا‭ ‬نماذج‭ ‬في‭ ‬الشجاعة‭ ‬والمقاومة‭ ‬ولكننا‭ ‬نستسلم‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقن‭ ‬دماء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يضمن‭ ‬حقن‭ ‬دماء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

هدف‭ ‬إسرائيل‭ ‬حاليا‭ ‬هو‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬إما‭ ‬قتلا‭ ‬أو‭ ‬تهجيرا،‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬تعط‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬المعتدلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬دولة‭ ‬يعيش‭ ‬عليها‭ ‬الشعب،‭ ‬إنما‭ ‬قطع‭ ‬أرض‭ ‬متناثرة‭ ‬لا‭ ‬رابط‭ ‬بينها،‭ ‬ولذا‭ ‬أصبح‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحروب‭ ‬أن‭ ‬الاستسلام‭ ‬لن‭ ‬يجلب‭ ‬الأمن‭ ‬للمدنيين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا