الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
هناك شيء ما قادم إلى المنطقة
التوترات الحاصلة في المنطقة إثر الهجوم الإسرائيلي على اليمن، بجانب تجاذب في التصريحات الأمريكية والإيرانية، مع بدء الحديث والتحركات عن إعمار غزة حتى من قبل إنهاء الحرب ووقف الاعتداء الاسرائيلي.. كل ذلك التضارب والتصعيد يخلق نوعا من «الشرباكة» والتداخل في الأمور، التي تنذر بحصول أمر ما، وجب التحذير منه والحديث عنه.
أذكر منذ سنوات أن رجل الأعمال الإماراتي «خلف بن أحمد الحبتور» أصدر كتابا بعنوان «هل من يصغي؟». يجيب فيه عن السؤال المحوري: ماذا نفعل لمواجهة الخطر الذي يهدد أمننا ووجودنا؟ وبالأمس كتب الحبتور مقالا بعنوان: ((أيها الخليجيون.. احذروا))، قال فيه: أشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بأننا متجهون نحو مواجهة كبيرة في منطقتنا.. لقد استعرت الحرب بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة الحديدة اليمنية على البحر الأحمر، مما يثير المخاوف من اندلاع حرب إقليمية. قد نعلم متى تبدأ، ولكن لا نعلم كيف ومتى تنتهي..؟؟
الغريب في الأمر، وفي خضم التوترات والتصعيد الحاصل، يأتي تصريح وزير الخارجية الأمريكي للتحذير من اقتراب حصول إيران على السلاح النووي، وهو التحذير والتهديد الذي شبعت الشعوب الخليجية من سماعه وترديده من البيت الأبيض الأمريكي.
يقول الأستاذ سليمان جودة تعليقا في مقاله على التصريح الأمريكي: «تمنيت لو استطعت أن أُحصي عدد المرات التي قالت فيها الولايات المتحدة الأمريكية إن إيران على مسافة كذا من القدرة على إنتاج سلاح نووي، ولكن المؤكد أنها مرات كثيرة، ولو أن باحثًا متخصصًا جلس يُحصيها فسوف تدهشه كثرتها وصيغتها التي لا تتغير تقريبًا.
قبل أيام، كان أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، يتكلم في مؤتمر أسبن للأمن في ولاية كولورادو الأمريكية، فقال إن الإيرانيين على بُعد أسبوعين أو ثلاثة من إنتاج سلاح نووي، وإن بلاده سوف تظل تعمل على منع ذلك.. هذا كلام قيل كثيرًا، ومن خلال متابعته سوف يتبين لك أن الولايات المتحدة تخاطب به دول الخليج العربي أكثر مما تتحدث به عن الحكومة في طهران..!!
ويرى الأستاذ سليمان جودة أن التحذير الأمريكي لا هدف له في حقيقته إلا ابتزاز عواصم الخليج العربي، على قدر ما تستطيع الولايات المتحدة، التي تحرص في كل مرة على الإشارة إلى أن هذه إذا كانت نية الإيرانيين، فإنها.. أي واشنطن.. سوف تظل تمنعهم من الوصول إلى هذا الهدف.. وما دام الحال كذلك، فالمعنى غير المباشر في الموضوع معنى مزدوج الغرض، وهو كذلك؛ لأن القصد أن الولايات المتحدة تريد ثمن وقوفها في طريق منع الإيرانيين، ولأن الخليج العربي مدعو من ناحية أخرى إلى شراء السلاح الذى يستطيع به مواجهة الخطر الإيراني.. وبالطبع لن يكون هذا السلاح إلا سلاحًا أمريكيًّا في الغالب..!!
لذلك كله ولكثير غيره.. وفي خضم الوضع الحاصل والدائر، فلا بد أن ثمة أمر قادم الى المنطقة، يشعل الحرب والتصعيد والعنف من جهة.. ويتحرك نحو الحديث عن إعمار غزة من جهة التي دمرها الإسرائيليون والمطلوب من الدول العربية دفع ضريبة التخريب والدمار الذي حل.
هناك نقطة يجب الحديث عنها بكل صراحة، أن ثمة جهات خارجية تحاول أن تعرقل كل الجهود والمساعي نحو استقرار المنطقة وعودة العلاقات الطبيعية، وتحقيق الأمن والازدهار والتنمية، من خلال إثارة الفتن، وإشعال الحروب، وإشغال الدول والشعوب بتهديدات ومخاطر تم تكراراها آلاف المرات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك