العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

وزير الداخلية والتعامل مع قضية التحايل من أجل اكتساب الجنسية البحرينية

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

بعد‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عنها‭ ‬التحريات‭ ‬والمراجعات‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬شؤون‭ ‬الهجرة‭ ‬والجوازات‭ ‬والإقامة‭ ‬للحاصلين‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬بينت‭ ‬وجود‭ ‬أشخاص‭ ‬تحصلوا‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بطريقة‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬معلومات‭ ‬وبيانات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬ومستندات‭ ‬مزورة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬فشكل‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬لجنة‭ ‬لمراجعة‭ ‬جميع‭ ‬حالات‭ ‬اكتساب‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬اعتباراً‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬لتحديد‭ ‬الاشخاص‭ ‬الذين‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬ومخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬بيانات‭ ‬كاذبة‭ ‬أو‭ ‬معلومات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬تم‭ ‬على‭ ‬أساسها‭ ‬منحهم‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬بشأنها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬حصلوا‭ ‬عليها‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬وغير‭ ‬شرعية‭.‬

وحسناً‭ ‬فعلت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬عندما‭ ‬خصصت‭ ‬خطاً‭ ‬ساخناً‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬معلومات‭ ‬أو‭ ‬شكاوى‭ ‬أو‭ ‬ملاحظات‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬حول‭ ‬اكتساب‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بطريقة‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬نهج‭ ‬الشراكة‭ ‬الذي‭ ‬تنتهجه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬ان‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬مسؤولية‭ ‬تشاركية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحملها‭ ‬الجميع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أطيب‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬عمل‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬شكلها‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬حيث‭ ‬تلقت‭ ‬الوزارة‭ ‬خلال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬146‭ ‬بلاغاً‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬منها‭ ‬73‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأبناء‭ ‬غير‭ ‬البيولوجيين‭ ‬الذين‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬و35‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬قبل‭ ‬استيفاء‭ ‬المدة‭ ‬المحددة‭ ‬لذلك،‭ ‬وعليه‭ ‬قدمت‭ ‬هذه‭ ‬البلاغات‭ ‬استكمالا‭ ‬لجهود‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬شكلها‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬وأكدت‭ ‬وعي‭ ‬المواطنين‭ ‬بأهمية‭ ‬التعاون‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬وبطريقة‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬شؤون‭ ‬الهجرة‭ ‬والجوازات‭ ‬والإقامة‭ ‬جهود‭ ‬كبيرة‭ ‬ومشكورة‭ ‬تكللت‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يستحقونها،‭ ‬وعليه‭ ‬تم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬حولها‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬وفقاً‭ ‬لأحكام‭ ‬قانون‭ ‬الجنسية‭ ‬لعام‭ ‬1963‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬شروطا‭ ‬ومعايير‭ ‬وكيفية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬أصحابها‭ ‬بمعلومات‭ ‬ومستندات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬أو‭ ‬مزورة‭ ‬اكتسبوا‭ ‬على‭ ‬أثرها‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭. ‬فالحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬يكون‭ ‬وفق‭ ‬القانون،‭ ‬وسحب‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬أيضاً‭ ‬يكون‭ ‬وفق‭ ‬القانون،‭ ‬فالشخص‭ ‬الذي‭ ‬يسيء‭ ‬للبحرين‭ ‬ولا‭ ‬يحترم‭ ‬القانون‭ ‬ولا‭ ‬يلتزم‭ ‬بالنظام‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬وضمن‭ ‬هؤلاء‭ ‬أشخاص‭ ‬أساءوا‭ ‬للبحرين‭ ‬وأضروا‭ ‬بمصالحها،‭ ‬فالجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬تمنح‭ ‬لمن‭ ‬يظهر‭ ‬الولاء‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬والملتزمين‭ ‬بالقانون‭ ‬والمحافظين‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬البحرين‭ ‬ونسيجها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمساهمين‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬البناء‭ ‬والتطوير‭ ‬ولمن‭ ‬تحتاج‭ ‬إليهم‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬والخبراء‭ ‬وذوي‭ ‬الاختصاصات‭ ‬النادرة‭ ‬والتخصصات‭ ‬المطلوبة‭ ‬وأصحاب‭ ‬الشهادات‭ ‬العليا،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬إن‭ ‬التحايل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬اكتساب‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض‭ ‬وغير‭ ‬مقبول‭ ‬وبمثابة‭ ‬جريمة‭ ‬وطن،‭ ‬لأن‭ ‬الجنسية‭ ‬تمثل‭ ‬قيمة‭ ‬عليا‭ ‬وأساسا‭ ‬متينا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬المجتمعي‭ ‬وصون‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬قد‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬إسقاط‭ ‬الامتيازات‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬مكتسبو‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬وفقاً‭ ‬للقوانين‭ ‬المتضمنة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وان‭ ‬جنسياتهم‭ ‬سحبت‭ ‬بعد‭ ‬التأكد‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬أساءوا‭ ‬استخدام‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اكتسبوا‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بطرق‭ ‬مخالفة،‭ ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزيرها‭ ‬ومنتسبيها‭ ‬الذين‭ ‬تعاملوا‭ ‬بكل‭ ‬جدية‭ ‬وصرامة‭ ‬ووفق‭ ‬القانون‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬المخالفين‭ ‬الذين‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬وغير‭ ‬قانونية،‭ ‬متمنين‭ ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الطيبة‭ ‬للتصدي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬الالتفاف‭ ‬على‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا