العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

متى كانت أمريكا محايدة بين إسرائيل والفلسطينيين؟

بقلم: د. عبد المنعم سعيد {

السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

أتعجب‭ ‬عندما‭ ‬يأتي‭ ‬التحذير‭ ‬من‭ ‬تصديق‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تقف‭ ‬موقفا‭ ‬محايدا‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفلسطينيين؛‭ ‬والحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أنهما‭ ‬يشكلان‭ ‬أمرا‭ ‬واحدا‭. ‬وببساطة‭ ‬فإن‭ ‬واشنطن‭ ‬تعطي‭ ‬إسرائيل‭ ‬السلاح‭ ‬وهذه‭ ‬تقوم‭ ‬بالقتل‭. ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غائب،‭ ‬واستكمالا‭ ‬لوجه‭ ‬العجب،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬رئيس‭ ‬أو‭ ‬قائد‭ ‬أمريكي‭ ‬مسؤول‭ ‬قال‭ ‬بغير‭ ‬ذلك؛‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يستطيع‭ ‬قول‭ ‬ذلك‭ ‬وإلا‭ ‬كان‭ ‬نصيبه‭ ‬خسران‭ ‬منصبه‭ ‬أو‭ ‬رئاسته‭ ‬أو‭ ‬مقعده‭ ‬في‭ ‬الكونجرس،‭ ‬ولكن‭ ‬المسألة‭ ‬ليست‭ ‬بهذه‭ ‬البساطة‭ ‬في‭ ‬التقدير،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دولة‭ ‬عظمى‭ ‬‮«‬ناتجها‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬28‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬ولديها‭ ‬19‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬تجوب‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات،‭ ‬ولديها‭ ‬مركبات‭ ‬فضائية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬المريخ،‭ ‬والعظماء‭ ‬التسعة‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬أمريكيون‮»‬‭ ‬أما‭ ‬إسرائيل‭ ‬فهي‭ ‬بالكاد‭ ‬دولة‭ ‬متوسطة‭ ‬القدرة‭ ‬والقوة‭. ‬هذا‭ ‬‮«‬التمايز‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬نقول‭ ‬الخلاف،‭ ‬يجعل‭ ‬مصالحهم‭ ‬غير‭ ‬متطابقة،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬متطابقة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال؛‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬مصادفة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1956‭ ‬أجبرت‭ ‬واشنطن‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬سيناء‭ ‬لأن‭ ‬الأوان‭ ‬جاء‭ ‬لحلول‭ ‬واشنطن‭ ‬محل‭ ‬لندن‭ ‬وباريس‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وكما‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬عند‭ ‬احتلالها‭ ‬سيناء‭ ‬قامت‭ ‬فيها‭ ‬بما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وغزة،‭ ‬تقيم‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية،‭ ‬ومعها‭ ‬المستوطنات،‭ ‬وتستنزف‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬احتياطات‭ ‬البترول‭. ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬جعلت‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬مكلفة؛‭ ‬وقدرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بمصالحها‭ ‬الكثيرة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬بترولا‭ ‬وأمنا،‭ ‬دفعت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬الجلاء‭.‬

في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المواقف،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬واشنطن‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬ولكنها‭ ‬وهي‭ ‬الأخ‭ ‬الأكبر‭ ‬أدرى‭ ‬بمصالح‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬قادتها،‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬تدعي‭ ‬أو‭ ‬يمكنها‭ ‬الادعاء‭! ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬واشنطن‭ ‬دائما‭ ‬مصالحها‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اتساعها‭ ‬بالسلام‭ ‬الإقليمي،‭ ‬بينما‭ ‬تضيق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحرب‭ ‬الإقليمية؛‭ ‬ولكل‭ ‬منهما‭ ‬ثمن‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬جميع‭ ‬المصالح‭. ‬معضلة‭ ‬المتعجبين‭ ‬هي‭ ‬أنهم‭ ‬يرون‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬الدول‭ ‬الأبيض‭ ‬والأسود،‭ ‬إما‭ ‬معنا‭ ‬وإما‭ ‬علينا،‭ ‬ويجدون‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬أن‭ ‬تجمع‭ ‬أمريكا‭ ‬بين‭ ‬إنشاء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ونقض‭ ‬كل‭ ‬عهودها‭!‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا