العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اعترافات.. السيد المسيح!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ٢٨ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

يمثل‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أقدم‭ ‬وثيقة،‭ ‬وأصدق‭ ‬وثيقة‭ ‬أنزلها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬عنده‭ ‬سبحانه،‭ ‬وهي‭ ‬وثيقة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬المعجزة‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬صدق‭ ‬الرسول‭ ‬المبلغ‭ ‬عن‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وهي‭ ‬سجل‭ ‬تاريخي‭ ‬موثق،‭ ‬أما‭ ‬كونها‭ ‬معجزة،‭ ‬فذلك‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬قل‭ ‬لئن‭ ‬اجتمعت‭ ‬الإنس‭ ‬والجن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يأتوا‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬القرآن‭ ‬لا‭ ‬يأتون‭ ‬بمثله‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬بعضهم‭ ‬لبعض‭ ‬ظهيرا‮»‬‭ (‬الإسراء‭/‬88‭).‬

وأما‭ ‬كونه‭ ‬سجلًا‭ ‬حافلًا‭ ‬بالأحداث،‭ ‬وقصص‭ ‬الأنبياء‭ ‬والرسل‭ ‬الكرام،‭ ‬وما‭ ‬وقع‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬أقوامهم‭ ‬من‭ ‬خلافات،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نقص‭ ‬عليك‭ ‬أحسن‭ ‬القصص‭ ‬بما‭ ‬أوحينا‭ ‬إليك‭ ‬هذا‭ ‬القرآن‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ‬لمن‭ ‬الغافلين‮»‬‭ (‬يوسف‭/‬3‭).‬

ومن‭ ‬أحداث‭ ‬التاريخ‭ ‬التي‭ ‬سجلها‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬وأنهى‭ ‬الخلاف‭ ‬حولها‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬قصة‭ ‬أهل‭ ‬الكهف،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نقص‭ ‬عليك‭ ‬نبأهم‭ ‬بالحق‭ ‬إنهم‭ ‬فتية‭ ‬آمنوا‭ ‬بربهم‭ ‬وزدناهم‭ ‬هدى‭ (‬13‭) ‬وربطنا‭ ‬على‭ ‬قلوبهم‭ ‬إذ‭ ‬قاموا‭ ‬فقالوا‭ ‬ربنا‭ ‬رب‭ ‬السموات‭ ‬والأرض‭ ‬لن‭ ‬ندعوا‭ ‬من‭ ‬دونه‭ ‬إلها‭ ‬لقد‭ ‬قلنا‭ ‬إذًا‭ ‬شططا‭(‬14‭) ‬هؤلاء‭ ‬قومنا‭ ‬اتخذوا‭ ‬من‭ ‬دونه‭ ‬آلهةً‭ ‬لولا‭ ‬يأتون‭ ‬عليهم‭ ‬بسلطان‭ ‬بَيِّنْ‭ ‬فمن‭ ‬أظلم‭ ‬ممن‭ ‬افترى‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬كذبا‭(‬15‭)‬‮»‬‭ ‬الكهف‭.‬

إذًا،‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬سجل‭ ‬سطر‭ ‬فيه‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬أنباء‭ ‬الأولين‭ ‬والآخرين،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬وما‭ ‬سيكون،‭ ‬وهو‭ ‬سجل‭ ‬أو‭ ‬كتاب‭ ‬قال‭ ‬الحق‭ ‬فيه‭ ‬وعن‭ ‬أنبائه‭ ‬وأحداثه‭: ‬‮«‬وأنه‭ ‬لكتاب‭ ‬عزيز‭ (‬42‭) ‬لا‭ ‬يأتيه‭ ‬الباطل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يديه‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬خلفه‭ ‬تنزل‭ ‬من‭ ‬حكيم‭ ‬حميد‭ (‬43‭)‬‮»‬‭ (‬فصلت‭).‬

إذًا،‭ ‬فنحن‭ ‬أمام‭ ‬سجل‭ ‬محفوظ،‭ ‬وعزيز‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تناله‭ ‬أيدي‭ ‬المحرفين،‭ ‬وتشكيك‭ ‬المدلسين،‭ ‬تولى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬حفظه‭ ‬وصيانته‭ ‬من‭ ‬عبث‭ ‬العابثين‭ ‬وأكاذيب‭ ‬المرجفين،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬إنَّا‭ ‬نحن‭ ‬نزلنا‭ ‬الذكر‭ ‬وإنا‭ ‬له‭ ‬لحافظون‮»‬‭ (‬الحجر‭/‬9‭).‬

نخلص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬وثيقة‭ ‬محصنة‭ ‬غاية‭ ‬التحصين‭ ‬لا‭ ‬يأتيها‭ ‬الباطل‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬يديها‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬خلفها،‭ ‬ولهذا‭ ‬وصفها‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬بأنها‭ ‬أحسن‭ ‬القصص،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬نقص‭ ‬عليك‭ ‬أحسن‭ ‬القصص‭ ‬بما‭ ‬أوحينا‭ ‬إليك‭ ‬هذا‭ ‬القرآن‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ‬لمن‭ ‬الغافلين‮»‬‭ (‬يوسف‭).‬

ولهذا،‭ ‬فنحن‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬عمل‭ ‬جليل‭ ‬يقدمه‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬عيسى‭ (‬عليه‭ ‬السلام‭) ‬يعترف‭ ‬فيه‭ ‬بموقفه‭ ‬من‭ ‬العقيدة،‭ ‬وما‭ ‬اتهموه‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬تهم‭ ‬باطلة‭ ‬ما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سلطان‭.. ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الحساب‭ ‬يسأل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬رسله‭ ‬وأنبياءه‭: ‬هل‭ ‬بلغوا‭ ‬أقوامهم‭ ‬بما‭ ‬أمرهم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭ ‬والعمل‭ ‬الصالح؟‭ ‬ورغم‭ ‬علم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بأنهم‭ ‬قد‭ ‬فعلوا‭ ‬ذلك‭ ‬لكن‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬لا‭ ‬يحكم‭ ‬بعلمه،‭ ‬بل‭ ‬بالدليل‭ ‬والبرهان،‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬إله‭ ‬لا‭ ‬يُسأل‭ ‬عما‭ ‬يفعل‭ ‬وهم‭ ‬يسألون‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬عامل‭ ‬نفسه‭ ‬بما‭ ‬يعامل‭ ‬عباده‭.. ‬إنه‭ ‬العدل‭ ‬المطلق،‭ ‬والحكم‭ ‬العدل،‭ ‬ولذلك‭ ‬تكرر‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭ ‬في‭ ‬جداله‭ ‬مع‭ ‬خلقه‭: ‬‮«‬قل‭ ‬هاتوا‭ ‬برهانكم‭ ‬إن‭ ‬كنتم‭ ‬صادقين‮»‬‭ (‬البقرة‭/‬111‭).‬

وقف‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬عيسى‭ (‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭) ‬يعترف‭ ‬بكذب‭ ‬ما‭ ‬اتهموه‭ ‬به‭ ‬ليبرئ‭ ‬ساحته،‭ ‬وليؤكد‭ ‬لأتباعه‭ ‬ومن‭ ‬لفقوا‭ ‬له‭ ‬التهم،‭ ‬وادعوا‭ ‬فيه‭ ‬دعاوى‭ ‬باطلة،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الدعاوى‭ ‬الكاذبة‭ ‬الملفقة‭ ‬ما‭ ‬قصه‭ ‬القرآن‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬أمرهم‭ ‬بأن‭ ‬يتخذوا‭ ‬منه‭ ‬ومن‭ ‬أمه‭ ‬البتول‭ ‬العذراء‭ ‬إلهين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭ -‬تعالى‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬علوا‭ ‬كبيرا‭- ‬إنها‭ ‬تهمة‭ ‬باطلة‭ ‬كأعظم‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬البطلان،‭ ‬حاشاه‭ ‬أن‭ ‬يرتكب‭ ‬هذا‭ ‬الإثم‭ ‬العظيم،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬وإذ‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬عيسى‭ ‬ابن‭ ‬مريم‭ ‬أأنت‭ ‬قلت‭ ‬للناس‭ ‬اتخذوني‭ ‬وأميَ‭ ‬إلهين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭ ‬قال‭ ‬سبحانك‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬لي‭ ‬بحق‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬قلته‭ ‬فقد‭ ‬علمته‭ ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬نفسك‭ ‬إنك‭ ‬أنت‭ ‬عَلَّام‭ ‬الغيوب‭(‬116‭) ‬ما‭ ‬قلت‭ ‬لهم‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬أمرتني‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬أعبدوا‭ ‬الله‭ ‬ربي‭ ‬وربكم‭ ‬وكنت‭ ‬عليهم‭ ‬شهيدًا‭ ‬ما‭ ‬دمت‭ ‬فيهم‭ ‬فلما‭ ‬توفيتني‭ ‬كنت‭ ‬أنت‭ ‬الرقيب‭ ‬عليهم‭ ‬وأنت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬شهيد‭(‬117‭) ‬إن‭ ‬تعذبهم‭ ‬فإنهم‭ ‬عبادك‭ ‬وإن‭ ‬تغفر‭ ‬لهم‭ ‬فإنك‭ ‬أنت‭ ‬العزيز‭ ‬الحكيم‭ (‬118‭)‬‮»‬‭ (‬المائدة‭).‬

إن‭ ‬الحق‭ ‬والصدق‭ ‬في‭ ‬اعترافات‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬عيسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬ليصدران‭ ‬عن‭ ‬مشكاة‭ ‬واحدة،‭ ‬وما‭ ‬يؤيد‭ ‬ذلك‭ ‬ويؤكده‭ ‬شهادته‭ ‬لأمه‭ ‬البتول‭ ‬حين‭ ‬اتهموها‭ ‬في‭ ‬عرضها،‭ ‬ولَم‭ ‬يقيموا‭ ‬وزنا‭ ‬لشهادة‭ ‬طفل‭ ‬رضيع‭ ‬في‭ ‬المهد‭ ‬حكموا‭ ‬هم‭ ‬بأنفسهم‭ ‬على‭ ‬استحالة‭ ‬أن‭ ‬ينطق‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬المهد‭: ‬‮«‬فأشارت‭ ‬إليه‭ ‬قالوا‭ ‬كيف‭ ‬نكلم‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬المهد‭ ‬صبيا‮»‬‭ (‬مريم‭/‬29‭) ‬وثبتت‭ ‬براءة‭ ‬العذراء‭ ‬البتول‭ ‬بشهادة‭ ‬طفل‭ ‬رضيع‭ ‬في‭ ‬المهد‭ ‬أنطقه‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ليقول‭ ‬الحق‭ ‬ويبرئ‭ ‬ساحة‭ ‬والدته‭ ‬من‭ ‬التهمة‭ ‬التي‭ ‬نسبوها‭ ‬إليها‭.‬

إن‭ ‬البشرية‭ ‬لحري‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬تحفظ‭ ‬هذا‭ ‬السجل‭ ‬الخالد،‭ ‬وهذه‭ ‬المعجزة‭ ‬الوحيدة‭ ‬الباقية‭ ‬من‭ ‬معجزات‭ ‬الأنبياء‭ ‬والمرسلين‭ ‬لأنه‭ ‬الكتاب‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬قص‭ ‬علينا‭ ‬أنباء‭ ‬وأخبار‭ ‬الأمم‭ ‬السالفة‭ ‬مع‭ ‬أنبيائهم،‭ ‬وقصص‭ ‬حضارات‭ ‬سادت،‭ ‬ثم‭ ‬بادت‭ ‬ولَم‭ ‬يبق‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬صفحات‭ ‬أو‭ ‬شذرات‭ ‬تحكي‭ ‬ان‭ ‬أزمان‭ ‬غابرة‭ ‬ً‭ ‬وآثار‭ ‬نحاول‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬عليها،‭ ‬ونستنطقها‭ ‬لتفصح‭ ‬إلينا‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬أسرارها‭ ‬الدفينة،‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬هذا‭ ‬تخرصًا،‭ ‬بل‭ ‬نقول‭ ‬الحق،‭ ‬لأن‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬أنطقه،‭ ‬ووثقه‭ ‬وسجله‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬حفظه‭ ‬لنا،‭ ‬وأيده‭ ‬بالخوارق‭ ‬والمعجزات،‭ ‬وذلك‭ ‬حين‭ ‬تحقق‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬عيسى‭ ‬ابن‭ ‬مريم‭ ‬إحياء‭ ‬الموتى،‭ ‬وإبراء‭ ‬الأكمه‭ ‬والأبرص،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬يعترف‭ ‬ببراءة‭ ‬أمه‭ ‬العذراء‭ ‬البتول،‭ ‬وينطق‭ ‬بالحق‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬يستحيل‭ ‬فيه‭ ‬الكلام،‭ ‬وقد‭ ‬حكم‭ ‬أتباعه‭ ‬باستحالة‭ ‬ذلك،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬فأتت‭ ‬به‭ ‬قومها‭ ‬تحمله‭ ‬قالوا‭ ‬يا‭ ‬مريم‭ ‬لقد‭ ‬جئت‭ ‬شيئًا‭ ‬فريا‭(‬27‭) ‬يا‭ ‬أخت‭ ‬هارون‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬أبوك‭ ‬امرأ‭ ‬سوءٍ‭ ‬وما‭ ‬كانت‭ ‬أمك‭ ‬بغيا‭(‬28‭) ‬فأشارت‭ ‬إليه‭ ‬قالوا‭ ‬كيف‭ ‬نكلم‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬المهد‭ ‬صبيا‭(‬29‭) ‬قال‭ ‬إني‭ ‬عبدالله‭ ‬آتاني‭ ‬الكتاب‭ ‬وجعلني‭ ‬نبيا‭(‬30‭) ‬وجعلني‭ ‬مباركًا‭ ‬أين‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬وأوصاني‭ ‬بالصلاة‭ ‬والزكاة‭ ‬ما‭ ‬دمت‭ ‬حيا‭(‬31‭) ‬وبرا‭ ‬بوالدتي‭ ‬ولَم‭ ‬يجعلني‭ ‬جبارًا‭ ‬شقيا‭(‬32‭) ‬والسلام‭ ‬علي‭ ‬يوم‭ ‬ولدت‭ ‬ويوم‭ ‬أموت‭ ‬ويوم‭ ‬أبعث‭ ‬حيا‭(‬33‭)‬‮»‬‭ ‬سورة‭ ‬مريم‭.‬

لقد‭ ‬صَدَّقَ‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭. ‬على‭ ‬اعترافات‭ ‬نبيه‭ ‬عيسى‭ (‬عليه‭ ‬السلام‭)‬،‭ ‬وشهد‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬قال‭ ‬الصدق،‭ ‬وكما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬قلنا‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لا‭ ‬يقضي‭ ‬بعلمه‭ ‬ولكنه‭ ‬يحكم‭ ‬بالدليل‭ ‬والبرهان،‭ ‬ها‭ ‬هو‭ ‬الحق‭ ‬ينزل‭ ‬عن‭ ‬منصة‭ ‬القضاء‭ ‬ليدلي‭ ‬بالشهادة‭ ‬لصالح‭ ‬نبيه‭ ‬عيسى‭ (‬عليه‭ ‬السلام‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬إلى‭ ‬منصة‭ ‬القضاء‭ ‬ليفصل‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬أُتُهِمَ‭ ‬فيها‭ ‬عيسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا