يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
أنور عبدالرحمن والصحافة الوطنية الحديثة
تكريم الأستاذ أنور عبدالرحمن بجائزة شخصية العام الصحفية على رأس جوائز «جائزة رئيس الوزراء للصحافة» قوبل بترحيب واسع وتقدير كبير جدا من كل قطاعات المجتمع البحريني على كل المستويات الرسمية وغير الرسمية.
ليس هذا بالأمر الغريب.
هذا الاحتفاء العام بفوز الأستاذ أنور يعتبر أولا تقديرا لمكانته الشخصية ولدوره الرائد في النهوض بالصحافة الوطنية وتطويرها.
وهو ثانيا تقدير عام لدور صحيفة «أخبار الخليج» التي يرأس الأستاذ أنور مجلس ادارتها وتحريرها.
وهو ثالثا تعبير عن الايمان العام بدور الصحافة الوطنية عموما في خدمة البحرين وتقدمها وعلى الآمال المعقودة على هذا الدور.
اما بالنسبة لنا في «أخبار الخليج».. بالنسبة لكل الصحفيين والعاملين في الجريدة فلقد كان تكريم الأستاذ أنور مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا، واعتبرنا انه في نفس الوقت تكريم للجريدة ولكل العاملين فيها.
كنت أتمنى في إطار الإعلان عن الجائزة ان يتم تنظيم لقاء او ندوة للحديث عن دور الأستاذ أنور في تاريخ صحافة البحرين والذي اهله لنيل هذا التكريم الرفيع عن جدارة واستحقاق، على الأقل كي يكون هذا درسا للصحفيين الشباب في البحرين ومرشدا وحافزا لهم.
الحقيقة ان الحديث عن تاريخ الأستاذ أنور في عالم النشر والصحافة وعن الدور الذي لعبه عبر عقود يحتاج الى صفحات طوال. لكن يمكن تلخيص هذا الدور في جملة واحدة، انه أحد أكبر رواد الصحافة الوطنية الحديثة في البحرين.
منذ الرائد المؤسس عبدالله الزايد، احتاجت صحافة البحرين الى عقود كي تنتقل الى عالم الصحافة الوطنية الحديثة مع صدور «أخبار الخليج».
دور الأستاذ أنور، والأساتذة الآخرين المؤسسين لـ«أخبار الخليج»، كان دورا تاريخيا بحق. شهدت البحرين لأول مرة صدور صحيفة يومية منتظمة لتضع البحرين على خريطة الصحافة العربية والعالمية، ولتنقل اخبار الوطن والتطورات الوطنية والعالمية الى القارئ البحريني.
منذ صدور «أخبار الخليج»، كان دور الأستاذ أنور حاسما في كل ما شهدته الجريدة من تطور عبر العقود الماضية، إداريا وصحفيا.
كان دور الأستاذ أنور أساسيا في جعل «أخبار الخليج» تتطور لتصل الى المصاف الأولى في عالم الصحافة العربية.
منذ صدور «أخبار الخليج»، كان للرواد والمؤسسين الأوائل الفضل في ان تضع الصحيفة لنفسها سياسة تحريرية وخطا عاما، يتلخص في الوطنية، والالتزام بقضايا الأمة العربية.
منذ اليوم الأول لصدورها دافعت «أخبار الخليج» عن القضايا الوطنية وعن الوطن بحسم ووضوح في كل الأوقات والظروف، واتخذت موقفا عروبيا واضحا لم تتزحزح عنه رغم كل التطورات العاصفة.
هذا الموقف للجريدة تعزز أكثر وأكثر مع تولي الأستاذ أنور رئاسة تحريرها واصراره الحازم على استقلالية الجريدة واتباع المعايير المهنية المحترمة والموضوعية، وعدم الانحراف عن سياستها وخطها الوطني العربي العام.
لم يكن هذا بالأمر السهل كما يتصور البعض في ظل تحولات كبيرة عاصفة شهدتها البحرين والمنطقة وصعوبات كثيرة.
رحلة طويلة للأستاذ أنور بذل فيها الجهد والعرق والعمل الشاق من اجل صحافة بحرينية وطنية حديثة، استحق عنها التكريم بجدارة، وان كان هذا التكريم تأخر كثيرا في الحقيقة.
هذا بشكل عام. اما بالنسبة لي شخصيا، فقد تشرفت بالعمل مع الأستاذ أنور عن قرب لأكثر من 35 عاما. عبر هذه السنين الطويلة شهدت معه في «أخبار الخليج» تطورات عاصفة وازمات ومشاكل واحداثا كبيرة تتعلق بالجريدة وبالبحرين وبأحداث وتطورات عربية، حين يأتي الوقت لرواية تفاصيلها ستكون شهادة حق عن مواقفه وادواره الوطنية الصحفية والسياسية.
الحقيقة ان تكريم الأستاذ أنور عبدالرحمن بجائزة شخصية العام الصحفية هو تكريم للجهد والعمل الشاق المتواصل من اجل النهوض بصحافة البحرين والحرص على الوطن ومصالحه العليا.. هو تكريم لقيم الاستقلال والمهنية والنزاهة.. هو تكريم لمواقفه الوطنية العربية المسئولة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك