العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل تستطيع كامالا هاريس هزيمة ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

بقلم: أنتوني زورتشر

الخميس ٠١ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬انسحابه‭ ‬من‭ ‬سباق‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابه‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬أصبح‭ ‬الطريق‭ ‬ممهدا‭ ‬أمام‭ ‬نائبته،‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس،‭ ‬لتأمين‭ ‬ترشيح‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬سباق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭.‬

ربما‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬هي‭ ‬الأسهل،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬أمام‭ ‬هاريس‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إلحاق‭ ‬هزيمة‭ ‬بالمرشح‭ ‬الجمهوري،‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬بعد‭. ‬ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬صعود‭ ‬هاريس‭ ‬إلى‭ ‬صدارة‭ ‬القائمة‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يمثل‭ ‬نقاط‭ ‬قوة‭ ‬جديدة‭ ‬لدى‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬لكنه‭ ‬يكشف‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬بايدن‭.‬

وتظهر‭ ‬استطلاعات‭ ‬رأي‭ ‬أخيرة،‭ ‬تراجع‭ ‬هاريس‭ ‬قليلا‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬ترامب،‭ ‬وهو‭ ‬وضع‭ ‬مماثل‭ ‬تقريبا‭ ‬لمركز‭ ‬بايدن‭ ‬قبل‭ ‬إعلان‭ ‬انسحابه‭ ‬التاريخي‭ ‬من‭ ‬السباق‭ ‬الانتخابي،‭ ‬لكن‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬أكبر‭ ‬لتغير‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬إذا‭ ‬انتقلنا‭ ‬من‭ ‬الافتراض‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭.‬

في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬لحظة،‭ ‬شعر‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬بنشاط‭ ‬كبير‭ ‬للغاية‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬الشديد‭ ‬بشأن‭ ‬لياقة‭ ‬بايدن‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بحملته‭ ‬الانتخابية‭.‬

وحظيت‭ ‬هاريس‭ ‬بتأييد‭ ‬جميع‭ ‬المنافسين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬المحتملين‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الترشح‭ ‬للانتخابات،‭ ‬منهم‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬السابقة،‭ ‬نانسي‭ ‬بيلوسي،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الشخصيات‭ ‬نفوذا‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭.‬

ولا‭ ‬يزال‭ ‬السباق‭ ‬الرئاسي،‭ ‬الذي‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬يبدو‭ ‬متقاربا،‭ ‬وهي‭ ‬حالة‭ ‬تعكس‭ ‬ضغوطا‭ ‬حزبية‭ ‬عميقة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ونفور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬ترامب‭ ‬كمرشح‭ ‬رئاسي‭.‬

ويبرز‭ ‬التحدي‭ ‬الأساسي‭ ‬‭ ‬والفرصة‭ ‬الأخيرة‭ ‬‭ ‬لنائبة‭ ‬الرئيس،‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬نفور‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬ترامب،‭ ‬وجذب‭ ‬الناخبين‭ ‬الوسطيين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‭ ‬الرئيسية‭ ‬وتنشيط‭ ‬قاعدة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬لتتناسب‭ ‬مع‭ ‬حماس‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬تيار‭ ‬اليمين‭ ‬تجاه‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تتأرجح‭ ‬قاعدة‭ ‬الجمهوريين‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭ ‬بسبب‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الإحباط‭.‬

يأتي‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬المتجدد‭ ‬وحماس‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬تجاه‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬مصحوبا‭ ‬بتعزيز‭ ‬التمويل‭ ‬المالي،‭ ‬فوفقا‭ ‬لحملة‭ ‬هاريس،‭ ‬استطاعت‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬جمع‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬التبرعات‭ ‬الجديدة‭ ‬خلال‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬بايدن‭ ‬انسحابه،‭ ‬وهي‭ ‬أكبر‭ ‬تبرعات‭ ‬إجمالية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬لأي‭ ‬مرشح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬الانتخابي،‭ ‬يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬‮«‬ورثتها‮»‬‭ ‬من‭ ‬تبرعات‭ ‬حملة‭ ‬بايدن‭-‬هاريس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمنحها‭ ‬أساسا‭ ‬ماليا‭ ‬قويا‭ ‬لحملتها‭ ‬الرئاسية‭ ‬القادمة‭ .‬كما‭ ‬يُبطل‭ ‬ترشيح‭ ‬هاريس‭ ‬أبرز‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬شنها‭ ‬الجمهوريون‭ ‬على‭ ‬منافسهم،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬سن‭ ‬المرشح‭ ‬الرئاسي‭.‬

دأبت‭ ‬حملة‭ ‬ترامب،‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أشهر،‭ ‬على‭ ‬انتقاد‭ ‬بايدن‭ ‬ووصفه‭ ‬بالضعيف‭ ‬وسهل‭ ‬الارتباك،‭ ‬وهي‭ ‬انتقادات‭ ‬تعززت‭ ‬لدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الأميركيين‭ ‬بعد‭ ‬أداء‭ ‬الرئيس‭ ‬المربك‭ ‬خلال‭ ‬مناظرة‭ ‬أمام‭ ‬ترامب‭ ‬قبل‭ ‬أربعة‭ ‬أسابيع‭.‬

لذا‭ ‬ستكون‭ ‬هاريس،‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬59‭ ‬عاما،‭ ‬أكثر‭ ‬نشاطا‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬تمثيل‭ ‬حزبها‭ ‬بطريقة‭ ‬أكثر‭ ‬تماسكا،‭ ‬كما‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقلب‭ ‬الطاولة‭ ‬على‭ ‬ترامب‭ ‬واغتنام‭ ‬فرصة‭ ‬عمره،‭ ‬البالغ‭ ‬78‭ ‬عاما،‭ ‬ضده،‭ ‬كونه‭ ‬سيكون‭ ‬أكبر‭ ‬رئيس‭ ‬منتخب‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

وتستطيع‭ ‬هاريس‭ ‬حشد‭ ‬دعم‭ ‬الناخبين‭ ‬السود،‭ ‬الذين‭ ‬تشير‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬ابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وإذا‭ ‬تمكنت‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬حشد‭ ‬هؤلاء‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ضمان‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬الأقليات‭ ‬الأخرى‭ ‬والناخبين‭ ‬الأصغر‭ ‬سنا،‭ ‬أسوة‭ ‬بائتلاف‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬الفائز‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬2008‭ ‬و2012،‭ ‬فقد‭ ‬يساعدها‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكاسبها‭ ‬أمام‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‭ ‬التي‭ ‬ستحسم‭ ‬انتخابات‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

كما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصقل‭ ‬خلفيتها‭ ‬المهنية،‭ ‬كمدعية‭ ‬عامة،‭ ‬أوراق‭ ‬اعتمادها‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجرائم،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سيرتها‭ ‬الذاتية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬عائق‭ ‬أمامها‭ ‬عندما‭ ‬تقدمت‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬ترشيح‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للرئاسة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬وأثار‭ ‬ذلك‭ ‬انتقادات‭ ‬ساخرة‭ ‬من‭ ‬اليسار‭ ‬ووصفوا‭ ‬كامالا‭ ‬بأنها‭ ‬شرطية،‭ ‬فذلك‭ ‬قد‭ ‬يساعدها‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬حملتها‭ ‬ضد‭ ‬ترامب‭.‬

كانت‭ ‬هاريس‭ ‬الشخص‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬عن‭ ‬ملف‭ ‬الإجهاض،‭ ‬وهو‭ ‬ملف‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬أحد‭ ‬أقوى‭ ‬القضايا‭ ‬لتحفيز‭ ‬القاعدة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬كان‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬مدافعا‭ ‬مترددا‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬بسبب‭ ‬سجله‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬بعض‭ ‬القيود‭ ‬على‭ ‬الإجراء‭.‬

ويقول‭ ‬ستيف‭ ‬إسرائيل،‭ ‬عضو‭ ‬الكونغرس‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬نيويورك،‭ ‬لبودكاست‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬أمريكاست‭: ‬‮«‬أعتقد‭ ‬أنها‭ (‬هاريس‭) ‬تذكّر‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الولايات‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬سجالات،‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬المحك‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالحقوق‭ ‬الإنجابية‮»‬‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬المحتملة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬هاريس‭ ‬أمام‭ ‬ترامب،‭ ‬يوجد‭ ‬سبب‭ ‬وراء‭ ‬تردد‭ ‬بعض‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬نائبته‭ ‬ستكون‭ ‬الخليفة‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬الانتخابي‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬حماس‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬بشأن‭ ‬قضية‭ ‬الإجهاض،‭ ‬فإن‭ ‬سجل‭ ‬هاريس‭ ‬كنائبة‭ ‬للرئيس‭ ‬كان‭ ‬مشوشا،‭ ‬ففي‭ ‬بدايات‭ ‬عمل‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬كُلفت‭ ‬بمهمة‭ ‬معالجة‭ ‬الأسباب‭ ‬الجذرية‭ ‬لأزمة‭ ‬الهجرة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمكسيك،‭ ‬وأدت‭ ‬أخطاء‭ ‬وبيانات‭ ‬مغلوطة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مقابلة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2021‭ ‬مع‭ ‬ليستر‭ ‬هولت،‭ ‬مقدم‭ ‬برنامج‭ ‬إن‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز،‭ ‬إلى‭ ‬إلحاق‭ ‬أضرار‭ ‬بمكانتها،‭  ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬انتقادات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المحافظين‭.‬

كما‭ ‬انتقدها‭ ‬الجمهوريون‭ ‬بالفعل‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬قيصر‭ ‬الحدود‮»‬‭ ‬للرئيس‭ ‬بايدن،‭ ‬وهم‭ ‬يسعون‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬جعلها‭ ‬السبب‭ ‬بما‭ ‬أظهرته‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬بشأن‭ ‬سياسات‭ ‬الهجرة،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬لدى‭ ‬الناخبين‭.‬

ويقول‭ ‬إسرائيل‭: ‬‮«‬الهجرة‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬سجالات‭. ‬إنها‭ ‬قضية‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق،‭ ‬سواء‭ ‬بطريقة‭ ‬عادلة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬عادلة‭. ‬إنهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الهجرة‭ ‬لدينا‭ ‬لا‭ ‬يُدار‭ ‬بكفاءة‮»‬‭.‬

كما‭ ‬ستسعى‭ ‬حملة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬الطاولة‭ ‬على‭ ‬هاريس‭ ‬واغتنام‭ ‬الخلفية‭ ‬القضائية‭ ‬لنائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬ضدها،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬سجلها‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬إصلاح‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مهاجمة‭ ‬قراراتها‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الادعاء‭ ‬والإفراج‭ ‬المشروط‭.‬

وتوجد‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬أخرى‭ ‬لدى‭ ‬هاريس‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬سجلها‭ ‬المتقلب‭ ‬كمرشحة،‭ ‬فخلال‭ ‬محاولتها‭ ‬خوض‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬لم‭ ‬تواجه‭ ‬سوى‭ ‬معارضة‭ ‬رمزية‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬التي‭ ‬يهيمن‭ ‬عليها‭ ‬الديمقراطيون‭.‬

كما‭ ‬انتهت‭ ‬مسيرتها‭ ‬الفردية‭ ‬ومحاولة‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬ترشيح‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬للرئاسة‭ ‬لعام‭ ‬2020،‭ ‬بالفشل،‭ ‬إذ‭ ‬أسهمت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المقابلات‭ ‬المتخبطة،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬رؤية‭ ‬محددة‭ ‬بوضوح،‭ ‬وسوء‭ ‬إدارة‭ ‬الحملة،‭ ‬في‭ ‬انسحابها‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أولى‭ ‬المنافسات‭ ‬التمهيدية‭.‬

لعل‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬هاريس‭ ‬هو‭ ‬أنها،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن،‭ ‬ليست‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬للبلاد‭. ‬ففي‭ ‬حين‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تتاح‭ ‬لها‭ ‬فرصة‭ ‬إبعاد‭ ‬نفسها‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بشعبية‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬بايدن،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬أيضا‭ ‬بميزة‭ ‬كونها‭ ‬شخصية‭ ‬معروفة‭ ‬لدى‭ ‬الناخبين‭.‬

ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يبذل‭ ‬الجمهوريون‭ ‬جهودا‭ ‬حثيثة‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬لتصوير‭ ‬هاريس‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تخضع‭ ‬للاختبار‭ ‬وتحمل‭ ‬مخاطر‭ ‬كبيرة‭ ‬تجعلها‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬رئيسة‭ ‬للبلاد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬الادعاء‭ ‬الحالي‭ ‬بأن‭ ‬ترامب‭ ‬الرئيس‭ ‬الوحيد‭ ‬المضمون‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭.‬

ولدى‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬فرصة،‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة،‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬انطباعا‭ ‬جديدا‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وإذا‭ ‬تعثرت‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فبدون‭ ‬شك‭ ‬سيفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬صراع‭ ‬طويل‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬أغسطس،‭ ‬وقد‭ ‬ينتهي‭ ‬بهم‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬توحد‭ ‬الحزب‭ ‬خلف‭ ‬مرشح‭ ‬مختلف،‭ ‬أو‭ ‬انقسام‭ ‬الحزب‭.‬

وكما‭ ‬أظهرت‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية،‭ ‬فإن‭ ‬الحظوظ‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬انتخابات‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬بسرعة‭ ‬وبشكل‭ ‬دائم،‭ ‬ويتعين‭ ‬على‭ ‬هاريس‭ ‬الآن،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أبرز‭ ‬معترك‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭.‬

 

{‭ ‬مراسل‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬‭ ‬أمريكا‭ ‬الشمالية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا