يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
أبعد من اغتيال هنية
في الفترة القليلة الماضية شهدنا تصعيدا إسرائيليا خطيرا في الاعتداءات التي تستهدف دولا في المنطقة.
شهدنا الاعتداء على مدينة الحديدة في اليمن. وشهدنا اغتيال فؤاد شكر القيادي في حزب الله في غارة على جنوب لبنان. ثم شهدنا اغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية في طهران. والاعتداءات على سوريا والاغتيالات الإسرائيلية على الأراضي السورية أصبحت متكررة.
السؤال: ماذا وراء هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير في المنطقة؟
قد تبدو الإجابة المباشرة أن هذا رد انتقامي على ما يتعرض له الكيان الإسرائيلي من هجمات من جانب المقاومة. لكن الحقيقة أبعد من هذا.
الذي يهدف إليه الإسرائيليون من وراء هذا التصعيد في الاعتداءات في المنطقة أبعد بكثير من هذا. ما يريدونه أبعد بكثير من مجرد اغتيال هنية كقيادي بارز في حماس على أمل أن يقود هذا إلى إضعاف المقاومة، ومن مجرد الرد على هجوم تل أبيب الذي حدث مؤخرا، والرد على صواريخ حزب الله.
الحادث أن حرب إبادة غزة في طريقها للنهاية وهناك ضغوط متزايدة من أجل وقفها. وبغض النظر عن النوايا الإسرائيلية، فهم لا يستطيعون الاستمرار في الحرب إلى ما لا نهاية.
في نفس الوقت الإدانات العالمية للإجرام الإسرائيلي بلغت حدا غير مسبوق من جانب الشعوب والدول والمنظمات الدولية في العالم، وأصبح هناك قناعة عالمية بأنه لم يعد مقبولا الرضوخ لكل هذه الهمجية الإسرائيلية والتسامح مع هذه الإبادة الجماعية لشعب بأسره، وبأنه لم يعد من الممكن ترك القضية الفلسطينية دون حسم وآن الأوان لإنهاء الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة. والمؤكد أن الضغوط العالمية في هذا الاتجاه سوف تتزايد بعد وقف حرب الإبادة في غزة.
في هذا الإطار يمكن أن نفهم لماذا يصعّد الكيان الإسرائيلي هجماته في دول المنطقة في الفترة الأخيرة.
الكيان الإسرائيلي يريد تحقيق هدفين كبيرين من وراء هذا التصعيد:
الأول: تأكيد ما يعلنه بالفعل باستمرار من أنه لن يكون هناك سلام ولن تكون هناك نهاية للاحتلال، ولن تقوم دولة فلسطينية أبدا في أي إطار وفي أي وقت.
بعبارة أخرى، يريد الاسرائيليون إثبات أنهم هم الذين يحددون مستقبل الصراع برمته، وأنه لن يستطيع أي أحد أن يفرض عليهم أي شيء.
والثاني: يريد الإسرائيليون إثبات أن «ذراعهم الطويلة» قادرة على الوصول إلى أي دولة في المنطقة، وأنهم قادرون على أن يفرضوا إرادتهم على كل دول المنطقة، وأن اعتبارات السيادة لا قيمة لها ولا معنى بالنسبة إليهم.
بعبارة أخرى يريد الإسرائيليون توجيه رسالة مؤداها أن كل دول المنطقة ليس أمامها سوى أن ترضخ لإرادتهم بالقوة وبالإرهاب، وأن تقبل صاغرة لرؤيتهم لمستقبل المنطقة كلها وليس فقط لمستقبل الصراع مع الشعب الفلسطيني.
المنطقة مقبلة على مرحلة مصيرية في منتهى الخطورة.. مرحلة جوهرها من سيكون له اليد العليا في المنطقة.. الأمر لا يتعلق فقط بالقضية الفلسطينية، وإنما بمصير المنطقة برمتها.
النتيجة النهائية سوف تتوقف على مواقف مختلف الدول وماذا ستفعل، وعلى مواقف الدول العربية بالطبع بوجه خاص.. هل سترضخ الدول العربية لهذا الذي يريده الإسرائيليون أم ستكون لها كلمة أخرى؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك