العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نتنياهو الكاذب وفشله في تهميش القضية الفلسطينية

بقلم: د. رمزي بارود

الاثنين ١٢ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالخطباء‭ ‬العظماء‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬كلماتهم‭ ‬غير‭ ‬ذات‭ ‬معنى‭ ‬أو‭ ‬قيمة‭. ‬إن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬ليس‭ ‬خطيبا‭ ‬عظيما،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬ألقاه‭ ‬أمام‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬للكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الرابع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬فعلية‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬تعبيراً‭ ‬عن‭ ‬يأسه،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬هزيمته،‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الجبهات‭.‬

في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الجديد‭. ‬فقد‭ ‬ظل‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬عرضة‭ ‬للسخرية‭ ‬والاستهزاء‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬فخلال‭ ‬خطابه‭ ‬أمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2012،‭ ‬عرض‭ ‬الزعيم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬مخططًا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إشعال‭ ‬فتيل‭ ‬حرب‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الخريطة‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬رؤيته‭ ‬لما‭ ‬يسميه‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬عرضها‭ ‬أيضًا‭ ‬خلال‭ ‬خطاب‭ ‬آخر‭ ‬ألقاه‭ ‬على‭ ‬منبر‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬كانت‭ ‬أيضًا‭ ‬مثارًا‭ ‬للسخرية‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬المناسبتين،‭ ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مناسبتين‭ ‬أخريين،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬استراتيجية‭ ‬نتنياهو‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬المزاح‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬أفكاره‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بأن‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬لن‭ ‬تفوت‭ ‬فرصة‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أدائه‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الاهتمام،‭ ‬وفي‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬كانت‭ ‬الخطب‭ ‬التي‭ ‬يلقيها‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬ينتقد‭ ‬مضمونها‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فحتى‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬كانت‭ ‬عوامل‭ ‬الخطر‭ ‬المحتملة‭ ‬لنتنياهو،‭ ‬الناجمة‭ ‬عما‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬لنا‭ ‬سلوكاً‭ ‬مشيناً‭ ‬وخطابات‭ ‬غريبة،‭ ‬ضئيلة‭ ‬للغاية‭. ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دائرته‭ ‬الانتخابية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كان‭ ‬الظهور‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬الضجة‭ ‬الإعلامية‭ ‬سبباً‭ ‬دائماً‭ ‬لحصوله‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬التأييد‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أتباعه،‭ ‬فقد‭ ‬لعب‭ ‬نتنياهو‭ ‬دور‭ ‬‮«‬نبي‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‮»‬‭.‬

كتب‭ ‬ديفيد‭ ‬لازاروس‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬9‭ ‬أكتوبر‭ ‬2020‭: ‬‮«‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬سوى‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لديهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ‬الكامل‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬الأهمية‭ ‬التاريخية‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وحول‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬بالضبط‭ ‬قبل‭ ‬عملية‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الأكثر‭ ‬تدميراً‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬ذلك‭.‬

لكن‭ ‬صاحب‭ ‬الرؤية‭ ‬المفترض؛‭ ‬أي‭ ‬نتنياهو‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬كل‭ ‬العلامات،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬الحرب،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬التأثير‭ ‬الكارثي‭ ‬للإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تطارد‭ ‬بلاده‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬قادمة‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬تخلت‭ ‬غالبية‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬عن‭ ‬‮«‬نبيهم‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬تظهر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يبدو‭ ‬نتنياهو‭ ‬غير‭ ‬منزعج‭ ‬بالمرة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاتجاهات‭ ‬التي‭ ‬تشق‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭. ‬لقد‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬وأبان‭ ‬عن‭ ‬غياب‭ ‬شبه‭ ‬كامل‭ ‬للوعي‭ ‬بالواقع‭ ‬الجديد‭ ‬المنبثق‭ ‬عن‭ ‬سياساته‭ ‬الفاشلة‭ ‬وقراءته‭ ‬المشوهة‭ ‬للتاريخ‭.‬

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعرفون،‭ ‬فإن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يسوق‭ ‬نفسه‭ ‬أيضًا‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬باعتباره‭ ‬مثقفًا‭. ‬ويشتمل‭ ‬فكره‭ ‬على‭ ‬معاداة‭ ‬مسألة‭ ‬مركزية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬نظرية‭ ‬المركزية‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭.‬

ولمواجهة‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الكذبة‭ ‬الكبرى‮»‬،‭ ‬كرّس‭ ‬نتنياهو‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬السبب‭ ‬المضاد‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬تحدي‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬أي‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لفلسطين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية،‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬للمشاكل‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وحتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب،‭ ‬اكتسبت‭ ‬نظريات‭ ‬الرجل‭ ‬قدرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬لتهميش‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مؤقتًا،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬لتشكيل‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬فلسطين‭ ‬ببساطة‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬الأوهام‭ ‬تداعت‭ ‬ومازالت‭ ‬تنهار‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬زر‭ ‬إعادة‭ ‬الضبط‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وفقاً‭ ‬للأولويات‭ ‬والمصالح‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬فقد‭ ‬ضغط‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬عليه‭.‬

هذه‭ ‬المرة‭ ‬ليس‭ ‬لدى‭ ‬نتنياهو‭ ‬نظريات،‭ ‬ولا‭ ‬حلول‭ ‬فعلية،‭ ‬ولا‭ ‬رؤى‭ ‬نبوية،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬خريطة‭ ‬سخيفة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياته‭ ‬أو‭ ‬مسيرته‭. ‬فبعد‭ ‬تفاقم‭ ‬عزلته‭ ‬عن‭ ‬قسم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬هرع‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬المكان‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬فيه‭ ‬بالأمان،‭ ‬حيث‭ ‬يصفق‭ ‬له‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط،‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭. ‬إنه‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭.‬

وبالفعل،‭ ‬فقد‭ ‬فعلوا‭ ‬ذلك‭ ‬39‭ ‬مرة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬23‭ ‬تصفيقاً‭ ‬حاراً،‭ ‬بإجمالي‭ ‬10‭ ‬دقائق‭ ‬و55‭ ‬ثانية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الدقة،‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬المجموعة‭ ‬المرحة‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الذين‭ ‬وافقوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التمثيلية‭ ‬المأساوية‭ ‬لن‭ ‬تنقذ‭ ‬نتنياهو‭.‬

وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وقفة‭ ‬سريعة،‭ ‬تقديراً‭ ‬لمن‭ ‬رفضوا‭ ‬حضور‭ ‬خطاب‭ ‬نتنياهو‭ ‬وسماع‭ ‬الأكاذيب،‭ ‬وإعجابا‭ ‬بعضوة‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأصل‭ ‬رشيدة‭ ‬طليب،‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬لافتة‭ ‬طوال‭ ‬الحفل‭ ‬تذكرنا،‭ ‬والعالم،‭ ‬بأن‭ ‬نتنياهو‭ ‬هو‭ ‬‮«‬مجرم‭ ‬حرب‮»‬‭ ‬و«مذنب‭ ‬بارتكاب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭.‬

إن‭ ‬نتنياهو‭ ‬ليس‭ ‬كاذباً‭ ‬مرضياً،‭ ‬كما‭ ‬يتهمه‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬أعداؤه‭ ‬ومنتقدوه،‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭. ‬إنه‭ ‬يكذب،‭ ‬لأنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يكون‭ ‬عدم‭ ‬قول‭ ‬الحقيقة‭ ‬أمرًا‭ ‬مريحًا،‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬محاسبة‭ ‬على‭ ‬الكذب،‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬أمام‭ ‬الكونجرس،‭ ‬فعل‭ ‬نتنياهو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الكذب‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬الجرأة‭ ‬على‭ ‬وصف‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬احتجوا‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬بأنهم‭ ‬‮«‬أغبياء‭ ‬إيران‭ ‬المفيدون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬راح‭ ‬يردد‭ ‬اللغة‭ ‬اليمينية‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الصدام‭ ‬بين‭ ‬الهمجية‭ ‬والحضارة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬أعجب‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬منهم‭ ‬حقًا‭. ‬وحتى‭ ‬أقرب‭ ‬حلفائه‭ ‬يتخلون‭ ‬عنه‭. ‬فقد‭ ‬وصفت‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابقة‭ ‬نانسي‭ ‬بيلوسي‭ ‬خطابه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أسوأ‭ ‬عرض‭ ‬تقديمي‭ ‬لأي‭ ‬شخصية‭ ‬أجنبية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬تتم‭ ‬دعوتها‭ ‬وتكريمها‭ ‬بشرف‭ ‬مخاطبة‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬اعتبره‭ ‬كثيرون‭ ‬آخرون‭ ‬غير‭ ‬صادق،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شعبه‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وعندما‭ ‬كان‭ ‬نتنياهو‭ ‬مهما،‭ ‬فإن‭ ‬خطاباته‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬إشعال‭ ‬فتيل‭ ‬الحروب،‭ ‬أو‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬لكن‭ ‬نتنياهو‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ذا‭ ‬أهمية،‭ ‬باستثناء‭ ‬قِلة‭ ‬من‭ ‬الساسة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬يتنافسون‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابه‭.‬

وكان‭ ‬الزعيم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يأمل‭ ‬في‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬زر‭ ‬إعادة‭ ‬الضبط‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬نظرياته‭ ‬السخيفة‭ ‬حول‭ ‬عدم‭ ‬أهمية‭ ‬فلسطين‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭. ‬وقد‭ ‬ثبت‭ ‬خطأه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬مما‭ ‬جعله‭ ‬‮«‬نبيًا‭ ‬كاذبًا‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الأحوال،‭ ‬قائدًا‭ ‬فاشلاً‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا