العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الفشل الإسرائيلي واحتمالات التصعيد مع إيران

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

مثّل‭ ‬غياب‭ ‬استراتيجيات‭ ‬محددة‭ ‬أو‭ ‬أهداف‭ ‬عسكرية‭ ‬وسياسات‭ ‬معقولة‭ ‬للحكومة‭ ‬والجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023؛‭ ‬موضع‭ ‬تساؤل‭ ‬متكرر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الخبراء‭ ‬العسكريين‭ ‬والمراقبين‭ ‬الأكاديميين‭ ‬الغربيين‭. ‬وفي‭ ‬ملاحقة‭ ‬ما‭ ‬أسماه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬النصر‭ ‬الكامل،‭ ‬قتل‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬39‭.‬700‭ ‬مدني‭ ‬فلسطيني‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وشرّد‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة،‭ ‬ودمر‭ ‬وألحق‭ ‬أضرارًا‭ ‬بمساحات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬هياكلها‭ ‬وبنيتها‭ ‬التحتية،‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬كارثة‭ ‬إنسانية‭ ‬كبرى‭ ‬وصفها‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬البريطاني‭ ‬بأنها‭ ‬مأساة‭ ‬إنسانية‭ ‬لا‭ ‬تطاق؛‭ ‬حيث‭ ‬المجاعة،‭ ‬وانهيار‭ ‬نظام‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والمنظومة‭ ‬التعليمية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ومحاولة‭ ‬احتلالها‭ ‬لغزة‭ ‬قد‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬إلحاق‭ ‬هزيمة‭ ‬عسكرية‭ ‬بحركة‭ ‬حماس‭. ‬

وعقب‭ ‬عشرة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬ألحقت‭ ‬أضرارًا‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬بإسرائيل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬رفضت‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬اليمينية‭ ‬وقف‭ ‬الحرب،‭ ‬واختارت‭ ‬عوضًا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬تصعيد‭ ‬التوترات‭ ‬مع‭ ‬منافسيها‭ ‬الإقليميين‭ ‬الآخرين،‭ ‬وأبرزهم‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭. ‬وأثارت‭ ‬عمليات‭ ‬الاغتيال‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬يوليو‭ ‬وأوائل‭ ‬أغسطس‭ ‬2024‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬مسؤولي‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وحماس‭ ‬وإيران‭ - ‬وأبرزهم‭ ‬إسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬الزعيم‭ ‬السياسي‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الإيرانية‭ - ‬مخاوف‭ ‬دولية‭ ‬بشأن‭ ‬احتمال‭ ‬الثأر‭ ‬والانتقام‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬ينحدر‭ ‬إلى‭ ‬صراع‭ ‬إقليمي‭ ‬كامل‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬أقدمت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عدوانية‭ ‬متعمدة‭ ‬تعرف‭ ‬أنها‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انتقام‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬ووكلائها؛‭ ‬ناقش‭ ‬الأكاديميون‭ ‬الغربيون‭ ‬سبب‭ ‬لجوئها‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬إلى‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬صراعاتها‭ ‬الإقليمية،‭ ‬منتقدين‭ ‬الأسباب‭ ‬المفترضة‭ ‬لذلك‭ ‬والتقاعس‭ ‬المتكرر‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ - ‬وأبرزها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ - ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬من‭ ‬التصعيدات‭.‬

فكتبت‭ ‬داليا‭ ‬داسا‭ ‬كاي‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬بيركل‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بجامعة‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬نقيض‭ ‬ما‭ ‬تظهره‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬ضرب‭ ‬أعدائها‭ ‬متى‭ ‬شاءت‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة‭ - ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إيران‭ - ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬حاليًا‭ ‬تدفع‭ ‬حدود‭ ‬التصعيد‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليس‭ ‬لأنها‭ ‬تشعر‭ ‬بالقوة،‭ ‬ولكن‭ ‬لأنها‭ ‬تشعر‭ ‬بالضعف‭ ‬بينما‭ ‬أشار‭ ‬ستيفن‭ ‬كوك‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬اتفاق‭ ‬أمني‭ ‬رسمي‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وراعيها‭ ‬الأمريكي‭ ‬يشجعها‭ ‬على‭ ‬المقامرة‭ ‬والمخاطرة‭ ‬بالتصعيد‭ ‬وخاصة‭ ‬حين‭ ‬يقترن‭ ‬ذلك‭ ‬بالمآرب‭ ‬الشخصية‭ ‬لنتنياهو‭ ‬لمواصلة‭ ‬الحرب‭ ‬لحماية‭ ‬مستقبله‭ ‬السياسي،‭ ‬وترى‭ ‬إيما‭ ‬أشفورد‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬ستيمسون،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬رؤية‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬غير‭ ‬محاولة‭ ‬لإثارة‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقًا‭.‬

وأكدت‭ ‬داسا‭ ‬كاي‭ ‬أن‭ ‬هجوم‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وجه‭ ‬ضربة‭ ‬مدمرة‭ ‬لـ«موقف‭ ‬الردع‭ ‬الإسرائيلي‮»‬،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬سعى‭ ‬نتنياهو‭ ‬والعسكريون‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬إلى‭ ‬جني‭ ‬أي‭ ‬مزايا‭ ‬تكتيكية‭ ‬ممكنة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لاستعادة‭ ‬الردع،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬سيجلبه‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬أكبر؛‭ ‬وفرض‭ ‬تكاليف‭ ‬أعلى‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬قد‭ ‬فشل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬ولم‭ ‬يتوقع‭ ‬الرد‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬والهائل‭ ‬من‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مئات‭ ‬الصواريخ‭ ‬والمسيرات،‭ ‬مما‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬طلب‭ ‬مساعدة‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬لاعتراض‭ ‬وابل‭ ‬الصواريخ‭ ‬فأضرت‭ ‬بصورتها‭ ‬المعتمدة‭ ‬على‭ ‬قدراتها‭. ‬

وتابعت‭ ‬داسا‭ ‬كاي‭ ‬أن‭ ‬اغتيال‭ ‬هنية‭ ‬ومسؤولين‭ ‬آخرين‭ ‬مدعومين‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬زاد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬والتصعيدات‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وطهران،‭ ‬وحذرت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬خفض‭ ‬تلك‭ ‬الأوضاع‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬للصراع‭ ‬يبقى‭ ‬غير‭ ‬مضمون‭ ‬تمامًا‭. ‬كما‭ ‬لاحظت‭ ‬داسا‭ ‬كاي‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬منهكًا‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬متعددة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬توجد‭ ‬أيضًا‭ ‬خلافات‭ ‬خطيرة‭ ‬بين‭ ‬القادة‭ ‬المدنيين‭ ‬وكبار‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬محاولات‭ ‬نتنياهو‭ ‬لإجراء‭ ‬تغييرات‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬متورط‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬آشفورد‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحلفاءه‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يدفعون‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقًا‭. ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬كافة‭ ‬الدوافع‭ ‬للمخاطرة‭ ‬بالانخراط‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬إقليمي‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬لأنه‭ ‬يعلم‭ ‬بأنه‭ ‬سيفقد‭ ‬السلطة‭ ‬عندما‭ ‬تنتهي‭ ‬الحرب‭ ‬ثم‭ ‬سيتعين‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬مواجهة‭ ‬اتهامات‭ ‬الفساد‭ ‬الموجهة‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القضاء،‭ ‬وعليه‭ ‬فإنه‭ ‬مازال‭ ‬يستفيد‭ ‬شخصيًا‭ ‬من‭ ‬إبقاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مستمرة،‭ ‬وزيادة‭ ‬التوترات‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬

وفي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬انتشار‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬لدى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬حكومتهم‭ ‬بعد‭ ‬الفشل‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬أشارت‭ ‬داسا‭ ‬كاي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التصفيق‭ ‬الحار‭ ‬الذي‭ ‬تلقاه‭ ‬نتنياهو‭ ‬من‭ ‬البرلمانيين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬عندما‭ ‬ألقى‭ ‬خطابه‭ ‬أمام‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬لا‭ ‬يقارن‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬مستشاره‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬تساحي‭ ‬هنغبي‭ ‬للسخرية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حاضرين‭ ‬إسرائيليين‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬أمني‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭. ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ادعاءات‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬وأعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أشار‭ ‬كوك‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المحتمل‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وشيكًا‭ ‬أبدًا‭ ‬لأن‭ ‬التزام‭ ‬نتنياهو‭ ‬المعلن‭ ‬بإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬دبلوماسيًا‭ ‬كان‭ ‬دائمًا‭ ‬أشبه‭ ‬بالخدعة،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لدى‭ ‬حكومته‭ ‬وجيشه‭ ‬أي‭ ‬نية‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭.‬

واستنادا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬كرونيج‭ ‬بأن‭ ‬المصالح‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬خدمتها‭ ‬هي‭ ‬ثروات‭ ‬نتنياهو‭ ‬السياسية،‭ ‬فإن‭ ‬السؤال‭ ‬التالي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬أي‭ ‬إجابة‭ ‬حاليًا‭ ‬هو‭: ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تتدخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ - ‬باعتبارها‭ ‬الراعي‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والعسكري‭ ‬الرئيسي‭ ‬لإسرائيل‭ - ‬لمنع‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬الخطير‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬نتنياهو؟‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية‭ ‬الخاطئة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬والتي‭ ‬اتخذها‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬كارثية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أيضًا‭. ‬

ومن‭ ‬المثير‭ ‬للدهشة‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬تصعيد‭ ‬إسرائيل‭ ‬كان‭ ‬تعزيز‭ ‬وجودها‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬داسا‭ ‬كاي‭ ‬أن‭ ‬اطمئنان‭ ‬القادة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أنهم‭ ‬سيحتفظون‭ ‬دومًا‭ ‬بدعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬يقدموا‭ ‬على‭ ‬شن‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬العدوانية‭ ‬والقبول‭ ‬بخطر‭ ‬اندلاع‭ ‬صراع‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقًا،‭ ‬ولاسيما‭ ‬مع‭ ‬علم‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحلفائه‭ ‬أنه‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬السياسية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬قد‭ ‬تضطر‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الحالي‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬إسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬التوترات‭. ‬وأبدت‭ ‬آشفورد‭ ‬أسفها‭ ‬حيال‭ ‬التوسلات‭ ‬العقيمة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬لخفض‭ ‬التصعيد‭ ‬طوال‭ ‬مدة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬بجعل‭ ‬الأمور‭ ‬أكثر‭ ‬سوءًا‭.‬

‭ ‬وبالتالي،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬إدراكها‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬ستدعمها‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬تعريض‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬للخطر،‭ ‬أوضحت‭ ‬داسا‭ ‬كاي‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬اليائس‭ ‬لاستعادة‭ ‬الردع‭ ‬قد‭ ‬تفتح‭ ‬أبواب‭ ‬الجحيم‭ ‬دون‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬استراتيجية‭ ‬سياسية،‭ ‬وربما‭ ‬تختار‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الإيمان‭ ‬بقوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬الغاشمة‭ ‬لتغيير‭ ‬الديناميكيات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وعلى‭ ‬رغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كرونيج‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬العدوانية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬الردع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬داسا‭ ‬كاي‭ ‬تؤكد‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬منافسي‭ ‬إسرائيل‭ ‬يضاعفون‭ ‬جهودهم‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬ويفاجئون‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬فليس‭ ‬غريبًا‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيون‭ ‬بأن‭ ‬المسار‭ ‬الحالي‭ ‬لنتنياهو‭ ‬وحلفائه‭ ‬السياسيين‭ ‬يعرض‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيل‭ ‬للخطر‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬تعزيزه‭. ‬

وأفاد‭ ‬كوك‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬الجديد‭ ‬مسعود‭ ‬بزشكيان‭ ‬سيبدو‭ ‬ضعيفًا‭ ‬بشكل‭ ‬قاتل‭ ‬إذا‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬الرد‭ ‬بالقوة‭ ‬على‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الآن‭ ‬طريقة‭ ‬لتجنب‭ ‬التصعيد‭. ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مقتضيات‭ ‬الميثاق‭ ‬الأمني‭ ‬الرسمي‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬هي‭ ‬وحدها‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭ ‬الإقليمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديد‭ ‬حجم‭ ‬الالتزامات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالتفصيل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الجذري‭ ‬لعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬فشل‭ ‬الردع‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واشنطن‭ ‬نفسها‭.‬

على‭ ‬العموم‭ ‬خلصت‭ ‬داسا‭ ‬كاي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬تفاوضية‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬حماس‭ ‬لن‭ ‬يحل‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬المعضلة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأكبر‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬التكتيكية‭ ‬المثيرة‭ ‬للإعجاب‭ ‬قد‭ ‬تعطي‭ ‬وهم‭ ‬النصر،‭ ‬فإن‭ ‬السلام‭ ‬الدائم‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وحده‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬جلب‭ ‬الأمن‭ ‬الحقيقي‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وهذه‭ ‬النتيجة‭ ‬التي‭ ‬تجاهلتها‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬والنتيجة‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬حالتي‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬وعدم‭ ‬اليقين‭ ‬سيستمران‭ ‬في‭ ‬ملاحقة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا