العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

رسائل الاغتيالات المنهجية.. وما بعدها

بقلم: عبدالله السناوي

الخميس ١٥ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

لم‭ ‬تكن‭ ‬عودة‭ ‬الاغتيالات‭ ‬المنهجية‭ ‬محض‭ ‬تصفية‭ ‬حسابات‭ ‬قديمة‭ ‬ومستجدة‭.‬

إنها‭ ‬لعب‭ ‬بالنار‭ ‬عند‭ ‬حافة‭ ‬هاوية‭ ‬بإقليم‭ ‬تكاد‭ ‬تشتعل‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬جنباته‭ ‬كلها‭.‬

إثر‭ ‬اغتيال‭ ‬‮«‬إسماعيل‭ ‬هنية‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬اغتيال‭ ‬‮«‬فؤاد‭ ‬شكر‮»‬‭ ‬أبرز‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬تبدت‭ ‬مخاوف‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬انفلات‭ ‬وشيك‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬مدمرة‭.‬

برمزية‭ ‬موقعه‭ ‬حمل‭ ‬اغتيال‭ ‬‮«‬هنية‮»‬‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬تحديا‭ ‬يصعب‭ ‬تجاوزه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رد‭ ‬مماثل،‭ ‬وإلا‭ ‬تقوضت‭ ‬هيبة‭ ‬طهران‭ ‬الإقليمية‭.‬

بالتوقيت‭ ‬فإن‭ ‬الاستهداف‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬للرئيس‭ ‬الإصلاحي‭ ‬‮«‬مسعود‭ ‬بزشكيان‮»‬،‭ ‬كأنه‭ ‬محاولة‭ ‬لقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬رهانه‭ ‬الانتخابي‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الغرب‭.‬

وبالموقع‭ ‬فإنه‭ ‬جرى‭ ‬بأحد‭ ‬المباني‭ ‬التابعة‭ ‬للحرس‭ ‬الثوري،‭ ‬كأنه‭ ‬رسالة‭ ‬أخرى‭ ‬تطعن‭ ‬في‭ ‬الإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬وتشكك‭ ‬في‭ ‬اختراقها‭.‬

بقدر‭ ‬آخر‭ ‬مثل‭ ‬اغتيال‭ ‬‮«‬شكر‮»‬‭ ‬في‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬بيروت،‭ ‬قلعة‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬انتهاكا‭ ‬لكل‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمر‭ ‬في‭ ‬قواعد‭ ‬الاشتباك‭ ‬وتحديا‭ ‬لقدرته‭ ‬على‭ ‬الردع‭.‬

في‭ ‬الحدثين‭ ‬المتعاقبين‭ ‬نذير‭ ‬بعودة‭ ‬الاغتيالات‭ ‬المنهجية،‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬مداها‭ ‬عند‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬بالنيل‭ ‬من‭ ‬مؤسس‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬ياسين‮»‬‭ ‬وبعده‭ ‬‮«‬عبدالعزيز‭ ‬الرنتيسي‮»‬‭ ‬أقوى‭ ‬رجالها،‭ ‬وعدد‭ ‬كبير‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬كان‭ ‬أخطرها‭ ‬الوصول‭ ‬بالسم‭ ‬إلى‭ ‬زعيم‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬ياسر‭ ‬عرفات‮»‬‭.‬

العودة‭ ‬إلى‭ ‬الاغتيالات‭ ‬المنهجية‭ ‬يفسح‭ ‬المجال‭ ‬واسعا‭ ‬لعودة‭ ‬مضادة‭ ‬ونشوء‭ ‬منظمات‭ ‬فلسطينية‭ ‬تتبنى‭ ‬خيار‭ ‬التصفيات‭ ‬الجسدية‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬شائعا‭ ‬في‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

عكس‭ ‬‮«‬هنية‮»‬‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬‮«‬شكر‮»‬‭ ‬وجها‭ ‬مألوفا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة،‭ ‬رغم‭ ‬مكانته‭ ‬العالية‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬القرار‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬للحزب‭.‬

استخدمت‭ ‬ذريعة‭ ‬الانتقام‭ ‬لمقتل‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬طفلا‭ ‬درزيا‭ ‬في‭ ‬‮«‬مجدل‭ ‬شمس‮»‬‭ ‬بالجولان‭ ‬المحتل‭ ‬لشن‭ ‬غارة‭ ‬على‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬قياداته‭ ‬العسكرية،‭ ‬الذي‭ ‬تتهمه‭ ‬واشنطن‭ ‬بمسؤولية‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬مقر‭ ‬مشاة‭ ‬البحرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بيروت‭ ‬عام‭ (‬1983‭).‬

يستلفت‭ ‬النظر‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬رفضت‭ ‬أي‭ ‬تحقيق‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬واقعة‭ ‬‮«‬مجدل‭ ‬شمس‮»‬‭ ‬ومضت‭ ‬بعيدا‭ ‬بالاستثمار‭ ‬السياسي‭ ‬لإثارة‭ ‬الفتن‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬الدروز‭ ‬والعرب‭ ‬الآخرين،‭ ‬وبين‭ ‬الدروز‭ ‬أنفسهم‭.‬

أجهضت‭ ‬الفتنة‭ ‬من‭ ‬دروز‭ ‬الجولان‭ ‬وأهالي‭ ‬الأطفال‭ ‬الضحايا،‭ ‬طردوا‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬المتطرف‭ ‬‮«‬بتسلئيل‭ ‬سموترتش‮»‬‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الجنازة‭ ‬ورفضوا‭ ‬أن‭ ‬يجمعهم‭ ‬مشهد‭ ‬واحد‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬‭.‬

كان‭ ‬دور‭ ‬الزعيم‭ ‬الاشتراكي‭ ‬الدرزي‭ ‬اللبناني‭ ‬‮«‬وليد‭ ‬جنبلاط‮»‬‭ ‬حاسما‭ ‬في‭ ‬وأد‭ ‬الفتنة‭ ‬المستهدفة‭.‬

أعطى‭ ‬تعليمات‭ ‬مشددة‭ ‬بحسن‭ ‬استقبال‭ ‬أي‭ ‬نازحين‭ ‬من‭ ‬الجنوب،‭ ‬حيث‭ ‬يتمركز‭ ‬الشيعة‭ ‬إلى‭ ‬الجبل،‭ ‬حيث‭ ‬يتمركز‭ ‬الدروز‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬اضطروا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بضغط‭ ‬أي‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬واسعة‭ ‬محتملة‭.‬

تبدت‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬مفارقتان‭ ‬كبيرتان،‭ ‬أولهما،‭ ‬حديث‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬عن‭ ‬دروز‭ ‬الجولان‭ ‬كمواطنين‭ ‬إسرائيليين‭ ‬فيما‭ ‬أغلبهم‭ ‬لا‭ ‬يحملون‭ ‬جنسيتها‭ ‬ويعتبرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬عربا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬لا‭ ‬إلى‭ ‬غيرها‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الجولان‭ ‬نفسه‭ ‬أرض‭ ‬سورية‭ ‬محتلة‭ ‬وفق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭!‬

وثانيهما،‭ ‬مع‭ ‬فداحة‭ ‬كارثة‭ ‬‮«‬مجدل‭ ‬شمس‮»‬‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تقاس‭ ‬بأعداد‭ ‬الشهداء‭ ‬والمصابين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والإبادة‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬أهله‭ ‬بيد‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

إثر‭ ‬الاغتيالين‭ ‬المتعاقبين‭ ‬خيمت‭ ‬سيناريوهات‭ ‬عديدة‭ ‬للرد،‭ ‬بعضها‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬منسقة‭ ‬لها‭ ‬دوي‭ ‬وأثر‭ ‬تعيد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬معادلات‭ ‬الردع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬إلى‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬بدت‭ ‬عليها‭ ‬إبريل‭ ‬الماضي‭.‬

لكل‭ ‬ضربة‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬عليها،‭ ‬ولكل‭ ‬عمل‭ ‬داخل‭ ‬الحدود‭ ‬فعل‭ ‬مضاد‭ ‬داخل‭ ‬الحدود‭ ‬الأخرى‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬يحدث،‭ ‬بصورة‭ ‬أو‭ ‬أخرى،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واضحا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬طبيعة‭ ‬الرد‭ ‬وحدوده،‭ ‬جامحا‭ ‬بقدر‭ ‬خطورة‭ ‬الاغتيالين‭ ‬أم‭ ‬رمزيا‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تضغط‭ ‬دوائر‭ ‬أمريكية‭ ‬وأوروبية‭ ‬عديدة‭.‬

بأثر‭ ‬اغتيال‭ ‬‮«‬هنية‮»‬‭ ‬يصعب‭ ‬الحديث‭ ‬بأي‭ ‬مدى‭ ‬منظور‭ ‬عن‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬والدوحة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬وإسرائيل‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬معقولا‭ ‬اغتيال‭ ‬المسؤول‭ ‬السياسي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأول‭ ‬أثناء‭ ‬المفاوضات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقصودا‭ ‬نسف‭ ‬أي‭ ‬رهانات‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بصفقة‭ ‬تبادل‭ ‬للأسرى‭ ‬والرهائن‭.‬

بالضبط‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬لأسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بمستقبله‭ ‬السياسي‭ ‬وطلبه‭ ‬إدامة‭ ‬الحرب‭ ‬وتوسيعها‭ ‬حتى‭ ‬يحقق‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬بـ«النصر‭ ‬المطلق‮»‬‭.‬

بأثر‭ ‬اغتيال‭ ‬‮«‬شكر‮»‬‭ ‬تتباعد‭ ‬أي‭ ‬احتمالات‭ ‬لتهدئة‭ ‬الجبهة‭ ‬الشمالية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وعودة‭ ‬آلاف‭ ‬الأسر‭ ‬إلى‭ ‬المستوطنات‭ ‬التي‭ ‬اضطروا‭ ‬إلى‭ ‬مغادرتها‭.‬

بالاغتيالين‭ ‬حاز‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬مكسبا‭ ‬يثبت‭ ‬مكانته‭ ‬السياسية‭ ‬داخل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بعدما‭ ‬اهتزت‭ ‬بشدة‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ (‬2023‭)‬،‭ ‬لكنه‭ ‬هش‭ ‬بأي‭ ‬حساب‭ ‬استراتيجي‭ ‬وتداعياته‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التحكم‭ ‬فيها‭.‬

ربما‭ ‬أفضى‭ ‬الاغتيالان‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬اعتبار‭ ‬الأجهزة‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬تماما،‭ ‬لكنه‭ ‬جاء‭ ‬منقوصا‭ ‬ومشكوكا‭ ‬فيه‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬وفر‭ ‬المعلومات‭ ‬التفصيلية‭ ‬والتقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬رغم‭ ‬نفي‭ ‬واشنطن‭ ‬المتواتر‭ ‬لأي‭ ‬صلة،‭ ‬أو‭ ‬علم‭ ‬مسبق‭ ‬باغتيال‭ ‬‮«‬هنية‮»‬‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬النفي‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬خشية‭ ‬أن‭ ‬تفلت‭ ‬ردات‭ ‬الفعل‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬لا‭ ‬تريدها‭ ‬وتضر‭ ‬بمصالحها‭ ‬لا‭ ‬إقرارا‭ ‬بالحقيقة‭.‬

حاولت‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التحكم‭ ‬المسبق‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬المواجهات‭ ‬المحتملة‭ ‬بعد‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الاغتيالين‭.. ‬مرة‭ ‬بالتأكيد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرصا‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وإتمام‭ ‬صفقة‭ ‬التبادل‭.. ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬بالتحذير‭ ‬من‭ ‬عواقب‭ ‬وتداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الإقليمية‭ ‬المحتملة‭.‬

في‭ ‬السياق‭ ‬جاء‭ ‬اغتيال‭ ‬‮«‬شكر‮»‬‭ ‬و«هنية‮»‬‭ ‬إثر‭ ‬اقتحامات‭ ‬لمتظاهرين‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬لقواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬فيما‭ ‬يشبه‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬مركزية‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬الدولة‭ ‬بحسب‭ ‬تصريح‭ ‬لافت‭ ‬لزعيم‭ ‬المعارضة‭ ‬‮«‬يائير‭ ‬لابيد‮»‬‭.‬

استهدفت‭ ‬الاقتحامات‭ ‬منع‭ ‬محاكمة‭ ‬جنود‭ ‬ارتكبوا‭ ‬جرائم‭ ‬مروعة‭ ‬بحق‭ ‬أسير‭ ‬فلسطيني‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬هتك‭ ‬العرض‭ ‬والاغتصاب‭.‬

كان‭ ‬القصد‭ ‬الإيحاء‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬دولة‭ ‬قانون‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬وقائع‭ ‬أسهبت‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬فظاعتها‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬الدولية،‭ ‬لا‭ ‬إجراء‭ ‬محاكمة‭ ‬حقيقية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتطرف‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يؤكد‭ ‬سطوته‭ ‬ونفوذه‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬ملاحقة‭ ‬لمن‭ ‬يقتل‭ ‬أو‭ ‬يعذب‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

ما‭ ‬بدا‭ ‬خطيرا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الاقتحامات‭ ‬سقوط‭ ‬هيبة‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬نفسه‭.‬

ربما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬سببا‭ ‬إضافيا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التوقيت‭ ‬للاغتيالين‭ ‬المتزامنين‭ ‬لاستعادة‭ ‬الهيبة‭ ‬المفتقدة‭.‬

الحسابات‭ ‬ملغمة‭ ‬وسيناريوهات‭ ‬الحرب‭ ‬الإقليمية‭ ‬الواسعة‭ ‬محتملة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

معضلة‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬انها‭ ‬توفر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬الغطاء‭ ‬السياسي‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬اللازم‭ ‬لانتهاك‭ ‬كل‭ ‬القواعد‭ ‬القانونية‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رادع،‭ ‬وتحذر‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الانزلاق‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬لمصالحه‭ ‬وهيبته‭.‬

إنها‭ ‬وصفة‭ ‬انفجار‭ ‬إقليمي‭ ‬نذره‭ ‬ماثلة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا