العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل تنجح هاريس في هزيمة ترامب؟

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ١٩ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬أعقاب‭ ‬نجاة‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬‭ ‬من‭ ‬محاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬‮«‬بنسلفانيا‮»‬‭ ‬منتصف‭ ‬يوليو‭ ‬2024،‭ ‬أصبح‭ ‬ترامب‭ ‬يمثل‭ ‬صورة‭ ‬المرشح‭ ‬الجمهوري‭ ‬الجريء‭ ‬الذي‭ ‬وحد‭ ‬صفوف‭ ‬حزبه‭ ‬خلفه،‭ ‬ثم‭ ‬بات‭ ‬ضحية‭ ‬للعنف‭ ‬بدوافع‭ ‬سياسية،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬توقع‭ ‬احتمال‭ ‬انتخابه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭. ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬توني‭ ‬دايفر‮»‬‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التليغراف‮»‬‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬فإن‭ ‬الحملات‭ ‬السياسية‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الخاصة‭ ‬برئاسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تحديدها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬فرص‮»‬‭ ‬ذهبية،‭ ‬ومثّلت‭ ‬محاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬اللحظة‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬منذ‭ ‬عقود‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬‮«‬تنتهي‭ ‬بوصوله‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‮»‬‭ ‬في‭ ‬2025‭. ‬وما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬تلك‭ ‬التوقعات‭ ‬والاحتمالات‭ ‬تراجع‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬منافسه‭ ‬الديمقراطي‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي،‭ ‬وذلك‭ ‬عقب‭ ‬أداء‭ ‬كارثي‭ ‬في‭ ‬المناظرة،‭ ‬وحدوث‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬المحرجة‭.‬

بيد‭ ‬أنه‭ ‬وفي‭ ‬غضون‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهر،‭ ‬انقلبت‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب‭. ‬فعقب‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬الشديدة،‭ ‬وافق‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬على‭ ‬التنحي‭ ‬وعدم‭ ‬السعي‭ ‬لإعادة‭ ‬الترشح؛‭ ‬ليكون‭ ‬بذلك‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬55‭ ‬عامًا‭. ‬وعقب‭ ‬ذلك،‭ ‬حازت‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭ ‬نائبته‭ ‬وخليفته‭ ‬المفترضة‭ ‬على‭ ‬ترشيح‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬دون‭ ‬منازع،‭ ‬وفي‭ ‬الأسابيع‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬ذلك‭ ‬قلصت‭ ‬هاريس‭ ‬الفارق‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬وبايدن‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬حدا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لتضعها‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬بعدة‭ ‬نقاط‭. ‬فذكرت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تأثير‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬كان‭ ‬‮«‬دراماتيكيًا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬حطمت‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬أرقامًا‭ ‬قياسية‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬التبرعات‭ ‬وأثارت‭ ‬حماسة‭ ‬القاعدة‭ ‬الديمقراطية‮»‬‭.‬

وكانت‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬بي‭ ‬إس‮»‬‭ ‬قد‭ ‬سجلت‭ ‬تأخر‭ ‬بايدن‭ ‬بخمس‭ ‬نقاط‭ ‬عن‭ ‬ترامب‭ ‬وقت‭ ‬إعلان‭ ‬انسحابه‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬إعادة‭ ‬ترشحه‭. ‬ولكن‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬أغسطس،‭ ‬أعطت‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬‭ ‬هاريس‭ ‬ميزة‭ ‬3‭ ‬نقاط‭ ‬على‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ (‬48%‭ ‬مقابل‭ ‬45%‭)‬،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬أول‭ ‬مرشحة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬تقود‭ ‬ترامب‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭.‬

ويتفق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬تقدم‭ ‬هاريس‭ ‬الآن‭. ‬وتمنح‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬يوجوف‮»‬‭ ‬للأبحاث‭ ‬وشبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬بي‭ ‬إس‮»‬‭ ‬هاريس‭ ‬تقدمًا‭ ‬بنقطة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬ترامب‭ (‬50%‭ ‬مقابل‭ ‬49%‭)‬،‭ ‬وتمنح‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬سيرفي‭ ‬يو‭ ‬إس‭ ‬إيه‮»‬‭ ‬وجامعة‭ ‬ماساتشوستس‭ ‬تقدمًا‭ ‬بثلاث‭ ‬نقاط‭ ‬لهاريس‭ (‬48%‭ ‬مقابل‭ ‬45%‭ ‬و46%‭ ‬مقابل‭ ‬43%‭ ‬على‭ ‬التوالي‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬منح‭ ‬استطلاع‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬مورنينج‭ ‬كونسلت‮»‬‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬تقدمًا‭ ‬بأربع‭ ‬نقاط‭ (‬48%‭ ‬مقابل‭ ‬44%‭). ‬وعكست‭ ‬متتبعات‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬هيل‮»‬‭ ‬زيادة‭ ‬تأييد‭ ‬هاريس‭ ‬بنسبة‭ ‬47‭.‬5%‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬نسب‭ ‬عدم‭ ‬تأييدها‭ ‬46‭.‬4%‭. ‬وبالمقارنة،‭ ‬فإن‭ ‬إحصائية‭ ‬عدم‭ ‬تفضيل‭ ‬ترامب‭ ‬البالغة‭ ‬51‭.‬7%‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬تصنيف‭ ‬تفضيله‭ ‬البالغ‭ ‬45‭.‬9%‭. ‬ووصف‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬دوغلاس‭ ‬إي‭. ‬شوين،‭ ‬وكارلي‭ ‬كوبرمان‮»‬‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬شوين‭ ‬كوبرمان‮»‬‭ ‬للأبحاث‭ ‬ومقرها‭ ‬نيويورك،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تحول‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكاره‭ ‬لصالح‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭. ‬

ولكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تسجيل‭ ‬هاريس‭ ‬الآن‭ ‬تقدمًا‭ ‬على‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬وحده‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬كافيًا‭ ‬للفوز‭ ‬بالرئاسة،‭ ‬مستشهدة‭ ‬بكيفية‭ ‬فوز‭ ‬المرشحين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬السابقين‭ (‬آل‭ ‬جور،‭ ‬وهيلاري‭ ‬كلينتون‭) ‬باستطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬أخفقا‭ ‬بالنهاية‭ ‬في‭ ‬الفوز‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لعامي‭ ‬2000‭ ‬و2016‭.‬

وكتب‭ ‬‮«‬ويليام‭ ‬إتش‭. ‬فراي‮»‬‭ ‬زميل‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬بروكينجز،‭ ‬‮«‬أن‭ ‬ترشح‭ ‬هاريس‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬مباغتًا‭ ‬بشكل‭ ‬لم‭ ‬تتضح‭ ‬معالمه‭ ‬الكلية‭ ‬بعد‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬قبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقررة‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬نوفمبر،‭ ‬فلا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬لتغيير‭ ‬مسارات‭ ‬حملتي‭ ‬ترامب‭ ‬وهاريس‭.‬

إن‭ ‬النتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬للانتخابات‭ ‬ستتأثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‮»‬‭ ‬‭ (‬بنسلفانيا‭ ‬وجورجيا‭ ‬وميشيغان‭ ‬وويسكونسن‭ ‬وأريزونا‭ ‬ونيفادا‭) ‬‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬لناخبيها‭ ‬التصويت‭ ‬إما‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬أو‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬مجتمعة‭ ‬93‭ ‬من‭ ‬270‭ ‬صوتًا‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ ‬الانتخابي‭ ‬اللازم‭ ‬لهاريس‭ ‬وترامب‭ ‬للفوز‭ ‬بالبيت‭ ‬الأبيض‭. ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬فوز‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬بالتصويت‭ ‬الشعبي‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬5%‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البلاد،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬الحالي‭ ‬لهاريس‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬الشعبي‭ ‬‮«‬سيُكسبها‭ ‬247‭ ‬صوتًا‭ ‬انتخابيًا‭ ‬فقط‮»‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬270‭ ‬صوتًا‭ ‬مطلوبًا‭.‬

وباعتبارها‭ ‬ساحات‭ ‬لمعارك‭ ‬سياسية‭ ‬متنازع‭ ‬عليها‭ ‬بشدة‭ ‬ومع‭ ‬إنفاق‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬على‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية،‭ ‬فقد‭ ‬أفاد‭ ‬‮«‬مارتن‭ ‬بينجيلي‮»‬‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬‭ ‬أن‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لهاريس‭ ‬وترامب‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‭ ‬تُظهر‭ ‬‮«‬صورة‭ ‬أكثر‭ ‬اختلاطًا‮»‬‭ ‬من‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬المذكورة‭ ‬أعلاه‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ذكرت‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لمؤسسة‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬تتقدم‭ ‬بنقطة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬جورجيا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬إحدى‭ ‬الحملات‭ ‬اليمينية‭ ‬المنحازة‭ ‬للجمهوريين‭ ‬قد‭ ‬وضعت‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬بنقطتين‭. ‬وكمؤشر‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬هاريس‭ ‬للفجوة‭ ‬مع‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬كارولينا‭ ‬الشمالية،‭ ‬سجل‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬فايف‭ ‬ثيرتي‭ ‬إيت‮»‬‭ ‬لاستطلاعات‭ ‬الرأي،‭ ‬‮«‬تقدمًا‭ ‬محدودًا‮»‬‭ ‬لترامب‭ ‬على‭ ‬هاريس‭ ‬منذ‭ ‬انسحاب‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬الترشح‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬نقاط‭ ‬إلى‭ ‬2‭ ‬فقط‭.‬

ويرى‭ ‬المعلقون‭ ‬السياسيون‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬بميزة‭ ‬تنامي‭ ‬الدعم‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تتمتع‭ ‬أيضًا‭ ‬بميزة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬التركيبة‭ ‬السكانية‭ ‬للتصويت‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬صالحها‭. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬هي‭ ‬ثاني‭ ‬امرأة‭ ‬تترشح‭ ‬لمنصب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أول‭ ‬قائدة‭ ‬أعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬فقد‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬فراي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬اختيارها‭ ‬كمرشحة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬‮«‬أشعل‭ ‬بالفعل‭ ‬حماس‮»‬‭ ‬الناخبات‭ ‬الأمريكيات‭. ‬ونظرًا‭ ‬لأن‭ ‬نسبة‭ ‬إقبال‭ ‬الناخبات‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬الأمريكيات‭ ‬كانت‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬إقبال‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1980،‭ ‬ولأن‭ ‬النساء‭ ‬أكثر‭ ‬ميلاً‭ ‬للتصويت‭ ‬للمرشحين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬فراي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬‮«‬التحولات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تفيد‭ ‬ترشيح‭ ‬هاريس‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

كما‭ ‬تُظهر‭ ‬بيانات‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لـ«رويترز‮»‬‭ ‬و«إيبسوس‮»‬‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬المرشحة‭ ‬الأكثر‭ ‬جاذبية‭ ‬من‭ ‬بايدن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬أفريقي‭ (‬بنسبة‭ ‬تأييد‭ ‬70%‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ59%‭ ‬لبايدن‭). ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‭ ‬المذكورة‭ ‬أعلاه،‭ ‬وأُشير‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬تتقدم‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭ ‬نقطة‭ ‬مئوية‭ ‬على‭ ‬ترامب‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬إسباني‭.‬

ومع‭ ‬تركيز‭ ‬الخبراء‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‮»‬‭ ‬تلك‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬نتيجة‭ ‬الانتخابات‭ ‬بسبب‭ ‬نظام‭ ‬الهيئة‭ ‬الانتخابية‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬تم‭ ‬إيلاء‭ ‬اهتمام‭ ‬خاص‭ ‬لمحاولات‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والجمهوريين‭ ‬جذب‭ ‬قاعدة‭ ‬انتخابية‭ ‬أخرى‭ ‬مؤثرة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وهم‭ ‬الناخبون‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيون‭. ‬فهناك‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬3‭.‬7‭ ‬ملايين‭ ‬عربي‭ ‬أمريكي‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة؛‭ ‬وتتركز‭ ‬أعداد‭ ‬هائلة‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‭ (‬ميشيغان‭ ‬وفلوريدا‭ ‬وفيرجينيا‭ ‬وبنسلفانيا‭).‬

وتُظهِر‭ ‬بيانات‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناخبين‭ ‬العرب‭ ‬يضعون‭ ‬مستقبل‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬كأولوية،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬فوز‭ ‬بايدن‭ ‬بأصوات‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬60%‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قراراته‭ ‬أثناء‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بالوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬والتي‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وفشل‭ ‬إدارته‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬ألحق‭ ‬ذلك‭ ‬أضرارًا‭ ‬بصورته‭ ‬وبقدرة‭ ‬هاريس‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬هذه‭ ‬الأصوات‭.‬

فقد‭ ‬أكد‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2024،‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬لسياسات‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬قد‭ ‬تهاوت‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬20%‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬وأشار‭ ‬المعهد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬بدوره‭ ‬سيفقد‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬177‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الولايات‭. ‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬موقف‭ ‬بايدن‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬مؤثرًا‭ ‬على‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربي‭ ‬فحسب؛‭ ‬حيث‭ ‬أظهر‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬جالوب‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الأمريكيين‭ ‬بنسبة‭ (‬48%‭) ‬قد‭ ‬أصبحوا‭ ‬لا‭ ‬يوافقون‭ ‬على‭ ‬سلوكيات‭ ‬إسرائيل‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬جلين‭ ‬ألتشولر‮»‬‭ ‬أستاذ‭ ‬الدراسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كورنيل،‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬كمرشحة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬قد‭ ‬تتبنى‭ ‬‮«‬نهجًا‭ ‬مختلفًا‮»‬‭ ‬عن‭ ‬نهج‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد؛‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬أول‭ ‬شخصية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬تدعم‭ ‬علناً‭ ‬وقف‭ ‬الحرب،‭ ‬وأظهرت‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬من‭ ‬بايدن‭ ‬عندما‭ ‬التقت‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬أواخر‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬وإتاحة‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وخلافًا‭ ‬لموقف‭ ‬هاريس،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬إسحاق‭ ‬شوتينر‮»‬‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬ذا‭ ‬نيويوركر‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إلى‭ ‬موقف‭ ‬ترامب‭ ‬ودعمه‭ ‬الصاخب‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬المتعصبة‭ ‬تجاه‭ ‬المسلمين‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬تشير‭ ‬بيانات‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬المتاحة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬حلت‭ ‬هاريس‭ ‬محل‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬بطاقة‭ ‬الترشح‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادم‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬هناك‭ ‬دعم‭ ‬كبير‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬حاليًا‭. ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬تاتيش‭ ‬نتيتا‮»‬‭ ‬بجامعة‭ ‬ماساتشوستس‭ ‬بمدينة‭ ‬أمهرست‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬وتقدمها‭ ‬بفارق‭ ‬سبع‭ ‬نقاط‭ ‬مئوية‭ ‬عن‭ ‬ترامب‭ ‬قد‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬منتقدي‭ ‬بايدن‭ ‬كانوا‭ ‬‮«‬على‭ ‬حق‮»‬‭ ‬في‭ ‬المطالبة‭ ‬بانسحابه،‭ ‬وأن‭ ‬هاريس‭ ‬والقيادة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يستمتعا‭ ‬الآن‭ ‬بفرصهما‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬اعترفت‭ ‬‮«‬تاتيش‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬ثلاثة‭ ‬أشهر‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬حوالي‭ ‬160‭ ‬مليون‭ ‬أمريكي‭ ‬إلى‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‭ ‬البريطانية‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬معظم‭ ‬علماء‭ ‬السياسة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الناخبين‭ ‬لا‭ ‬يهتمون‭ ‬كثيرًا‭ ‬بالحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬حتى‭ ‬المراحل‭ ‬النهائية‭ ‬من‭ ‬السباق‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬حتى‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬ستميل‭ ‬بيانات‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬الاستجابة‭ ‬للتغطية‭ ‬الإعلامية‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬وضوح‭ ‬ملامح‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬حسم‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‮»‬‭. ‬وإن‭ ‬إحدى‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬ستظل‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬هي‭ ‬وضع‭ ‬الناخبين‭ ‬العرب‭ ‬والمقيمين‭ ‬بأمريكا،‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يثبتوا‭ ‬أن‭ ‬أصواتهم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‭ ‬الرئيسية‭ -‬مثل‭ ‬ميشيغان‭ ‬وبنسلفانيا‭ ‬‭ ‬ستكون‭ ‬مؤثرة‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬النتيجة‭ ‬النهائية‭ ‬للانتخابات‭ ‬الأمريكية‭. ‬وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬طرحتها‭ ‬هاريس‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ستكون‭ ‬محور‭ ‬اهتمام‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬حملتها‭ ‬الانتخابية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا