العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تأثير المليشيات والجماعات الخارجة عن الدولة على الأمن الإقليمي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الثلاثاء ٢٠ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬قرن‭  ‬وتحديداً‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬أحداث‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬عام‭ ‬2001‭  ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬أكاديمي‭ ‬كبير‭ ‬بالجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬لها‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬ولكن‭ ‬لاختلاف‭ ‬توصيف‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات،‭ ‬فالبعض‭ ‬اعتبرها‭ ‬ميلشيات‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬اعتبرها‭ ‬حركات‭ ‬سياسية،‭ ‬ولكن‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين‭ ‬برزت‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭ ‬وأصبحت‭ ‬محركاً‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ثلاثة‭ ‬عوامل‭ ‬أولها‭: ‬أنها‭ ‬تكونت‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بمؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وخاصة‭ ‬الأمنية‭ ‬منها‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬والعراق‭ ‬واليمن‭  ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مثلت‭ ‬أنشطتها‭ ‬تهديداً‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هوة‭ ‬الشقاق‭ ‬بين‭ ‬الجماعات‭ ‬المتصارعة‭ ‬عموماً،‭ ‬وثانيها‭: ‬قدرة‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬وهي‭ ‬رخيصة‭ ‬الثمن‭ ‬باهظة‭ ‬التأثير‭ ‬مما‭ ‬أوجد‭ ‬معضلة‭ ‬أمام‭ ‬الجيوش‭ ‬النظامية‭ ‬بل‭ ‬ونظم‭ ‬التسلح‭ ‬التقليدية،‭ ‬وثالثها‭: ‬أنها‭ ‬أضحت‭ ‬طرفاً‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بعملية‭ ‬الانتقال‭ ‬السياسي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أسس‭ ‬التفاوض‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬رؤيتها‭ ‬السياسية،‭ ‬ولكن‭ ‬مدى‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬عكست‭ ‬أنشطة‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬مؤشرات‭ ‬لجهة‭ ‬تهديد‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬وكذلك‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وكان‭ ‬التساؤل‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحاً‭ ‬هل‭ ‬تستطيع‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬امتلاك‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬أو‭ ‬أسلحة‭ ‬كيمائية؟‭ ‬وهو‭ ‬تساؤل‭ ‬مشروع‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬حوادث‭ ‬عكست‭ ‬خطورة‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1995‭ ‬قام‭  ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬بتنفيذ‭ ‬هجوم‭ ‬في‭ ‬مترو‭ ‬أنفاق‭ ‬طوكيو‭ ‬باستخدام‭ ‬غاز‭ ‬السارين‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬12‭ ‬شخصا‭ ‬وإصابة‭ ‬آلاف‭ ‬الأشخاص‭ ‬جراء‭ ‬استخدام‭ ‬ذلك‭ ‬الغاز،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يتردد‭ ‬بشأن‭ ‬استخدام‭ ‬غاز‭ ‬الكلور‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬ملحوظ‭ ‬بأنشطة‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات،‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بالإرهاب‭ ‬النووي،‭ ‬ففي‭ ‬قمة‭ ‬الأمن‭ ‬النووي‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬تضمن‭ ‬بيانها‭ ‬الختامي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تهديد‭ ‬الإرهاب‭ ‬النووي‭ ‬يظل‭ ‬أحد‭ ‬أكبر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬يكون‭ ‬معروفاً‭ ‬للكثيرين‭ ‬تاريخ‭ ‬ونشأة‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي؟‭ ‬وتكمن‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬التساؤل‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬الأول‭: ‬تأخر‭ ‬حدوث‭ ‬توافق‭ ‬سياسي‭ ‬وخاصة‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬انتقالية‭ ‬طال‭ ‬أمدها‭ ‬منذ‭ ‬تحولات‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬المؤسس‭ ‬على‭ ‬تفاهمات‭ ‬سياسية‭ ‬تستهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬الموحدة‭ ‬أصبح‭ ‬الأمر‭ ‬حرب‭ ‬الكل‭ ‬ضد‭ ‬الكل‭ ‬وتصبح‭ ‬الغلبة‭ ‬لمن‭ ‬لديه‭ ‬وجود‭ ‬فعلي‭ ‬وقوي‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إفراغ‭ ‬كافة‭ ‬المبادرات‭ ‬لحل‭ ‬الصراعات‭ ‬من‭ ‬مضمونها،‭ ‬والثاني‭: ‬أن‭ ‬ممارسات‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬والمليشيات‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬دولية‭ ‬لمواجهتها‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لمحاربة‭ ‬داعش‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬وتحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وكلاهما‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وللتحالفات‭ ‬أهداف‭ ‬وسبل‭ ‬لمشاركة‭ ‬الدول‭ ‬فيها‭ ‬وما‭ ‬تفرضه‭ ‬من‭ ‬التزامات،‭ ‬والثالث‭: ‬إيجاد‭ ‬معادلة‭ ‬جديدة‭ ‬للأمن،‭ ‬فالأمر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬والقوى‭ ‬الكبرى‭ ‬بل‭ ‬والجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬أحد‭ ‬اللاعبين‭ ‬الإقليميين‭.‬

ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬بمستوياته‭ ‬الثلاثة‭ ‬الوطني‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬أصبح‭ ‬أمام‭ ‬تحد‭ ‬جديد‭  ‬بل‭ ‬أن‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭  ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أنهت‭ ‬الفواصل‭ ‬بين‭ ‬مستويات‭ ‬الأمن‭ ‬الثلاثة‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬ولذلك‭ ‬مخاطر‭ ‬وتأثيرات‭  ‬أولها‭: ‬تراجع‭ ‬الوسائل‭ ‬السلمية‭ ‬لحل‭ ‬النزاعات‭ ‬لصالح‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬نتائج‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬امتلاك‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬الأزمات‭ ‬وتنهض‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬دليلاً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وثانيها‭: ‬تراجع‭ ‬أدوار‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لصالح‭ ‬التدخلات‭ ‬العسكرية‭ ‬الدولية،‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬تهديد‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يتجاوز‭ ‬نطاق‭ ‬عمل‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وترى‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬ذاتها‭ ‬مدعوة‭ ‬للتدخل‭ ‬العسكري‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬المخاطر،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬أو‭ ‬تغييب‭ ‬عمل‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬يرتب‭ ‬آثاراً‭ ‬سلبية‭ ‬لجهة‭ ‬تسوية‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬خصوصيتها‭ ‬ومنع‭ ‬تدويلها،‭ ‬وثالثها‭: ‬تأخر‭ ‬تحقيق‭ ‬توافق‭ ‬وطني‭ ‬داخل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بحالة‭ ‬تحول‭ ‬بما‭ ‬يرتب‭ ‬مخاطر‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬تقسيم‭ ‬الدول‭ ‬ذاتها‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬للدول‭ ‬بل‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بأسرها‭.‬

ومع‭ ‬تعدد‭ ‬أسباب‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهنة‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬ستؤول‭ ‬إليه‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬فإن‭ ‬أنشطة‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬والتي‭ ‬أصبح‭ ‬لديها‭ ‬اتصال‭ ‬وتنسيق‭ ‬واضح‭ ‬تعد‭ ‬أبرز‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬تسلح‭ ‬وقدرتها‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬مستوى‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ليطال‭ ‬طرق‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬المرتكزات‭ ‬التقليدية‭ ‬للصراعات‭ ‬ومنها‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والحرب‭ ‬التقليدية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭.‬

وكما‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬الإطار‭ ‬النظري‭ ‬الأكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬لفهم‭ ‬تأثير‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭  ‬المفكر‭ ‬الأمريكي‭ ‬باري‭ ‬بوزان‭  ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الخبراء‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬نظريات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وقدم‭ ‬أفكاراً‭ ‬مهمة‭ ‬حول‭ ‬الجوانب‭ ‬غير‭ ‬العسكرية‭ ‬للأمن‭ ‬وكذلك‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وأهميته‭ ‬وكيفية‭ ‬تأثر‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بمناطق‭ ‬الجوار‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهنة‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ففي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬معضلة‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬أزمات‭ ‬مزمنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬وطنية‭ ‬لدمج‭ ‬كافة‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬وطنية‭ ‬واحدة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الانقسامات‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬بغيضة‭ ‬واجهتها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وتجاوزتها‭ ‬بنجاح‭ ‬ومنها‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬ذاتها،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬تنظيمات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مهام‭ ‬عديدة‭ ‬لتقديم‭ ‬مبادرات‭ ‬شاملة‭ ‬تستهدف‭ ‬جمع‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف‭ ‬ضمن‭ ‬حوار‭ ‬يتضمن‭ ‬حل‭ ‬كافة‭ ‬القضايا‭ ‬الخلافية‭ ‬ضمن‭ ‬مراحل‭ ‬زمنية‭ ‬محددة،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬فإن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬سواء‭ ‬كدول‭ ‬كبرى‭ ‬أو‭ ‬منظمات‭ ‬دولية‭ ‬مدعوة‭ ‬لممارسة‭ ‬أدوار‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬وتوصيف‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬حثها‭ ‬على‭ ‬الاندماج‭ ‬ضمن‭ ‬المنظومة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراعات‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬تعقيدات‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهن‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬وترتيبات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬تكتنفه‭ ‬صعوبات‭ ‬عديدة‭ ‬بدون‭ ‬وجود‭ ‬رؤى‭ ‬وطنية‭ ‬وإقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬للجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مسمياتها‭ ‬سوف‭ ‬تظل‭ ‬تحديا‭ ‬هائلاً‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا