يعاني سوق العقار في الولايات المتحدة حالة أقرب إلى الركود منذ نحو عامين بسبب رفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة لكبح جماح معدلات التضخم المرتفعة. وعلى الرغم من هذا الركود فإن أسعار البيوت وإيجارات المساكن تواصل الارتفاع بما يثقل كاهل الأسر الأمريكية المالكة للسكن أو المستأجرة.
وأشار تقرير نشرته «اندبندنت عربية» إلى أن أبرز مظاهر ركود حركة السوق هو التراجع اللافت في المبيعات نتيجة تدهور قدرة تحمل الأسر لكلف السكن بصورة عامة، كما تشير معظم البيانات والأرقام الرسمية والصادرة عن الشركات العقارية.
ولفت التقرير إلى أن هذه الإشكالية دفعت المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية إلى التركيز على أزمة السكن، حيث بات كل من الرئيس السابق دونالد ترامب، وكامالا هاريس نائبة الرئيس الحالي يطرحان الحلول في وعودهما الانتخابية بهدف كسب أصوات الناخبين وخاصة في ولايات تعاني من حالة جمود واضح في السوق العقارية من ناحية البيع والشراء مع ارتفاع إيجارات المساكن أيضاً.
ووفقاً لأحدث بيانات لمؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة فإن كلفة السكن وما يرتبط به من نفقات شكلت 90% من معدل التضخم في شهر يوليو الماضي.
وبحسب مسح أخير لمركز «الديمقراطية الشعبية» فإن 84% من الناخبين في الولايات المتأرجحة يعدون كلفة المعيشة مشكلتهم الأساسية، وتحظى كلف السكن بالقدر الكبر من كلفة المعيشة تلك. حيث تحول «الحلم الأمريكي» بالنسبة إلى غالبية هؤلاء الناخبين حول امتلاك بيت للعيش فيه، إلى كابوس أمريكي بسبب التكاليف العالية.
ومن الوعود التي قدمها المترشحون ما اشارت اليه هاريس عن تقديم منحة إعفاء ضريبي لمشتري البيت للمرة الأولى بقيمة 25 ألف دولار، إضافة إلى إعفاءات ضريبية لشركات بناء البيوت لتشجيعهم على بناء بيوت جديدة، وكذلك شن حملة على شركات العقارات والمستثمرين الذين يحتكرون السوق بشراء كميات كبيرة من العقارات المتاحة. وتهدف تلك الوعود إلى إقناع الناخبين بأن المرشحة الديمقراطية ستعمل على تخفيف أعباء كلفة المعيشة عن الأسر الأمريكية.
فيما كانت مشكلات ارتفاع كلفة المعيشة أحد الأسباب المهمة لتقدم ترامب في استطلاعات الرأي على بايدن قبل انسحابه.
وإلى جانب أسعار الفائدة المرتفعة التي تزيد كلفة السكن على المواطنين الأمريكيين تبرز مشكلة نقص المعروض من البيوت في السوق، إما لتردد المالكين في بيع بيوتهم خشية ألا يستطيعوا تحمل كلفة القروض الجديدة بالأسعار الحالية أو لأن المطورين يترددون في البناء بسبب كلفة الاقتراض أيضاً وارتفاع الأسعار في السوق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك