العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل يمكن إصلاح المنظمات المالية العالمية؟

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٢٢ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

تشمل‭ ‬أهداف‭ ‬خطة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لعام‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬هدفًا‭ ‬عالميا‭ ‬كالقضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع،‭ ‬وتحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬وتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭ ‬والمياه‭ ‬النظيفة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادي‭ ‬مستدام‭. ‬ورغم‭ ‬طموح‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬أشار‭ ‬الباحثان‭ ‬‮«‬جلادا‭ ‬لان‭ ‬وباتريك‭ ‬شرودر‮»‬‭ ‬بالمعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬‮«‬تشاتام‭ ‬هاوس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والجيوسياسية‭ ‬قد‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬تحقيقها،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العقد‭ ‬ضئيلًا‭.‬

وأشار‭ ‬‮«‬شرودر‮»‬‭ ‬و«لان‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬البالغة‭ ‬3‭.‬9‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬يتطلب‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬1%‭ ‬من‭ ‬التمويل‭ ‬العالمي‭. ‬وأكدا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬بنوك‭ ‬التنمية‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬إصلاحات‭ ‬أساسية،‭ ‬ووافقه‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬أمين‭ ‬محسني‭ ‬شيراغلو‮»‬‭ ‬خبير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الكلي‭ ‬لدى‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬بأن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تنشيط‭ ‬‮«‬مؤسسات‭ ‬بريتون‭ ‬وودز‮»‬‭ ‬مثل‭: (‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭) ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬في‭ ‬التمويل‭ ‬والتنمية‭ ‬العالمية‭.‬

وكتبت‭ ‬‮«‬تانا‭ ‬جونسون‮»‬‭ ‬أستاذة‭ ‬بجامعة‭ ‬ديوك،‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬لها‭ ‬لمؤسسة‭ ‬‮«‬كارنيغي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬ومقرها‭ ‬واشنطن،‭ ‬أن‭ ‬الإصلاحات‭ ‬في‭ (‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬ومنظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭) ‬تواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تخصيص‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬والصلاحيات‭ ‬والموارد‭ ‬لدول‭ ‬ذات‭ ‬اقتصادات‭ ‬نامية،‭ ‬والتي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬النفوذ‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬الإصلاحات‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬تأثير‭ ‬البلدان‭ ‬النامية‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬مثل‭ ‬القروض‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الصينية‭ ‬بشروط‭ ‬مختلفة‭.‬

تأسست‭ ‬مؤسسات‭ ‬‮«‬بريتون‭ ‬وودز‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬للهيمنة‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬العالمي،‭ ‬وضمان‭ ‬استقراره‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬ثمانين‭ ‬عامًا،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬مايلز‭ ‬كاهلر‮»‬‭ ‬أستاذ‭ ‬فخري‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إلى‭ ‬غياب‭ ‬عصر‭ ‬‮«‬بريتون‭ ‬وودز‮»‬‭ ‬وبروز‭ ‬‮«‬المؤسسات‭ ‬غير‭ ‬الرسمية‮»‬‭ ‬كمحركات‭ ‬تعاون‭ ‬أساسية‭ ‬بين‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭ ‬والنامية‭. ‬

فأوضحت‭ ‬‮«‬جونسون‮»‬‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أصبح‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬مؤسسات‭ ‬التنمية‭ ‬بسبب‭ ‬محاولاته‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصالحه‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتهميش‭ ‬دوره‭ ‬الأصلي‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬على‭ ‬التعافي‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭. ‬أما‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬فقد‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬معيار‭ ‬الذهب‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬ولكن‭ ‬دوره‭ ‬كمقرض‭ ‬رئيسي‭ ‬تراجع‭ ‬بسبب‭ ‬ظهور‭ ‬منافسين‭ ‬كالحكومة‭ ‬الصينية‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬الأوروبي‭. ‬وبالنسبة‭ ‬لمنظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬التي‭ ‬نشأت‭ ‬عن‭ ‬توسعة‭ ‬الاتفاقية‭ ‬العامة‭ ‬للتعريفة‭ ‬الجمركية‭ ‬والتجارة‭ (‬الجات‭) ‬في‭ ‬1994،‭ ‬اعتبر‭ ‬كاهلر‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬ضعفها‭ ‬المؤسسي‭ ‬وسجلها‭ ‬المخيب‭ ‬للآمال‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باتفاقيات‭ ‬التجارة‭ ‬الجديدة‭.‬

وتبقى‭ ‬الاقتراحات‭ ‬لإصلاح‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬تعكس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مواكبة‭ ‬التغيرات‭ ‬العالمية‭. ‬فرأت‭ ‬‮«‬جونسون‮»‬‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تقترحه‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬ليس‭ ‬بجديد،‭ ‬وأنه‭ ‬قبل‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الإصلاحات،‭ ‬يجب‭ ‬معالجة‭ ‬الشكوك‭ ‬الأساسية‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬تريد‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬تحقيقه‭. ‬وتساءلت‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬التزامها‭ ‬الفعلي‭ ‬بالتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للدول‭ ‬الفقيرة،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬مجهزة‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭. ‬وأشارت‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثلاث‭ ‬اتجهت‭ ‬نحو‭ ‬التنمية‭ ‬ليس‭ ‬بدافع‭ ‬قناعة‭ ‬كاملة،‭ ‬بل‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬خاصة‭ ‬بها،‭ ‬مثل‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬‮«‬المؤسسة‭ ‬الدولية‭ ‬للتنمية‮»‬‭ ‬لتقديم‭ ‬منح‭ ‬وقروض‭ ‬لأفقر‭ ‬البلدان،‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تبنى‭ ‬دور‭ ‬المقرض‭ ‬الرئيسي‭ ‬للبلدان‭ ‬الأكثر‭ ‬فقرًا‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬إدارة‭ ‬نيكسون‭ ‬بوقف‭ ‬تحويل‭ ‬الدولار‭ ‬إلى‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬1971‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمنظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬تضع‭ ‬التنمية‭ ‬ضمن‭ ‬مبادئها‭ ‬الأساسية‭ ‬ولديها‭ ‬لجنة‭ ‬مخصصة‭ ‬لتحسين‭ ‬قطاعات‭ ‬التجارة‭ ‬والتنمية،‭ ‬لاحظت‭ ‬‮«‬تانا‭ ‬جونسون‮»‬‭ ‬أن‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬لمنظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬مور‮»‬‭ ‬حاول‭ ‬إبراز‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬لجذب‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة،‭ ‬وإظهار‭ ‬أهمية‭ ‬المنظمة‭ ‬أمام‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭. ‬

وانتقدت‭ ‬‮«‬جونسون‮»‬‭ ‬المنظمة‭ ‬ووصفت‭ ‬تصرفها‭ ‬بالـ‭ ‬‮«‬نفاق‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬التنمية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬تركيز‭ ‬المنظمة‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬التجارة‭ ‬لصالح‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالاتفاقيات‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬والإقليمية،‭ ‬مثل‭ ‬الشراكة‭ ‬عبر‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ،‭ ‬والشراكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإقليمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬ومنطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬القارية‭ ‬الأفريقية،‭ ‬والتي‭ ‬أُبرمت‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬المنظمة‭.‬

نتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬أكدت‭ ‬جونسون‭ ‬أن‭ ‬التفاني‭ ‬الفعلي‭ ‬للمنظمات‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬التنمية‭ ‬مشكوك‭ ‬فيه،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬بإصلاح‭ ‬عمليات‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬لتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭. ‬ففي‭ ‬البنك‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدوليين،‭ ‬يتمتع‭ ‬المانحون‭ ‬بصوت‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬المستفيدين‭ ‬الفقراء‭ ‬بسبب‭ ‬نظام‭ ‬التصويت‭ ‬الموزون،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬من‭ ‬نظم‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬يسمح‭ ‬بوزن‭ ‬صوت‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬بحيث‭ ‬يعطى‭ ‬الصوت‭ ‬من‭ ‬الثقل‭ ‬ما‭ ‬يتوازى‭ ‬مع‭ ‬الأهمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للدولة‭ ‬ومساهمتها‭ ‬في‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬للمنظمة‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية؛‭ ‬حيث‭ ‬يُمنح‭ ‬كل‭ ‬عضو‭ ‬صوت‭ ‬واحد،‭ ‬فإن‭ ‬القرارات‭ ‬تتخذ‭ ‬بالإجماع،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬النامية،‭ ‬رغم‭ ‬كونها‭ ‬الأغلبية،‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬توافق‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭.‬

وبخصوص‭ ‬كيفية‭ ‬إصلاح‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬لمواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬جونسون‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيد‭ ‬لاستعادة‭ ‬أدوارها،‭ ‬بينما‭ ‬يظل‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استكشاف‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬لإثبات‭ ‬قيمتهما‭. ‬وبحسب‭ ‬‮«‬كلارا‭ ‬براندي‭ ‬ويابيبال‭ ‬والي‮»‬‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الألماني‭ ‬للتنمية‭ ‬والاستدامة،‭ ‬هناك‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توسيع‭ ‬صلاحيات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬لتعزيز‭ ‬حماية‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭ ‬العالمي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إزالة‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬أعضائه‭ ‬حول‭ ‬زيادة‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الإقراض‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬القادمة‭.‬

كما‭ ‬حذرا‭ ‬‮«‬براندي‮»‬‭ ‬و‮«‬والي‮»‬‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬المهام‭ ‬دون‭ ‬زيادة‭ ‬الموارد‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬قدرة‭ ‬البنك‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬مما‭ ‬يضطره‭ ‬لتقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيها‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬فأكد‭ ‬‮«‬باولو‭ ‬نوجويرا‭ ‬باتيستا‮»‬‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬السابق‭ ‬للصندوق،‭ ‬ضرورة‭ ‬إدخال‭ ‬إصلاحات‭ ‬لتحسين‭ ‬جاذبية‭ ‬الصندوق‭ ‬للدول‭ ‬النامية،‭ ‬وتفادي‭ ‬اعتراضات‭ ‬المساهمين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬على‭ ‬مقترحات‭ ‬التنمية‭. ‬وشملت‭ ‬الاقتراحات‭ ‬تقليص‭ ‬الرسوم‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التمويل‭ ‬التفضيلي‭ ‬للدول‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المنخفض،‭ ‬وزيادة‭ ‬تمثيل‭ ‬الدول‭ ‬الصغيرة‭ ‬والإفريقية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬مؤهلة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تمنحها‭ ‬نفس‭ ‬المزايا‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬الإصلاحات‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬وصندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬ومنظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التزامها‭ ‬بتطوير‭ ‬قضايا‭ ‬التنمية‭ ‬وتجهيز‭ ‬نفسها‭ ‬بشكل‭ ‬مناسب‭ ‬لذلك‭. ‬وإذا‭ ‬فشلت‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنها‭ ‬قد‭ ‬تظل‭ ‬تكرر‭ ‬مهامًا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬كيانات‭ ‬أخرى،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يجذب‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬أكثر‭ ‬فعالية‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬كاهلر‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التغييرات‭ ‬ستكون‭ ‬تدريجية‭ ‬وجزئية،‭ ‬لكنها‭ ‬قد‭ ‬تواجه‭ ‬شكوكًا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تُثمر‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا