العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مؤتمر الحزب الديمقراطي الأمريكي وتجاهل حرب غزة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٢٨ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

كان‭ ‬الانسحاب‭ ‬المفاجئ‭ ‬للرئيس‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬من‭ ‬السباق‭ ‬الرئاسي‭ ‬بمثابة‭ ‬تحول‭ ‬دراماتيكي‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬الفرصة‭ ‬لنائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭ ‬لتكون‭ ‬مرشحة‭ ‬الحزب‭ ‬للرئاسة‭. ‬بينما‭ ‬تسعى‭ ‬هاريس‭ ‬لجذب‭ ‬الناخبين‭ ‬والتفوق‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬تظل‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬‭ ‬وخصوصًا‭ ‬تجاه‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الشائكة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تناولها‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬حملتها‭. ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تأثيرا‭ ‬واضحا‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬هاريس‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬السياسات‭ ‬والانتقادات‭ ‬الحالية‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقبلة‭.‬

عقد‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬مؤتمره‭ ‬الوطني‭ ‬بين‭ ‬19‭ ‬و22‭ ‬أغسطس‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬شيكاغو؛‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬ترشيح‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭. ‬وتميز‭ ‬المؤتمر‭ ‬بخطاب‭ ‬للرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬‮«‬باراك‭ ‬أوباما‮»‬‭ ‬وقرينته‭ ‬‮«‬ميشيل‭ ‬أوباما‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬خرج‭ ‬آلاف‭ ‬المتظاهرين‭ ‬إلى‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬غضبهم‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬تجاه‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ودعمها‭ ‬لإسرائيل‭.‬

ورغم‭ ‬الانتقادات‭ ‬العديدة،‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬المؤتمر‭ ‬تفاصيل‭ ‬كافية‭ ‬حول‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬هاريس‮»‬‭ ‬الخارجية،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وقد‭ ‬أشار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نهج‭ ‬هاريس‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬بايدن،‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬انتخابها‭ ‬رئيسًا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬أراش‭ ‬عزيزي‮»‬‭ ‬محاضر‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كليمسون‭ ‬بولاية‭ ‬ساوث‭ ‬كارولينا‭ ‬وكاتب‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬أتلانتيك‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭-‬الفلسطيني‭ ‬تظل‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭. ‬ولفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬تفاصيل‭ ‬واضحة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الصراع‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬فازت‭ ‬بالرئاسة‭. ‬وقد‭ ‬وصف‭ ‬عزيزي‭ ‬تصريحات‭ ‬هاريس‭ ‬حول‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالـ«ضبابية‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تحديد‭ ‬توجهاتها‭ ‬الفعلية‭. ‬وأوضح‭ ‬كذلك‭ ‬أن‭ ‬مواقفها‭ ‬تتسم‭ ‬بالحذر‭ ‬الشديد؛‭ ‬حيث‭ ‬تجنبت‭ ‬تقديم‭ ‬مقترحات‭ ‬جديدة،‭ ‬أو‭ ‬نقدا‭ ‬صريحا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬خطابها‭ ‬العام،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يعكس‭ ‬ترددها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الضغوط‭ ‬السياسية‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭.‬

وانتقد‭ ‬‮«‬إدوارد‭ ‬لوس‮»‬‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشال‭ ‬تايمز‮»‬‭ ‬صمت‭ ‬المسؤولين‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هاريس،‭ ‬بشأن‭ ‬مذابح‭ ‬غزة‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬لوس‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬الصمت‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الخيار‭ ‬الأكثر‭ ‬حكمة‮»‬‭ ‬سياسيا‭ ‬خلال‭ ‬الانتخابات،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مدفوعًا‭ ‬بخوف‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬الانقسامات‭ ‬الحزبية،‭ ‬وتقديم‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬للحملة‭ ‬الديمقراطية‭. ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬تجنب‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬في‭ ‬التصريحات‭ ‬العامة‭ ‬يعكس‭ ‬التردد‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬موضوع‭ ‬حساس‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬تأييد‭ ‬الناخبين‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬قد‭ ‬أظهر‭ ‬ترشيح‭ ‬هاريس‭ ‬كخيار‭ ‬بارز،‭ ‬فإن‭ ‬غياب‭ ‬التفاصيل‭ ‬حول‭ ‬سياساتها‭ ‬الخارجية‭ ‬قد‭ ‬يثير‭ ‬القلق‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬يتطلعون‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭. ‬وبينما‭ ‬تستمر‭ ‬الحملة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬والتوازن،‭ ‬تبقى‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬استجابة‭ ‬هاريس‭ ‬لأزمات‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬النقاش‭ ‬الانتخابي‭ ‬الحيوي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المؤكد‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬ستنجح‭ ‬في‭ ‬التميز‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬بايدن‭ ‬وتلبية‭ ‬توقعات‭ ‬ناخبيها‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭.‬

يأتي‭ ‬هذا‭ ‬الغموض‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تاريخي؛‭ ‬حيث‭ ‬يواجه‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬شبح‭ ‬الانقسامات‭ ‬الحادة‭ ‬التي‭ ‬عانى‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬1968،‭ ‬والذي‭ ‬شهد‭ ‬احتجاجات‭ ‬عنيفة‭ ‬وأدى‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬الحزب‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬أمام‭ ‬الجمهوري‭ ‬‮«‬ريتشارد‭ ‬نيكسون‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ترشيح‭ ‬هاريس‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تجنب‭ ‬تكرار‭ ‬تلك‭ ‬الفوضى‭. ‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬وثيقة‭ ‬برنامج‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬فهي‭ ‬تعكس‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬إنجازات‭ ‬بايدن،‭ ‬مع‭ ‬تجاهل‭ ‬نسبي‭ ‬للسياسات‭ ‬الخارجية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬مات‭ ‬دوس‮»‬‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمركز‭ ‬السياسة‭ ‬الدولية‭ ‬ومقره‭ ‬واشنطن،‭ ‬أن‭ ‬توقيت‭ ‬كتابة‭ ‬وثيقة‭ ‬البرنامج‭ ‬الديمقراطي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬إعادة‭ ‬صياغتها‭ ‬لتتماشى‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬هاريس‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬دوس‮»‬‭ ‬إنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬الوثيقة‭ ‬بعد‭ ‬ترشيح‭ ‬هاريس،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬ضروريًا‭ ‬لعرض‭ ‬موقفها‭ ‬بوضوح‭. ‬وأكد‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تعبر‭ ‬هاريس‭ ‬وفريقها‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تعاطيهم‭ ‬مع‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬بطريقة‭ ‬تتجاوز‭ ‬نهج‭ ‬بايدن‭ ‬وتقديم‭ ‬رؤية‭ ‬جديدة‭. ‬

فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬السابقة‭ ‬لهاريس‭ ‬بشأن‭ ‬الدمار‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الحرب،‭ ‬فقد‭ ‬تجنبت‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬توجيه‭ ‬انتقادات‭ ‬مباشرة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬مكررة‭ ‬دفاع‭ ‬الإدارة‭ ‬المعتاد‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭. ‬وقد‭ ‬لوحظ‭ ‬أن‭ ‬حملة‭ ‬هاريس‭ ‬لم‭ ‬تتناول‭ ‬بوضوح‭ ‬أي‭ ‬اقتراحات‭ ‬ملموسة‭ ‬لتغيير‭ ‬السياسة‭ ‬الحالية‭.‬

ولعل‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬وراء‭ ‬الغموض‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬محاولة‭ ‬تجنب‭ ‬الانقسامات‭ ‬الحادة‭ ‬داخل‭ ‬الحزب،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬السياسية‭ ‬قبيل‭ ‬الانتخابات‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لهذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬تبعات‭ ‬سلبية،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬تقديم‭ ‬مواقف‭ ‬واضحة‭ ‬قد‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬إضعاف‭ ‬دعمها‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬تغيير‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تبرز‭ ‬أهمية‭ ‬مستشاري‭ ‬هاريس،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬فيليب‭ ‬جوردون‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬أوباما؛‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬سياساتها‭ ‬إذا‭ ‬فازت‭ ‬بالرئاسة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬بعد‭ ‬رؤى‭ ‬جديدة‭ ‬وواضحة،‭ ‬فإن‭ ‬مواقف‭ ‬مستشاريها‭ ‬قد‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬توجهاتها‭ ‬المستقبلية‭.‬

فقد‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬برايان‭ ‬كاتوليس،‭ ‬بنجامين‭ ‬فريدمان،‭ ‬وسيدني‭ ‬تايلور‮»‬‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ (‬MEI‭) ‬،‭ ‬أن‭ ‬هاريس‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬في‭ ‬انتقادها‭ ‬للدمار‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وتعاطفها‭ ‬مع‭ ‬معاناة‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مقارنة‭ ‬بإدارة‭ ‬بايدن‭. ‬وأوضحوا‭ ‬أنها‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬اتباع‭ ‬نهج‭ ‬مختلف‭ ‬لإنهاء‭ ‬النزاع‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬انتخابها‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬التصريحات‭ ‬يعكس‭ ‬محاولتها‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬انتقادات‭ ‬اليسار‭ ‬وتأييد‭ ‬موقف‭ ‬الوسط‭ ‬في‭ ‬الحزب‭.‬

ومع‭ ‬قرب‭ ‬انعقاد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬يظل‭ ‬غموض‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الناخبين‭. ‬فبينما‭ ‬تسعى‭ ‬هاريس‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الحزب‭ ‬والتوازن‭ ‬السياسي،‭ ‬يتعين‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تعالج‭ ‬بفعالية‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬الشائكة‭ ‬لتفادي‭ ‬تأثيرها‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬حملتها‭ ‬الانتخابية‭. ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وعدم‭ ‬تحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬دبلوماسي،‭ ‬ستبقى‭ ‬سياسة‭ ‬هاريس‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬تحت‭ ‬المجهر،‭ ‬وستكون‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬الناخبين‭ ‬والمراقبين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬التوترات‭ ‬المتزايدة‭ ‬والصراع‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يُعَدُّ‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬نقطة‭ ‬محورية‭ ‬لفهم‭ ‬كيفية‭ ‬تعامل‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭ ‬مع‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬فازت‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المقبلة‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ترشيحها‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬حاسم‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬بايدن،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬الناخبين‭ ‬تحديد‭ ‬موقفها‭ ‬الفعلي‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تتباين‭ ‬الآراء‭ ‬بين‭ ‬الخبراء‭ ‬والأكاديميين‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬استعداد‭ ‬هاريس‭ ‬لتبني‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬أكثر‭ ‬تمايزًا‭ ‬مقارنة‭ ‬بسابقتها‭. ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التردد‭ ‬قد‭ ‬يعكس‭ ‬ضعفًا‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬أو‭ ‬افتقارًا‭ ‬لرؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭. ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬تبقى‭ ‬أسئلة‭ ‬كبيرة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تعامل‭ ‬هاريس‭ ‬مع‭ ‬الصراعات‭ ‬العالمية‭ ‬وتحديات‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالمنطقة‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬الانتخابات،‭ ‬تظل‭ ‬سياسة‭ ‬هاريس‭ ‬تجاه‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭-‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬النقاش‭ ‬العام‭. ‬إذا‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬تميز‭ ‬نفسها‭ ‬بشكل‭ ‬فعّال‭ ‬عن‭ ‬بايدن‭ ‬وتلبية‭ ‬تطلعات‭ ‬الناخبين‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬ملموس،‭ ‬فإنها‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬وقوية‭ ‬تتجاوز‭ ‬مجرد‭ ‬تصريحات‭ ‬عامة‭. ‬بينما‭ ‬تستمر‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬المشهد‭ ‬العالمي،‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاعتبارات‭ ‬السياسية،‭ ‬لتثبت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬البلاد‭ ‬نحو‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬أكثر‭ ‬تماسكًا‭ ‬وشمولية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا