العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

حياة الماعز وضجيج الفراغ!

{‭ ‬إن‭ ‬أردت‭ ‬صناعة‭ ‬التأثير‭ ‬فاصنع‭ ‬فيلما‭ ‬بتقنية‭ ‬عالية،‭ ‬الحبكة‭ ‬فيه‭ ‬تثير‭ ‬المشاعر‭ ‬الإنسانية‭ ‬الرافضة‭ ‬للظلم‭... ‬أي‭ ‬ظلم،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬القصة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬فرد‭ ‬واحد‭ ‬وفي‭ ‬حادثة‭ ‬استثنائية‭! ‬ورغم‭ ‬انتشار‭ ‬الظلم‭ ‬بأفدح‭ ‬الصور‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم،‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أحد‭ ‬أبشع‭ ‬نماذجه‭!‬

فلماذا‭ ‬لم‭ ‬تفتح‭ ‬النتفليكس‭ ‬منصتها‭ ‬لإنتاج‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬الظلم‭ ‬الجماعي‭ ‬الفادح‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬تمارس‭ ‬الإبادة؟‭! ‬ولكن‭ ‬إن‭ ‬أردت‭ ‬التشويه‭ ‬والإساءة‭ ‬لبلد‭ ‬عبر‭ ‬فيلم‭ ‬درامي‭ ‬فإن‭ ‬الحدث‭ ‬أو‭ ‬الحبكة‭ ‬وحدها‭ ‬لا‭ ‬تكفي،‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬تضخيم‭ ‬الحدث‭ ‬ومركزية‭ ‬بطل‭ ‬القصة‭! ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬إضافة‭ ‬التوابل‭ ‬العالية‭ ‬الإتقان‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬تحديدًا،‭ ‬وفي‭ ‬السيناريو،‭ ‬وفي‭ ‬إسقاط‭ ‬التلميحات‭ ‬الشائنة‭! ‬واستغلال‭ ‬الظرف‭ ‬المعادي‭ ‬وتوظيفه‭ ‬في‭ ‬اصطياد‭ ‬حادثة‭ ‬بعينها،‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭! ‬ولكن‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬تكثيف‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬‮«‬الفردية‮»‬‭ ‬وتحميلها‭ ‬مالا‭ ‬تتسع‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تعمدّ‭ ‬التشويه‭! ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬الفراغ‭ ‬محملاً‭ ‬بضجيج‭ ‬كبير،‭ ‬يغطي‭ ‬على‭ (‬المصداقية‭ ‬الضائعة‭) ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬تعميم‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬بلد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حالة‭ ‬فردية‭! ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬سرّ‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الضجيج‭ ‬الفارغ‭ ‬حول‭ ‬الفيلم؟‭!‬

{‭ ‬هذا‭ ‬الفراغ‭ ‬المليء‭ ‬بالضجيج،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوصف‭ ‬به‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬الماعز‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬أريد‭ ‬له‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التمويل‭ ‬أو‭ ‬الإنتاج‭ ‬أو‭ ‬الحبكة‭ ‬الدرامية‭ ‬أو‭ ‬الإخراج‭ ‬والتصوير،‭ ‬أُريد‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬المشاهد،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬ضدّ‭ ‬السعودية‭ ‬وحدها،‭ ‬وإنما‭ ‬ضدّ‭ ‬كل‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭! ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬بقليل‭ ‬من‭ ‬التأمل‭ ‬والوعي‭ ‬يتم‭ ‬كشف‭ ‬الفراغ‭ ‬والسطحية،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تعميم‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حادثة‭ ‬فردية‭ ‬كان‭ ‬بطلها‭ (‬نجيب‭ ‬محمد‭) ‬من‭ ‬‮«‬كيرلا‮»‬‭ ‬الهندية،‭ ‬يجمع‭ (‬30‭ ‬ألف‭ ‬روبية‭) ‬ليذهب‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬بنظام‭ ‬‮«‬الكفيل‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭ ‬كنظام‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وفعلت‭ ‬ذلك‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬أخرى‭ ‬منها‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2017‭! ‬الحادثة‭ ‬منقولة‭ ‬عن‭ (‬رواية‭) ‬وليس‭ ‬عن‭ ‬تقرير‭ ‬موثق‭! ‬فأضاف‭ ‬الفيلم‭ ‬إلى‭ ‬خيال‭ ‬الرواية‭ ‬خيالاً‭ ‬مضافًا‭ ‬ومهمًا‭ ‬هو‭ ‬المخيال‭ ‬السينمائي‭ ‬والتصوير‭ ‬العالمي‭ ‬المؤثر،‭ ‬الذي‭ ‬لولاه‭ ‬لما‭ ‬حظي‭ ‬الفيلم‭ ‬بأي‭ ‬اهتمام‭! ‬ولاعتبره‭ ‬كثيرون‭ ‬حادثًا‭ ‬فرديًا‭ ‬لتعرض‭ ‬شخص‭ ‬لظلم‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬آخر،‭ ‬ويحدث‭ ‬مثله‭ ‬وأكثر‭ ‬منه‭ ‬بكثير‭ ‬حوادث‭ ‬وجرائم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بلدان‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬نفسها‭ ‬وبشكل‭ ‬يومي‭!‬

{‭ ‬المهم‭ ‬يذهب‭ ‬‮«‬نجيب‭ ‬محمد‮»‬‭ ‬الهندي‭ ‬إلى‭ ‬السعودية‭ ‬للعمل،‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬وفعل‭ ‬مئات‭ ‬الألوف‭ ‬من‭ ‬الهنود‭ ‬والآسيويين‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬كثيرة،‭ ‬فتشاء‭ ‬الصُدف‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬‮«‬ظروف‭ ‬استثنائية‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬يتأخر‭ ‬كفيله‭ ‬عن‭ ‬القدوم‭ ‬إلى‭ ‬المطار‭ ‬لاستقباله‭ ‬وصديقه‭ ‬‮«‬حكيم‮»‬،‭ ‬فيلتقطه‭ ‬أحد‭ ‬أصحاب‭ ‬المزارع‭ ‬النائية‭ ‬في‭ ‬صحراء‭ ‬الربع‭ ‬الخالي‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬بالكفيل‭! ‬ليمارس‭ ‬عليه‭ ‬أنماطًا‭ ‬من‭ ‬الاستعباد،‭ ‬ويجعله‭ ‬يعيش‭ ‬ظروفًا‭ ‬قاسية‭ ‬بين‭ ‬الماعز‭ ‬والجمال،‭ ‬بما‭ ‬يذكرنا‭ ‬بأحوال‭ ‬الرق‭ ‬للعبيد‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬وأحوال‭ ‬الظلم‭ ‬والقتل‭ ‬والإبادة‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬‮«‬ميانمار‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬الهند‭ ‬نفسها‭! ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬والهند،‭ ‬كان‭ ‬الظلم‭ ‬ممنهجًا‭ ‬واستعماريا‭ ‬وعنصريا،‭ ‬ومن‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭! ‬وليس‭ ‬من‭ (‬فرد‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬القانون‭) ‬كما‭ ‬صاحب‭ ‬المزرعة،‭ ‬الذي‭ ‬اختطف‭ ‬نجيب‭ ‬وصاحبه‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الأعين‭ ‬الأمنية‭ ‬وعن‭ ‬الكفيل‭ ‬الأصلي‭!‬

{‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حبكته‭ ‬ولغة‭ ‬الكلام‭ ‬والجسد‭ ‬والتوظيف‭ ‬التصويري‭ ‬العالمي،‭ ‬حاول‭ (‬التعميم‭) ‬وإطلاق‭ ‬أوصاف‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬وجعل‭ ‬الحادثة‭ ‬الفردية‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬الرواية‭ ‬إنها‭ ‬تعود‭ ‬الى‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬جعلها‭ ‬حادثة‭ ‬للحكم‭ ‬على‭ ‬بلد‭ ‬وشعب‭ ‬بأكمله‭!‬

ولذلك‭ ‬أراد‭ ‬الفيلم‭ ‬جعلها‭ ‬كحادثة‭ ‬نموذجًا‭ ‬لحياة‭ ‬الآلاف‭ ‬الذين‭ ‬قال‭ ‬الفيلم‭ ‬عنهم‭ ‬عن‭ ‬تعمدّ‭ ‬إنهم‭ ‬ماتوا‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭! ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬وكل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تستقطب‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الجالية‭ ‬الهندية،‭ ‬وغالبيتهم‭ ‬العظمى‭ ‬تعيش‭ ‬أوضاعًا‭ ‬عادية‭ ‬لا‭ ‬استثنائية‭ ‬فيها،‭ ‬بل‭ ‬منهم‭ ‬كثيرون‭ ‬يعيشون‭ ‬حياة‭ ‬مرفهة،‭ ‬ويرسلون‭ ‬سنويًا‭ (‬مئات‭ ‬المليارات‭) ‬إلى‭ ‬الهند،‭ ‬دون‭ ‬تعرضهم‭ ‬لأي‭ ‬ظلم‭ ‬أو‭ ‬استعباد،‭ ‬كما‭ ‬حاول‭ ‬الفيلم‭ ‬التعميم‭ ‬فيهما‭! ‬فلماذا‭ ‬يتوافدون‭ ‬بالملايين‭ ‬إذًا‭ ‬حتى‭ ‬الآن؟‭!‬

{‭ ‬إن‭ ‬منصة‭ ‬‮«‬النتفليكس‮»‬‭ ‬المعروفة‭ ‬بانتمائها‭ ‬إلى‭ (‬النخبة‭ ‬العالمية‭ ‬الشريرة‭) ‬التي‭ ‬تحترف‭ ‬صناعة‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وصناعة‭ ‬الإساءة‭ ‬والتشويه‭ ‬لأي‭ ‬بلد‭ ‬تستهدفه،‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬المليء‭ ‬بالثغرات‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬الفراغ‭ ‬التي‭ ‬يمتلئ‭ ‬بها،‭ ‬محط‭ ‬إثارة‭ ‬واستفزازا‭ ‬وتشويها‭ ‬متعمدا‭ ‬لبلاد‭ ‬الحرمين،‭ ‬المعروفة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬بتقديمها‭ ‬للمساعدات‭ ‬والمعونات‭ ‬الخيرية،‭ ‬وباستقبالها‭ ‬الإنساني‭ ‬سنويا‭ ‬لعشرات‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ ‬الحج‭ ‬والعمرة،‭ ‬وبتطورها‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬وبمكانتها‭ ‬الدينية‭ ‬العالية‭ ‬ومكانتها‭ ‬العربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والدولية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬محطّ‭ ‬حقد‭ ‬وحسد‭ ‬الكثيرين‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭!‬

{‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬للفيلم‭ ‬بنظام‭ ‬الكفيل‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إسقاطه‭ ‬كما‭ ‬قلنا‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ومنها‭ ‬السعودية،‭ ‬لأن‭ ‬صاحب‭ ‬المزرعة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هو‭ ‬الكفيل‭! ‬وإنما‭ ‬أحد‭ ‬الشخوص‭ ‬الأنانية‭ ‬والشريرة،‭ ‬والهند‭ ‬نفسها‭ ‬مليئة‭ ‬بنموذجه‭ ‬وبالأحداث‭ ‬والحوادث‭ ‬اليومية‭ ‬والجرائم‭ ‬الفارقة‭! ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يجعل‭ ‬منها‭ ‬الإعلام‭ ‬أو‭ ‬السينما‭ ‬أداة‭ ‬لضرب‭ ‬الهندوسية‭ ‬أو‭ ‬البوذية‭ ‬فيها‭! ‬كما‭ ‬حاول‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬الماعز‮»‬‭ ‬البناء‭ ‬على‭ (‬حادثة‭ ‬فردية‭) ‬لوصم‭ ‬المسلمين‭ ‬العرب‭ ‬بما‭ ‬ليس‭ ‬فيهم،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬التعميم‭ ‬بدا‭ ‬واضحًا‭ ‬في‭ ‬موتيفات‭ ‬الفيلم‭ ‬والحوار،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نجيب‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬الصحراء‭ ‬لاحقًا‭ ‬ليتوجه‭ ‬إلى‭ ‬بلاده،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أنقذه‭ ‬‮«‬مسلم‭ ‬إفريقي‮»‬‭ ‬هو‭ ‬‮«‬إبراهيم‮»‬‭! ‬الحديث‭ ‬يطول‭ ‬وقد‭ ‬نستكمله‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬حول‭ ‬مفارقات‭ ‬وثغرات‭ ‬الفيلم‭ ‬الذي‭ ‬يسيء‭ ‬للهند‭ ‬نفسها‭ ‬وليس‭ ‬للسعودية‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬وعي‭!!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا