على الرغم من أن وسائل السوشيال ميديا هي في الأساس وسائل تواصل اجتماعي فإنها تحولت إلى وسائل دعائية لمختلف المنتجات والسلع والخدمات، بل باتت وسيلة مفضلة لدى الكثيرين في إيجاد ما يبحثون عنه أو يروجون له.
وخلال السنوات القليلة الماضية تصدرت بعض وسائل التواصل الاجتماعي، في مقدمتها (تيك توك)، أساليب الترويج للاستثمار العقاري في عدد من الدول، وباتت تقدم فرصا وخيارات مثالية وإعلانات لمشاريع تجذب الكثير من الأشخاص سواء كانوا مستثمرين عقاريين أو من يبحثون عن عقار خاص لهم.
ولكن.. احذر، فقد تكون هذه الوسائل هي أسوأ وسيلة لشراء أي منتج استثماري بما في ذلك العقارات.
الخبير العقاري أشرف علام يتحدث هنا عن إمكانية الشراء او الاستثمار العقاري من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ولا سيما «تيك توك».
يقول علام في قناته «المخبر العقاري»: 99% ممن يروجون للعقارات تحت الانشاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة من خلال تيك توك لا يمتلكون خبرة عقارية، وأغلبهم جدد في القطاع العقاري. ولذلك من الصعب ان يتسم ما يقدمونه بالمصداقية. والكثير منهم لا يعملون في شركات عقارية، وإنما بشكل شخصي ويحصلون على عمولات مقابل الترويج. والغريب ان البعض لا يتجاوز عمره 25 عاما ويؤكد انه يمتلك خبرة في المجال العقاري تتجاوز عقدا من الزمن!
وما يحدث هو الترويج لأي مشروع وكأنها فرصة ستفوتك بسرعة، مع التركيز على السرعة في الحديث وقلة المعلومات التفصيلية. وكثيرا ما لا يتم ذكر المعلومات الحقيقية عن المطور أو المشروع، حتى يضطر العميل إلى التواصل معهم مباشرة. والأسوأ أن البعض يقدم وعودا لا يمكن ان تكون حقيقية، مثل نسبة أرباح خيالية أو تسهيلات جذابة. وأحيانا لا يكون هناك وجود للمشروع أساسا، أو يعاني المشروع من مشاكل قانونية أو مالية وغيرها.
وهذا النوع من الإعلانات يتميز بعدم وجود كلفة، وبنفس الوقت يقدم عمولة عالية، لذلك يتم التركيز عليها. والغريب اننا نجد تفاعلا واستفسارات من المتابعين عن تفاصيل العروض وغيرها! بل يبادر البعض بالشراء من خلالهم من دون التحقق من صحة المعلومات والجهة المروجة للإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويضيف أشرف علام: لا يكفي ان يكون عدد المتابعين لأي حساب وكثرة التفاعل معيارا للمصداقية، بل يجب أن تعرف اسم الشركة والمطور وتزورها شخصيا. ولو كان الإعلان في دولة ثانية أرسل أو استعن بمن يتحقق من المعلومات، او اترك الأمر من الأساس. ويزداد الامر خطورة إذا كنت جديدا في السوق العقاري، والمروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي جديد ولا يمتلك الخبرة الكافية، والمطور جديد. ومن ثم لا تمتلك الأطراف الثلاثة الخبرة الحقيقية للاستثمار العقاري ولا يمتلكون معلومات كافية أو دراسة جدوى وافية، ويحاولون قدر الإمكان جذب الزبائن بأي طريقة، فاحذر ان تقع في مثل هذا الفخ.
ويتساءل علام: أساسا.. لماذا تكون مصمما على شراء العقار؟ هل من اجل الاحتفاظ بالقيمة أو لأن العقار لا يخسر؟ هذا الامر صحيح في السابق عندما كانت إعادة البيع هي الطريقة الرائجة في الاستثمار العقاري، ولكن اليوم هناك عقارات تخسر وخاصة مع ظهور ما يسمى البيع تحت الانشاء. وهي في الواقع طريقة سيئة في كثير من الحالات والأسواق وقد تتسبب في خسائر وخاصة اذا كانت من خلال مضاربين أو شركات غير معروفة، مثل عدم إيفاء مطورين بالوعود، أو عدم استكمال المشاريع، أو تسليم العقارات بمواصفات اقل بكثير مما روجوا له. في حين أن الشركات الرصينة والمطورين المعروفين يحرصون على تقديم الأفضل.
ولذلك إذا لم تكن تمتلك الخبرة الكافية في أي مجال سواء العقارات أو البورصة أو أي استثمار فلا تخاطر بخسارة اموالك فيها من خلال مثل هذه الإعلانات المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فبعض المروجين لمثل هذه الاستثمارات مثلا يؤكدون في وسائل التواصل الاجتماعي انهم يكسبون يوميا مبالغ كبيرة بسبب هذا الاستثمار أو ذاك. والسؤال هنا: طالما أنك تحقق هذه المبالغ فلماذا تنشط في وسائل التواصل الاجتماعي إذن وتروج لهذا وذاك؟
وتصديق هذه الوعود الكثيرة من البعض ينبع من كونهم يريدون تصديق ذلك على أمل الكسب. وغالبا ما تكون أوهاما يسوقون لها؛ فمثلا عندما يكون هناك وعد بعائد مغري تأكد أنك بالسعر الذي تدفعه تكون قد دفعت العائد أساسا. وأحيانا يؤكد المطور أو المروج أنهم منذ البداية حرصوا على انجاز المشروع بطريقة تسهل على العملاء والزبائن، وهذا صحيح؛ لأن هدفهم هو اغراؤك للدخول في العقد بأي طريقة والحصول على الأرباح، وليس لوجه الله. وفي الكثير من الأحيان يكون هؤلاء جددا أو يمتلكون مبالغ محدودة، وهم يبحثون عن افراد لا يمتلكون خبرة عقارية أيضا، وهذا ما يضاعف من الخطورة. في حين أن الشركات المعروفة تمتلك خبرة استثمارية ومبالغ كبيرة. والخلاصة، لا يوجد استثمار خال من المخاطر حتى لو كان في العقارات، ولا توجد مكاسب من دون مخاطرة، وكلما كانت المكاسب أكبر كانت المخاطر أكبر. لذلك ادرس السوق جيدا واستشر الخبراء. فمن أخطر الاستثمارات اليوم هو شراء عقارات تحت الانشاء في دول ومناطق وأسواق لست ملما بها أو موجودا فيها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك