العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الدبلوماسية الأمريكية تجاه الحرب في غزة.. نموذج لإدمان الفشل

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وتزايد‭ ‬التوترات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ارتفعت‭ ‬أصوات‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بقيادة‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬فشلها‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬الوحشية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ظلت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تكرر‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تفاؤلها‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الصفقة‭ ‬وشيكة‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تخوضها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ــ‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬اللبنانية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬ومع‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬ومع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ــ‭ ‬يُمكن‭ ‬حلها‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬للقتال‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬

لقد‭ ‬جاءت‭ ‬التوقعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬حيال‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بمثابة‭ ‬نظرة‭ ‬وردية‭ ‬مفتقرة‭ ‬إلى‭ ‬الواقعية‭ ‬وغير‭ ‬مراعية‭ ‬لتعقيدات‭ ‬الصراعات‭ ‬الأخرى‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬والحوثيين‭. ‬فوصف‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬كوك‮»‬‭ ‬زميل‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬التوقعات‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الواقع‮»‬،‭ ‬وأنها‭ ‬أسست‭ ‬‮«‬أساطير‭ ‬وأشباه‭ ‬حقائق‮»‬‭ ‬تتعامل‭ ‬بها‭ ‬الآن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وأشار‭ ‬‮«‬كوك‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لن‭ ‬‮«‬ينهي‭ ‬حروب‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بمختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة؛‭ ‬كون‭ ‬‮«‬الصراعات‭ ‬الأكثر‭ ‬مرارة‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬تتورط‭ ‬فيها‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬كلها‭ ‬مرتبطة‭ ‬ببعضها‭ ‬البعض‭. ‬بينما‭ ‬انتقد‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬كولينسون‮»‬‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬لمطاردتهم‭ ‬‮«‬سرابًا‮»‬‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬أيديهم‭.‬

وطعن‭ ‬‮«‬كوك‮»‬‭ ‬في‭ ‬افتراض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬ورغم‭ ‬اعترافه‭ ‬بأن‭ ‬إنهاء‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬بلا‭ ‬شك‮»‬‭ ‬‮«‬أمرًا‭ ‬جيدًا‭ ‬للفلسطينيين‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬عانوا‭ ‬كثيرًا‭ ‬طيلة‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دوافع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬والحوثيين‭ ‬وإيران‭ ‬ليست‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬بالأحداث‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُثير‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬كيف‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إنهاء‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬صراع‭ ‬واحدة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬أفعال‭ ‬ونوايا‭ ‬الآخرين؟‭!‬

ففي‭ ‬حالة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تحذير‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬الغربية‭ ‬مرارًا‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬وشيكة‭ ‬بين‭ ‬الحزب‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والتي‭ ‬ستبدأ‭ ‬بغزو‭ ‬بري‭ ‬واحتلال‭ ‬عسكري،‭ ‬خاصة‭ ‬وقد‭ ‬سبق‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬هذا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كوك‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الصدام‭ ‬المحتمل‭ ‬‮«‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفاءها‭ ‬يظنون‭ ‬خطأً‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬سيجعل‭ ‬الحوثيين‭ ‬يتوقفون‭ ‬عن‭ ‬مهاجمة‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬التزام‭ ‬الحوثيين‭ ‬الأيديولوجي‭ ‬بالحرب‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنهم‭ ‬لن‭ ‬يتوقفوا‭ ‬لمجرد‭ ‬اتفاق‭ ‬هش‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬سلام‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭. ‬وأضاف‭ ‬كوك‭ ‬أن‭ ‬وحشية‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أعطت‭ ‬الحوثيين‭ ‬فرصة‭ ‬للهجمات‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬لذا‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬سبب‭ ‬للاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬الحوثيين‭ ‬سيتوقفون‮»‬‭.‬

كما‭ ‬توقع‭ ‬كوك‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بوساطة‭ ‬أمريكية‭ ‬لن‭ ‬يغير‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬بقيادة‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬خامنئي؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬طهران‭ ‬لا‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬مباشرة‭ ‬لكنها‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬وكلائها‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والأمريكيين؛‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بدفع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خارج‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وكما‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬والحوثيين،‭ ‬فإن‭ ‬ٍأي‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬أهداف‭ ‬إيران‭ ‬الرئيسية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬طهران‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تتحلى‭ ‬بالصبر‭ ‬والمرونة،‭ ‬متبعة‭ ‬سياسة‭ ‬براجماتية‭ ‬تجاه‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬عبر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بينما‭ ‬تواصل‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭.‬

ومع‭ ‬احتفاظ‭ ‬كبار‭ ‬صناع‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكيين‭ ‬‮«‬برغبتهم‭ ‬الشديدة‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬امتداد‭ ‬الصراع‭ ‬الإقليمي‮»‬‭ ‬وبالتالي‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬إنهاء‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬كخطوة‭ ‬أولى‭ ‬نحو‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬‮«‬تطرق‭ ‬‮«‬كولينسون‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬تغير‭ ‬‮«‬الدوافع‮»‬‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الدائرة‭ ‬المفرغة‭ ‬من‭ ‬الفشل‮»‬؛‭ ‬وذلك‭ ‬لتكرار‭ ‬فشل‭ ‬التحركات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬خلال‭ ‬سعيها‭ ‬المعيب‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬والتي‭ ‬قوضها‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬أقوال‭ ‬وأفعال‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحلفائه‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭.‬

وإثباتًا‭ ‬لذلك،‭ ‬عندما‭ ‬استعرض‭ ‬بايدن‭ ‬تفاصيل‭ ‬أول‭ ‬خطة‭ ‬أمريكية‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬مايو‭ ‬2024،‭ ‬زعم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬النهج‭ ‬الشامل‮»‬‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‭ ‬لن‭ ‬يعيد‭ ‬الرهائن‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬سيؤدي‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬أكثر‭ ‬أمانًا»؛‭ ‬لأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬‮«‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬إمكانية‭ ‬تحقيق‭ ‬قدر‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التقدم،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬الهدوء‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الحدود‭ ‬الشمالية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬مع‭ ‬لبنان‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬اغتالت‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬قائدًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬‭ ‬بغارة‭ ‬جوية؛‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬تصعيد‭ ‬إسرائيلي‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وداعمه‭ ‬إيران‭.‬

لذا‭ ‬تُعد‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬سببًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬للتوترات‭ ‬الإقليمية‭. ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬الوحشية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬42,000‭ ‬مدني‭ ‬فلسطيني‭ ‬و95000‭ ‬مصاب‭ ‬وألحقت‭ ‬أضرارًا‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬في‭ ‬البنى‭ ‬التحتية،‭ ‬وخضوع‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للتحقيق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬ومحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬فإن‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬أضافت‭ ‬إلى‭ ‬جرائمها‭ ‬اغتيالات‭ ‬لبعض‭ ‬القادة‭ ‬من‭ ‬حماس‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬ومزيدا‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬ووضعت‭ ‬عقبات‭ ‬وصعوبات‭ ‬نحو‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬والتفاوض‭.‬

ورغم‭ ‬الانقسامات‭ ‬داخل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬أي‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬الائتلاف،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬لا‭ ‬يواجه‭ ‬استعجالًا‭ ‬لتأمين‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أو‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬كون‭ ‬إسرائيل‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الانتصار‭ ‬فيها،‭ ‬ومع‭ ‬معاناة‭ ‬اقتصادها‭ ‬وتضرر‭ ‬صورتها‭ ‬العالمية‭. ‬

ويرى‭ ‬‮«‬كولينسون‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬للسلام‭ ‬يبدو‭ ‬بعيدًا،‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬السياسية‭ ‬الخارجية‭ ‬يؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬في‭ ‬مصداقيتها‭ ‬كقوة‭ ‬دبلوماسية‭. ‬كما‭ ‬انتقد‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬لإساءة‭ ‬تقديرها‭ ‬الأوضاع،‭ ‬مما‭ ‬قوض‭ ‬جهود‭ ‬وقف‭ ‬القتال‭. ‬ويرى‭ ‬‮«‬كوك‮»‬‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬سيكون‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬إجراء‭ ‬تكتيكي‮»‬‭ ‬لإيران‭ ‬ووكلائها،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬حربهم‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬ستستمر‮»‬‭.‬

‮ ‬وأشار‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬إم‭. ‬والت‮»‬‭ ‬أستاذ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإخفاقات‭ ‬سواءً‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬أو‭ ‬الأخلاقية‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬دبلوماسي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬المستمر‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وأكد‭ ‬‮«‬والت‮»‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الدعم‭ ‬المشروط‭ ‬بفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬والمحاسبة‭ ‬للالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والجمهوريين‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجبرها‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬سلوكها‭ ‬ومسارها‭. ‬وجاءت‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬حول‭ ‬ضرورة‭ ‬‮«‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬صفقة‮»‬‭ ‬توفر‭ ‬الأمان‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬بينما‭ ‬أعلنت‭ ‬دعمًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬كاملًا‭ ‬لإسرائيل؛‭ ‬لتظهر‭ ‬أن‭ ‬القادة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لم‭ ‬يتعلموا‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬منح‭ ‬إسرائيل‭ ‬حرية‭ ‬التصرف‭ ‬كما‭ ‬تشاء‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬إن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬كحل‭ ‬شامل‭ ‬يعكس‭ ‬سوء‭ ‬فهم‭ ‬عميق‭ ‬للعوامل‭ ‬المحركة‭ ‬للتوترات‭ ‬الإقليمية‭. ‬وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬تحقيق‭ ‬سلام‭ ‬فعلي،‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬مواجهة‭ ‬الحقيقة‭ ‬المرة‭ ‬بأن‭ ‬النزاعات‭ ‬الأوسع‭ ‬تتطلب‭ ‬استراتيجيات‭ ‬مختلفة‭ ‬تتجاوز‭ ‬مجرد‭ ‬التهدئة‭ ‬المؤقتة‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا