العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تأثير تغير النخب الغربية علىالشراكات مع دول الخليج

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

أشرت‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬مضامين‭ ‬وأهمية‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬لأمن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬هي‭ ‬نتاج‭ ‬سياسات‭ ‬وتوجهات‭ ‬نخب‭ ‬غربية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬والديمقراطيين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬التيارات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬من‭ ‬أقصى‭ ‬اليسار‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬اليمين‭ ‬وبينهما‭ ‬تيار‭ ‬الوسط،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تداول‭ ‬السلطة‭ ‬بين‭ ‬حزبي‭ ‬العمال‭ ‬والمحافظين‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وكغيري‭ ‬من‭ ‬باحثي‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬المهتمين‭ ‬بتغير‭ ‬تلك‭ ‬النخب‭ ‬أتابع‭ ‬نتائج‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬متزامنة‭ ‬لتعكس‭ ‬نخباً‭ ‬جديدة،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مصالح‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تاريخ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬وأحداث‭ ‬وأزمات‭ ‬كان‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬فيها‭ ‬ابتداءً‭ ‬بالحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬ومروراً‭ ‬بحرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بالغزو‭ ‬الأمريكي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬صدور‭ ‬تصريحات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬تلك‭ ‬النخب‭ ‬تؤكد،‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك،‭ ‬خصوصية‭ ‬وأهمية‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للأمن‭ ‬العالمي‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬تحولات‭ ‬دراماتيكية‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬النخب‭ ‬السياسية‭ ‬الحاكمة‭ ‬فيها،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬صحيح‭ ‬في‭ ‬مجمله‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬تكتيكات‭ ‬تلك‭ ‬السياسات‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬تغيراً‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬لكل‭ ‬حزب‭ ‬مبادئ‭ ‬وآليات‭ ‬لوضع‭ ‬تلك‭ ‬المبادئ‭ ‬موضع‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وبنظرة‭ ‬سريعة،‭ ‬فإن‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬عموماً‭ ‬تتأسس‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المصالح‭ ‬والقيم،‭ ‬وتكون‭ ‬إحدى‭ ‬الركيزتين‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬ارتباطاً‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اتضح‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬خلال‭ ‬حقبتي‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬ودونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حزبي‭ ‬العمال‭ ‬والمحافظين،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬التكهن‭ ‬بمضامين‭ ‬تلك‭ ‬السياسة‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬ترتبط‭ ‬بعاملين‭ ‬الأول‭: ‬الأولويات‭ ‬الخارجية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا‭ ‬ارتباطاً‭ ‬بالتحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬والثاني‭ ‬التنسيق‭ ‬البريطاني‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بشأن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وكذلك‭ ‬أولوياتها‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬ليست‭ ‬الوحيدة‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فهناك‭ ‬ملف‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والتحدي‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فيها‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬السياسات‭ ‬الجماعية‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬صعود‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬داخل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الاتحاد‭ ‬ومدى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬الاتحاد‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬تلك‭ ‬الانتخابات‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬تطورات‭ ‬مهمة‭ ‬منها‭ ‬إطلاق‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬استراتيجية‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمديد‭ ‬فترة‭ ‬تأشيرة‭ ‬دخول‭ ‬مواطني‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الى‭ ‬أوروبا‭ ‬لخمس‭ ‬سنوات‭ ‬وتطلع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الى‭ ‬المزيد‭ ‬منها‭ ‬الإعفاء‭ ‬النهائي‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التأشيرات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬ومنها‭ ‬روسيا‭.‬

ومع‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وخاصة‭ ‬الباحثين‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمسار‭ ‬تلك‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نغفل‭ ‬ثلاث‭ ‬حقائق‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬استراتيجيات‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬تصدر‭ ‬كل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬وبعضها‭ ‬قد‭ ‬يمتد‭ ‬لولاية‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬وهي‭ ‬نتيجة‭ ‬فرق‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬والعسكريين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬فيها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬وتكون‭ ‬ملزمة‭ ‬للرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬بتنفيذها،‭ ‬وكذلك‭ ‬المنظمات‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬مفهومه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الثامن‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022‭ ‬وتضمن‭ ‬أن‭ ‬الأولوية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الحلف‭ ‬هي‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للحديث‭ ‬المطول‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬المنطقة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أيضاً‭ ‬فإن‭ ‬المتابع‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬فقرة‭ ‬مختصرة‭ ‬عن‭ ‬توجه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لدعم‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬ولكنه‭ ‬ليس‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬بالأولوية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬الحقيقة‭ ‬الثانية‭: ‬إحجام‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬عن‭ ‬الانخراط‭ ‬العسكري‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬استدعى‭ ‬الأمر‭ ‬ذلك‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬تجاوزات‭ ‬لما‭ ‬تراه‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬خطوط‭ ‬حمراء‮»‬‭ ‬تقديراً‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬تلك‭ ‬النخب،‭ ‬أما‭ ‬الحقيقة‭ ‬الثالثة‭ ‬والأخيرة‭ ‬فهي‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬تنافس‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬الخارجية،‭ ‬لكنه‭ ‬أقل‭ ‬حدة‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬سبب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬لديها‭ ‬تداخل‭ ‬في‭ ‬العضوية‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو‭ ‬وبالتالي‭ ‬يصعب‭ ‬أحياناً‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والناتو‭ ‬كمنظمتين‭ ‬منفصلتين،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التنافس‭ ‬التقليدي‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬ذاتها‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬الجهود‭ ‬البحثية‭ ‬والآراء‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬تولي‭ ‬الانتخابات‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬سواء‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬حسمه‭ ‬بالفعل‭ ‬أو‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬منتظراً،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التوقعات‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬احتياجات‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬النخب‭ ‬الجديدة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مجرد‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬الشراكات،‭ ‬فالمنطقة‭ ‬الآن‭ ‬تشهد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الرؤية‭ ‬الأكاديمية‭ ‬للنخب‭ ‬الغربية‭ ‬القادمة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬محددات‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬وجهود‭ ‬ملموسة‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬تأثير‭ ‬احتدام‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬طرق‭ ‬النقل‭ ‬البحري‭ ‬وصولاً‭ ‬لإغلاق‭ ‬حقول‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬وجميعها‭ ‬تحديات‭ ‬تحتاج‭ ‬لتعاون‭ ‬إقليمي‭- ‬دولي،‭ ‬وثانيها‭: ‬وكما‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬أن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬حكراً‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬واحدة‭ ‬والحديث‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المنظور‭ ‬العسكري‭ ‬البحت‭ ‬وإنما‭ ‬النفوذ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المتنامي‭ ‬لبعض‭ ‬الأطراف‭ ‬الدولية‭ ‬فمنذ‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬حلت‭ ‬الصين‭ ‬محل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لتصبح‭ ‬الشريك‭ ‬التجاري‭ ‬الأول‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وثالثها‭: ‬كيفية‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬مستدامة‭ ‬تأخذ‭ ‬باعتبارها‭ ‬مصالح‭ ‬الطرفين‭ ‬وتحديد‭ ‬آليات‭ ‬لتنفيذها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬وجود‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وقدرة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬إقليمي‭ ‬مؤثر‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬المدخل‭ ‬الفعال‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬النخب‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬والغرب‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬والذي‭ ‬لديه‭ ‬خبرة‭ ‬ممتدة‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬الشراكات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬والتكتلات‭ ‬الدولية،‭ ‬والآن‭ ‬لديه‭ ‬قائمة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات،‭ ‬فالمجلس‭ ‬لديه‭ ‬قدرات‭ ‬اقتصادية‭ ‬وتجارب‭ ‬أمنية‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬ضمن‭ ‬مسارات‭ ‬تفاوضية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التحولات‭ ‬تكاملاً‭ ‬لا‭ ‬تصادماً‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مصالح‭ ‬استراتيجية‭ ‬مشتركة‭.   ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا