العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

الأمين العام للأمم المتحدة: هذا العالم الظالم!

{‭ ‬مساء‭ ‬الثلاثاء‭ ‬بتوقيت‭ ‬منطقتنا‭ ‬وفي‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الـ79‭ ‬افتتح‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬خطابات‭ ‬قادة‭ ‬العالم،‭ ‬واقفا‭ ‬خلف‭ ‬المنصة‭ ‬ولغة‭ ‬جسده‭ ‬تحمل‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬دلالات‭ ‬العجز‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬شيء‭ ‬تجاه‭ ‬الأزمات‭ ‬المتراكمة‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬وتجاه‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفتح‭ ‬بوابة‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬شاملة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الشرسة‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بعملية‭ ‬‮«‬البيجر‮»‬‭ ‬وقتل‭ ‬مدنيين‭ ‬من‭ ‬خلالها،‭ ‬ليتحدث‭ ‬بوضوح‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬عالم‭ ‬ظالم‭ ‬لا‭ ‬قانون‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬عدالة‭ ‬ولا‭ ‬إنسانية‭ ‬ولا‭ ‬أخلاقية‭! ‬لتمر‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬دون‭ ‬مساءلة‭ ‬ولا‭ ‬محاسبة‭! ‬فيما‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عاجزة‭ ‬بسبب‭ ‬تسلط‭ ‬قوى‭ ‬كبرى‭ ‬من‭ ‬ركام‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الدولي‭! ‬وأشار‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬ينفض‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬الاستفراد‭ ‬القطبي‭ ‬الواحد‭ ‬ليتجه‭ ‬إلى‭ ‬التعددية‭ ‬القطبية‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬الظالم‭ ‬وغير‭ ‬العادل‭ ‬يسيطر‭ ‬فيه‭ ‬1% على‭ ‬أغلب‭ ‬الأصول‭ ‬المالية‭ ‬فيه‭!‬

{‭ ‬اليوم‭ ‬وأغلب‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬وهم‭ ‬يدركون‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬محيطهم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬ولكن‭ ‬يقفون‭ ‬جميعا‭ ‬موقف‭ ‬العاجز‭ ‬كغالبية‭! ‬والمتواطئ‭ ‬مع‭ ‬الشر‭ ‬الذي‭ ‬تنتجه‭ ‬النخبة‭ ‬الشيطانية‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭! ‬فإن‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬الأزمات‭ ‬ومحورها‭ ‬المعتاد‭ ‬والغالب‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭! ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬يتجه‭ ‬أيضا‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬المدمرة‭ ‬لكامل‭ ‬البشرية،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬ومنها‭ ‬الأوبئة‭ ‬والأزمات‭ ‬المناخية‭ ‬وتهديدات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬للمفارقة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭! ‬وهو‭ ‬مدرك‭ ‬لخطورة‭ ‬التحولات‭ ‬القادمة‭ ‬وحروب‭ ‬المستقبل‭! ‬متجاهلا‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭! ‬ليقول‭: (‬إن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬سيغير‭ ‬أساليب‭ ‬الحياة‭ ‬والعمل‭ ‬وخوض‭ ‬الحروب،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معايير‭ ‬وقواعد‭ ‬لضبطه‭)! ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يقل‭ ‬إن‭ ‬بلده‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المخاطر‭! ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬الالتزام‭ ‬بأية‭ ‬معايير‭ ‬وقواعد‭ ‬ضبط‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭! ‬لأنها‭ ‬تستثمر‭ ‬فيه‭ ‬وفي‭ ‬الأغلب‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬السري‭! ‬

{‭ ‬ونحن‭ ‬نستمع‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬خطابات‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬يجيد‭ ‬تشخيص‭ ‬الأزمات‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬منهم‭ ‬يمتلك‭ ‬الحلول‭! ‬حتى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬واقع‭ ‬بدوره‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬العجز‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الصحيحة‭ ‬والحاسمة‭! ‬لأن‭ ‬من‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬المنظمة‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬يضع‭ ‬نفسه‭ ‬فوق‭ ‬القانون‭ ‬وفوق‭ ‬العدالة‭ ‬وفوق‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمبادئ‭ ‬الدولية‭ ‬الأخلاقية‭ ‬وهو‭ ‬يرتكب‭ ‬كل‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬شعوبا‭ ‬ودولا‭! ‬ويساند‭ ‬ويدعم‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬الوحش‭ ‬الذي‭ ‬صنعه‭ ‬الغرب‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وهو‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لتمتد‭ ‬آثار‭ ‬سلوكيات‭ ‬الحكومة‭ ‬الخفية‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بل‭ ‬تهديدها‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬إن‭ ‬اقتربت‭ ‬ناحية‭ ‬القوى‭ ‬المتسلطة‭ ‬أو‭ ‬كيانها‭ ‬الصهيوني‭!‬

{‭ ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬تدرك‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬حولها‭ ‬ومَنْ‭ ‬وراء‭ ‬استشراء‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬العالمي‭ ‬والتأسيس‭ ‬لرجحان‭ ‬كفة‭ ‬الشر‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الاستخدامات‭ ‬العلمية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬فإن‭ ‬الأمل‭ ‬الوحيد‭ ‬ربما‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬هذا‭ ‬الشر‭ ‬هو‭ ‬بتوجه‭ ‬الدول‭ ‬نحو‭ ‬تأكيد‭ ‬سيادتها‭ ‬واستقلاليتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيع‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬الخلاص‭ ‬من‭ ‬الاستفراد‭ ‬الأمريكي‭ ‬‭ ‬الغربي‭ ‬بالعالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعددية‭ ‬الأقطاب‭ ‬التي‭ ‬لمَّح‭ ‬إليها‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭! ‬ليستعيد‭ ‬بعدها‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والمبادئ‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬تأثيرهما‭ ‬الحقيقي‭! ‬ولتتم‭ ‬إشاعة‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة‭ ‬الحقيقية‭ ‬والأخذ‭ ‬بالقيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬كنبراس‭ ‬يتم‭ ‬استعادته‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العولمة‭ ‬الدكتاتورية‭ ‬المتوحشة‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬1% ‭ ‬من‭ ‬تعداد‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭! ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬خطابات‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬مفرغة‭ ‬من‭ ‬محتواها‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬فزعة‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الاستبداد‭ ‬العولمي‭ ‬الذي‭ ‬تديره‭ ‬نخبة‭ ‬شيطانية‭ ‬لا‭ ‬يعنيها‭ ‬غير‭ ‬تسلطها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬التسلط‭ ‬إلى‭ ‬فناء‭ ‬العالم‭ ‬وأول‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إصلاح‭ ‬هيكلية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬الاستبداد‭! ‬فهل‭ ‬لدى‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ذلك؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا