العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حروب إسرائيل.. هل تعزز طموحات إيران الاستراتيجية في المنطقة؟

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

مع‭ ‬اقتراب‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬ذكراها‭ ‬السنوية‭ ‬الأولى،‭ ‬وغياب‭ ‬أي‭ ‬أمل‭ ‬بالأفق‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬كخطوة‭ ‬أولى‭ ‬تتبعها‭ ‬خطة‭ ‬سلام‭ ‬دائمة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬حل‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين؛‭ ‬ندد‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬مثل‭ ‬ستيفن‭ ‬والت‭ ‬أستاذ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بجامعة‭ ‬هارفارد‭ ‬بـالانحدار‭ ‬الخطير‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وآلية‭ ‬تطبيقه،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬بل‭ ‬وأيضًا‭ ‬المصالح‭ ‬الأمنية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اتباع‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬مصلحته‭ ‬الشخصية‭ ‬وإطالته‭ ‬لأمد‭ ‬الحرب‭ ‬لحماية‭ ‬مستقبله‭ ‬السياسي،‭ ‬وكذلك‭ ‬زيادة‭ ‬الحماس‭ ‬لدى‭ ‬حلفائه‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ -‬مثل‭: ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬وزير‭ ‬المالية،‭ ‬وإيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭- ‬لتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬وما‭ ‬بعده؛‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭.‬

وعبَّر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬دينيس‭ ‬روس‭ ‬مبعوث‭ ‬السلام‭ ‬السابق‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي؛‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬قرارات‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬قادة‭ ‬إيران،‭ ‬الذين‭ ‬يعترفون‭ ‬بأنهم‭ ‬يلعبون‭ ‬لعبة‭ ‬طويلة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالصراعات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية؛‭ ‬وغزة،‭ ‬لتعزيز‭ ‬طموحاتهم‭ ‬الإقليمية‭.‬

وأصاب‭ ‬روس‭ ‬في‭ ‬تأكيده‭ ‬تقويض‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬صبت‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬إيران‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬اقتراحاته‭ ‬بشأن‭ ‬كيفية‭ ‬عكس‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬ــ‭ ‬بدءًا‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزةــ‭ ‬تشترك‭ ‬في‭ ‬المشكلة‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬التعليقات‭ ‬الغربية‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬الحرب،‭ ‬والتي‭ ‬تخطئ‭ ‬في‭ ‬تقييمها‭ ‬لنوايا‭ ‬نتنياهو‭ ‬بالالتزام‭ ‬بمواصلة‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التكلفة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬بلاده‭ ‬واستقراره‭ ‬الإقليمي‭ ‬الأوسع‭.‬

وفي‭ ‬تفسير‭ ‬روس‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬إيران‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬إبقاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬رهينة‭ ‬لضغط‭ ‬مستمر‭ ‬واستهلاكها‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬مستمرة‭ ‬على‭ ‬حدودها؛‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬الممارسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وأفعالها‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬أضفت‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬

والواقع‭ ‬أن‭ ‬تباهي‭ ‬نتنياهو‭ ‬بكيفية‭ ‬محاربة‭ ‬بلاده‭ ‬لأعداء‭ ‬متعددين‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬على‭ ‬سبع‭ ‬جبهات‭ ‬لا‭ ‬يعكس‭ ‬قوة‭ ‬إسرائيل‭ ‬المفترضة‭ ‬والتي‭ ‬تضاهي‭ ‬قوة‭ ‬جيرانها؛‭ ‬بل‭ ‬لهو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ضعفها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬التي‭ ‬خلقته‭ ‬بنفسها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وأعماله‭ ‬العدوانية‭ ‬بهدف‭ ‬زعزعة‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬دأبت‭ ‬على‭ ‬تصعيد‭ ‬الصراع‭ ‬بمختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬روس‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬ائتلاف‭ ‬نتنياهو‭ ‬يلعب‭ ‬وفقًا‭ ‬لشروط‭ ‬إيران‭ ‬وليس‭ ‬لشروطه‭.‬

ففي‭ ‬غزة‭ ‬نفسها،‭ ‬وعقب‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬عشر‭ ‬شهرًا‭ ‬من‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭ ‬والغزو‭ ‬البري‭ ‬ثم‭ ‬الاحتلال،‭ ‬أخفق‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفه‭ ‬المعلن‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬حماس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حذر‭ ‬منه‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيون‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬باعتباره‭ ‬خيارًا‭ ‬خياليًا‭. ‬ورغم‭ ‬إقرار‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بتلك‭ ‬الحقيقة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تدمير‭ ‬غزة‭ ‬استمر‭ ‬بلا‭ ‬هوادة؛‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬استشهاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬42‭ ‬ألف‭ ‬مدني‭ ‬فلسطيني،‭ ‬وأضرار‭ ‬مادية‭ ‬ستكلف‭ ‬عشرات‭ ‬المليارات‭ ‬وعقودًا‭ ‬عديدة‭ ‬لإصلاحها‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬زعم‭  ‬روس‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬ادعائهم‭ ‬بأنهم‭ ‬دمروا‭ ‬حماس‭ ‬كقوة‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بيفرلي‭ ‬ميلتون‭ ‬إدواردز‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬تبقى‭ ‬عملاقة،‭ ‬وبمنأى‭ ‬عن‭ ‬الهزيمة‭ ‬وأنه‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬قد‭ ‬تضررت‭ ‬صورة‭ ‬إسرائيل‭ ‬العسكرية‭ ‬بشدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬بسبب‭ ‬حقيقة‭ ‬مباغتتها‭ ‬بهجوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬جوليان‭ ‬بارنز‭ ‬دايسي‭ ‬وحامد‭ ‬رضا‭ ‬عزيزي‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬الظل‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬فيها؛‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬جولات‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬التهديدات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بغزو‭ ‬جنوب‭ ‬البلاد‭ ‬واستخدام‭ ‬الضربات‭ ‬الجوية‭ ‬والصاروخية‭ ‬ضد‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬والأصول‭ ‬والأفراد‭ ‬الإيرانيين‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬رأى‭ ‬روس‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬الوكيل‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تستعد‭ ‬إيران‭ ‬للتضحية‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬صراعها‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬بارنز‭ ‬دايسي‭ ‬وعزيزي‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬طهران‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نفوذها‭ ‬وقدراتها‭ ‬الردعية‭ ‬يوفر‭ ‬بالفعل‭ ‬فرصًا‭ ‬لمنع‭ ‬حرب‭ ‬أوسع‭ ‬نطاقًا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬توماس‭ ‬جونو‭ ‬أستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬الشؤون‭ ‬العامة‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬بجامعة‭ ‬أوتاوا‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طهران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬تحمل‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬وذلك‭ ‬لأنهم‭ ‬أكثر‭ ‬ضعفًا‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬المادية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬رغم‭ ‬تأكيد‭ ‬علي‭ ‬فائز‭ ‬مدير‭ ‬مشروع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية،‭ ‬أن‭ ‬التأخيرات‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬الاستفزازات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬خياراتها‭ ‬للرد‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬السيئة‭ ‬والكارثية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تبقى‭ ‬الاغتيالات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والضربات‭ ‬الجوية‭ ‬والتهديدات‭ ‬بغزو‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬تحقق‭ ‬أي‭ ‬فائدة‭ ‬استراتيجية‭.‬

وأكد‭ ‬روس‭ ‬أن‭ ‬كلًا‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يزالان‭ ‬يصران‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬مستمر‭ ‬وحروب‭ ‬استنزاف،‭ ‬كما‭ ‬اعترف‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬تنهار‭ ‬تحت‭ ‬هذا‭ ‬الضغط،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬يتم‭ ‬وضعها‭ ‬قيد‭ ‬التنفيذ‭ ‬بدءًا‭ ‬بإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬لكن‭ ‬تلك‭ ‬الفرضية‭ ‬تبقى‭ ‬مثيرة‭ ‬للشك‭ ‬بسبب‭ ‬محاولات‭ ‬نتنياهو‭ ‬تأخير‭ ‬مفاوضات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وآخرها‭ ‬رفضه‭ ‬الاعتراف‭ ‬بوضع‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬غزة‭ ‬ومصر‭. ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬جينيفر‭ ‬روبين‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يفضل‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬ائتلافه‭ ‬بشأن‭ ‬خطة‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬غزة،‭ ‬متخذًا‭ ‬خطوات‭ ‬استفزازية‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬لعلمه‭ ‬بأن‭ ‬الأمريكيين‭ ‬سيتدخلون‭ ‬لإنقاذ‭ ‬إسرائيل‭ ‬عندما‭ ‬تنتقم‭ ‬إيران‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فعله‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬أشار‭ ‬روس‭ ‬بأن‭ ‬الإدارة‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ - ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬بقيادة‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬أو‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ - ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مستعدة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬تجعل‭ ‬الخيارات‭ ‬الصعبة‭ ‬لفرض‭ ‬السلام‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أكثر‭ ‬سهولة،‭ ‬وذلك‭ ‬للتبرير‭ ‬أمام‭ ‬صانعي‭ ‬السياسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬ملتزمين‭ ‬بدعم‭ ‬حروب‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الهائلة،‭ ‬والأضرار‭ ‬المادية،‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬الذي‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬المعقد‭ ‬يتجاهل‭ ‬الواقع،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬استمرار‭ ‬قادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬أنهم‭ ‬يسيطرون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬يتجاهل‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الإدارتين‭ ‬المحتملتين‭ ‬قد‭ ‬أوضحتا‭ ‬التزامهما‭ ‬بمساعدة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ورفض‭ ‬تغيير‭ ‬حماية‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬الدولية‭. ‬

وعلى‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬هذا‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬يأمل‭ ‬روس‭ ‬في‭ ‬حدوثه‭ ‬والذي‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يقابل‭ ‬ببرود‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحلفائه‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وتوسيع‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬هو‭ ‬شهادة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الأساسية‭ ‬لإيران‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬إرهاق‭ ‬إسرائيل‭ ‬جراء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تكلفها‭ ‬خسائر‭ ‬عسكرية‭ ‬وتعزلها‭ ‬سياسيًا‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬والت‭ ‬سياسة‭ ‬خلق‭ ‬مشكلات‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كارثية‭ ‬لإسرائيل‭. ‬

إن‭ ‬تصاعد‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«حرب‭ ‬الظل‮»‬‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليميين،‭ ‬ولكن‭ ‬عمل‭ ‬القادة‭ ‬بطريقة‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬سلطتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬معاناة‭ ‬الملايين‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬نتنياهو‭ ‬مثالا،‭ ‬يبرز‭ ‬كيف‭ ‬أصبحت‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الخارجية،‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتطبيق‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا