العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

أمريكا وهي تكرس الوحشية الصهيونية!

{‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يقف‭ ‬فيها‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬منبر‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬وضع‭ ‬إصبعه‭ ‬على‭ ‬زر‭ ‬تطور‭ ‬دراماتيكي‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬خاصة‭ ‬وهو‭ ‬المعتاد‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬خرائط‭ ‬في‭ ‬يديه‭ ‬يستعرضها‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬لتبيان‭ ‬خارطة‭ ‬الأطماع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬العربية‭ ‬وصديق‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬عدو‭ ‬الغد‭! ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬ورغم‭ ‬رفض‭ ‬الغالبية‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الممثلة‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لانتهاكات‭ ‬دولته‭ ‬كدولة‭ ‬احتلال‭ ‬تمارس‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬إبادة‭ ‬فإنه‭ ‬يواصل‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬وخاصة‭ ‬منذ‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬الأحداث‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يهز‭ ‬ضمير‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭! ‬ولكنها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬حوّل‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬انتقامي‭ ‬إلى‭ ‬مخطط‭ ‬توسعي‭ ‬مسبق‭ ‬وجد‭ ‬ضالته‭ ‬وفرصته‭ ‬للتنفيذ‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬إلى‭ ‬لبنان،‭ ‬وحيث‭ ‬الهدف‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إبادة‭ ‬الشعب‭ ‬نفسه‭ ‬وتهجيره‭ ‬للاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬جغرافيا‭ ‬وعلى‭ ‬إمكانياتها‭ ‬في‭ ‬الغاز‭ ‬وبعدها‭ ‬الضفة‭ ‬لتحقيق‭ ‬يهودية‭ ‬الدولة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭! ‬مثلما‭ ‬الهدف‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬بعد‭ ‬الضربات‭ ‬القاصمة‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬السابقة‭ ‬هو‭ ‬تهجير‭ ‬الشعب‭ ‬اللبناني‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬جغرافيا‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬نهر‭ ‬الليطاني‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬35‭ ‬كم‭ ‬داخل‭ ‬الحدود‭ ‬اللبنانية‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬نتنياهو‭ ‬لخارطته‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬وقبل‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬وضع‭ ‬فلسطين‭ ‬كلها‭ ‬ومعها‭ ‬لبنان‭ ‬وأجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬والأردن‭ ‬والسعودية‭ ‬ومصر‭ ‬ضمن‭ ‬الحدود‭ ‬الخضراء‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭! ‬وحين‭ ‬جاءت‭ ‬عملية‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬تزاحمت‭ ‬الخطابات‭ ‬لدى‭ ‬متطرفي‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المخطط‭ ‬التوسعي‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭! ‬وبدا‭ ‬ذلك‭ ‬واضحا‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬غزة‭ ‬وكل‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكي‭ ‬وغربي‭ ‬مطلق‭! ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬واضح‭ ‬فيما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬لبنان‭ ‬بحجة‭ ‬حزب‭ ‬إيران‭ ‬اللبناني‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬التدمير‭ ‬بحجة‭ ‬حماس‭! ‬نقول‭ ‬ذلك‭ ‬ونترك‭ ‬هنا‭ ‬الخلاف‭ ‬العربي‭ ‬‭ ‬العربي‭ ‬حول‭ ‬التنظيمين،‭ ‬فذلك‭ ‬ما‭ ‬طرحناه‭ ‬سابقا‭ ‬لنركز‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭ ‬ومحاولات‭ ‬جر‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭! ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يتم‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬وبحجج‭ ‬مختلفة‭ ‬حتى‭ ‬ينتهي‭ ‬تنفيذ‭ ‬خارطة‭ ‬نتنياهو‭ ‬التوسعية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الجغرافيا‭ ‬العربية‭ ‬ودمارها‭ ‬ودمار‭ ‬شعوبها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬إبادة‭ ‬وتهجير‭ ‬أو‭ ‬استعباد‭ ‬وسيطرة‭! ‬أما‭ ‬من‭ ‬المخطئ‭ ‬ومن‭ ‬المعيب‭ ‬ليصل‭ ‬الكيان‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬فذلك‭ ‬أمر‭ ‬آخر‭! ‬

{‭ ‬في‭ ‬الحدثين‭ ‬اليوم‭ ‬والكبيرين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬نضع‭ ‬أعيننا‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭ ‬وتصريحات‭ ‬متطرفيها‭ ‬الواضحة‭ ‬جدا‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭! ‬دون‭ ‬الوقوف‭ ‬فقط‭ ‬عند‭ ‬الآراء‭ ‬المتضاربة‭ ‬سواء‭ ‬حول‭ ‬إيران‭ ‬أو‭ ‬حول‭ ‬أذرعها‭ ‬أو‭ ‬وكلائها‭! ‬وسواء‭ ‬تخلت‭ ‬إيران‭ ‬أم‭ ‬لم‭ ‬تتخل،‭ ‬لأن‭ ‬الأمر‭ ‬القادم‭ ‬الذي‭ ‬تمهد‭ ‬له‭ ‬العقلية‭ ‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭ ‬سينال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭ ‬لإدراك‭ ‬الأعداء‭ ‬ككل‭ ‬جيدا‭! ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬ومنذ‭ ‬عام‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬ونسمع‭ ‬مراوغات‭ ‬أمريكا‭ ‬وتضارب‭ ‬تصريحاتها‭! ‬لأننا‭ ‬بتنا‭ ‬نعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬العامل‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬الوحشية‭ ‬الصهيونية‭! ‬وتكريس‭ ‬المخطط‭ ‬الصهيوني‭! ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬المخطط‭ ‬هو‭ ‬معتقد‭ ‬أيضا‭ ‬لدى‭ ‬رؤسائها‭ ‬الصهاينة‭ ‬ولدى‭ ‬المسيحية‭ ‬‭ ‬الصهيونية،‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬أشرنا‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬متفرقة‭ ‬سابقة‭ ‬وساحتها‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭!‬

{‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬اليوم‭ ‬وما‭ ‬سيحدث‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬غدا،‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬نتنياهو‭ ‬وعصابته‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭! ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بمشاركة‭ ‬أو‭ ‬مباركة‭ ‬أمريكية‭ ‬وإنما‭ ‬بمخطط‭ ‬صهيوني‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬كمنفذ،‭ ‬وبين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬كمايسترو‭! ‬ولذلك‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬التصريحات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الداعية‭ ‬للهدنة‭ ‬أو‭ ‬التفاوض،‭ ‬لأن‭ ‬انتقال‭ ‬الحدث‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬والربط‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬التدمير‭ ‬والقتل‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬أمريكا‭ ‬وهي‭ ‬تدعم‭ ‬الكيان‭ ‬بكل‭ ‬معدات‭ ‬القتل‭ ‬والإبادة‭ ‬والقنابل‭ ‬الفتاكة‭! ‬ليستمر‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬في‭ ‬مخططه‭ ‬الخطير‭ ‬تجاه‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭! ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬في‭ ‬المعادلة‭ ‬سواء‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬أو‭ ‬حزب‭ ‬لبنان‭ ‬كما‭ ‬يدعي‭! ‬فالقصة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬بدايتها‭ ‬وهي‭ ‬أبعد‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭ ‬ككيان‭ ‬وإلى‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭! ‬وما‭ ‬لعبها‭ ‬على‭ ‬الاستقطاب‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬للوقوف‭ ‬في‭ ‬صفها‭ ‬اليوم‭ ‬وكما‭ ‬تريد‭ ‬إلا‭ ‬بداية‭ ‬لنهاية‭ ‬مفتوحة‭ ‬للمنطقة‭ ‬بحسب‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬لأمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬وللكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬عبرة‭ ‬والحجج‭ ‬دائما‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬إقحام‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬بعد‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الخراب‭ ‬والدمار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوسع‭ ‬المطلوب‭! ‬وحينها‭ ‬لن‭ ‬تعود‭ ‬صالحة‭ ‬حتى‭ ‬الدعوات‭ ‬العربية‭ ‬المخلصة‭ ‬للسلام‭ ‬والتنمية‭ ‬والاستقرار‭ ‬فالعين‭ ‬الصهيونية‭ ‬ترى‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬بمنظورها‭ ‬التوسعي‭ ‬وأنه‭ ‬يتم‭ ‬حين‭ ‬تحقق‭ ‬هدفها‭ ‬التوسعي‭ ‬الأكبر‭! ‬ولكن‭ ‬لتكون‭ ‬المنطقة‭ ‬كما‭ ‬تريد‭ ‬تحت‭ ‬سيطرتها‭ ‬وهيمنتها‭ ‬ومعها‭ ‬جغرافيتها‭ ‬وثرواتها‭! ‬فهل‭ ‬بذلك‭ ‬سيتحقق‭ ‬أي‭ ‬سلام‭ ‬أو‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا