العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أشخاص يسممون حياتك.. احذرهم

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

نعيش‭ ‬ويعيش‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬أناس‭ ‬كثر،‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬تكنه‭ ‬أنفسهم‭ ‬لنا‭ ‬أو‭ ‬للمجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشون‭ ‬فيه،‭ ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬سبحانه،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الحياة‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬نكتشف‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬نعايشهم‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬بالأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬كنا‭ ‬نعتقد،‭ ‬وهنا‭ ‬يحدث‭ ‬أحد‭ ‬أمرين؛‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬نبتعد‭ ‬عنهم‭ ‬بهدوء‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬في‭ ‬أنفسنا‭: ‬‮«‬ما‭ ‬لنا‭ ‬ولصفاتهم،‭ ‬لنستمر‮»‬‭.‬

أما‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يبتعدون‭ ‬فإنهم‭ ‬يكونون‭ ‬بخير،‭ ‬أما‭ ‬الفئة‭ ‬الثانية‭ ‬فإنهم‭ ‬سيعيشون‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬لن‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬والمصاعب،‭ ‬وربما‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أزمات،‭ ‬لا‭ ‬تنتهي،‭ ‬فينقلونك‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬إلى‭ ‬أزمة،‭ ‬ومن‭ ‬أزمة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬تفنى‭ ‬حياتك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تفنى‭. ‬

خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬حضرت‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬شقيقة‭ ‬محاضرة‭ ‬بنفس‭ ‬عنوان‭ ‬المقال،‭ ‬جلست‭ ‬أستمع‭ ‬باهتمام‭ ‬وأستمتع،‭ ‬وأنا‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬أشخاص‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يعيشون‭ ‬حولي‭ ‬الآن‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السن،‭ ‬ولكني‭ ‬صادفتم‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬ما‭. ‬وبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬المحاضرة،‭ ‬جلسنا‭ ‬وبعض‭ ‬الأفراد‭ ‬مع‭ ‬الأخ‭ ‬الذي‭ ‬ألقى‭ ‬المحاضرة،‭ ‬وتحدثنا‭ ‬وتعرفنا‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬وطلبت‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أنشر‭ ‬تلك‭ ‬المحاضرة‭ ‬كمقال‭ ‬فوافق،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أرسل‭ ‬له‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬المقال،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬هين،‭ ‬وإليكم‭ ‬بعض‭ ‬نوعيات‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬تحدث‭ ‬عنهم،‭ ‬وكل‭ ‬المطلوب‭ ‬منك‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬وأنت‭ ‬تقرأ‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحيطون‭ ‬بك،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامتك‭.  ‬

1-‭ ‬الإنسان‭ ‬المستغل؛‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬يستغل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فيك،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬ظروفك،‭ ‬ومنصبك،‭ ‬وحياتك‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وكذلك‭ ‬اسمك،‭ ‬فيذهب‭ ‬إلى‭ ‬فلان‭ ‬فيقول‭ ‬له‭ ‬أنا‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬فلان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الموضوع‭ ‬الفلاني،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬ظروفك‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بأن‭ ‬يتطفل‭ ‬على‭ ‬حياتك‭. ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬يظهر‭ ‬لك‭ ‬الحب‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬درجاته‭ ‬المتطرفة،‭ ‬وعندما‭ ‬تنتهي‭ ‬الفائدة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدمها‭ ‬له،‭ ‬يتركك‭. ‬

2-‭ ‬الشخص‭ ‬كثير‭ ‬الشكوى؛‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬سيدمر‭ ‬كل‭ ‬إيجابية‭ ‬وسعادة‭ ‬تعيشها‭ ‬أنت،‭ ‬فهو‭ ‬يشتكي‭ ‬من‭ ‬راتبه‭ ‬وظروفه‭ ‬وزوجته‭ ‬وأولاده‭. ‬تخرج‭ ‬معه‭ ‬للتنزه‭ ‬أو‭ ‬لقضاء‭ ‬وقت‭ ‬أو‭ ‬إنجاز‭ ‬عمل‭ ‬فإنه‭ ‬لن‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬الشكوى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يسير‭ ‬أمامه‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬يسوق‭ ‬السيارة،‭ ‬وذاك‭ ‬الشخص‭ ‬تافه‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يفكر‭ ‬بطريقة‭ ‬إيجابية،‭ ‬وزوجته‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الطبخ،‭ ‬وأبناؤه‭ ‬مهملون،‭ ‬ومدرسة‭ ‬أبنائه‭ ‬لا‭ ‬يحترمون‭ ‬الأطفال،‭ ‬والمعلم‭ ‬الفلاني‭ ‬قليل‭ ‬أدب،‭ ‬والشارع‭ ‬هذا‭ ‬مزدحم،‭ ‬فهو‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬يتحدث‭ ‬بشكوى‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭.‬

3-‭ ‬الشخص‭ ‬اللوام؛‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬دائمًا‭ ‬يلقي‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬فاليوم‭ ‬مسؤوله‭ ‬تنمَّر‭ ‬عليه‭ ‬بسبب‭ ‬تافه‭ ‬وهو‭ ‬أنه‭ ‬تأخر‭ ‬عن‭ ‬الدوام‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬إن‭ ‬تأخر؟‭ ‬وتصل‭ ‬به‭ ‬الحال‭ ‬أنه‭ ‬يلقي‭ ‬اللوم‭ ‬عليك‭ ‬بسبب‭ ‬ظروفه‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومشاكله‭ ‬هو‭ ‬مع‭ ‬زوجته،‭ ‬فأنت‭ ‬الملام‭ ‬‭ ‬ربما‭ ‬لأنك‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬أفضل‭ ‬منه،‭ ‬المدرسة‭ ‬تكره‭ ‬أطفاله‭ ‬لذلك‭ ‬يتسببون‭ ‬في‭ ‬فشلهم‭ ‬في‭ ‬فصولهم‭ ‬الدراسية،‭ ‬الحياة‭ ‬مملة‭ ‬وتافهة‭ ‬ولا‭ ‬متعة‭ ‬فيها‭ ‬‭ ‬ربما‭ ‬لأنك‭ ‬أنت‭ ‬موجود‭ ‬فيها‭. ‬

4-‭ ‬الشخصية‭ ‬التنافسية؛‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬يتسابق‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬بسبب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬سبب،‭ ‬ففي‭ ‬الوظيفة‭ ‬يسابقك‭ ‬على‭ ‬الدرجة،‭ ‬وعندما‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬سيارة‭ ‬ذات‭ ‬نوعية‭ ‬ما‭ ‬تجده‭ ‬وأنت‭ ‬ما‭ ‬زلت‭ ‬تفكر‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬يشتري‭ ‬نفس‭ ‬السيارة‭ ‬التي‭ ‬ترغب،‭ ‬عندما‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬التنزه‭ ‬مع‭ ‬زوجتك‭ ‬فإنك‭ ‬ستجده‭ ‬هناك‭ ‬قبلك،‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين‭ ‬وخاصة‭ ‬المقربين‭ ‬ليتسابق‭ ‬معهم‭ ‬وكأن‭ ‬الحياة‭ ‬سباق‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأمور،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يبدع‭ ‬أو‭ ‬يفكر‭.  ‬

5-‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يسيء‭ ‬إليك؛‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬بالتذمر‭ ‬أو‭ ‬بالتقليد،‭ ‬وإنما‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يسيء‭ ‬إليك‭ ‬ويضرك‭ ‬أيضًا،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬هدفه‭ ‬الأسمى،‭ ‬وخاصة‭ ‬زملاء‭ ‬العمل،‭ ‬فمن‭ ‬السهل‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬ويتحدث‭ ‬عنك‭ ‬بسوء،‭ ‬وخاصة‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬أن‭ ‬يسمع‭ ‬إليهم‭. ‬هذه‭ ‬النوعيات‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬وخاصة‭ ‬النساء‭ ‬عندما‭ ‬يجدون‭ ‬أحد‭ ‬زملائهم‭ ‬يتحدث‭ ‬مع‭ ‬امرأة‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إنجاز‭ ‬مهام‭ ‬العمل‭ ‬فإنهم‭ ‬ببساطة‭ ‬يرفعون‭ ‬سماعة‭ ‬الهاتف‭ ‬ويحادثون‭ ‬زوجة‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬ليعلنوا‭ ‬عن‭ ‬الخيانة‭ ‬العظمى‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الآن‭.‬

6-‭ ‬الحساد؛‭ ‬إحدى‭ ‬أقبح‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعاشرها‭. ‬فالحسود‭ ‬لا‭ ‬يفرح‭ ‬لفرح‭ ‬البشر،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬يدخل‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬لسرقة‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬لهم،‭ ‬ويزاحمهم‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬تخصهم،‭ ‬لأن‭ ‬الخير‭ ‬بنظر‭ ‬هؤلاء،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬لهم‭ ‬فقط،‭ ‬وليس‭ ‬لأحد‭ ‬سواهم‭. ‬لا‭ ‬يفرح‭ ‬الحسود‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬حوله‭ ‬يتساقطون‭ ‬ويحزنون‭ ‬عندها‭ ‬يفرحون‭ ‬هم‭.‬

7-‭ ‬مطلقو‭ ‬الأحكام؛‭ ‬هؤلاء‭ ‬يصدرون‭ ‬الأحكام‭ ‬والقرارات‭ ‬والاتهامات‭ ‬حول‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬ينفذه‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬إلا‭ ‬هم،‭ ‬وحول‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬يتخذونه،‭ ‬وحول‭ ‬أي‭ ‬خطوة‭ ‬ينوون‭ ‬القيام‭ ‬بها،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مهنية‭ ‬أو‭ ‬شخصية‭. ‬انتقاد‭ ‬الأفراد‭ ‬يشكل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تركيب‭ ‬شخصياتهم‭. ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬أدنى‭ ‬مقومات‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬لأنهم‭ ‬ببساطة‭ ‬لا‭ ‬ينصتون‭ ‬إلى‭ ‬الآخر‭ ‬وآرائه‭ ‬وأهوائه‭ ‬وتفضيلاته،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬ثقافة‭ ‬الإصغاء،‭ ‬ولا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بالاختلاف‭ ‬وبضرورة‭ ‬احترام‭ ‬الآخر‭. ‬هؤلاء‭ ‬إن‭ ‬قررنا‭ ‬إبقاءهم‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬نسألهم‭ ‬نصيحة‭ ‬أو‭ ‬استشارة،‭ ‬لأنهم‭ ‬يقيسون‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬منطلقات‭ ‬مختلفة‭.‬

8-‭ ‬الذين‭ ‬يتصرفون‭ ‬وكأنهم‭ ‬محور‭ ‬الكون؛‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬لم‭ ‬يخلق‭ ‬الكون‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أجلهم،‭ ‬ومن‭ ‬أجلهم‭ ‬فقط،‭ ‬وأنه‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ويفهم‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ومن‭ ‬حقه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وأما‭ ‬بقية‭ ‬البشر‭ ‬مجرد‭ ‬توابع‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬وأن‭ ‬يتمتعوا‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬تافهًا‭ ‬صغيرًا،‭ ‬فعندما‭ ‬يتسلط‭ ‬هذا‭ ‬الآدمي‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬ما‭ ‬فإنه‭ ‬يتصرف‭ ‬معهم‭ ‬تصرف‭ ‬المدير‭ ‬أو‭ ‬المعلم‭ ‬مع‭ ‬الطلاب،‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ (‬السوبرمان‭)‬،‭ ‬وأنه‭ ‬النابغة‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬أما‭ ‬البقية‭ ‬فإنهم‭ ‬مجرد‭ ‬خدم‭ ‬يقدمون‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يريد،‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يصغون‭ ‬وإنما‭ ‬يعطون‭ ‬الأوامر‭ ‬فقط‭. ‬

9-‭ ‬الكاذبون؛‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معرفة‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬يقولون‭ ‬الحقيقة‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة،‭ ‬فهو‭ ‬يصور‭ ‬الحدث‭ ‬وكأنه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ولكن‭ ‬إن‭ ‬استطعت‭ ‬أن‭ ‬تتمعن‭ ‬في‭ ‬كلامه‭ ‬وحديثه‭ ‬فإنك‭ ‬ببساطة‭ ‬تجد‭ ‬التضارب‭ ‬في‭ ‬أقواله،‭ ‬فتجلس‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬نفسك‭ ‬تتساءل‭ ‬كيف‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التعارض‭ ‬والتضارب،‭ ‬فتكتشف‭ ‬أنه‭ ‬يكذب،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬يستمر‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬الكاذب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أي‭ ‬وازع‭. ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬بسيط‭ ‬لأن‭ ‬الكذب‭ ‬جزء‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬كينونتهم‭ ‬ووجدانهم،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬الكذب‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقودهم‭ ‬إلى‭ ‬السرقة،‭ ‬ولا‭ ‬نقصد‭ ‬سرقة‭ ‬الأموال‭ ‬هنا‭ ‬وإنما‭ ‬حتى‭ ‬المعلومات‭ ‬والأسرار‭ ‬المهنية،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الأسرار‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬البوح‭ ‬بها‭.‬

10-‭ ‬النمامون؛‭ ‬هؤلاء‭ ‬همهم‭ ‬الأكبر‭ ‬الثرثرة‭ ‬ونقل‭ ‬الأخبار‭ ‬وكذلك‭ ‬تحويرها،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يدخلون‭ ‬المجالس‭ ‬والديوانيات،‭ ‬وربما‭ ‬مكاتب‭ ‬المسؤولين‭ ‬فينقلون‭ ‬الكلام‭ ‬والأخبار‭ ‬لمجرد‭ ‬أنه‭ ‬قاموا‭ ‬بالتحدث،‭ ‬والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فإنهم‭ ‬قد‭ ‬ينقلون‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬فلان‭ ‬إليك،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬ينقلون‭ ‬إلى‭ ‬فلان‭ ‬كلامك‭ ‬عنه،‭ ‬ويستمر‭ ‬في‭ ‬التحدث‭ ‬ونقل‭ ‬الكلام‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬ومن‭ ‬فرد‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬ربما‭ ‬بقصد‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬الأشخاص‭ ‬أو‭ ‬لمجرد‭ ‬المتعة‭ ‬فقط،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬تحوير‭ ‬الحقائق‭ ‬وقلب‭ ‬الوقائع‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬وإعادة‭ ‬تمثيل‭ ‬الأحداث،‭ ‬حتى‭ ‬يظن‭ ‬الإنسان‭ ‬أنها‭ ‬حقائق‭.‬

11-‭ ‬المتسلّطون؛‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إن‭ ‬هؤلاء‭ ‬يشبهون‭ ‬الفئة‭ (‬الذين‭ ‬يتصرفون‭ ‬وكأنهم‭ ‬محور‭ ‬الكون‭) ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الإصغاء‭ ‬وذلك‭ ‬لأنهم‭ ‬ببساطة‭ ‬يعرفون‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وكأنهم‭ ‬يمتلكون‭ ‬الحقيقة،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يجيدون‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬الأشياء،‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬كيف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬الأمور،‭ ‬وإنما‭ ‬يوهمون‭ ‬الناس‭ ‬أنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬ويعرفون،‭ ‬وكذلك‭ ‬يوهمون‭ ‬الناس‭ ‬أنهم‭ ‬قادة‭ ‬بالفطرة،‭ ‬لذلك‭ ‬تجدهم‭ ‬يتسلطون‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬حولهم‭ ‬ويحولون‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬كابوس،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الوظيفة‭ ‬والحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬والاجتماعية‭.‬

12-‭ ‬السلبيون؛‭ ‬هؤلاء‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لدى‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬إيجابية،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬حماس‭ ‬للقيام‭ ‬بمغامرة‭ ‬أو‭ ‬بعقد‭ ‬صفقة‭ ‬أو‭ ‬اتمام‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬آخر‭. ‬هم‭ ‬ببساطة‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬إلا‭ ‬الجانب‭ ‬القاتم‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬ويركزون‭ ‬تفكيرهم‭ ‬على‭ ‬الاحتمالات‭ ‬السلبية‭ ‬مهما‭ ‬بدت‭ ‬احتمالات‭ ‬النجاح‭ ‬كبيرة،‭ ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬أعداء‭ ‬النجاح‭ ‬والفرح‭.‬

13-‭ ‬العشوائيون؛‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬نقصد‭ ‬التخطيط‭ ‬والعشوائية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإداري،‭ ‬وإنما‭ ‬ونحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الحياة،‭ ‬تجد‭ ‬هؤلاء‭ ‬أمامك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬فمثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يتقيدون‭ ‬بوقت‭ ‬لإنجاز‭ ‬الأعمال،‭ ‬ولا‭ ‬يتقيدون‭ ‬بالمواعيد‭ ‬أو‭ ‬القيم،‭ ‬وكل‭ ‬حياتهم‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الفوضى،‭ ‬يقوم‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬ماذا‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬المطلوب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يفعل،‭ ‬فهو‭ ‬يعمل‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬عمل،‭ ‬ويعيش‭ ‬لمجرد‭ ‬أنه‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬الدنيا،‭ ‬هؤلاء‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ولا‭ ‬أولويات‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬تنظيم‭ ‬على‭ ‬أبسط‭ ‬مستويات‭ ‬الحياة‭.‬

14-‭ ‬الذي‭ ‬يلعب‭ ‬دور‭ ‬الضحية؛‭ ‬ومثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬وجدناهم‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬لأنهم‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬مجرد‭ ‬دراما‭ ‬ومأساة،‭ ‬وإنهم‭ ‬هم‭ ‬فقط‭ ‬ضحايا‭ ‬هذه‭ ‬المأساة،‭ ‬فالفيضانات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬بنجلاديش‭ ‬تحدث‭ ‬لأن‭ ‬الكون‭ ‬ينسج‭ ‬مؤامرة‭ ‬لهم،‭ ‬وإذا‭ ‬حدث‭ ‬خطأ‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬تعامل‭ ‬معهم‭ ‬يشعرون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬نتيجة‭ ‬مؤامرة‭ ‬تحاك‭ ‬لهم‭ ‬شخصيًا،‭ ‬فالجميع‭ ‬يتآمر‭ ‬عليهم،‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬يحسدهم‭ ‬ويكرههم‭. ‬هؤلاء‭ ‬يتمتعون‭ ‬إن‭ ‬شعروا‭ ‬أنهم‭ ‬الضحية‭. ‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬الصفات‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭ ‬المحاضر،‭ ‬ويصعب‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬الصفات‭ ‬لضيق‭ ‬مساحة‭ ‬الصفحة،‭ ‬وربما‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬مرات‭ ‬أخرى،‭ ‬ولكن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬وبعض‭ ‬الصفات،‭ ‬فهل‭ ‬تجدهم‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬حولك؟

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا