العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العقاري

بيت البورسلين في تيانجين..
400 مليون قطعة خزف تالفة جعلته تحفة معمارية

الأربعاء ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

تتميز‭ ‬الحضارة‭ ‬الصينية‭ ‬بإبداعات‭ ‬فريدة‭ ‬قلّ‭ ‬مثيلها‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬ويتميز‭ ‬الفن‭ ‬المعماري‭ ‬الصيني‭ ‬بأسلوب‭ ‬مميزة‭ ‬يمازج‭ ‬بين‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية‭ ‬والأساطير‭ ‬الشعبية‭ ‬والتراث‭ ‬الصيني‭. ‬

من‭ ‬المباني‭ ‬الشهيرة‭ ‬والمميزة‭ ‬هو‭ ‬منزل‭ ‬البورسلين‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بمنزل‭ ‬الخزف‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تيانجين‭ ‬الصينية‭. ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬طابع‭ ‬العمارة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬فإن‭ ‬اللمسات‭ ‬الصينية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تغطيته‭ ‬بالخزف‭ ‬الصيني‭ ‬بالكامل،‭ ‬جعلته‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬المباني‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬والعالم،‭ ‬وجاذبا‭ ‬للسياح‭ ‬المهتمين‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭.‬

فجميع‭ ‬أركان‭ ‬المنزل‭ ‬مغطاة‭ ‬بالخزف‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬السور‭ ‬الخارجي‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬النوافذ‭ ‬والأبواب‭ ‬والأسقف‭ ‬والجدران‭ ‬والأعمدة‭. ‬

البناء‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الاساس‭ ‬منزلا‭ ‬لوزير‭ ‬المالية‭ ‬المركزية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أسرة‭ ‬تشينغ‭ ‬الملكية،‭ ‬وقد‭ ‬بني‭ ‬في‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬4200‭ ‬متر‭ ‬مربع‭. ‬

ثم‭ ‬تحول‭ ‬الى‭ ‬مبنى‭ ‬لبنك‭ ‬تجاري‭ ‬لسنوات‭. ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬انتقل‭ ‬البنك‭ ‬إلى‭ ‬فرع‭ ‬آخر،‭ ‬هجر‭ ‬المبنى‭ ‬بالكامل‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭. ‬وهناك‭ ‬أتت‭ ‬الفرصة‭ ‬أمام‭ ‬شخص‭ ‬يدعى‭ ‬زانج‭ ‬ليانزي،‭ ‬الذي‭ ‬يهوى‭ ‬جمع‭ ‬الخزف‭. ‬حيث‭ ‬اشترى‭ ‬المنزل‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2002‭ ‬بمبلغ‭ ‬مليوني‭ ‬يوان‭ ‬آنذاك‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬160‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭. ‬وسخر‭ ‬وقته‭ ‬لتزيين‭ ‬المنزل‭ ‬مدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬كاملة‭ ‬بملايين‭ ‬بقايا‭ ‬الخزف‭ ‬القديم‭ ‬والبلورات‭ ‬الطبيعية،‭ ‬حتى‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬بتحفة‭ ‬معمارية‭ ‬حقيقية،‭ ‬بل‭ ‬وبات‭ ‬المنزل‭ ‬الاكثر‭ ‬مشاهدة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تيانجين‭ ‬والأكثر‭ ‬جذبا‭ ‬للسياح‭.‬

خلاصة‭ ‬الجهد‭ ‬الذي‭ ‬بذله‭ ‬ليانزي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬تغطية‭ ‬المنزل‭ ‬بحوالي‭ ‬400‭ ‬مليون‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الخزف‭ ‬القديم،‭ ‬و16‭ ‬ألف‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الاطقم‭ ‬الصينية‭ ‬القديم‭ ‬و300‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الرخام‭ ‬الأبيض‭ ‬المنحوت‭ ‬و20‭ ‬طنا‭ ‬من‭ ‬البلورات‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وغطى‭ ‬الفناء‭ ‬الخارجي‭ ‬بنحو‭ ‬3‭ ‬آلاف‭ ‬مزهرية‭. ‬والمميز‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬حوالي‭ ‬80%‭ ‬من‭ ‬الخزف‭ ‬المستخدم‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬من‭ ‬التحف‭ ‬القديمة‭ ‬التالفة‭.‬

وعلى‭ ‬سطح‭ ‬المبنى‭ ‬يدور‭ ‬ويلتف‭ ‬تنين‭ ‬عملاق‭ ‬مزين‭ ‬بفخار‭ ‬صيني‭ ‬يبلغ‭ ‬طوله‭ ‬768‭ ‬مترًا‭.  ‬في‭ ‬3‭ ‬سبتمبر‭ ‬2007،‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬المنزل‭ ‬للجمهور‭ ‬ليصبح‭ ‬معلمًا‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬تيانجين‭. ‬وفي‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬2010،‭ ‬أدرجته‭ ‬صحيفة‭ ‬هافينغتون‭ ‬بوست‭ ‬الأمريكية‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬متحفًا‭ ‬بتصميمات‭ ‬فريدة،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬فرنسا،‭ ‬ومتحف‭ ‬دنفر‭ ‬للفنون‭ ‬في‭ ‬كولورادو‭ ‬بأمريكا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا