كانت الصين لسنوات طويلة ومازالت تعتمد على السياحة الداخلية التي تسير لها 5 مليارات رحلة سنويا، وعاد هذا الرقم من جديد بعد ان انخفض بسبب الجائحة وإجراءاتها الوقائية، وهذا ما أكده قسم الإحصاءات الحكومية في وزارة الثقافة والسياحة الصينية لعودة الانتعاش كما كان منذ العام الماضي 2023 مع توقع بزيادته هذا العام بنسبة 20 إلى 30 تقريباً. ويرجع الفضل إلى زيادة برامج الترويج والعروض السياحية في جميع محافظات البلاد.
كذلك تشير المؤشرات بحسب احصائيات عام 2023 إلى تجاوز 30 مليون سائح دولي من مختلف دول العالم، مع التوقع بزيادة 10% حتى نهاية العام الحالي مع المحافظة على الإجراءات المتبعة في المواقع السياحية من دون تغيير على الجميع ومراجعة بعضها بالتخفيف أو الزيادة لبعض المواقع إذا دعت الحاجة الى ذلك.
الحكومة الصينية متمثلة في وزارة السياحة لديها خطة لتفويج السياح الذين يكونون بأعداد كبيرة جداً لبعض المواقع، وخاصة المدرجة على قائمة اليونسكو بطرق احترافية جداً رغم التشديد الأمني الواضح للعيان من أجل ضمان سلامة الجميع، وتوفير جميع مرافق وخدمات الطوارئ في كل مكان مع أهبة الاستعداد من الناحية البشرية أو المعدات وسيارات الإسعاف والمطافئ بأحجام واشكال مختلفة.
العنصر البشري المنتشر في جميع الأرجاء بزيهم الموحد، ورغم أن الغالبية لا يتقنون غير اللغة الصينية فإنهم بالوجه البشوش وترحيبهم بالابتسامة العريضة، واستعدادهم لتقديم المساعدة يشعرك بالاطمئنان في جميع المواقع، ولغة التفاهم معهم باللغة الإنجليزية لمن يتقنها أو الاستعانة بالتقنية الحديثة عبر الترجمة الفورية المتوافرة في جميع أجهزة الهواتف الحديثة.
يعتقد الكثيرون أن السياحة في الصين مقصورة على التجارة أو الدراسة في أحسن الأحوال إلا أنها بلد شامل يلبي جميع الأذواق، وكل مدنه وقراه التي تشهد تطوراً عمرانياً وبنية تحتية متقدمة تساعدك في الوصول إلى الموقع السياحي المقصود بكل سلاسة ويسر.
الصين البلد الاقتصادي العالمي صاحب الأرقام العالمية في المساحة وعدد السكان والمواليد والصناعات المختلفة والتطور التكنولوجي مع القوانين الصارمة وأساليب التربية والتعليم المتعددة ومخرجاتها، توجه مؤخراً لتعزيز موقعه على الخارطة السياحية العالمية، وحقق إضافة في الناتج المحلي ما نسبته 10 إلى 12 بالمائة، وهذه النسبة في خطة الحكومة إلى الزيادة بحسب المتغيرات والظروف إذا لم تعترضها أزمات أو أحداث كبرى.
مدرسة السياحة الصينية تطبق نظريات واقعية ملموسة على أرض الواقع، نتمنى أن تستفيد من خبرتها دولنا العربية في تعزيز السياحة الداخلية، واستقطاب السياح من الخارج الذين في الغالب لا تصل أعدادهم سنوياً ربع ما تبينه الاحصاءات على أقل تقدير شهريا وآخذة في الزيادة كل عام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك