العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا.. وُصِفَ القرآن بالكريم؟!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

لماذا‭ ‬وصف‭ ‬القرآن‭ ‬بـ»الكريم‮«‬‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الآيات‭ ‬؟‭ ‬أليس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬إشارة‭ ‬واضحة‭ ‬الدلالة‭ ‬إلى‭ ‬كثرة‭ ‬عطائه،‭ ‬وتنوع‭ ‬نعمه،‭ ‬وسنحاول‭ ‬أن‭ ‬نتلمس‭ ‬مجالات‭ ‬هذه‭ ‬العطاءات‭ ‬في‭ ‬القران‭ ‬الكريم‭ ‬لنبين‭ ‬للناس،‭ ‬وليس‭ ‬للمسلمين‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬القرآن‭ ‬للناس‭ ‬من‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬الذي‭ ‬ليس‭ ‬لهما‭ ‬حدود،‭ ‬وكيف‭ ‬أدرك‭ ‬من‭ ‬وصفه‭ ‬بهذا‭ ‬الوصف‭ ‬الجليل،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬عطاءه‭ ‬لا‭ ‬ينفد،‭ ‬ولا‭ ‬تنقضي‭ ‬عجائبه،‭ ‬ولا‭ ‬يشبع‭ ‬منه‭ ‬العلماء،‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬به‭ ‬عدل،‭ ‬ومن‭ ‬عمل‭ ‬به‭ ‬أُجر‭!.‬

ومن‭ ‬عطاءات‭ ‬القرآن‭ ‬‮«‬الكريم‮»‬‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬التوحيد،‭ ‬وكيف‭ ‬السبيل‭ ‬إليها،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬إن‭ ‬هذه‭ ‬أمتكم‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‭. ‬وأنا‭ ‬ربكم‭ ‬فاعبدون‭) (‬الأنبياء‭ / ‬92‭)‬،‭ ‬أما‭ ‬السبيل‭ ‬إليها،‭ ‬فنجده‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬واعتصموا‭ ‬بحبل‭ ‬الله‭ ‬جميعًا‭ ‬ولا‭ ‬تفرقوا‭ ‬واذكروا‭ ‬نعمت‭ ‬الله‭ ‬عليكم‭ ‬إذ‭ ‬كنتم‭ ‬أعداءً‭ ‬فألف‭ ‬بين‭ ‬قلوبكم‭ ‬فأصبحتم‭ ‬بنعمته‭ ‬إخوانا‭ ‬وكنتم‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬حفرة‭ ‬من‭ ‬النار‭ ‬فأنقذكم‭ ‬منها‭ ‬كذلك‭ ‬يبين‭ ‬الله‭ ‬لكم‭ ‬آياته‭ ‬لعلكم‭ ‬تهتدون‭) (‬آل‭ ‬عمران‭ / ‬103‭). ‬ولأن‭ ‬مصدر‭ ‬وحدة‭ ‬المسلمين‭ ‬هي‭ ‬عقيدة‭ ‬التوحيد‭ ‬التي‭ ‬إذًا‭ ‬تمسك‭ ‬بها‭ ‬المسلمون‭ ‬قويت‭ ‬شوكتهم،‭ ‬وانتصروا‭ ‬على‭ ‬أعدائهم،‭ ‬وظلوا‭ ‬سادة‭ ‬الدنيا‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬عام،‭ ‬وسادت‭ ‬حضارتهم‭ ‬المعمورة‭.‬

ومن‭ ‬كرم‭ ‬القرآن‭ ‬أنه‭ ‬رسم‭ ‬لنا‭ ‬معالم‭ ‬الصراط‭ ‬المستقيم‭ ‬نجد‭ ‬ذلك‭ ‬واضحًا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬شديد‭ ‬الوضوح‭ ‬في‭ ‬الآيات‭: (‬151،‭ ‬152،‭ ‬153‭) ‬من‭ ‬سورة‭ ‬الأنعام‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭: (‬قل‭ ‬تعالوا‭ ‬أتل‭ ‬ما‭ ‬أوحي‭ ‬إليَّ‭ ‬‮…‬‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭: (‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬صراطي‭ ‬مستقيما‭ ‬فاتبعوه‭ ‬ولا‭ ‬تتبعوا‭ ‬السبل‭ ‬فتفرق‭ ‬بكم‭ ‬عن‭ ‬سبيله‭ ‬ذلكم‭ ‬وصاكم‭ ‬به‭ ‬لعلكم‭ ‬تتقون‭) ‬الأنعام‭ / ‬153‭.‬

وهدايات‭ ‬القرآن،‭ ‬وكرم‭ ‬عطائه‭ ‬لا‭ ‬تتبدل،‭ ‬ولا‭ ‬تتغير‭ ‬ولا‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬حَدّْ،‭ ‬فحقائقه‭ ‬ثابتة،‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬التغيير‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ‬لا‭ ‬يمسها‭ ‬الزمان‭ ‬رغم‭ ‬تغيراته‭ ‬وتبدلاته،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬لا‭ ‬يزيدها‭ ‬الزمان‭ ‬إلا‭ ‬ثباتًا‭ ‬وقدرة‭.‬

ومن‭ ‬عطاء‭ ‬القرآن،‭ ‬ومزيد‭ ‬فضله‭ ‬ما‭ ‬يغشى‭ ‬القلب‭ ‬من‭ ‬طمأنينة‭ ‬تشعره‭ ‬بالأمان‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتوه‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والتنقيب‭ ‬عن‭ ‬الاسم‭ ‬الأعظم‭ ‬الذي‭ ‬إذًا‭ ‬دعوناه‭ ‬به‭ ‬استجاب‭ ‬سبحانه‭ ‬لنا،‭ ‬ودلنا‭ ‬على‭ ‬الاسم‭ ‬الذي‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬أحوالنا،‭ ‬ويحقق‭ ‬لنا‭ ‬رجاءنا‭ ‬في‭ ‬القبول‭ ‬والاستجابة،‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭: (‬الذين‭ ‬آمنوا‭ ‬وتطمئن‭ ‬قلوبهم‭ ‬بذكر‭ ‬الله‭ ‬ألا‭ ‬بذكر‭ ‬الله‭ ‬تطمئن‭ ‬القلوب‭) ‬الرعد‭ / ‬38‭.‬

والإسلام‭ -‬كما‭ ‬قال‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لنا‭ -‬يملك‭ ‬أسباب‭ ‬الراحة‭ ‬النفسية،‭ ‬قال‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭: (‬فمن‭ ‬يرد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يهديه‭ ‬يشرح‭ ‬صدره‭ ‬للإسلام‭ ‬ومن‭ ‬يرد‭ ‬أن‭ ‬يضله‭ ‬يجعل‭ ‬صدره‭ ‬ضيقًا‭ ‬حرجًا‭ ‬كأنما‭ ‬يصَّعَّد‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬كذلك‭ ‬يجعل‭ ‬الله‭ ‬الرجس‭ ‬على‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يؤمنون‭) ‬الأنعام‭ / ‬125‭.‬

ومن‭ ‬عطاء‭ ‬القرآن‭ ‬وكرمه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأسرة‭ ‬ما‭ ‬أوصى‭ ‬به‭ ‬الأبناء‭ ‬من‭ ‬برهم‭ ‬وإحسانهم‭ ‬بالآباء‭ ‬والأمهات،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وقضى‭ ‬ربك‭ ‬ألا‭ ‬تعبدوا‭ ‬إلا‭ ‬إياه‭ ‬وبالوالدين‭ ‬إحسانا‭ ‬إما‭ ‬يبلغن‭ ‬عندك‭ ‬الكبر‭ ‬أحدهما‭ ‬أو‭ ‬كلاهما‭ ‬فلا‭ ‬تقل‭ ‬لهما‭ ‬أفٍ‭ ‬ولا‭ ‬تنهرهما‭ ‬وقل‭ ‬لهما‭ ‬قولًا‭ ‬كريما‭ (‬23‭) ‬واخفض‭ ‬لهما‭ ‬جناح‭ ‬الذل‭ ‬من‭ ‬الرحمة‭ ‬وقل‭ ‬رب‭ ‬إرحمهما‭ ‬كما‭ ‬ربياني‭ ‬صغيرا‭ (‬24‭)) (‬سورة‭ ‬الاسراء‭).‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬وهما‭ ‬كفار‭ ‬ويصران‭ ‬على‭ ‬الكفر،‭ ‬بل‭ ‬ويحاولان‭ ‬إخراج،‭ ‬أولادهما‭ ‬من‭ ‬الإسلام،‭ ‬يقول‭ ‬تعالى‭: (‬وإن‭ ‬جاهداك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تشرك‭ ‬بي‭ ‬ما‭ ‬ليس‭ ‬لك‭ ‬به‭ ‬علم‭ ‬فلا‭ ‬تطعهما‭ ‬وصاحبهما‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬معروفًا‭ ‬واتبع‭ ‬سبيل‭ ‬من‭ ‬أناب‭ ‬إليَّ‭ ‬ثم‭ ‬إليَّ‭ ‬مرجعكم‭ ‬فأنبئكم‭ ‬بما‭ ‬كنتم‭ ‬تعملون‭) ‬لقمان‭ / ‬15‭.‬ومن‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬القرآن،‭ ‬وحض‭ ‬أتباعه‭ ‬على‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها،‭ ‬والالتزام‭ ‬بها‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الذين‭ ‬آمنوا‭ ‬لا‭ ‬يسخر‭ ‬قوم‭ ‬من‭ ‬قوم‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬خيرًا‭ ‬منهم‭ ‬ولا‭ ‬نساء‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬يكن‭ ‬خيرًا‭ ‬منهن‭ ‬ولا‭ ‬تلمزوا‭ ‬أنفسكم‭ ‬ولا‭ ‬تنابزوا‭ ‬بالألقاب‭ ‬بئس‭ ‬الاسم‭ ‬الفسوق‭ ‬بعد‭ ‬الإيمان‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬يتب‭ ‬فأولئك‭ ‬هم‭ ‬الظالمون‭) ‬الحجرات‭ / ‬11‭ ‬نلاحظ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬الإلهي‭ ‬حرص‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬المجتمع‭ ‬المسلم‭ ‬من‭ ‬الآفات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تلوثت‭ ‬بها‭ ‬الأمم‭ ‬الأخرى‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الفاسدة،‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬حذر‭ ‬الإسلام‭ ‬المسلمين‭ ‬منها‭.‬

وفِي‭ ‬السياسة‭ ‬لم‭ ‬يتخلف‭ ‬الإسلام‭ ‬عن‭ ‬إسداء‭ ‬النصح‭ ‬للأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وقدم‭ ‬أمثلة‭ ‬دعا‭ ‬المسلمين‭ ‬إلى‭ ‬التمسك‭ ‬بها‭ ‬قَدر‭ ‬الإمكان‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬والخلافة‭ ‬الراشدة،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬التزام‭ ‬المسلمين‭ ‬بنظام‭ ‬سياسي‭ ‬محدد‭ ‬قد‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬المسلمون‭ ‬بسبب‭ ‬تبدل‭ ‬الأحوال،‭ ‬وتغير‭ ‬الأمكنة،‭ ‬وقدم‭ ‬الإمام‭ ‬الشافعي‭ ‬مثالًا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬حين‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬فقد‭ ‬أحدث‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬مذهبه،‭ ‬وصار‭ ‬له‭ ‬مذهب‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬مع‭ ‬مذهبه‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ودل‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬حرج‭ ‬في‭ ‬الاجتهاد‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬يتسع‭ ‬الاجتهاد‭ ‬فيها،‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬المبادئ‭ ‬هي‭ ‬ذاتها،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬حرص‭ ‬الإسلام‭ ‬عليها‭: ‬مبدأ‭ ‬الشورى‭ ‬والعدل‭ ‬حيث‭ ‬وردت‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬آيتين،‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬الشورى،‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬والذين‭ ‬استجابوا‭ ‬لربهم‭ ‬وأقاموا‭ ‬الصلاة‭ ‬وأمرهم‭ ‬شورى‭ ‬بينهم‭ ‬ومما‭ ‬رزقناهم‭ ‬ينفقون‭) ‬الشورى‭ / ‬38‭.‬

أما‭ ‬حين‭ ‬ذكر‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬الشورى‭ ‬في‭ ‬مقام‭ ‬العزيمة‭ ‬والالتزام،‭ ‬فقد‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬سبحانه‭: (‬فبما‭ ‬رحمة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬لنت‭ ‬لهم‭ ‬ولو‭ ‬كنت‭ ‬فظًا‭ ‬غليظ‭ ‬القلب‭ ‬لانفضوا‭ ‬من‭ ‬حولك‭ ‬فاعف‭ ‬عنهم‭ ‬واستغفر‭ ‬لهم‭ ‬وشاورهم‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬فإذا‭ ‬عزمت‭ ‬فتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يحب‭ ‬المتوكلين‭) (‬آل‭ ‬عمران‭ / ‬159‭).‬

ومن‭ ‬فيض‭ ‬القرآن،‭ ‬وعظيم‭ ‬فضله‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقصر‭ ‬عطاء‭ ‬الربوبية‭ ‬على‭ ‬المسلمين‭ ‬فقط،‭ ‬ويحرم‭ ‬غير‭ ‬المسلًمين‭ ‬منها،‭ ‬بل‭ ‬راعى‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنة،‭ ‬وضمنها‭ ‬وثيقة‭ ‬المدينة‭ ‬حيث‭ ‬أقر‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭ (‬صلوات‭ ‬ربي‭ ‬وسلامه‭ ‬عليه‭) ‬الأقوام‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعيشون‭ ‬مع‭ ‬المسلمين،‭ ‬وهذا‭ ‬أول‭ ‬إعلان‭ ‬عالمي،‭ ‬بل‭ ‬أممي‭ ‬لحقوق‭ ‬الأقليات،‭ ‬وأيضاً‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بـ‭(‬حقوق‭ ‬المواطنة‭)‬،‭ ‬وفِي‭ ‬بيان‭ ‬القًرآن‭ ‬الكريم‭ ‬تأكيد‭ ‬لذلك،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬لا‭ ‬ينهاكم‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يقاتلونكم‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬ولَم‭ ‬يخرجوكم‭ ‬من‭ ‬دياركم‭ ‬أن‭ ‬تبروهم‭ ‬وتقسطوا‭ ‬إليهم‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يحب‭ ‬المقسطين‭) ‬الممتحنة‭ / ‬8‭.‬

والرحمة‭ ‬خلق‭ ‬إسلامي‭ ‬لم‭ ‬يحرم‭ ‬منه‭ ‬غير‭ ‬المسلمين،‭ ‬بل‭ ‬جعله‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬للمسلمين‭ ‬ولغيرهم‭ ‬لأن‭ ‬رسالة‭ ‬الإسلام‭ ‬رسالة‭ ‬عالمية‭ ‬للناس‭ ‬أجمعين،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وما‭ ‬أرسلناك‭ ‬إلا‭ ‬رحمة‭ ‬للعالمين‭) ‬الأنبياء‭ / ‬107‭.‬

ذلكم‭ ‬هو‭ ‬الإسلام‭.. ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬يسير‭ ‬من‭ ‬عطائه‭ ‬الذي‭ ‬عَمَّ‭ ‬البشرية،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬القرآن‭ ‬الذي‭ ‬وثق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القيم،‭ ‬وحافظ‭ ‬عليها،‭ ‬وكتب‭ ‬لها‭ ‬البقاء‭ ‬والخلود‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا