العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حكمة جلالة الملك ونموذج نهج البحرين في التوازن في خضم الفتن

بقلم: الشريف د. محمد بن فارس الحسين {

الأربعاء ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬منطقة‭ ‬تعصف‭ ‬بها‭ ‬التوترات‭ ‬والفتن،‭ ‬يأتي‭ ‬نهج‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬لتشكل‭ ‬نموذجًا‭ ‬مميزًا‭ ‬في‭ ‬التوازن‭ ‬السياسي،‭ ‬متخذةً‭ ‬نهجًا‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬العقلانية‭ ‬والحكمة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬والأمة‭. ‬

وعلى‭ ‬مر‭ ‬السنوات،‭ ‬استطاعت‭ ‬المملكة‭ ‬أن‭ ‬ترسم‭ ‬لنفسها‭ ‬مسارًا‭ ‬فريدًا‭ ‬محافظة‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬قيمها‭ ‬ومبادئها‭ ‬وثوابتها‭ ‬الوطنية‭ ‬الراسخة‭.‬

وتُعَد‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬إحدى‭ ‬العلامات‭ ‬الفارقة‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الإقليمية‭. ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شديدة‭ ‬الحساسية،‭ ‬وسط‭ ‬نزاعات‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية،‭ ‬فإنها‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬الحياد‭ ‬الإيجابي،‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

تقوم‭ ‬السياسة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬أن‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭. ‬وهذا‭ ‬المبدأ‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يوجه‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬فقد‭ ‬أثبتت‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أن‭ ‬الانحياز‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬لمصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سعي‭ ‬دائم‭ ‬لتأمين‭ ‬الاستقرار‭ ‬الداخلي‭ ‬والتقدم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬بمصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬يظهر‭ ‬جليًا‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬التحديات‭ ‬والاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬تبنت‭ ‬البحرين‭ ‬نهجًا‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ونبذ‭ ‬الطائفية‭ ‬والخلافات‭ ‬الداخلية‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الأطياف‭ ‬البحرينية‭ ‬المختلفة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬واحدة،‭ ‬هدفها‭ ‬المشترك‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬وتوحيد‭ ‬الصف‭ ‬البحريني‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬تهديدات‭ ‬داخلية‭ ‬أو‭ ‬خارجية‭. ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬من‭ ‬أساسيات‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬البحرينية،‭ ‬حيث‭ ‬ترى‭ ‬القيادة‭ ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬البحرين‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬وحدتها،‭ ‬وأن‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منبعًا‭ ‬للتنوع‭ ‬البنّاء‭ ‬وليس‭ ‬للصراع‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬البحرين‭ ‬بمصالحها‭ ‬الوطنية،‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تنفصل‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭. ‬فتحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى،‭ ‬حافظت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬موقفها‭ ‬الداعم‭ ‬لقضايا‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وخاصة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬حيث‭ ‬تؤكد‭ ‬المملكة‭ ‬مرارًا‭ ‬أهمية‭ ‬الحلول‭ ‬السلمية‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وبالقدر‭ ‬نفسه،‭ ‬تدعو‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬التكاتف‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المشتركة،‭ ‬مع‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬نبذ‭ ‬الخلافات‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬للشعوب‭.‬

رسالة‭ ‬البحرين‭ ‬للعالم

من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬التوازن،‭ ‬تقدم‭ ‬البحرين‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للعالم‭: ‬يمكن‭ ‬للأمم‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬استقلاليتها‭ ‬وأن‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬هويتها‭ ‬أو‭ ‬تنحاز‭ ‬إلى‭ ‬مواقف‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬مصالحها‭.‬

فالقيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬تقدم‭ ‬نموذجًا‭ ‬لدولة‭ ‬صغيرة‭ ‬بحجمها،‭ ‬لكنها‭ ‬كبيرة‭ ‬بتأثيرها‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬تُعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬لمصالح‭ ‬شعبها‭ ‬وأمتها،‭ ‬وتعتمد‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭. ‬فبالقيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬تبنت‭ ‬البحرين‭ ‬نهجًا‭ ‬متوازنًا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬للمستقبل،‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الحكمة‭ ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الملفات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

‭ ‬فالبحرين‭ ‬لا‭ ‬تستجيب‭ ‬للضغوط‭ ‬أو‭ ‬اتجاهات‭ ‬الانحياز‭ ‬الأعمى،‭ ‬بل‭ ‬تتبنى‭ ‬مواقف‭ ‬عقلانية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬دقيق‭ ‬للمخاطر‭ ‬والمصالح،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬اجتياز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬بسلام‭.‬

لقد‭ ‬أدرك‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬توليه‭ ‬الحكم‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للدولة‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬قوية‭ ‬ومستقلة،‭ ‬تراعي‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وتُحافظ‭ ‬على‭ ‬سيادتها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭. ‬هذا‭ ‬التوازن‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬عزز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وأكد‭ ‬أنها‭ ‬دولة‭ ‬تتمتع‭ ‬بنضج‭ ‬سياسي‭ ‬عميق،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬التقلبات‭ ‬والتغيرات‭ ‬الدولية‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بمصالحها‭ ‬أو‭ ‬الاستسلام‭ ‬لأي‭ ‬ضغوط‭.‬

البحرين‭ ‬كنموذج‭ ‬للسلام‭ ‬والاستقرار

في‭ ‬زمن‭ ‬تسوده‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات،‭ ‬تظهر‭ ‬البحرين‭ ‬كواحةٍ‭ ‬من‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬مضطربة‭. ‬ويعود‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬منطق‭ ‬العنف‭ ‬أو‭ ‬التصعيد،‭ ‬وتفضل‭ ‬الحوار‭ ‬والحلول‭ ‬السلمية‭ ‬لكل‭ ‬الأزمات‭. ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الحكيم‭ ‬جعل‭ ‬البحرين‭ ‬مقصدًا‭ ‬وحاضنة‭ ‬للمؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬سلمية‭ ‬للأزمات‭ ‬الإقليمية‭.‬

كما‭ ‬تسهم‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المبادرات‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬مثل‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬والتجاري‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬التحالفات‭ ‬الدولية‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات،‭ ‬تحرص‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الحل،‭ ‬وليس‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬المشكلة‭.‬

إن‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحالية‭ ‬هو‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نسيجها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المتنوع،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المتوازنة‭.‬

فالبحرين‭ ‬دولة‭ ‬متعددة‭ ‬الثقافات‭ ‬والطوائف،‭ ‬ولكن‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬هذا‭ ‬التنوع‭ ‬مصدر‭ ‬قوة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭.‬

ومن‭ ‬الناحية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬تمكنت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬ناجحة‭ ‬عززت‭ ‬النمو‭ ‬ووفرت‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للمواطنين‭. ‬تمضي‭ ‬البحرين‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤيتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2030‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭ ‬والتنوع‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية،‭ ‬وتطوير‭ ‬قطاعي‭ ‬السياحة‭ ‬والصناعات‭ ‬المتقدمة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تعزيز‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬والابتكار‭.‬

إن‭ ‬التوازن‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬تنتهجه‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬فقط‭ ‬نهجًا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬الراهنة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬استثمار‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬

إن‭ ‬البحرين‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬استدامة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الداخلي‭ ‬يتطلب‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬متينة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬اقتصاد‭ ‬مستدام،‭ ‬وتنمية‭ ‬بشرية‭ ‬شاملة‭.‬

فتحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ستواصل‭ ‬البحرين‭ ‬نهجها‭ ‬المتوازن‭ ‬والحكيم،‭ ‬ملتزمة‭ ‬بتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار‭ ‬لشعبها،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬ملتزمة‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬هذا‭ ‬التوازن‭ ‬الذي‭ ‬تحققه‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم،‭ ‬يُعد‭ ‬نموذجًا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬ويؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحياد‭ ‬الإيجابي‭ ‬والسياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬هما‭ ‬مفتاحا‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬مليء‭ ‬بالتحديات‭.‬

ففي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬تبقى‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجًا‭ ‬مشرقًا‭ ‬للسياسة‭ ‬المتوازنة‭ ‬والرؤية‭ ‬الثاقبة،‭ ‬منحازة‭ ‬فقط‭ ‬لمصالح‭ ‬شعبها‭ ‬وأمتها،‭ ‬ومتمسكة‭ ‬بقيمها‭ ‬وثوابتها‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬كانت‭ ‬سرًا‭ ‬من‭ ‬أسرار‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مختلف‭ ‬الفتن‭ ‬والصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

في‭ ‬ختام‭ ‬هذا‭ ‬الحديث،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬بثقة‭ ‬ان‭ ‬البحرين،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬قد‭ ‬صنعت‭ ‬لنفسها‭ ‬مكانة‭ ‬راسخة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬بحنكة‭ ‬وتوازن‭. ‬

ان‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الحكيم‭ ‬لا‭ ‬يحمي‭ ‬فقط‭ ‬مصالح‭ ‬البحرين‭ ‬الوطنية،‭ ‬بل‭ ‬يقدم‭ ‬درسًا‭ ‬بليغًا‭ ‬للعالم،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬الحقيقية‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الانحياز‭ ‬أو‭ ‬التصعيد،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬الحكمة‭ ‬والاعتدال،‭ ‬وأن‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬لا‭ ‬يمر‭ ‬عبر‭ ‬المواجهة،‭ ‬بل‭ ‬عبر‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭. ‬وبينما‭ ‬تعصف‭ ‬الفتن‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬تظل‭ ‬البحرين‭ ‬راسية‭ ‬كالسفينة‭ ‬التي‭ ‬توجهها‭ ‬بوصلة‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬مضيئة‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬أمانًا‭ ‬واستقرارًا‭ ‬لأجيالها‭ ‬القادمة،‭ ‬وللمنطقة‭ ‬بأسرها‭. ‬

 

لبحرين‭ ‬الآباء‭ ‬جميل‭ ‬حبي

وتسليمٌ‭ ‬يناهض‭ ‬كل‭ ‬باد

 

سلامٌ‭ ‬يملأ‭ ‬الآفاق‭ ‬عزا

ويروي‭ ‬من‭ ‬معين‭ ‬الشوق‭ ‬صاد

 

سلام‭ ‬يا‭ ‬مليكا‭ ‬حاز‭ ‬فخرا

وشاد‭ ‬من‭ ‬المكارم‭ ‬والعماد

 

فأنتم‭ ‬صاحب‭ ‬القصب‭ ‬المعلى

سليل‭ ‬المجد‭ ‬وقّاد‭ ‬الرماد

 

بأخلاق‭ ‬العظام‭ ‬فأنت‭ ‬تسمو

ويملك‭ ‬حلمكم‭ ‬قلب‭ ‬العباد

 

أيا‭ ‬حمد‭ ‬بلغت‭ ‬اليوم‭ ‬شأنا

لمملكة‭ ‬فكنت‭ ‬لها‭ ‬قيادي

 

فليث‭ ‬أنت‭ ‬للرحمن‭ ‬عبد

ومقدام‭ ‬يجوب‭ ‬بكل‭ ‬واد

 

فآل‭ ‬خليفة‭ ‬صرح‭ ‬قوي

عريق‭ ‬الشمل‭.. ‬ينبوع‭ ‬الرشاد

 

لهم‭ ‬في‭ ‬المجد‭ ‬ميدان‭ ‬رفيع‭..‬

فهم‭ ‬أهل‭ ‬المكارم‭ ‬والنجاد

 

 

{ أكاديمي‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬

الشرعية‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية

Dr‭.‬MohamedFaris@yahoo‭.‬com‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا