العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هكذا سيؤرخ الغرب أحداث 7 أكتوبر 2023

بقلم: د. جيمس زغبي {

الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تجاهل‭ ‬أعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والتفجيرات‭ ‬الضخمة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬أثناء‭ ‬إحيائهم‭ ‬ذكرى‭ ‬هجوم‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭.‬

أما‭ ‬ما‭ ‬تجاهله‭ ‬المسؤولون‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬فعليا‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المعاناة‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬كان‭ ‬يومًا‭ ‬فارقا،‭ ‬لكن‭ ‬التاريخ‭ -‬وتحديدا‭ ‬تاريخ‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفلسطينيين‭ - ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬لم‭ ‬ينته‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬أيضًا‭.‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬ومما‭ ‬نعرفه‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬اليقين،‭ ‬قُتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬41‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني،‭ ‬وجُرح‭ ‬97‭ ‬ألفًا،‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬20‭ ‬ألفًا‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬المفقودين‭. ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬عائلات‭ ‬فلسطينية‭ ‬بأكملها،‭ ‬وتم‭ ‬تسوية‭ ‬أحياء‭ ‬بالأرض،‭ ‬وتم‭ ‬تدمير‭ ‬معظم‭ ‬المساكن‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬والمستشفيات‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭.‬

كذلك،‭ ‬تم‭ ‬فرض‭ ‬قيود‭ ‬جائرة‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وفيات‭ ‬بسبب‭ ‬المرض‭ ‬والجوع‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭. ‬وقد‭ ‬تفشت‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الصدمات‭ ‬الطويلة‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬لنا‭ ‬الوكالات‭ ‬الدولية‭ ‬المحترمة،‭ ‬هو‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية،‭ ‬أي‭ ‬تدمير‭ ‬مجتمع‭ ‬ما‭ ‬وثقافته‭ ‬ورفاهيته،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الدمار‭ ‬يمتد‭ ‬ليلتهم‭ ‬لبنان‭.‬

وحين‭ ‬يحيي‭ ‬الزعماء‭ ‬السياسيون‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ذكرى‭ ‬هجمات‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭. ‬ومع‭ ‬الأسف‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬مستمرًا‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬سيتم‭ ‬تجاهله‭.‬

والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يجرؤون‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المأساة‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬ذلك‭ ‬سيتم‭ ‬إدانتهم‭ ‬واتهامهم‭ ‬بعدم‭ ‬الاكتراث‭ ‬لمعاناة‭ ‬اليهود‭. ‬سيكون‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬صرخات‭ ‬الضحايا‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬ستطغى‭ ‬على‭ ‬صرخات‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

سيتم‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لألم‭ ‬شخص‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬ألم‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭. ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬أصبح‭ ‬العرب‭ ‬يتوقعونه‭: ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬يُنظر‭ ‬إليهم‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬بشر‭ ‬متساوون‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬أبناء‭ ‬البشر‭.‬

هذا‭ ‬الكلام‭ ‬لا‭ ‬يشكل‭ ‬مطية‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬كضحية،‭ ‬بقدر‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬تذكير‭ ‬بأن‭ ‬حياة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬مهمة‭ ‬بقدر‭ ‬حياة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬وأن‭ ‬التاريخ‭ ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬أو‭ ‬ينتهي‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬سردها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭. ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬ستدخل‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬إلى‭ ‬كتب‭ ‬تاريخنا‭.‬

من‭ ‬الملاحظ‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬أن‭ ‬التاريخ،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬تدريسه‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬تكتبه‭ ‬المجموعة‭ ‬المهيمنة‭. ‬فالقصة‭ ‬تُروى‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يرويها‭. ‬إنها‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يرون‭ ‬بها‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬يقفون،‭ ‬ويتم‭ ‬تحديد‭ ‬معناه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يختارونه‭ ‬لبدء‭ ‬روايتهم‭.‬

عندما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬بدأ‭ ‬التاريخ‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬تعلمناه‭ ‬مع‭ ‬‮«‬اكتشاف‮»‬‭ ‬الرحالة‭ ‬كريستوف‭ ‬كولومبوس‭ ‬لما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬العالم‭ ‬الجديد‮»‬‭. ‬تم‭ ‬تصوير‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬‮«‬الهنود‮»‬‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬متوحشون،‭ ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬معادلة‭ ‬الثلاثة‭ ‬أخماس‮»‬‭ ‬كإجابة‭ ‬منطقية‭ ‬لكيفية‭ ‬إحصاء‭ ‬العبيد‭ ‬في‭ ‬التعداد‭ ‬السكاني‭.‬

إن‭ ‬التاريخ‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬درسناه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬مركزية‭ ‬أوروبية‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الإسلام‭ ‬‮«‬تهديداً‭ ‬همجياً‮»‬؛‭ ‬وكانت‭ ‬الصين‭ ‬أرضا‭ ‬هامشية‭ ‬‮«‬اكتشفها‭ ‬ماركو‭ ‬بولو‮»‬‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬جنكيز‭ ‬خان‭ ‬لصًا،‭ ‬كما‭ ‬قيل‭ ‬لنا‭ ‬إن‭ ‬البريطانيين‭ ‬والفرنسيين‭ ‬جلبوا‭ ‬الحضارة‭ ‬إلى‭ ‬الشعوب‭ ‬البدائية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬والشرق‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬كان‭ ‬‮«‬العالم‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬مأهولًا‭ ‬بالحضارات‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬بنت‭ ‬ثقافات‭ ‬رائعة،‭ ‬وكانت‭ ‬العبودية‭ ‬مؤسسة‭ ‬همجية،‭ ‬وقد‭ ‬علمت‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الغرب‭ ‬الكثير،‭ ‬وكان‭ ‬جنكيز‭ ‬خان‭ ‬أحد‭ ‬أعظم‭ ‬ناقلي‭ ‬الثقافة‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأقصى‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الغرب،‭ ‬والاستعمار‭ ‬شرًا‭ ‬أخضع‭ ‬واستغل‭ ‬وشوه‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬احتلالها‭.‬

لكن‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬القصة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تدريسها،‭ ‬لأن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬كتبوا‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬تعلمناه‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬بدأوا‭ ‬روايتهم‭ ‬عام‭ ‬1492‭ ‬ورواها‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أو‭ ‬الأوروبيين‭ ‬الذين‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬ويسيطرون‭ ‬عليه‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬أحداث‭ ‬7‭ ‬أكتوبر2023،‭ ‬لدى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قصة‭ ‬مأساوية‭ ‬يروونها‭ ‬عن‭ ‬السلب‭ ‬والتهجير‭ ‬والقمع‭ ‬المروع‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬قبل‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان‭. ‬ولكن‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فإن‭ ‬القصة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬السائدة‭. ‬فالمأساة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعيشها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬مرفوضة‭ ‬تمامًا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

في‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬التقيت‭ ‬بمسؤول‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬بحماس‭ ‬عن‭ ‬أحداث‭ ‬يوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬والصدمة‭ ‬التي‭ ‬أحدثتها‭ ‬لليهود‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬قلت‭ ‬له‭ ‬إنني‭ ‬أتفهم‭ ‬ذلك‭.‬

لقد‭ ‬أخبرني‭ ‬عمي،‭ ‬وهو‭ ‬جندي‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬عما‭ ‬رآه‭ ‬عند‭ ‬دخول‭ ‬معسكرات‭ ‬الاعتقال‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬النازية‭. ‬ساعدتني‭ ‬تلك‭ ‬الحكايات‭ ‬التي‭ ‬حدثني‭ ‬عنها‭ ‬وكذلك‭ ‬مذكرات‭ ‬آن‭ ‬فرانك،‭ ‬التي‭ ‬قرأتها‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية،‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬الصدمة‭ ‬اليهودية‭ ‬وإدراك‭ ‬مخاوفهم‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬نبهت‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الأمريكي‭ ‬الكبير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أشخاصًا‭ ‬آخرين‭ ‬لديهم‭ ‬أيضًا‭ ‬تاريخ‭ ‬من‭ ‬المعاناة،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬يشاهدونه‭ ‬يثير‭ ‬فيهم‭ ‬المعاناة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬النكبة‭.‬

لقد‭ ‬أكدت‭ ‬لهذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الرفيع‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتفهم‭ ‬معاناة‭ ‬كلا‭ ‬الشعبين،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬رد‭ ‬بغضب،‭ ‬ورفض‭ ‬ملاحظتي‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬إنها‭ ‬تفوح‭ ‬منها‭ ‬رائحة‭ ‬‮«‬ماذا‭ ‬بعد؟‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬ذهلت‭ ‬وانتابني‭ ‬الغضب‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬أن‭ ‬يشعروا‭ ‬بأن‭ ‬معاناتهم‭ ‬فقط‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يحاول‭ ‬صرف‭ ‬الانتباه‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الأحادية‭ ‬الجانب‭ ‬إما‭ ‬أنه‭ ‬يستخف‭ ‬بمعاناة‭ ‬اليهود‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتسببون‭ ‬فيه‭. ‬ومن‭ ‬الأمور‭ ‬الأخرى‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬يتبنى‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬والشخصيات‭ ‬الإعلامية‭ ‬الكبرى‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭.‬

إن‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬يتغير‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬فهم‭ ‬الأمريكيين‭ ‬للقصة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتعاطفهم‭ ‬مع‭ ‬آلامهم‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬النظرة‭ ‬الأوسع‭ ‬لم‭ ‬تترسخ‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬الرسمية‭.‬

إنهم‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬يرون‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عيون‭ ‬طرف‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إليهم،‭ ‬لا‭ ‬يهم‭ ‬سوى‭ ‬حياة‭ ‬ومعاناة‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬وقصة‭ ‬المأساة‭ ‬الحالية‭ ‬بدأت‭ ‬وانتهت‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭.‬

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا