العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الخطاب الملكي في دور الانعقاد الثالث ينير درب العمل الوطني

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الخميس ١٧ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

جاء‭ ‬افتتاح‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التشريعي‭ ‬السادس‭ ‬لمجلسي‭ ‬النواب‭ ‬والشورى‭ (‬المجلس‭ ‬الوطني‭)‬،‭ ‬يوم‭ ‬13‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬ليمثل‭ ‬انتظامًا‭ ‬لمسيرة‭ ‬العملية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقها‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬25‭ ‬عامًا،‭ ‬وإنجازًا‭ ‬لميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وتحول‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬دستورية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬تلك‭ ‬الفصول‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬مرورًا‭ ‬بـ‭ ‬2006،‭ ‬و2010،‭ ‬و2014،‭ ‬و2018،‭ ‬و2022،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬تشهد‭ ‬نضوجًا‭ ‬عن‭ ‬سابقتها‭.‬

ومع‭ ‬انطلاق‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬تشريعية‭ ‬جديدة،‭ ‬يحرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬على‭ ‬إلقاء‭ ‬خطاب‭ ‬تشريعي‭ ‬يشكل‭ ‬وثيقة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية،‭ ‬تكون‭ ‬مضامينه‭ ‬نبراسًا‭ ‬هاديًا‭ ‬لأجهزة‭ ‬الدولة،‭ ‬ولعمل‭ ‬كلا‭ ‬المجلسين‭ ‬اللذين‭ ‬يقومان‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬لتحليله‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تزامن‭ ‬هذا‭ ‬الانعقاد‭ ‬مع‭ ‬مرحلة‭ ‬حساسة‭ ‬تعيشها‭ ‬المنطقة،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الدول؛‭ ‬فقد‭ ‬تناول‭ ‬الخطاب‭ ‬السامي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المحورية‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالشأنين‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي‭. ‬

وفي‭ ‬خطابه،‭ ‬وضع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬خريطة‭ ‬طريق،‭ ‬واضحة‭ ‬للسلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬داعيا‭ ‬إياها‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سن‭ ‬تشريعات‭ ‬تعزز‭ ‬الوحدة‭ ‬والعدالة،‭ ‬وترجمة‭ ‬الرؤى‭ ‬الملكية‭ ‬إلى‭ ‬أدوات‭ ‬ومبادرات‭ ‬ملموسة،‭ ‬كما‭ ‬وجه‭ ‬السلطات‭ ‬للقيام‭ ‬بدراسة‭ ‬متكاملة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬المادي‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬2050،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬استثمار‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لتعظيم‭ ‬الفوائد‭ ‬وتجنب‭ ‬المخاطر‭.‬

في‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلي،‭ ‬ركز‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬السياسة‭ ‬الداخلية‭ ‬للبحرين،‭ ‬وأبرزها‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬الوحدة،‭ ‬الاستقرار،‭ ‬والعدالة‭. ‬وعليه،‭ ‬دعا‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني،‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بهذه‭ ‬القيم‭ ‬أثناء‭ ‬تأدية‭ ‬مهامهم‭ ‬التشريعية‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬كنموذج‭ ‬حضاري،‭ ‬يحمي‭ ‬الحقوق‭ ‬ويصون‭ ‬الحريات،‭ ‬مع‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬العملية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬برؤية‭ ‬منفتحة،‭ ‬تبني‭ ‬على‭ ‬التوافقات‭ ‬السابقة،‭ ‬وتضمن‭ ‬مستقبل‭ ‬البلاد‭ ‬ونهضتها‭ ‬الحضارية،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬الأعراف‭ ‬والتقاليد‭ ‬الدستورية‭ ‬للمملكة،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬التزامه‭ ‬الشخصي‭ ‬بهذه‭ ‬العملية،‭ ‬التي‭ ‬تجسد‭ ‬الإرادة‭ ‬المشتركة‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني‭. ‬

وتحقيقا‭ ‬لهذه‭ ‬الغاية،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬استمرارية‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬تعد‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية،‭ ‬لصيانة‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإنجازات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬تحققت،‭ ‬وما‭ ‬شهدته‭ ‬من‭ ‬توافق‭ ‬شعبي،‭ ‬أصبحت‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬ودافعا‭ ‬لتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬تنموية‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬للالتزام‭ ‬بالعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق،‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬السلطتين‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية،‭ ‬هذا‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬انتهاج‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬الإدارية‭ ‬والتنظيمية،‭ ‬وضمان‭ ‬أجود‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية‭.‬

ولأن‭ ‬التنمية‭ ‬بمعناها‭ ‬الشامل‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬دون‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة،‭ ‬واستراتيجية‭ ‬طموحة؛‭ ‬فقد‭ ‬غدت‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقها‭ ‬في‭ ‬2008،‭ ‬تشكل‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬رؤيتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬2050،‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬توجه‭ ‬ملكي‭ ‬يؤمن‭ ‬بأن‭ ‬التخطيط‭ ‬للمستقبل‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عند‭ ‬حدود‭ ‬الحاضر،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬ليشمل‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬حيث‭ ‬تركز‭ ‬الملامح‭ ‬الأولية‭ ‬لرؤية‭ ‬2050‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والتقدم‭ ‬العلمي‭. ‬وبينما‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬استكمال‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬2022‭ ‬‭ ‬2026،‭ ‬أو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030؛‭ ‬فإن‭ ‬نسخة‭ ‬2050‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬تصور‭ ‬متجدد‭ ‬لمستقبل‭ ‬البلاد‭ ‬والأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬وتعزز‭ ‬موقع‭ ‬المملكة‭ ‬كدولة‭ ‬ذات‭ ‬نهضة‭ ‬عصرية‭ ‬تلتزم‭ ‬بقيم‭ ‬شريعتها‭ ‬الإسلامية‭. ‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬عد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬والروابط‭ ‬القومية،‭ ‬عنصرًا‭ ‬أصيلاً‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والتربية‭ ‬الوطنية‭ ‬المبكرة،‭ ‬وهنا‭ ‬ربط‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬بين‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬يزداد‭ ‬فيه‭ ‬الانفتاح‭ ‬العالمي،‭ ‬ويصبح‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الخصوصية‭. ‬وعليه،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬وجه‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬لإجراء‭ ‬دراسة‭ ‬متكاملة‭ ‬لضمان‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬متطلبات‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتجديد،‭ ‬واشتراطات‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭. ‬

وفي‭ ‬رؤيته،‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬دولة‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬المادي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬تدرك‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬قيمها‭ ‬وتراثها،‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬الحقيقي‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬دون‭ ‬هذا‭ ‬التوازن‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬السند‭ ‬المنيع‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التحديات،‭ ‬وأن‭ ‬الانفتاح‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬أثاره‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الصعد‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬ضمان‭ ‬ألا‭ ‬يؤثر‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬تعد‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيا‭ ‬منه‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬اعتمد‭ ‬مفهومًا‭ ‬شاملاً‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬ليشمل‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وأمن‭ ‬الثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والاستثمارات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬وأمن‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭. ‬وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تأمين‭ ‬الثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬واستثمارها؛‭ ‬لضمان‭ ‬النمو‭ ‬المستدام،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أشاد‭ ‬فيه‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬هذين‭ ‬المجالين،‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية،‭ ‬وفق‭ ‬المعايير‭ ‬والنظم‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬عوائد‭ ‬ملموسة‭ ‬تعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭. ‬ولتعزيز‭ ‬هذا‭ ‬الأمن‭ ‬الشامل،‭ ‬أكد‭ ‬مواصلة‭ ‬المملكة‭ ‬نهجها‭ ‬التنموي،‭ ‬وبناءها‭ ‬الحضاري،‭ ‬مدعومة‭ ‬بعزيمة‭ ‬وطنية‭ ‬لقواها‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬القطاعين‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري،‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬نماذج‭ ‬ملهمة‭ ‬في‭ ‬التضحية‭ ‬لحماية‭ ‬الوطن‭ ‬ومكتسباته‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬أقوى‭ ‬ما‭ ‬يضمن‭ ‬السلامة‭ ‬الوطنية‭ ‬وقوة‭ ‬ومناعة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬مهما‭ ‬تعاظمت‭ ‬المخاطر،‭ ‬هو‭ ‬وحدته‭ ‬الوطنية‭ ‬ووعيه‭ ‬بها،‭ ‬فهذه‭ ‬الوحدة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أتاحت‭ ‬للمملكة‭ ‬تجاوز‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها،‭ ‬وحققت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إنجازات‭ ‬تنموية‭ ‬مشهودة‭. ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وجه‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬سن‭ ‬وتطوير‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬قيم‭ ‬الوحدة‭ ‬والعدالة،‭ ‬وتضمن‭ ‬استمرار‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬لتوريثها‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭. ‬

ولتعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬أشاد‭ ‬بالإنجازات‭ ‬الرياضية‭ ‬الأخيرة،‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬حصول‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬الجوائز،‭ ‬وفوز‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ببطولة‭ ‬العالم‭ ‬لسباق‭ ‬القدرة‭ ‬2024،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الصدارة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬أولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬2024،‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬برهانًا‭ ‬للتميُّز‭ ‬الوطني‭. ‬

وانتقالاً‭ ‬إلى‭ ‬القضايا‭ ‬الخارجية،‭ ‬جاء‭ ‬الخطاب‭ ‬معبرًا‭ ‬بشدة‭ ‬عن‭ ‬اللحظة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬الراهنة،‭ ‬ليؤكد‭ ‬استمرار‭ ‬النهج‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التوصل‭ ‬لحلول‭ ‬للقضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭. ‬ولعل‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل،‭ ‬هو‭ ‬اعتماد‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬كنهج‭ ‬أساسي‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬للصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالأعراف‭ ‬والقوانين‭ ‬الدولية،‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬العالمي،‭ ‬وتأكيد‭ ‬التضامن‭ ‬والتوافق‭ ‬العربي،‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬القضايا‭ ‬الأساسية‭ ‬للأمة‭ ‬العربية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬محورية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وتأكيد‭ ‬الدعم‭ ‬البحريني‭ ‬الثابت‭ ‬والراسخ‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬حقوقه‭ ‬المشروعة‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬حاجة‭ ‬العالم‭ ‬الماسة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬السلام‭ ‬العالمي،‭ ‬مؤكدا‭ ‬التزام‭ ‬البحرين‭ ‬بالسعي‭ ‬الجاد‭ ‬لتحقيق‭ ‬خير‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬المجتمعات‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬واستئناف‭ ‬المساعي‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬سلمية‭ ‬دائمة،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬السلام‭ ‬العادل،‭ ‬ويضمن‭ ‬تطبيق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬واستعادة‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وفق‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والمبادرة‭ ‬العربية‭.‬

ومع‭ ‬توسع‭ ‬رقعة‭ ‬الحرب‭ ‬لتشمل‭ ‬لبنان،‭ ‬أكد‭ ‬ضرورة‭ ‬فض‭ ‬الاشتباك‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل،‭ ‬محذراً‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الانجرار‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬لا‭ ‬تُحمد‭ ‬عقباها‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬دعوة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬لعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬موسع‭ ‬وعاجل،‭ ‬يعيد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬المنشود،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬ستظل‭ ‬دائما‭ ‬سندا‭ ‬قويا‭ ‬لأشقائها‭ ‬وأصدقائها‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي،‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬ماضية‭ ‬بثبات‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتنمية،‭ ‬مستندة‭ ‬إلى‭ ‬قيم‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والعدالة‭ ‬والاستقرار‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬تبرز‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لمستقبل‭ ‬البحرين‭ ‬كدولة‭ ‬عصرية‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمع‭ ‬متماسك‭ ‬يُحافظ‭ ‬على‭ ‬هويته،‭ ‬ويواكب‭ ‬التقدم‭. ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬المملكة،‭ ‬دورها‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضايا‭ ‬العربية،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مع‭ ‬سعيها‭ ‬الحثيث‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬داخل‭ ‬حدودها،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا