العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

كيف ستؤثر رئاسة «ترامب» أو «هاريس» على العلاقات الأمريكية الخليجية؟

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ١٨ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

بدأ‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬النهائي‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالية‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس،‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬والرئيس‭ ‬الجمهوري‭ ‬السابق،‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب؛‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬سوى‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬قبيل‭ ‬تحديد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬مليون‭ ‬أمريكي‭ ‬هوية‭ ‬الرئيس‭ ‬القادم‭ ‬لبلادهم‭. ‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬تقارب‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬بين‭ ‬المرشحين،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة،‭ ‬الحاسمة‭ ‬التي‭ ‬ستحدد‭ ‬نتائجها‭ ‬الفائز؛‭ ‬فقد‭ ‬حظيت‭ ‬أهمية‭ ‬النتيجة‭ -‬في‭ ‬خضم‭ ‬صراعين‭ ‬رئيسيين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭- ‬باهتمام‭ ‬المراقبين‭ ‬والخبراء‭ ‬والأكاديميين‭ ‬الغربيين‭. ‬وتنتظر‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬معرفة‭ ‬كيف‭ ‬ستؤثر‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬ترامب،‭ ‬وهاريس،‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬أمريكا‭ ‬بها؛‭ ‬وينطبق‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

وعقب‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬المتوترة‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لجو‭ ‬بايدن؛‭ ‬أشار‭ ‬حسين‭ ‬إيبش،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يمثل‭ ‬كلا‭ ‬المرشحين‭ ‬الرئاسيين‭ ‬بعض‭ ‬الاختلافات‭ ‬المحتملة‭ ‬المهمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التجارة،‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬وانتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬والموقف‭ ‬تجاه‭ ‬إيران،‭ ‬وحقيقة‭ ‬كون‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬تُشير‭ ‬إليه‭ ‬الخطابات‭ ‬أو‭ ‬الأيديولوجيات‭ ‬أو‭ ‬التوقعات‭ ‬العامة؛‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬استمرار‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬الحالية‭ ‬بين‭ ‬واشنطن،‭ ‬والخليج‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الشاغل‭ ‬القادم‭ ‬للمكتب‭ ‬البيضاوي‭.‬

وعند‭ ‬ترشح‭ ‬بايدن،‭ ‬لمنصب‭ ‬الرئيس‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬تعهد‭ ‬حينها‭ ‬بإعادة‭ ‬تقييم‭ ‬علاقة‭ ‬بلاده‭ ‬بالسعودية،‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بـفرانك‭ ‬جاردنر،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي،‭ ‬إلى‭ ‬الكتابة‭ ‬وقتها‭- ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬واقعًا‭ ‬جديدًا،‭ ‬يُنذر‭ ‬بتغير‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬مع‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض

‭. ‬وفي‭ ‬2024،‭ ‬لم‭ ‬تُدل‭ ‬هاريس،‭ ‬ولا‭ ‬ترامب،‭ ‬بأي‭ ‬تعليقات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬علاقات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭. ‬

وفي‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬أوضح‭ ‬إيبش،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الاستمرارية‭ ‬العامة‭ ‬للسياسات‭ ‬المتبعة‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬شيوعا‭ ‬من‭ ‬التغيير،‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬انتقال‭ ‬السلطة‭ ‬بين‭ ‬إدارات‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ -‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬جمهورية‭ ‬أو‭ ‬ديمقراطية‭- ‬لأن‭ ‬القادة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬يرثون‭ ‬نفس‭ ‬التحديات‭ ‬الأساسية‭ ‬والخيارات‭ ‬السياسة‭ ‬المحتملة،‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬انتخابات‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ -‬التي‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬أجوائها‭ ‬حروب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭- ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬إشارة‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬أو‭ ‬تخلٍ‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬عن‭ ‬الشراكة،‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬والخليج‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيف‭ ‬ستؤثر‭ ‬سياسات‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬ينتهجها‭ ‬ترامب،‭ ‬وهاريس،‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والخليج،‭ ‬مع‭ ‬دفع‭ ‬الجولة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران‭ ‬سعر‭ ‬برميل‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬دولارًا،‭ ‬وتوقع‭ ‬بنك‭ ‬جولدمان‭ ‬ساكس،‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬70‭-‬85‭ ‬دولارًا‭ ‬حتى‭ ‬2025؛‭ ‬سجل‭ ‬إيبش،‭ ‬كيف‭ ‬يُتوقع‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬المرشحين‭ ‬الضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خفض‭ ‬الأسعار،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيادة‭ ‬حصص‭ ‬إنتاج‭ ‬أوبك‭ ‬بلس،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أبرز‭ ‬أعضائها‭. ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأجيل‭ ‬المنظمة‭ ‬لزياداتها‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬مخطط‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬لدعم‭ ‬تدهور‭ ‬الأسعار،‭ ‬وخفض‭ ‬توقعاتها‭ ‬لنمو‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬مدفوعًا‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬بانخفاض‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬الصين‭. ‬

وبالحديث‭ ‬عن‭ ‬آلية‭ ‬حدوث‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬إيبش،‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ترامب‭ ‬أكثر‭ ‬عدوانية‭ ‬من‭ ‬هاريس،‭ ‬بشأن‭ ‬سياسة‭ ‬النفط‭ ‬تجاه‭ ‬أوبك،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬بها‭ ‬إدارته‭ ‬السابقة‭ ‬إلى‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬لكنه‭ ‬أثار‭ ‬أيضًا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬تحفظ‭ ‬الجمهوريين‭ ‬عن‭ ‬انتقاد‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين،‭ ‬علنًا‭ ‬قد‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬التسامح،‭ ‬بشأن‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬موسكو،‭ ‬والرياض،‭ ‬حول‭ ‬مستويات‭ ‬إنتاج‭ ‬أوبك‭ ‬بلس‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة،‭ ‬يُلح‭ ‬سؤال‭ ‬آخر‭ ‬حول‭ ‬رد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬النووي‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬الخليج‭. ‬وأوضح‭ ‬روبرت‭ ‬إينهورن،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬بروكينجز،‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬المدني‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬والرياض،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخدم‭ ‬الأهداف‭ ‬التجارية‭ ‬للأخيرة،‭ ‬ويساعد‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬الصناعة‭ ‬النووية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وسجل‭ ‬كيف‭ ‬استجاب‭ ‬بايدن‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي،‭ ‬لمثل‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬ولايته‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬صحيفة‭ ‬فاينانشال‭ ‬تايمز،‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬قريب،‭ ‬فإنه‭ ‬حتى‭ ‬أكتوبر‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬بعد‭. ‬ومع‭ ‬تركيز‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬أخرى،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬ستحسمه‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة‭. ‬ولم‭ ‬تُصدر‭ ‬هاريس،‭ ‬أي‭ ‬تعليق‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬المسألة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬توقع‭ ‬إيبش،‭ ‬أن‭ ‬ترامب،‭ ‬سيبدو‭ ‬أكثر‭ ‬انفتاحا،‭ ‬من‭ ‬منافسته‭ ‬بشأن‭ ‬اتفاق‭ ‬لتطوير‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬السعودية؛‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬مربحا‭ ‬للشركات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ويساعد‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬أسعار‭ ‬أقل‭ ‬للنفط‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬القوي‭ ‬حاليًا‭ ‬لحروب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان،‭ ‬وتزويد‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو،‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬بالوسائل‭ ‬العسكرية‭ ‬لمهاجمة‭ ‬إيران؛‭ ‬أكد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ترامب،‭ ‬وهاريس،‭ ‬التزامهما‭ ‬بالإبقاء‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬القائم،‭ ‬وحاولا‭ ‬تقديم‭ ‬نفسيهما‭ ‬كخيار‭ ‬أكثر‭ ‬دعمًا‭ ‬لإسرائيل‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتقدم‭ ‬إيران‭ ‬النووي،‭ ‬فمع‭ ‬إشارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬مسعود‭ ‬بزشكيان،‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬لاستئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬مقابل‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات؛‭ ‬اقترح‭ ‬إيبش،‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬أمريكية‭ ‬قد‭ ‬تقودها‭ ‬هاريس،‭ ‬وقد‭ ‬تستكشف‭ ‬بجدية‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ممكن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬بايدن‭ ‬بعد‭ ‬انتخابه‭ ‬في‭ ‬2020‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ترامب‭ -‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬بأنه‭ ‬أسوأ‭ ‬اتفاق‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭- ‬فإن‭ ‬العودة‭ ‬المتوقعة‭ ‬إلى‭ ‬حملة‭ ‬الضغوط،‭ ‬والعقوبات‭ ‬والعزلة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ضد‭ ‬طهران؛‭ ‬ستبدو‭ ‬أمرا‭ ‬متوقعا‭ ‬يُستبعد‭ ‬معه‭ ‬أي‭ ‬طريق‭ ‬دبلوماسي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬الباحث‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نمط‭ ‬سياسة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬الخارجية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬إبرام‭ ‬الصفقات،‭ ‬قد‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬طموحاته‭ ‬قد‭ ‬تدفعه‭ ‬إلى‭ ‬أخذ‭ ‬مسألة‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬إيراني‭ ‬جديد،‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد‭.‬

وأشار‭ ‬إيبش،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬مفاوضات‭ ‬مستقبلية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وإيران،‭ ‬ستمنح‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فرصة‭ ‬أفضل‭ ‬لضمان‭ ‬إدراج‭ ‬قضية‭ ‬شبكات‭ ‬المليشيات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭. ‬يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دعم‭ ‬طهران،‭ ‬لحزب‭ ‬الله،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مواجهتها‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭ ‬أيضًا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التصعيد‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وإيران،‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬الأخيرة‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬الإقليمي‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬إسرائيلي‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ -‬سواء‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكي‭ ‬ضمني،‭ ‬أو‭ ‬مباشر‭- ‬سيقضي‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬فرص‭ ‬لمفاوضات‭ ‬جديدة،‭ ‬بشأن‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة،‭ ‬وقد‭ ‬يدفع‭ ‬طهران‭ ‬إلى‭ ‬تسريع‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬لاستعادة‭ ‬قوة‭ ‬الردع‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجماعة‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬رأى‭ ‬إيبش،‭ ‬أنه‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬هجماتهم‭ ‬ضد‭ ‬الشحن‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي؛‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬هاريس،‭ ‬أو‭ ‬ترامب،‭ ‬بإزالة‭ ‬الحوثيين‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬العالمية،‭ ‬والتي‭ ‬تمت‭ ‬إضافتهم‭ ‬إليها‭ ‬مجددًا‭ ‬في‭ ‬يناير2024‭. ‬

وتشير‭ ‬التحليلات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أبرز‭ ‬الفروق‭ ‬بين‭ ‬المرشحين،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬تتعلق‭ ‬بـقابلية‭ ‬التنبؤ‭ ‬والمواقف‭ ‬تجاه‭ ‬الشراكات‭ ‬التقليدية‭. ‬ويشير‭ ‬إيبش،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬الديمقراطية‭ ‬تعكس‭ ‬نهجًا‭ ‬أمريكيا‭ ‬تقليديا،‭ ‬يتميز‭ ‬بالاستمرارية‭ ‬والسياسات‭ ‬الواضحة،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يوفر‭ ‬درجة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الموثوقية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬يتميز‭ ‬نهج‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬بأنه‭ ‬شخصي‭ ‬للغاية،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬قابلية‭ ‬التنبؤ‭ ‬بسلوك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭. ‬

وبينما‭ ‬وثق‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬هاريس،‭ ‬مثل‭ ‬بايدن،‭ ‬قد‭ ‬وضعت‭ ‬نفسها‭ ‬كمؤيدة‭ ‬قوية‭ ‬للتعاون‭ ‬المتعدد‭ ‬الأطراف؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬لم‭ ‬يمتد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬وتبني‭ ‬استراتيجية‭ ‬أمريكية‭ ‬محدثة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ،‭ ‬ودعوة‭ ‬لزيادة‭ ‬المشاركة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬شراكات‭ ‬أو‭ ‬اتفاقات‭ ‬أمنية‭ ‬مستقبلية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬اتفاق‭ ‬دفاعي‭ ‬رسمي‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وواشنطن،‭ ‬أشار‭ ‬إيبش،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بميول‭ ‬ترامب‭ ‬الانعزالية‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬غياب‭ ‬هذه‭ ‬الالتزامات‭ ‬الرسمية،‭ ‬بجانب‭ ‬وجود‭ ‬رئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬يتبنى‭ ‬نهج‭ ‬الصفقة،‭ ‬لا‭ ‬يضمن‭ ‬دائمًا‭ ‬تحقيق‭ ‬فوائد‭. ‬فقرار‭ ‬ترامب‭ ‬بعدم‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬هجمات‭ ‬إيران‭ ‬بالصواريخ‭ ‬والطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬ضد‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬يبرز‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬القادة‭ ‬الأجانب‭ ‬غير‭ ‬القابلين‭ ‬للتنبؤ‭ ‬قد‭ ‬يتخذون‭ ‬قرارات‭ ‬بالتخلي‭ ‬عن‭ ‬الالتزامات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الالتزام‭ ‬بها،‭ ‬إذا‭ ‬اعتبروا‭ ‬ذلك‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬مصالحهم‭ ‬الوطنية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تفضيل‭ ‬واضح‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬بين‭ ‬رئاسة‭ ‬ترامب،‭ ‬أو‭ ‬هاريس،‭ ‬بعد‭ ‬بايدن،‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬يحمل‭ ‬إيجابيات‭ ‬وسلبيات‭ ‬محتملة‭. ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬المقبل‭ ‬سيقوده‭ ‬ديمقراطيون‭ ‬أو‭ ‬جمهوريون،‭ ‬فإن‭ ‬معظم‭ ‬جوانب‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬واشنطن،‭ ‬ستظل‭ ‬غير‭ ‬متنازع‭ ‬عليها،‭ ‬حيث‭ ‬ستستمر‭ ‬الديناميكيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬بين‭ ‬الطرفين؛‭ ‬لأنها‭ ‬تعكس‭ ‬مصالح‭ ‬قوية‭ ‬لكلا‭ ‬الجانبين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا