العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

سقوط الإعلام الغربي في فخ الانحياز والتضليل

بقلم: د. جاسم بونوفل

الاثنين ٢١ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

كيف‭ ‬تناول‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان؟‭ ‬سؤال‭ ‬مهم‭ ‬نطرحه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الحرج‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية؛‭ ‬لأن‭ ‬الإعلام‭ ‬بات‭ ‬لاعباً‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬الدائرة‭ ‬حاليا‭ ‬فيهما،‭ ‬فهو‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الرأي‭ ‬العام؛‭ ‬للتعاطف‭ ‬مع‭ ‬طرف‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخر‭. ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬الأصل‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمعايير‭ ‬المهنية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬معينة‭ ‬مع‭ ‬تسليمنا‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬صعباً‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬والحروب‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭ ‬بشر‭ ‬لهم‭ ‬أهواؤهم‭ ‬وانحيازاتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬انتماءاتهم‭ ‬السياسية‭ ‬واتجاهاتهم‭ ‬الفكرية‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يبقى‭ ‬الحياد‭ ‬مطلوباً،‭ ‬وتبقى‭ ‬الموضوعية‭ ‬مطلوبة‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬الإعلام‭ ‬صادقا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭.‬

لكن‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬نقول‭ ‬وبكل‭ ‬أمانة‭ ‬وبتجرد‭ ‬من‭ ‬العواطف‭ ‬إن‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬بوسائله‭ ‬المختلفة‭ ‬ابتعد‭ ‬عن‭ ‬المعايير‭ ‬المهنية‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يلتزم‭ ‬بمعايير‭ ‬التوازن‭ ‬والدقة‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬أحداث‭ ‬الحرب‭ ‬وانحاز‭ ‬بصورة‭ ‬مكشوفة‭ ‬وسافرة‭ ‬إلى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬عدوانه‭ ‬الأخير‭.‬

هذه‭ ‬الحرب‭ ‬كشفت‭ ‬لنا‭ ‬زيف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬بأنواعها‭ ‬المختلفة‭ (‬المقروءة‭ ‬والمرئية‭ ‬والمسموعة‭ ‬والإلكترونية‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬تبين‭ ‬لنا‭ ‬بالدليل‭ ‬القاطع‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإعلام‭ ‬منحاز‭ ‬بصورة‭ ‬مطلقة‭ ‬إلى‭ ‬معسكر‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬محايداً‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬وعلينا‭ ‬ألا‭ ‬نستغرب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الموقف؛‭ ‬لأنه‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الموقف‭ ‬المؤيد‭ ‬للدولة‭ ‬العبرية‭. ‬أليست‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬بريطانيا‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬نشأة‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬أليست‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬زرعته‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كبُر‭ ‬وشب‭ ‬عن‭ ‬الطوق،‭ ‬ثم‭ ‬تعهدته‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬وساندته‭ ‬ودعمته‭ ‬عسكرياً‭  ‬واقتصادياً‭ ‬وسياسياً‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬وحشاً‭ ‬كاسراً‭ ‬يمارس‭ ‬أبشع‭ ‬سلوكيات‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬الأصليين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طردهم‭ ‬من‭ ‬وطنهم‭ ‬وتشريدهم‭ ‬وتهجيرهم‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬المجاورة‭ ‬قسراً؛‭ ‬ليفسح‭ ‬المجال‭ ‬أمامه‭ ‬لقضم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية،‭ ‬والاستيلاء‭ ‬عليها‭ ‬ليقيم‭ ‬عليها‭ ‬المستوطنات‭ ‬لاستيعاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المستوطنين‭ ‬وبذلك‭ ‬يحقق‭ ‬حلمه‭ ‬في‭  ‬قيام‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‮»‬‭.‬

إن‭ ‬المتابع‭ ‬للمشهد‭ ‬الإعلامي‭ ‬الغربي‭ ‬يتبين‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ومن‭ ‬خلفها‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ -‬ولا‭ ‬نستثني‭ ‬منها‭ ‬أحد‭ -‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الموضوعية‭ ‬والنزاهة‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬المختلفة‭. ‬

في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬السلوك‭ ‬الإعلامي‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬ليس‭ ‬بالجديد‭ ‬عليها؛‭ ‬لأنه‭ ‬باختصار‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬بالحرب‭ ‬الناعمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تقدم‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الدعم‭ ‬والتأييد‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬والاقتصادي‭. ‬وعليه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬بهذا‭ ‬الدور؛‭ ‬لأنها‭ ‬هي‭ ‬الحاضنة‭ ‬لهذا‭ ‬الكيان‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬زرعه‭ ‬في‭ ‬أرضنا‭ ‬العربية‭ ‬وهي‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬مساندته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حروبه‭ ‬العدوانية‭ ‬على‭ ‬بلداننا‭ ‬العربية‭. ‬

ولهذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬حاضراً‭ ‬بقوة،‭ ‬وفي‭ ‬خط‭ ‬متواز‭ ‬مع‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حيادياً؛‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬ينقل‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لممارسات‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجية،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬نواياه‭ ‬إطلاقاً‭ ‬إظهار‭ ‬الحقيقة‭ ‬وفضح‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬من‭ ‬قتل‭ ‬وتدمير‭ ‬أمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الغربي‭ ‬والعالم‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعلاء‭ ‬شأن‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬وتمجيد‭ ‬انتصاراته‭ ‬والإعجاب‭ ‬بقوته‭ ‬وجبروته‭ ‬والإشادة‭ ‬بتفوقه‭ ‬التقني‭ ‬على‭ ‬العرب‭.‬

وهناك‭ ‬أمثلة‭ ‬عديدة‭  ‬تكشف‭ ‬لنا‭ ‬بأن‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬جملته‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬منصفاً‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نلمسه‭ ‬بوضوح‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬عملية‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر2023‭ ‬فمع‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬روجت‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬بينها‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬،‭ ‬شائعة‭ ‬‮«‬إقدام‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬ذبح‭ ‬أطفال‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬نفسه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬تصريحاته،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬بيان‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬المعلومة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬دقيقة‮»‬‭ ‬كذلك‭ ‬لم‭ ‬تتردد‭ (‬بي‭ ‬بي‭  ‬سي‭) ‬عن‭ ‬وصفها‭ ‬متظاهرين‭ ‬داعمين‭ ‬لفلسطين‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬بأنهم‭ ‬‮«‬داعمون‭ ‬لحماس‮»‬،‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬لم‭ ‬يتوان‭ ‬الصحفيون‭ ‬الغربيون‭ ‬عن‭ ‬الانحياز‭ ‬الكامل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬‮»‬‭ ‬في‭ ‬تغطيتهم‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬مذيع‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬‭ ‬أندرسون‭ ‬كوبر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتمالك‭ ‬مشاعره‭ ‬الفياضة،‭ ‬وحبس‭ ‬دموعه‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬مع‭ ‬المواطنة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وهي‭ ‬تتكلم‭ ‬عن‭ ‬أفراد‭ ‬عائلتها‭ ‬الأسرى‭ ‬لدى‭ ‬حماس‭.‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب،‭ ‬يتكرر‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬الإعلامي‭ ‬الغربي‭ ‬المنحاز‭ ‬إلى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القنوات‭ ‬الإخبارية‭ ‬والصحف‭ ‬الكبرى‭ ‬ومواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ويتجسد‭ ‬ذلك‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭.‬

وهذا‭ ‬يكشف‭ ‬لنا‭ ‬ببساطة‭ ‬وقوف‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربي‭ ‬وراء‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬وأنه‭ ‬إعلام‭ ‬كاذب‭ ‬وغير‭ ‬أخلاقي‭ ‬ومهما‭ ‬ادعى‭ ‬وزعم‭ ‬أنه‭ ‬ينقل‭ ‬الواقع‭ ‬وينشد‭ ‬الحقيقة‭.‬

خلاصة‭ ‬القول‭: ‬إن‭ ‬الحرب‭ ‬الإعلامية‭ ‬باتت‭ ‬جزءاً‭ ‬أصيلاً‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الحرب‭ ‬العسكرية‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حرب‭ ‬تخوضها‭ ‬ضدهم؛‭ ‬لأنها‭ ‬تعي‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ولهذا‭ ‬فهي‭ ‬تمسك‭ ‬بخيوط‭ ‬لعبة‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬السؤال‭ ‬المهم‭ ‬هو‭: ‬كيف‭ ‬يواجه‭ ‬العرب‭ ‬تأثيرات‭ ‬الحرب‭ ‬الإعلامية‭ ‬وأضرارها؟

 

jbonofal@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا