العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ماذا بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان؟

بقلم: د. جيمس زغبي

الثلاثاء ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

إن‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الحنق‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬السخط‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭ ‬يشيرون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الضربات‭ ‬المدمرة‭ ‬التي‭ ‬وجهتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬ولبنان‭ ‬قد‭ ‬خلقت‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬لوضع‭ ‬لبنان‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬أفضل‮»‬‭.‬

أولاً‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬إن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬مرفوض‭ ‬وينم‭ ‬عن‭ ‬لامبالاة‭. ‬فقد‭ ‬سقط‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى،‭ ‬ودُمرت‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العاصمة‭ ‬بيروت،‭ ‬وتشرد‭ ‬ربع‭ ‬شعب‭ ‬لبنان‭ ‬داخلياً‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مأوى‭ ‬أو‭ ‬طعام‭ ‬أو‭ ‬خدمات‭ ‬كافية‭. ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬حصيلة‭ ‬الضحايا‭ ‬والدمار‭ ‬العارم‭ ‬تتفاقم‭. ‬

إن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الخير‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينجم‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الهائلة‭ ‬أمر‭ ‬مشين‭. ‬فمثل‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬لا‭ ‬يهين‭ ‬الضحايا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يشبه‭ ‬أيضًا‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬الرماد‭ ‬في‭ ‬أفواه‮»‬‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬أحباءهم‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حداد‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العقلية‭ ‬ساذجة‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬لأنها‭ ‬تتجاهل‭ ‬دروس‭ ‬التاريخ‭. ‬ولنتذكر‭ ‬كيف‭ ‬قيل‭ ‬لنا،‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬مواجهة‭ ‬كوابيس‭ ‬وكوارث‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬أو‭ ‬2006،‭ ‬إنها‭ ‬تشكل‭ ‬أيضاً‭ ‬فرصاً‭ ‬لتغيير‭ ‬الواقع‭.‬

لقد‭ ‬لجأت‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ‬المفرطة‭ ‬التي‭ ‬توقع‭ ‬الضحايا‭ ‬وتتسبب‭ ‬في‭ ‬الدمار‭ ‬العارم‭. ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مناسبة،‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تقول‭ ‬دائما‭ ‬إن‭ ‬‮«‬أعداءها‭ ‬سوف‭ ‬يُهزمون‭ ‬إيذانا‭ ‬بانبلاج‭ ‬يوم‭ ‬جديد‮»‬‭. ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬أدت‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬والمواجهات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬وضع‭ ‬غير‭ ‬مستقر‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬عدو‭ ‬أكثر‭ ‬شراسة‭ ‬من‭ ‬الرماد‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وراءه‭.‬

إن‭ ‬جذور‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬مظالم‭ ‬تاريخية‭ ‬حقيقية‭ ‬ولدت‭ ‬بدورها‭ ‬من‭ ‬الظلم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬حركات‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬المظالم‭ ‬وحلها،‭ ‬ارتأت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬القوة‭ ‬هي‭ ‬الحل‭ ‬المقبول‭ ‬الوحيد،‭ ‬ووجدت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬ودعمهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الأمريكيون‭ ‬‮«‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬نعاقبهم‭ ‬ونجبرهم‭ ‬على‭ ‬الخضوع،‭ ‬سيكون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‮»‬‭. ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ولن‭ ‬ينجح‭ ‬حتما‭ ‬الآن‭.‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬وعمق‭ ‬هذه‭ ‬المظالم‭ ‬الصارخة‭ ‬يكمن‭ ‬الظلم‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وقد‭ ‬وصفها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬ببلاغة‭ ‬عندما‭ ‬أخبر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بأنه‭ ‬يعرف‭ ‬تاريخهم‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬تقطيع‭ ‬أوصالهم‭ ‬وتشريدهم‭ ‬وتشتتهم‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والأمم‮»‬‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبنانيين،‭ ‬الذين‭ ‬أيدوا‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وساروا‭ ‬في‭ ‬ركابه،‭ ‬فإن‭ ‬مظالمهم‭ ‬تشمل‭ ‬غضبهم‭ ‬الدائم‭ ‬إزاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬العدائي‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬لجنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬اللبنانيين،‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة‭ ‬التاريخية‭ ‬نتيجة‭ ‬لنظام‭ ‬الحكم‭ ‬الطائفي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

لا‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المليشيات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬حركة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬الشيعية‭ ‬لم‭ ‬ترتكب‭ ‬أخطاء‭ ‬جسيمة‭ ‬أثناء‭ ‬تحركها‭ ‬لمعالجة‭ ‬المظالم‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬دوائرها‭ ‬الانتخابية‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬بالعنف‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬قراءة‭ ‬قصيرة‭ ‬النظر،‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬للصراعات،‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تعالج‭ ‬مصدر‭ ‬المظالم‭ ‬وجذورها‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭.‬

إن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬والنظرة‭ ‬للأشياء‭ ‬تمثل‭ ‬وصفة‭ ‬لكارثة‭ ‬أخرى‭ ‬حقيقية‭. ‬إن‭ ‬تجاهل‭ ‬المسؤولية‭ ‬التي‭ ‬تتحملها‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬أفعالها‭ ‬التي‭ ‬خلقت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المآسي‭ ‬وتسببت‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬الصراعات،‭ ‬ثم‭ ‬رفض‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتغيير‭ ‬سياساتها‭ ‬العدوانية‭ ‬لن‭ ‬يؤديا‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬انتشار‭ ‬المظالم‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬أشكال‭ ‬أكثر‭ ‬فتكا‭ ‬ومأساوية‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬فيه‭ ‬اليوم‭. ‬وفي‭ ‬محاولة‭ ‬للقضاء‭ ‬التام‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مقاومة‭ ‬للاحتلال‭ ‬وضم‭ ‬فلسطين،‭ ‬ترتكب‭ ‬إسرائيل‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬مع‭ ‬ترهيب‭ ‬وترويع‭ ‬بقية‭ ‬السكان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬مع‭ ‬إطلاق‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬الصواريخ‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لدعم‭ ‬بقاء‭ ‬‮«‬حليفه‭ ‬المقاوم‮»‬‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬حولت‭ ‬إسرائيل‭ ‬اهتمامها‭ ‬الآن‭ ‬نحو‭ ‬القضاء‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وكوادره‭.‬

وفي‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬وغزة،‭ ‬واصلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬سعيها‭ ‬لتحقيق‭ ‬‮«‬النصر‭ ‬الكامل‮»‬‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬اعتبار‭ ‬للخسائر‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬المدنيين‭ ‬أو‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الأوسع‭ ‬وبنيته‭ ‬التحتية‭.‬

ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تعتبر‭ ‬إيران‭ ‬الداعم‭ ‬الرئيسي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وحماس،‭ ‬فقد‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مهاجمة‭ ‬المواقع‭ ‬الإيرانية‭ ‬واغتيال‭ ‬حلفاء‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬وإيران‭ ‬نفسها،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬مدمرة‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتحدة‭ ‬تبدي‭ ‬قلقها‭ ‬علنا‭ ‬بشأن‭ ‬المخاطر‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تفعل‭ ‬شيئا‭ ‬لكبح‭ ‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭. ‬لقد‭ ‬وضعت‭ ‬واشنطن‭ ‬كإدارة‭ ‬أمريكية‭ ‬خطوطا‭ ‬حمراء‭ ‬تستمر‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تجاوزها؛‭ ‬كما‭ ‬أعربنا‭ ‬عن‭ ‬قلقنا‭ ‬إزاء‭ ‬سقوط‭ ‬ضحايا‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تتجاهله‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬وطرحنا‭ ‬مراراً‭ ‬وتكرارا‭ ‬مقترحات‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ظلت‭ ‬ترفضه‭ ‬إسرائيل‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تقوم‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتحدة‭ ‬بإغراق‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالأسلحة‭ ‬الفتاكة‭ ‬المتطورة‭ ‬والدعم‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬غير‭ ‬المحدود،‭ ‬والنتيجة‭ ‬هي‭ ‬إفلات‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬العرب،‭ ‬وزيادة‭ ‬المعاناة،‭ ‬وإبعاد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عن‭ ‬معالجة‭ ‬المشاكل‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬الصراعات‭. ‬عندما‭ ‬ينتهي‭ ‬القتال‭ ‬وتضع‭ ‬الحروب‭ ‬أوزارها،‭ ‬ستكون‭ ‬المظالم‭ ‬أكبر‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬التاريخ‭ ‬مجرد‭ ‬مقدمة،‭ ‬فمن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬ظهور‭ ‬النسخة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وحركة‭ ‬لبنانية‭ ‬مُعاد‭ ‬تشكيلها‭ ‬تعادي‭ ‬وتستهدف‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬وأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يشعرون‭ ‬بأنهم‭ ‬خانوهم؛‭ ‬وسط‭ ‬بئر‭ ‬عميقة‭ ‬مليئة‭ ‬بالغضب‭ ‬والمرارة‭ ‬الموجهة‭ ‬نحو‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتحدة؛‭ ‬ومنطقة‭ ‬غير‭ ‬مستقرة‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‭ ‬هي‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

حتما‭ ‬لن‭ ‬تولد‭ ‬أو‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬متأكدين‭ ‬منه،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وغزة‭ ‬لن‭ ‬تنتهي‭ ‬على‭ ‬خير‭.‬

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬الأوهام‭ ‬الساذجة‭ ‬بشأن‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬ستولد‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬هذه‭ ‬الحروب،‭ ‬فإن‭ ‬الخطوة‭ ‬المنطقية‭ ‬الوحيدة‭ ‬للأمام‭ ‬هي‭ ‬إنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الآن‭. ‬ولكي‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتحدة،‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬موقفا‭ ‬حازما‭ ‬وتطلب‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬التوقف‮»‬،‭ ‬ودعم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعليق‭ ‬شحنات‭ ‬الأسلحة‭.‬

عندها‭ ‬سوف‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬الكلفة‭ ‬البشرية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬بعض‭ ‬المعاناة‭. ‬وحينها‭ ‬فقط‭ ‬يصبح‭ ‬بوسعنا‭ ‬أن‭ ‬نبدأ‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتخذها‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المظالم‭ ‬التي‭ ‬تكمن‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭. ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬فرصة،‭ ‬إنها‭ ‬مسؤولية‭.‬

 

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا