وقع رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز خلال الأيام الماضية في موقف لا يحسد عليه بعد ان واجه غضبا شعبيا بسبب شراء فيلا شاطئية في كوباكابانا بولاية نيو ساوث ويلز. وبات ألبانيز مثار جدل واسع في بلاده ومحل نقد وتذمر من المواطنين والكثير من البرلمانيين بل حتى أعضاء حزب العمال الذي ينتمي إليه. ولم يسلم من ردود الفعل القاسية التي شنتها وسائل الاعلام معبرة عن الرأي العام.
لم يكن الاستياء بسبب شبهة فساد أو اختلاس وصم بها رئيس الوزراء، وإنما كان بسبب اقدام أنتوني ألبانيز على شراء الفيلا بقيمة 3.78 ملايين دولار أمريكي في الوقت الذي يكافح ملايين الاستراليين من اجل تحمل تكاليف شراء السكن أو دفع الإيجارات في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهن. واعتبر منتقدون ان توقيت هذا الشراء يعتبر كارثيا.
وذكرت صحيفة «التليغراف» أن الجدل ليس فقط بسبب القيمة المالية الكبيرة، ولكن لأنه جاء في وقت حساس من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. واعتبر عدد من نواب الحزب أن توقيت الشراء غير موفق من الناحية السياسية.
والمثير أكثر للجدل ان «ألبانيز» اشترى هذه الفيلا لتكون قريبة من خطيبته التي تقيم في المنطقة الساحلية، وهذا ما دفع المنتقدين الى التأكيد ان شراء منزل بهذه القيمة جعل رئيس الوزراء يبدو كأنه منفصل عن الواقع ومنقطع الصلة عن الكثير من الاستراليين الذين يكافحون لشراء أو استئجار منزل.
وأعرب أحد نواب حزب العمال عن قلقه الشديد بشأن تأثير عملية الشراء على فرص حزب العمال في الانتخابات المقبلة. فيما شكك البعض من حقيقة أولويات رئيس الوزراء وخاصة فيما يتعلق بمساعدة الاستراليين فيما يتعلق بالسكن.
إلا أن رئيس الوزراء رفض هذه الانتقادات مؤكدا أن الحكومة مستمرة في مساعدة الاستراليين، سواء من خلال الإسكان العام أو الإيجارات أو شراء منازل خاصة. وقال إن المنزل تم شراؤه جزئيًا لشريكته التي تعيش عائلتها في المنطقة، وأنه كرئيس للوزراء فإنه أكثر ثراءً، ويحصل على راتب جيد، ولكنه بنفس الوقت يعرف أيضًا معنى المعاناة. فيما اعتبر ساسة استراليون ان الامر شخصي وأن المواطن يمكنه انتقاد سياسة رئيس الوزراء وقراراته وليس حسابه الشخصي طالما لم تكن هناك شبهات فساد. تأتي هذه المساجلات في الوقت الذي يسعى حزب العمال بزعامة ألبانيز للحصول على ولاية ثانية مدتها ثلاث سنوات، في الانتخابات المقبلة في شهر مايو القادم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك