العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا تعرقل «إسرائيل» كل المساعي الرامية إلى وقف الحرب؟

بقلم: د. جاسم بونوفل

الأحد ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

الحرب‭ ‬الهمجية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬حالياً‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أمدها‭ ‬سيطول‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬ما‭ ‬يوحي‭ ‬بقرب‭ ‬نهايتها‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬النداءات‭ ‬المتكررة‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬وكذلك‭ ‬الدعوات‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لوقف‭ ‬هذه‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬آلاف‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬الشيوخ‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬إلا‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬الساسة‭ ‬في‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬نتنياهو‭ ‬عاقدون‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬إبادة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وإخراج‭ ‬البقية‭ ‬الباقية‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬ديارهم‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬برمتها‭. ‬ويتقاطع‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬بعض‭ ‬المفكرين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬الصهاينة‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬وخارجها‭. ‬وهم‭ ‬جميعاً‭ ‬لا‭ ‬يعترفون‭ ‬بشيء‭ ‬اسمه‭ ‬السلام‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬البتة‭ ‬في‭ ‬قاموسهم‭ ‬السياسي؛‭ ‬فغالبيتهم‭ ‬لا‭ ‬يتقنون‭ ‬سوى‭ ‬لغة‭ ‬الحرب؛‭ ‬فهي‭ ‬وسيلتهم‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أحلامهم‭ ‬التوسعية،‭ ‬وهذا‭ ‬ديدنهم‭ ‬منذ‭ ‬نشأة‭ ‬كيانهم‭ ‬المصطنع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948م‭.‬

بناء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬هؤلاء،‭ ‬نرى‭ ‬إصرارهم‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬عبر‭ ‬تصعيد‭ ‬عملياتهم‭ ‬العسكرية‭ ‬وبوحشية‭ ‬قل‭ ‬نظيرها‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحروب‭ ‬مستخدمين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬منها‭ ‬والحديثة‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬قناعاتهم‭ ‬الفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬والعسكرية؛‭ ‬ضاربين‭ ‬بعرض‭ ‬الحائط‭ ‬كل‭ ‬الدعوات‭ ‬التي‭ ‬تطالب‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب‭. ‬ومن‭ ‬يقول‭ ‬غير‭ ‬هذا‭ ‬الكلام؛‭ ‬فهو‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مؤيداً‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬ومتعاطفاً‭ ‬معها‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود؛‭ ‬فيبرر‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬تقترفه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬بحجة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬واقع‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬البروباغندا‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬أعمته‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬الحقيقة؛‭ ‬فجاءت‭ ‬قراءته‭ ‬لمجريات‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬غير‭ ‬موضوعية‭. ‬الشاهد‭ ‬إن‭ ‬قادة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬غير‭ ‬آبهين‭ ‬بنداءات‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬بعض‭ ‬قادة‭ ‬العالم،‭ ‬ولا‭ ‬بدعوات‭ ‬الهيئات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية؛‭ ‬فهم‭ ‬يصمون‭ ‬آذانهم‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬النداءات‭ ‬والدعوات‭ ‬وغير‭ ‬مبالين‭ ‬بها،‭ ‬بدليل‭ ‬أنهم‭ ‬ماضون‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخططاتهم‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬توسعة‭ ‬الحرب‭ ‬لتشمل‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

في‭ ‬خضم‭ ‬هذه‭ ‬النيران‭ ‬المشتعلة‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان،‭ ‬يثير‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬تساؤلات‭ ‬وهي‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يستجيب‭ ‬نتنياهو‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬للدعوات‭ ‬المتكررة‭ ‬بوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الهمجية؟

ويضيف‭ ‬هؤلاء‭ ‬أنهم‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬أمريكا‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬لجم‭ ‬السلوك‭ ‬العدواني‭ ‬للدولة‭ ‬العبرية،‭ ‬وإجبارها‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬نشاطاتها‭ ‬العسكرية‭. ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تمتلك‭ ‬ورقة‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬وإجبارها‭ ‬على‭ ‬الاستجابة‭ ‬للدعوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب‭. ‬تتجسم‭ ‬هذه‭ ‬الورقة‭ ‬في‭ ‬حظر‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬والسؤال‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬هو‭: ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تستخدم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬هذه‭ ‬الورقة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬المجازر‭ ‬والمذابح‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بحق‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان؟‭ ‬

ربما‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يكون‭ ‬استدعاء‭ ‬التاريخ‭ ‬مفيداً؛‭ ‬لأنه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬سيسعفنا‭ ‬في‭ ‬تفسير‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭. ‬فالتاريخ‭ ‬يعرض‭ ‬لنا‭ ‬مواقف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها؛‭ ‬فهي‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬اعترفت‭ ‬بها‭ ‬عند‭ ‬إعلان‭ ‬قيامها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬هاري‭ ‬ترومان‭. ‬وقد‭ ‬واصل‭ ‬الرؤساء‭ ‬الذين‭ ‬تعاقبوا‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دعمهم‭ ‬للدولة‭ ‬العبرية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬ولم‭ ‬تتغير‭ ‬مواقفهم‭ ‬منها‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعضهم‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التأييد‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬منذ‭ ‬بروز‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭.‬

ولما‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬الوريث‭ ‬الشرعي‭ ‬لبريطانيا‭ ‬فقد‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬الابن‭ ‬غير‭ ‬الشرعي‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬وتعهدت‭ ‬بكفالته،‭ ‬وقامت‭ ‬برعايته‭ ‬فأصبح‭ ‬طفلها‭ ‬المدلل،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وهي‭ ‬تقوم‭ ‬بواجبها‭ ‬نحوه‭ ‬وتتعهده‭ ‬بالرعاية‭ ‬الكاملة؛‭ ‬فتوفر‭ ‬له‭ ‬جميع‭ ‬مستلزماته‭ ‬واحتياجاته‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬وظلت‭ ‬تدعمه‭ ‬بالمال‭ ‬والسلاح‭ ‬وتحميه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الشرور‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬جيرانه‭ ‬العرب‭ (‬المتوحشين‭).! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬عشية‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ليندون‭ ‬جونسون‭ ‬لأبا‭ ‬إيبان‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬آنذاك‭ ‬عبارته‭ ‬الشهيرة‭: ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬وحدها‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬سارت‭ ‬بمفردها‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1973،‭ ‬وقف‭ ‬ريتشارد‭ ‬نيكسون‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭.‬

واليوم،‭ ‬نقول‭: ‬ما‭ ‬أشبه‭ ‬الليلة‭ ‬بالبارحة‭ ‬ويتكرر‭ ‬المشهد‭ ‬الداعم‭ ‬للدولة‭ ‬العبرية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬ويتجسم‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬وهو‭ ‬بالمناسبة‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬مساندته‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬بل‭ ‬لا‭ ‬نبالغ‭ ‬إذا‭ ‬قلنا‭ ‬إنه‭ ‬تفوق‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬حماسه،‭ ‬وتعاطفه‭ ‬الكبير‭ ‬للدولة‭ ‬العبرية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬قبل‭ ‬دخوله‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وتوليه‭ ‬الرئاسة،‭ ‬وعندما‭ ‬أصبح‭ ‬رئيساً‭ ‬لم‭ ‬يتأخر‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭. ‬وعندما‭ ‬تفجرت‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر2023‭ ‬هب‭ ‬مسرعاً‭ ‬لنجدتها،‭ ‬وأصدر‭ ‬أوامره‭ ‬بتحريك‭ ‬أساطيل‭ ‬وبوارج‭ ‬بلاده‭ ‬نحو‭ ‬المنطقة‭ ‬لفزعتها‭ ‬والوقوف‭ ‬إلى‭ ‬جانبها،‭ ‬وبقيت‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحلق‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬تقريباً‭ ‬لإعادة‭ ‬إمداد‭ ‬ترسانة‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بالأسلحة‭. ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة‭ ‬فقام‭ ‬بإرسال‭ ‬وزير‭ ‬خارجيته‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬إلى‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬ليطمئنها،‭ ‬وليؤكد‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬لوحدها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حماس‭!. ‬

إن‭ ‬المراقب‭ ‬لمواقف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬يقف‭ ‬حائراً‭ ‬أمام‭ ‬سلوكها‭ ‬المتناقض‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬تساند‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬وتقف‭ ‬معها‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬شرارة‭ ‬الحرب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بعض‭ ‬المحللين‭ ‬إلى‭ ‬القول‭: ‬إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬شريك‭ ‬أصيل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬وإنها‭ ‬منحازة‭ ‬بشكل‭ ‬سافر‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬بدليل‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أنتونى‭ ‬بلينكن‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬وطأت‭ ‬قدماه‭ ‬أرض‭ ‬مطار‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬حتى‭ ‬قال‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬جئتكم‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬بصفتي‭ ‬وزيراً‭ ‬للخارجية‭ ‬ولكن‭ ‬كشخص‭ ‬يهودي‭ ‬ابن‭ ‬يهودي‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬التصريح‭ ‬يكشف‭ ‬بوضوح‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬خندق‭ ‬واحد‭ ‬مع‭ ‬الصهاينة‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تخفي‭ ‬هذا‭ ‬التحالف،‭ ‬حيث‭ ‬يردد‭ ‬مسؤولوها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬وقوف‭ ‬بلادهم‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭. ‬

ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثانية،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تطالب‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نلمسه‭ ‬في‭ ‬الدعوات‭ ‬المتكررة‭ ‬التي‭ ‬يطلقها‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬وآخرها‭ ‬الاتصال‭ ‬الهاتفي‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬نتنياهو‭ ‬بعد‭ ‬استشهاد‭ ‬السنوار‭ ‬وطالبه‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬هجماتها‭ ‬على‭ ‬بيروت‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يصر‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬العبارة‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬إن‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬لها‭ ‬‮«‬الحق‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬نفسها‮»‬‭ ‬في‭ ‬تناقض‭ ‬صارخ‭ ‬لسلوك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأدلة‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬تأييد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬نعتقد‭ ‬أنها‭ ‬ستجبرها‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الهمجية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬تضغط‭ ‬من‭ ‬طرفها،‭ ‬وتبادر‭ ‬بحظر‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭ ‬إليها‭ ‬وهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬هو‭ ‬الاختبار‭ ‬الحقيقي‭ ‬لمصداقية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مساعيها‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار؛‭ ‬فهل‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬وتنجح‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاختبار؟‭!‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا