العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

إلى أصحاب القلوب المتحجرة

كشفت‭ ‬رئيسة‭ ‬جمعية‭ ‬حماية‭ ‬العمال‭ ‬الوافدين‭ ‬سيدة‭ ‬الأعمال‭ ‬مني‭ ‬المؤيد‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬عدد‭ ‬حالات‭ ‬الانتحار‭ ‬بين‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬حالة‭ ‬سنويا‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والصحي‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬وقوع‭ ‬كثير‭ ‬منهم‭ ‬ضحية‭ ‬سماسرة‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭.‬

تلك‭ ‬الإحصائية‭ ‬إنما‭ ‬تترجم‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬الشوط‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬قطعته‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬توفير‭ ‬بيئة‭ ‬جاذبة‭ ‬لها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬مدى‭ ‬استحقاق‭ ‬المملكة‭ ‬تصنيفها‭ ‬كأفضل‭ ‬وجهة‭ ‬لاستقرار‭ ‬الوافدين‭ ‬والمغتربين‭ ‬لما‭ ‬يلقونه‭ ‬من‭ ‬معاملة‭ ‬يغلب‭ ‬عليها‭ ‬الإنصاف‭ ‬والاحترام‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬يعانون‭ ‬أشد‭ ‬المعاناة،‭ ‬وذلك‭ ‬لحاجتهم‭ ‬الماسة‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬لأنفسهم‭ ‬ولأسرهم‭ ‬في‭ ‬أوطانهم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬حياتهم‭ ‬انتحارا‭ ‬لما‭ ‬يذوقونه‭ ‬من‭ ‬صنوف‭ ‬الذل‭ ‬والبؤس‭.‬

لقد‭ ‬قدم‭ ‬هؤلاء‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬دوامة‭ ‬العوز‭ ‬والفقر‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭ ‬آملين‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬مستقرة‭ ‬آمنة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المهانة‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬الإحصائيات‭ ‬أنها‭ ‬وراء‭ ‬85‭% ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الانتحار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬أبسط‭ ‬مبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬غابت‭ ‬عن‭ ‬كثيرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭.‬

نعم،‭ ‬هناك‭ ‬مساوئ‭ ‬كثيرة‭ ‬لهذه‭ ‬العمالة،‭ ‬وهناك‭ ‬تجاوزات‭ ‬عديدة‭ ‬ترتكبها،‭ ‬ولكن‭ ‬لنتذكر‭ ‬جميعا‭ ‬أننا‭ ‬من‭ ‬جلبها،‭ ‬من‭ ‬لجأ‭ ‬إليها،‭ ‬من‭ ‬استعان‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬وتيسير‭ ‬أمور‭ ‬حياتنا،‭ ‬فلنتحمل‭ ‬فاتورة‭ ‬ذلك،‭ ‬ونسددها‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطر،‭ ‬فالحياة‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الأخذ‭ ‬والعطاء‭ ‬ومن‭ ‬الإيجابيات‭ ‬والسلبيات‭.‬

إن‭ ‬احتلال‭ ‬البحرين‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة‭ ‬بين‭ ‬الخيارات‭ ‬المفضلة‭ ‬للمغتربين‭ ‬جاء‭ ‬بفضل‭ ‬مجتمعها‭ ‬المتعدد‭ ‬الثقافات،‭ ‬وشعبها‭ ‬الودود‭ ‬الرحيم،‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة‭ ‬وأمنها‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬احترامها‭ ‬وتقديسها‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتأمينها‭ ‬لجميع‭ ‬العمال‭ ‬المهاجرين‭ ‬وأفراد‭ ‬أسرهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تمييز‭.‬

وليعلم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬جفت‭ ‬قلوبهم‭ ‬فقست‭ ‬على‭ ‬غيرهم‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ضرب‭ ‬عبد‭ ‬بعقوبة‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬قسوة‭ ‬القلب،‭ ‬وأن‭ ‬النار‭ ‬خلقت‭ ‬لإذابة‭ ‬تلك‭ ‬القلوب‭ ‬المتحجرة‭! ‬

والشكر‭ ‬موصول‭ ‬لبحريننا‭ ‬على‭ ‬إنسانيتها‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا