زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
كي لا يكون العريس من المتاعيس
ليس من المستغرب -وإن كان من المستهجن- أن تقدم أسرة ما للعريس فتاة غير التي اختارها، ويكون هذا عادة عبر مقلب حسن السبك والحبك، ويكون ذلك في غالب الأحوال في حالة الرجل الذي يختار زوجة المستقبل من الكتالوج (ألبوم الصور)، أو بموجب إفادات من معارف او أصدقاء، وإذا طلب لقاءها ولو حتى تحت إشراف ورقابة عائلية قيل له إن «البنت خجولة وملتزمة وما تسمح لك او لغيرك يشوف وجهها إلا بعد الزواج. بس هذه صورتها وقمنا بتهريبها دون علمها».. ويقول عريس الغفلة، وهي الكلمة التي اشتقت منها كلمة مغفل: ما شاء الله عليها بنت منضبطة وجميلة وستكون نعم الزوجة. فهو لا يدري ان الرؤية الشرعية لزوجة المستقبل حق «شرعي»، ولكنه من فرط غفلته يتعجل الأمور ويدفع المهر ويقيم الولائم ويأتي اليوم الموعود، وفي غرفة يفوح منها عبير العنبر والعود، يحاول كشف وجهها فتتمنع وتتدلل، ولكنه يقنعها برفق بأنهما زوجان «بالحلال»، وأنه لا تثريب عليها في الكشف عن كامل جسمها، وبعد أخذ وردّ يرفع النقاب الشفاف عن وجهها ثم يصيح: مين؟ سرحان عبدالبصير؟ طيب أين العروس التي اخترتها؟ هل من تقاليد عائلتكم يا بنت الناس أن تخضعوا العريس لفترة تجريبية مع شخصية من برنامج افتح يا سمسم مثل الضفدع كامل أو نعمان؟ ويعقب ذلك صراخ من جانب العريس وبكاء من جانب العروس، ثم يتضح ان الفتاة الحلوة التي كان العريس قد أعجب بصورتها، لديها أخت حظها من الجمال مثل حظ هيفاء وهبي من الاحتشام، فقرر أهلها تدبيس العريس فيها من منطلق أن الأخت الحلوة لن تجد صعوبة في الحصول على عريس مناسب. وبعد انكشاف الخديعة تأتي التوسلات: استرنا يا ابن العم، يا ابن الأصول هي فعلا شكلها يوحي بأنها مستنسخة من وحيد القرن ولكنها بنت طيبة وخدومة و... يصيح العريس: ولا كلمة. بنتكم طالق وكلكم طالقون وردّوا لي فلوسي بالكامل حتى قيمة المكالمات التي أجريتها معها لا بد ان تردوها لي كاملة.
تعلق قلب شاب يمني بواحدة اسمها إيناس، (على وزن: تعلّق قلبي طفلة عربية/ تنعّمُ بالديباج والحلي والحلل - امرؤ القيس) وكانت ملامحها تدل على أنها اسم على مسمى، أي كانت ذات ملامح «يأنس» لها القلب والعقل. وكان عمرها 18 سنة ومع هذا كانت عاقلة ورصينة وناضجة و«ننوسة»!! وبلا تردد تقدم لخطبتها ورحب به أهلها، ومن فرط رغبته في الاقتران بها وحماسها لتسريع إجراءات الزواج، شرعا سويا في وضع الخطط والجداول الزمنية لمراسيم الزواج. وفجأة قبل 3 أشهر من الموعد المحدد للزفاف اكتشف الشاب اليمني أن إيناس اختفت من الخارطة السكانية لليمن. لم تهرب ولم تنتحر او تمت ميتة طبيعية بل «اختفت». نعم اختفت ولكن مكان وجودها كان معلوما لدى الجميع. فقد أحست بآلام شديدة في أسفل البطن ونقلوها الى مستشفى الثورة العام في صنعاء، وسمع العريس المرتقب بالنبأ المزعج وتوجه الى المستشفى وهناك دلُّوه على الدكتور محمد ص. فسأله عن إيناس، فرد عليه الدكتور: تقصد جعفر عباس... انفجر الشاب غاضبا: ما اسمح لك تعمل مقارنة بين ننوستي وجعفر **** هذا ولو من باب المزاح.
وتنحى به الدكتور جانبا وقال له: خلاص يا ابني.. إيناس مفيش.. ماكو.. فنيش.. بح، جاءتنا تشكو من آلام واكتشفنا أن لديها ازدواج «جنسية»: من بره أنثى ومن جوه رجل، وعملنا لها جراحة بسيطة وغادرت عالم الإناث وسنجري لها عملية أخرى بعد 6 أشهر لتعزيز عناصر الرجولة فيها. آسف فيه.
لهذا لا بد للجميع من تأييد التشريعات التي طبقت مؤخرا في عدد من الدول الخليجية بإخضاع الراغبين في الزواج لفحص طبي كامل، كي لا تقضي الشهور متأهبا للزواج بـ«لولا» وتكتشف لاحقا أنها من فصيلة شعبولا!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك