بمبادرة متميزة وضمن التطوير المبتكر الذي تشهده وزارة التربية والتعليم بقيادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة، مشروع أو تجربة تحويل التعليم من نظامي إلى إلكتروني مدة يوم واحد في الأسبوع، حيث تم تحديد يوم الثلاثاء الموافق 26 نوفمبر 2024م، على ضوء ذلك تم تحويل جميع المدارس الحكومية الى نظام الدراسة عن بُعد وهذه بادرة تحمل في طياتها رؤية استشرافية للمستقبل تستحق الإشادة. والانطباع الأول بعد تنفيذ هذه التجربة يؤكد نجاح التجربة بنسبة كبيرة جداً وإن كانت هناك بعض التحديات البسيطة التي يمكن معالجتها وتجاوزها بكل يُسر وسهولة وربما تتمحور أغلبها في عدم وجود دافعية لبعض الطلبة للدخول على دروس البث الإلكتروني وهذا أمر طبيعي كون الطلبة اعتادوا التعلم النظامي والعودة الى التعلم الإلكتروني يحتاج إلى استمرارية ليعتادها الطالبة والأسرة كذلك.
للتعلم عن بعد فوائد متعددة أبرزها، المرونة في التعلم حيث يمكن للطلاب من التعلم في أماكن مختلفة، دون الحاجة إلى الخروج من البيت والتجهز فلا حاجة للتنقل إلى المدرسة يوميًا، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد سواء للطالب أو لولي أمره، وهذا بدوره يمنح الطلاب فرصة لتنظيم أوقاتهم، ويمنح الطلاب فرصة لتطوير مهاراتهم في استخدام التكنولوجيا بشكل فعّال، وهي مهارة ضرورية للمستقبل، كما يوفر التعلم عن بُعد التنوع في المصادر التعليمية المتعددة مثل الفيديوهات، الكتب الرقمية، والاختبارات التفاعلية.
المبادرة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم من خلال إتاحة يوم دراسي إلكتروني واحد في الأسبوع يحمل فوائد ثانوية متعددة، منها: تقليل الضغط النفسي والجسدي سواء للطلاب أو للمدرسين وكذلك للأسرة ويمنح الطلاب فرصة للاسترخاء من الروتين اليومي والانتقال الجسدي للمدرسة، ويعزز لديهم مهارات التعلم الذاتي، حيث يتيح لهم فرصة للتعلم بإدارة ذاتية، مما يكسبهم مهارات التفكير المستقل ويغرس في نفوسهم أهمية التكنولوجيا في حياتهم والتكيف معها ويساعد في تحسين قدراتهم على استخدام أدوات التعلم الرقمية، وهذا كله ينعكس إيجابياً على مستواهم الأكاديمي والمهني، كذلك توفير الوقت والمصاريف، حيث يقلل من تكاليف النقل والواجبات المدرسية، ويوفر الوقت لممارسة أنشطة ومهارات حياتية أخرى.
أما إيجابيات تحويل الطلبة إلى الدراسة عن بُعد ليوم واحد في الأسبوع فيعود على المدرسة بعدة فوائد منها: تقليل تكاليف التشغيل كالتقليل من استهلاك الكهرباء والماء ويقلل الضغط على أجهزة التكييف وغيرها من التكاليف في ذلك اليوم، ويمنح إدارات المدارس عمل مراجعة للبيئة وللمرافق المدرسية دون الحاجة إلى تعطيل العملية التعليمية، كذلك تعزيز الابتكار في التعليم من خلال تشجيع كادر المعلمين على تطوير وسائل وأساليب تعليمية حديثة تعتمد على التكنولوجيا، ويُسهم كذلك في تخفيف الضغط على البنية التحتية من خلال تقليل كثافة استخدام المرافق مثل الفصول الدراسية والمقاصف والمكتبات ودورات المياه ويقلل من المشاكل السلوكية للطلبة والعبث بالمرافق المدرسية.
وللأسرة كذلك منافع من التعلم عن بُعد منها: تعزيز الترابط الأسري حيث إن وجود الأطفال في المنزل يُعطي الأسرة فرصة للتواصل والمتابعة اليومية، وتقليل التكاليف مثل مصاريف النقل المدرسي والوجبات خارج المنزل، كذلك المرونة في الجدول الأسري حيث يُمكن الأسرة من تعديل الأنشطة اليومية لتتناسب مع جدول التعليم الإلكتروني للطلاب، كما يتيح للأهل فرصة أكبر لمتابعة أداء أبنائهم ودعم تحصيلهم العلمي والأكاديمي.
إن تبني الدراسة الإلكترونية ليوم واحد في الأسبوع يحقق فوائد غير مباشرة تتجاوز الجوانب التعليمية، وتعود على المجتمع بعدة فوائد منها: تقليل استخدام وسائل النقل بما يحد من التلوث والانبعاثات الكربونية، كذلك يُقلل من الازدحامات المروية في الطرقات وفي الأحياء القريبة من المدارس، كما أنه محفز للاقتصاد المحلي من خلال زيادة استخدام خدمات الإنترنت والبرمجيات التي تُنعش قطاع التكنولوجيا، وتعزيز الابتكار التعليمي في المدارس من خلال التحفيز على تجربة أدوات وأساليب تعليمية جديدة تفيد الطلاب والمعلمين على المدى الطويل، بالإضافة إلى إعداد الطلبة للمستقبل من خلال تدريبهم على التواصل عن بُعد وإنجاز المهام والعمل في بيئات العمل المرنة التي أصبحت جزءًا من سوق العمل الحديث ومنها العمل عن بُعد والذي باتت تتبناه العديد من الشركات العالمية وحتى المؤسسات الحكومية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك