الأمم المتحدة – الوكالات: دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا أمريكا وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.
والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى «وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم» وكذلك أيضا إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن»، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر الفيتو في مجلس الأمن الدولي.
واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل.
وعطّل الأمريكيون في حينه صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار «فوري وغير مشروط ودائم» في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.
وفي ظل الشلل الذي يهيمن على مجلس الأمن الدولي حيال الملفات الساخنة مثل غزة وأوكرانيا، باتت الجمعية العامة تتكفل بانتظام بتقديم دعم سياسي للفلسطينيين.
كما يدعو النصّ الذي أقرته الجمعية العامة الأربعاء إلى وصول آمن و«بلا عائق» لمساعدة إنسانية كبيرة، بما في ذلك إلى منطقة شمال القطاع «المحاصرة»، ويندد بأي محاولة لـ «تجويع الفلسطينيين».
وسارع السفير الفلسطيني رياض منصور إلى الترحيب بنتيجة التصويت، قائلا: «نحن ممتنّون لهذا الدعم الساحق». وأضاف «سنواصل الطرق على باب مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى حين يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار».
وكان منصور قد دعا خلال جلسة النقاش المجتمع الدولي إلى وضع حد للكابوس الذي يعيشه سكان قطاع غزة.
وكان النصّ حظي بتأييد عدّة متحدثين تناولوا الكلام خلال مداولات الأربعاء.
وقال السفير السلوفيني سامويل زبوغار إن «غزة لم تعد موجودة، فهي دمّرت».
ونبّه إلى إن «التاريخ هو أشدّ منتقدي التقاعس»، مندّدا بإخفاق مجلس الأمن «مرّة بعد مرّة» علما أن بلده من الأعضاء غير الدائمين فيه.
وقال نائب المندوب الجزائري لدى الأمم المتحدة نسيم قاواوي من جهته إن ثمن الصمت والإخفاق في وجه المأساة الفلسطينية ثقيل وسيكون بعد أثقل غدا.
وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأمريكية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من «المخزي» تبنّي مشروع القرار.
ويطلب قرار الجمعية العامة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقديم «اقتراحات» تدعم «احترام» مبدأ «المساءلة»، من خلال الآليات المتوافرة أو باستحداث آليات جديدة لذلك.
وسبق أن أنشأت الجمعية العامة آليات مماثلة، ولا سيما للمساعدة على جمع أدلة على جرائم ارتكبت في سوريا منذ اندلاع النزاع فيها عام 2011.
وأقرّت الجمعية العامة الأربعاء مشروع قرار ثانيا حصل على تأييد 159 دولة ومعارضة 11 دولة وامتناع 11 دولة عن التصويت يتعلق بمصير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي بات نشاطها في قطاع غزة مهددا بعدما صوتت إسرائيل على قانون يحظر عملياتها، يدخل حيز التنفيذ في 28 يناير.
وإذ يشدّد هذا القرار على أنّ الأونروا «لا يمكن الاستغناء عنها»، يدعو إسرائيل إلى احترام دورها والسماح لها بمواصلة عملياتها «بلا عائق ولا قيد» في الأراضي الفلسطينية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك