العدد : ١٧٠٧٤ - السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٧٤ - السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام

هذه‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬أعرف‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬يوم‭ ‬دولي‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬كراهية‭ ‬الإسلام‮»‬،‭ ‬ويتم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬به‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وقد‭ ‬انطلق‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬ووفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المعني‭ ‬بحرية‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬المعتقد،‭ ‬كشف‭ ‬أن‭ ‬الشك‭ ‬والتمييز‭ ‬والكراهية‭ ‬الصريحة‭ ‬تجاه‭ ‬المسلمين‭ ‬قد‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬أبعاد‭ ‬وبائية‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬عليه‭ ‬التقارير‭ ‬الأجنبية‭ ‬والغربية‭ ‬والتي‭ ‬تصدع‭ ‬رؤوسنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬بتقرير‭ ‬حول‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬فالحريات‭ ‬الدينية‭ ‬مكفولة‭ ‬ومصانة‭ ‬في‭ ‬دولنا،‭ ‬ولا‭ ‬تمييز‭ ‬ولا‭ ‬تضييق،‭ ‬وإنما‭ ‬المشكلة‭ ‬فيما‭ ‬يواجهه‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول،‭ ‬بسبب‭ ‬انتمائهم‭ ‬الديني‭ ‬ومعتقدهم‭ ‬العقائدي،‭ ‬وأصبح‭ ‬كل‭ ‬مسلم‭ ‬مدانا‭ ‬ومتهما‭ ‬في‭ ‬الأساس‭.‬

لذلك‭ ‬تأتي‭ ‬دعوة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬كمنارة‭ ‬مضيئة‭ ‬ومعالجة‭ ‬حكيمة،‭ ‬في‭ ‬إقرار‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬لتجريم‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬الدينية‭ ‬والطائفية‭ ‬والعنصرية‭ ‬بجميع‭ ‬صورها،‭ ‬ومنع‭ ‬إساءة‭ ‬استغلال‭ ‬الحريات‭ ‬والمنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والرقمية‭ ‬في‭ ‬ازدراء‭ ‬الأديان‭ ‬أو‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬التعصب‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السلام‭ ‬والتفاهم‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬وتعزيز‭ ‬عرى‭ ‬التآخي‭ ‬والصداقة‭ ‬بين‭ ‬الأمم،‭ ‬وإدماج‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬وتعميمها‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬والأنشطة‭ ‬الدينية‭ ‬والثقافية‭ ‬والرياضية،‭ ‬استرشاداً‭ ‬بمبادئ‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ودعوة‭ ‬الأديان‭ ‬كافة‭ ‬إلى‭ ‬التسامح‭ ‬والمحبة‭. ‬

أذكر‭ ‬أثناء‭ ‬أول‭ ‬احتفال‭ ‬باليوم‭ ‬الدولي‭ ‬الأول‭ ‬لمكافحة‭ ‬كراهية‭ ‬الإسلام‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريس‭: ((‬إن‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬يذكرنا‭ ‬بأن‭ ‬الشعوب‭ ‬والقبائل‭ ‬خُلقت‭ ‬لتتعارف،‭ ‬وأن‭ ‬التنوع‭ ‬ثراء‭ ‬وليس‭ ‬تهديدا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التعصب‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تيار‭ ‬أوسع،‭ ‬لعودة‭ ‬ظهور‭ ‬القومية‭ ‬العرقية،‭ ‬والنازية‭ ‬الجديدة،‭ ‬ووصمة‭ ‬العار‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬بعض‭ ‬الفئات‭ ‬السكانية‭..))‬

ويكشف‭ ‬تقرير‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنه‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬المسلمون‭ ‬للتمييز‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات،‭ ‬وفي‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬وفي‭ ‬التعليم،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬استهداف‭ ‬النساء‭ ‬المسلمات‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مناسب‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬كراهية‭ ‬الإسلام‭. ‬وتشير‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬نشرتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬موقعها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬جرائم‭ ‬الكراهية‭ ‬المعادية‭ ‬للإسلام‭ ‬يزداد‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬بعد‭ ‬وقوع‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬خارجا‭ ‬عن‭ ‬سيطرة‭ ‬معظم‭ ‬المسلمين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وإقامة‭ ‬احتفالات‭ ‬سنوية‭ ‬بمثل‭ ‬تلك‭ ‬الهجمات‭. ‬وتوضح‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬المحفزة‭ ‬كيف‭ ‬تنسب‭ ‬كراهية‭ ‬الإسلام‭ ‬مسؤولية‭ ‬أفعال‭ ‬قلة‭ ‬قليلة‭ ‬جدا‭ ‬إلى‭ ‬كاهل‭ ‬جميع‭ ‬المسلمين،‭ ‬مما‭ ‬يغذي‭ ‬بالتالي‭ ‬الخطاب‭ ‬التحريضي‭.‬

اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬كراهية‭ ‬الإسلام‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة،‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سفارات‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلام‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬حاضرة‭ ‬وفاعلة‭ ‬معه،‭ ‬ولو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك،‭ ‬لإبراز‭ ‬الصورة‭ ‬الصحيحة‭ ‬والحضارية‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭. ‬

ختاما‭.. ‬تقول‭ ‬الحكاية،‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬بمدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬فتاة‭ ‬أمريكية‭ ‬تتمشى‭ ‬في‭ ‬المنتزه،‭ ‬وفجأة‭ ‬هجم‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬كلب‮»‬،‭ ‬فصرخت‭ ‬الفتاة‭ ‬واستنجدت‭ ‬بالناس،‭ ‬فسمعها‭ ‬شاب‭ ‬كان‭ ‬قريبا‭ ‬منها،‭ ‬وركض‭ ‬لنجدتها،‭ ‬فأمسك‭ ‬الكلب‭ ‬من‭ ‬رقبته‭ ‬واستمر‭ ‬بخنقه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قتله‭ ‬وأنقذ‭ ‬الفتاة‭ ‬منه‭.. ‬وعند‭ ‬حضور‭ ‬الشرطة،‭ ‬قال‭ ‬الشرطي‭: ‬أحسنت‭ ‬أيها‭ ‬الشاب‭ ‬الشجاع،‭ ‬غداً‭ ‬ستكتب‭ ‬أغلب‭ ‬جرائد‭ ‬نيويورك‭ ‬بالبنط‭ ‬العريض‭: ((‬شاب‭ ‬أمريكي‭ ‬شجاع‭ ‬ينقذ‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هاجمها‭ ‬كلب‭ ‬مسعور‭))‬،‭ ‬فرد‭ ‬عليه‭ ‬الشاب‭: ‬ولكني‭ ‬لست‭ ‬أمريكيا‭ ‬يا‭ ‬سيدي،‭ ‬فأنا‭ ‬طالب‭ ‬عربي‭ ‬مسلم‭ ‬أدرس‭ ‬هنا‭. ‬فقال‭ ‬له‭ ‬الشرطي‭: ‬إذًا‭ ‬ستكتب‭ ‬الجرائد‭ ‬غداً‭: ((‬إرهابي‭ ‬مسلم‭ ‬يقتل‭ ‬كلبا‭ ‬بريئا‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬منتزهات‭ ‬نيويورك‭))..!! ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا