اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
من أجل جيل مبتكر
نحن من جيل عاصر بدايات نهضة البحرين، إذ حرص كل منا على سلك طرق مبتكرة في مجالات التجارة والصناعة ظلت باقية وشاهدة على هذه البدايات التي تميزت بها البحرين على أقرانها، وأهمس في آذان أبناء الجيل الجديد «عليكم الإبداع والابتكار في شتى القطاعات، وإدراك أن المستقبل محفوف بتحديات ليست باليسيرة، وأن علينا أن نتخلى عن الاعتماد على الحلول التقليدية لمواجهتها»!
تلك كانت رسالة أستاذي الفاضل أنور عبدالرحمن إلى أبناء الجيل الجديد، التي ختم بها مقاله الذي حمل الكثير من الموضوعية والتوازن في الطرح وكان تحت عنوان «ما بين الممكن أو المأمول»، وشخصيا أراها ليست مجرد رسالة بل تمثل في واقع الأمر خارطة طريق لهذا الجيل.
نعم، المطلوب اليوم هو الابتكار وعدم التكرار، وتكريس ثقافة العمل لدى هذا الجيل، والإخلاص والتفاني في أدائه، والتعامل مع التحديات بصبر وقوة وإرادة واحتراف، والعمل على إيجاد الحلول المعاصرة غير التقليدية لأي مشاكل قد تواجهه بدلا من ندب الحظوظ، ولوم الدولة والآخرين.
يقول ستيف جوبز رجل الأعمال الشهير:
«ابتكر، فالابتكار يصنع منا شخصية القائد، وليس شخصية التابع، وكن ذكيا في توزيع مهامك»!
لا شك أن القدرة على الابتكار موهبة أودعها الله سبحانه وتعالى في كل عقل، فقط كل ما علينا أن نستجلب الأفكار ونطلق العنان لها، ونتمتع بالشغف، وأن نبدأ، فتلك هي أساسيات النجاح، أن تفعل الأشياء بشكل مختلف، وألا تستسلم بسهولة لأي عثرات قد تعترض طريق تحقيق طموحك.
باختصار يمكن القول إن الفترة المقبلة فترة إبداعية، يغلب عليها التطور السريع في كل شيء، لذلك يبقى التكيف مع العصر الجديد ومع الظروف المغايرة هو التحدي الأهم، والمطلوب أن يكون الشباب في طليعة التغيير، وعلى الدولة أن تعمل على تمكين الجيل الجديد وإزالة الحواجز أمامه، أما جهات العمل فيجب أن تركز على قيمة الابتكار في عصر بات فيه الذكاء الاصطناعي يهدد 300 مليون وظيفة في العالم بالانقراض، فماذا نحن فاعلون أمام هذا الخطر الذي يحدق بمستقبل أبنائنا؟!
إن تنمية القدرات الإبداعية لدى أطفالنا خلال السنوات الخمس الأولى باتت أمرا حتميا بهدف توليد مجموعة متنوعة من الأفكار من خلال التفكير بشكل مختلف، وحل المشكلات باستخدام تطبيق المعرفة والخيال للوصول إلى الحلول بأكثر من طريقة، حتى يصبح الطفل واثقا من نفسه، ورافضا لتبعية الآخرين، وقادرا على التأمل والملاحظة ومن ثم على التعبير الإبداعي، فهذه هي مواصفات الجيل الجديد الذي نأمله!
تلك هي رسالتنا الموجهة إلى المعنيين بتنشئة الجيل الجديد!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك