اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
ما بين الذعر والفرح!!
هناك مثل حبشي يقول «ذعر في السوق.. لص في فرح»!
ما أكثر الذين يعيشون اليوم في ذعر شديد في الوقت الذي يشعر فيه اللصوص بالفرح، والسبب هو النهب الإلكتروني الذي بات يحاصرنا من كل صوب، واتخذ أشكالا وألوانا احترافية، ففي كل يوم هناك ضحايا جدد له ليس على مستوى الأفراد فقط، بل يشمل ذلك أيضا الشركات والمؤسسات.
مؤخرا حذرت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني من صفحات احتيالية على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم ببيع تذاكر وهمية لعدد من الحفلات الغنائية للحصول على معلومات بنكية أو سرقة الأموال.
وكانت قد وجهت في فترة سابقة تحذيرا كذلك من قيام أشخاص خارج المملكة بعمليات نصب واحتيال عبر الاتصال بهم من أرقام هواتف بحرينية وهمية باستخدام تطبيقات خاصة بذلك، وإيهامهم بأنهم موظفون تابعون لشركات تداول واستثمار في البحرين، حيث يطلبون من الضحية تحويل مبالغ مالية لحسابات بنكية تابعة لضحايا آخرين من أجل استثمارها، ومن ثم إدخال تلك المبالغ إلى حسابات بنكية في الخارج.
المبكي في الأمر أن هؤلاء لم يرحموا حتى أبسط الناس من الفقراء والمساكين من احتيالهم، حيث طال احتيالهم حتى خدم المنازل وهو ما حذرت منه إحدى صديقاتي حين هكروا حساب خادمتها في البنك بعد أن اتصل بها أحدهم على الواتس آب، وأرسل إليها شعار وزارة الصحة، وسألها عن البطاقة السكانية وعدد التطعيمات التي حصلت عليها وأين ومتى تم ذلك، وبعد أن أجابته عن تلك التساؤلات بدقيقة واحدة أرسل إليها مسج فيه كود «أو تي بي» وطلب منها الرقم فأعطته إياه، فتم سحب نقودها وتهكير حسابها البنفت.
الجرائم الإلكترونية تنوعت واتسعت اليوم وباتت تستهدف الجميع من دون رحمة، وذلك عبر طرق مختلفة، والتثبيت غير المشروع للبرامج الضارة، الأمر الذي يؤدي إلى خسارة الدخل، والإضرار بالسمعة، وتكبد خسائر مالية، وتشفير البيانات بالفيروسات التي لا يمكن معالجتها إلا عن طريق دفع مبالغ مالية لقراصنة الإنترنت، ورغم أن هؤلاء المجرمين يمتلكون قدرات تقنية بسيطة جدا في معظم الأحوال، فإن الهجمات الرقمية تشهد تزايدا في استخدام الأدوات المتاحة في السوق الإجرامي الافتراضي على الإنترنت.
رجاء الوعي ثم الوعي ثم الوعي بمستحدثات هذه الجرائم، والتشجيع على الإبلاغ عنها، والوقوف عند تلك الجرائم وقفة طويلة وجادة وقوية سواء من قبل الدولة أو الأفراد، والتي وصلت إلى حد القتل، حين توفيت امرأة في أحد المستشفيات الألمانية بعد تعطل نظام الحاسوب بسبب برامج للقرصنة بواسطة الفدية.
رجاء العمل من أجل إطفاء فرحة هؤلاء المجرمون، والتخفيف من حالة الذعر التي بات الجميع يعيشها فزعا من الوقوع ضحية لهم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك