اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
بغدودة ليس الأول ولا الأخير
مؤخرا أحرز لاعب المصارعة المصري المحترف أحمد بغدودة ميدالية فضية المركز الثاني في المصارعة الرومانية وزن 63 كيلوجراما خلال مشاركته في بطولة إفريقيا للمصارعة بتونس، وبدل أن يعود إلى وطنه، قرر الهروب إلى فرنسا، حيث تصدر هذا الخبر حديث رواد منصات التواصل في مصر والعالم العربي ما بين مؤيد متعاطف ورافض معارض.
أحد المليارديرات المصريين كتب على حسابه بتويتر مناشدا:
«ارجع.. وأنا هصلح كل اللي ضايقك.. احنا ولاد بلدك عايزينك»!
أما رئيس اتحاد المصارعة فصرح قائلا:
«خاطبنا الاتحاد الدولي للمصارعة لإيقافه بعد هروبه من مصر، وسنجري تحقيقا عاجلا في قضية اختفائه»!
هنا تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي مشكورا شخصيا، وأمر بأن يحصل بغدودة علي مكافأته كاملة دون إخضاعها للضرائب، ووجه الأكاديمية الوطنية للتدريب بدعوة المصارع إلى العودة، وإلى تلقيه منحة تدريبية، إضافة إلى توفير الرعاية المطلوبة لموهبته.
وكان والده قد أوضح أنه يتحمل نفقات رياضة ابنه رغم مصادر دخله المحدودة، مشيرا إلى أنه رجل بسيط يعمل سائق توكتوك، وأن بغدودة كان شغوفا بشدة برياضته، ولكن للأسف الشديد ضاعت جهوده وسنوات عمره من دون أي مقابل أو تقدير، الأمر الذي دفعه إلى الهروب خارج مصر.
وبغض النظر عن صحة أو خطأ قرار بغدودة بالهروب من وطنه، إلا أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، وهي تطرح من جديد قضية احتضان المواهب الواعدة في أوطاننا العربية ورعايتها معنويا وماديا، قبل أن يتملكها اليأس والإحباط، ومن ثم الرحيل من أجل الابداع داخل أسوار دول أخرى وباسمها، الأمر الذي يدعونا إلى طرح تساؤل مهم ألا وهو:
لماذا يصر بعض الشباب العربي المبدع على الهجرة، رغم قسوة الحياة خارج أوطانهم؟!!
يقول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان:
«الشباب هو الثروة الحقيقية.. وهو درع الأمة.. وسيفها.. والسياج الذي يحميها»!
نعم، في قلوب الشباب يكمن سر الطموح، وأمل الوطن، لذلك يجب أن نرفع قبعاتنا احتراما وتقديرا لإبداعاتهم، ولجهودهم المعطاءة والمبذولة في سبيل النهوض بأوطانهم، وأن نعمل على صنع واقع أكثر إشراقا لهم، ونسعى نحو تحقيق طموحاتهم، فالشباب بلا أحلام ربيع بلا زهور كما يقول المثل الدنماركي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك