العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

القادم أسوأ

هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬الجنوني‭ ‬والدوري‭ ‬لأسعار‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬والتي‭ ‬يستهلكها‭ ‬المواطن‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬يومي،‭ ‬ألا‭ ‬يحركنا‭ ‬لاتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الذاتي‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذه‭ ‬السلع‭ ‬مثل‭ ‬الألبان‭ ‬ومنتجاتها‭ ‬والعصائر‭ ‬والمشروبات‭ ‬والمخبوزات‭ ‬وغيرها‭.‬

لماذا‭ ‬لا‭ ‬يستثمر‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬مشاريع‭ ‬وطنية‭ ‬لإنتاج‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يكتوي‭ ‬المواطن‭ ‬اليوم‭ ‬بأسعارها‭ ‬المتصاعدة‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم؟

ما‭ ‬العائق‭ ‬الفكري‭ ‬أو‭ ‬المادي‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك؟

فالأفكار‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسلع‭ ‬الأساسية‭ ‬ليست‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬عبقرية‭ ‬ولا‭ ‬إبداع‭ ‬ولا‭ ‬ابتكار،‭ ‬فنحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تصنيع‭ ‬مجرد‭ ‬علبة‭ ‬حليب‭ ‬أو‭ ‬عصير‭ ‬أو‭ ‬رغيف‭ ‬خبز‭ ‬أو‭ ‬قطعة‭ ‬كيك‭ ‬وغيرها،‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬تعدد‭ ‬الخيارات‭ ‬أمام‭ ‬المستهلك‭ ‬أي‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الاحتكار،‭ ‬وخاصة‭ ‬أننا‭ ‬نعلم‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬شراء‭ ‬أو‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظروف،‭ ‬والدليل‭ ‬ما‭ ‬شهدناه‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬هوس‭ ‬ورواج‭ ‬في‭ ‬استهلاك‭ ‬الغذاء‭ ‬بكل‭ ‬أنواعه‭ ‬وبالأخص‭ ‬أون‭ ‬لاين‭.‬

لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الاستسلام‭ ‬لأن‭ ‬نكون‭ ‬دائما‭ ‬مهددين‭ ‬بانقطاع‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬عنا‭ ‬لنصبح‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬غيرنا‭ ‬في‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاتنا‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية؟‭ ‬

الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬اليوم‭ ‬بات‭ ‬يشكل‭ ‬جانبا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬والتنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬والاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدفعنا‭ ‬نحو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بإنتاج‭ ‬الطعام‭ ‬الميسور‭ ‬الكلفة‭ ‬ووصوله‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬الأوقات‭. ‬

نحن‭ ‬لا‭ ‬نطالب‭ ‬بتحقيق‭ ‬اكتفاء‭ ‬غذائي‭ ‬تام،‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يتوافر‭ ‬لدى‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬مهما‭ ‬بلغ‭ ‬تقدمها،‭ ‬لكننا‭ ‬نتحدث‭ ‬هنا‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬اكتفاء‭ ‬نسبي‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتطلب‭ ‬سوى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬ومبادرات‭ ‬وطنية‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال،‭ ‬وما‭ ‬أكثرهم‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭. ‬

إن‭ ‬إدراج‭ ‬متطلبات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭ ‬الدولة‭ ‬بات‭ ‬أمرا‭ ‬ضروريا‭ ‬وحتميا‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬الأولويات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نضعها‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬نوع‭ ‬أو‭ ‬نسبة‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬صناديق‭ ‬الاستثمار‭ ‬ومستثمري‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

لقد‭ ‬توقع‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الثروة‭ ‬الغذائية‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬خالد‭ ‬الأمين‭ ‬أن‭ ‬تنذر‭ ‬الزيادات‭ ‬الملحوظة‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬عالميا‭ ‬بتكرار‭ ‬أزمة‭ ‬الارتفاعات‭ ‬الحادة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬2006‭-‬2008‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بداية‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬الفعلية‭ ‬والملموسة‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬سبتمبر‭ ‬2021‭ ‬حين‭ ‬شهدت‭ ‬منتجات‭ ‬الحليب‭ ‬والالبان‭ ‬السعودية‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬بنسبة‭ ‬20‭-‬40‭%‬،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬رفع‭ ‬الشركات‭ ‬المنتجة‭ ‬للعصائر‭ ‬والمشروبات‭ ‬الأسعار‭ ‬بنحو‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬25‭%‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬منتجات‭ ‬السكر‭ ‬وزيوت‭ ‬الطبخ‭ ‬وغيرها‭. ‬

هذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬القادم‭ ‬أسوأ‭.. ‬فماذا‭ ‬نحن‭ ‬فاعلون؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا