العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

شرق و غرب

هل مجموعة بريكس جبهة مناهضة للغرب؟

الثلاثاء ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬جيرار‭ ‬آرو‭ ‬

 

عقدت‭ ‬مجموعة‭ ‬دول بريكس‭ ‬اجتماعاً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬إلى‭ ‬24‭ ‬أغسطس‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جوهانسبرغ،‭ ‬عاصمة‭ ‬جمهورية‭ ‬جنوب‭ ‬افريقيا،‭ ‬وسط‭ ‬جدال‭ ‬كبيرة‭ ‬وحالة‭ ‬من‭ ‬الترقب‭ ‬لما‭ ‬تسفر‭ ‬عنه‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭. ‬مجموعة‭ ‬دول بريكس‭ ‬هي‭ ‬النادي‭ ‬الذي‭ ‬أنشأته‭ ‬خمس‭ ‬دول‭ ‬محورية‭ ‬هي‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬والهند،‭ ‬وقد‭ ‬بات‭ ‬يحمل‭ ‬اليوم‭ ‬آمال‭ ‬الجبهة‭ ‬المناهضة‭ ‬للغرب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬بدأ‭ ‬فيه‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬تحولات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التحالفات‭ ‬وموازين‭ ‬القوى‭. ‬

لقد‭ ‬بدأت‭ ‬أطراف‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تتخوف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬وتتحسب‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬تتمخض‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬وموازين‭ ‬القوى‭. ‬ففي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬ينهار‭ ‬فجأة‭ ‬مبنى‭ ‬بدا‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتدمير‭ ‬بمجرد‭ ‬نقرة‭ ‬واحدة‭. ‬من‭ ‬كان‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬اقتحام‭ ‬سجن‭ ‬الباستيل‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬وسقوط‭ ‬سجن‭ ‬موروث‭ ‬من‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى‭ ‬سيؤدي‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬ملكية‭ ‬عمرها‭ ‬ألف‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬فرنسا؟

من‭ ‬كان‭ ‬أيضا‭ ‬يتخيل‭ ‬أو‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬خلده‭ ‬أن‭ ‬حادثة‭ ‬جمركية‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬مدينة‭ ‬بوسطن‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬واندحار‭ ‬القوة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬البريطانية؟

في‭ ‬الواقع،‭ ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬النمل‭ ‬الأبيض‭ ‬الذي‭ ‬يتسبب‭ ‬ببطء‭ ‬في‭ ‬تآكل‭ ‬أحد‭ ‬المباني‭ ‬أو‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬الأثاث،‭ ‬قامت‭ ‬القوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬بعملها‭ ‬المقوض‭ ‬في‭ ‬الظل‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للملكية‭ ‬الفرنسية‭ ‬والقوة‭ ‬الاستعمارية‭ ‬البريطانية‭ ‬سوى‭ ‬القوة‭ ‬الظاهرية‭.‬

ربما‭ ‬كانت‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬مثالاً‭ ‬آخر‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬ستعود‭ ‬بعواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭. ‬من‭ ‬المسلم‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬الصين،‭ ‬وصعود‭ ‬الهند،‭ ‬والتخفيض‭ ‬التدريجي‭ ‬لحصة‭ ‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬السبعة‭ -‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬نادي‭ ‬الأثرياء‭- ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يحذرنا‭ ‬ويجعلنا‭ ‬ننتبه‭ ‬إلى‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬تاريخية‭ ‬كثيرة،‭ ‬لا‭ ‬نتعلم‭ ‬بهذه‭ ‬السرعة‭ ‬قيمة‭ ‬التواضع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬هيمنت‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أقل‭ ‬استعدادًا‭ ‬لها‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬أبدًا‭ ‬أي‭ ‬مكانة‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬مكانة‭ ‬الزعامة‭ ‬في‭ ‬معسكرها‭ ‬الغربي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قيادة‭ ‬العالم‭ ‬والهيمنة‭ ‬عليه‭. ‬كانت‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬تتغير‭ ‬ببطء‭ ‬ولكن‭ ‬بثبات‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الغرب‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

كان‭ ‬من‭ ‬المحتم‭ ‬أن‭ ‬تعكس‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬ذلك‭ ‬عاجلاً‭ ‬أو‭ ‬آجلاً‭. ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬واحدة‭ ‬كافية‭ ‬لينطلق‭ ‬قطار‭ ‬تسريع‭ ‬التحولات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬وموازين‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬خلق‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭... ‬عن‭ ‬غير‭ ‬قصد‭.‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬فقد‭ ‬أجبر‭ ‬الغزو‭ ‬العسكري‭ ‬الروسي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬المجاورة‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭. ‬فمن‭ ‬ناحية،‭ ‬طالب‭ ‬أنصار‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بإدانة‭ ‬روسيا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬بأغلبية‭ ‬كبيرة؛‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬فقد‭ ‬دعت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬المؤيدة‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬إلى‭ ‬معاقبة‭ ‬روسيا‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬طلبها‭ ‬قوبل‭ ‬برفض‭ ‬واسع‭ ‬النطاق،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭.‬

بل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك؛‭ ‬تتمسك‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬بالتزام‭ ‬موقف‭ ‬الحياد‭ ‬ولم‭ ‬تتجاوز‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬قانوني‭ ‬فعلي‭ ‬ملزم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬

تستقبل‭ ‬هذا‭ ‬الدول،‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الموقف‭ ‬الغربي،‭ ‬وزراء‭ ‬روسا‭ ‬وتشتري‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬الروسي‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة،‭ ‬ولن‭ ‬أجازف‭ ‬إن‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬تساعد‭ ‬الشركات‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬الالتفاف‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭. ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يلتزم‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬خطاباتهم‭ ‬بالعموميات‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬التفاوض‭.‬

دعونا‭ ‬أولاً‭ ‬نستبعد‭ ‬فكرة‭ ‬تفسير‭ ‬التعاطف‭ ‬المحتمل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الروسية‭. ‬تثبت‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬كذلك‭. ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأحرى‭ ‬بتنامي‭ ‬الكراهية‭ ‬الموجهة‭ ‬ضد‭ ‬المعسكر‭ ‬الآخر،‭ ‬أي‭ ‬المعسكر‭ ‬الغربي‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عنه‭.‬

لقد‭ ‬لمسنا‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يكن‭ ‬أي‭ ‬ود‭ ‬للغرب‭ ‬والغربيين‭. ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬ألا‭ ‬نفاجأ‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب؛‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ماضينا‭ ‬الاستعماري،‭ ‬وهيمنتنا‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية،‭ ‬ومعاييرنا‭ ‬المزدوجة‭ ‬في‭ ‬علاقاتنا‭ ‬الدولية،‭ ‬وتدخلاتنا‭ ‬العسكرية،‭ ‬وتدخلنا‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهي‭ ‬أسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬تجعل‭ ‬الآخرين‭ ‬يبتهجون‭ ‬بما‭ ‬يعتري‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬وهم‭ ‬يرون‭ ‬فيها‭ ‬فرصة‭ ‬لتحرير‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬تأثيرنا‭ ‬وهيمنتنا‭ ‬عليهم‭. ‬

تفعل‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬ذلك‭ ‬لأنها‭ ‬تريد‭ ‬تأكيد‭ ‬سيادتها‭ ‬وهي‭ ‬تتهم‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬تقويضها‭ ‬فيما‭ ‬تفعل‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬ذلك‭ ‬لأنها‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تنتهز‭ ‬الفرصة‭ ‬لرفض‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬للغرب‭ ‬الناعمة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬رؤية‭ ‬الغرب‭ ‬وهو‭ ‬متورط‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬لا‭ ‬تثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التعاطف‭ ‬خارج‭ ‬قارتنا،‭ ‬وخاصة‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬الصراعات‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬احتدمت‭ ‬خارج‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬لامبالاة‭ ‬تامة‭ ‬من‭ ‬الغرب،‭ ‬هذا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الغرب‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أشعل‭ ‬فتيلها‭. ‬

إذن،‭ ‬هل‭ ‬ستكون‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬البيض‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وآسيا؟‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشفقة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإصرار‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬لتأكيد‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬الجديدة،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬ثمرة‭ ‬ظهور‭ ‬بوادر‭ ‬الضعف‭ ‬والانحسار‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬العالم‭.  ‬إن‭ ‬اتفاقية‭ ‬بريكس‭ -‬وهي‭ ‬اتفاقية‭ ‬توحد‭ ‬روسيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬والصين‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬والهند‭- ‬مصممة‭ ‬كبديل‭ ‬لمجموعة‭ ‬الدول‭ ‬السبع‭ ‬والهيمنة‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف،‭ ‬وقد‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬تثير‭ ‬اهتمام‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الجزائر،‭ ‬والأرجنتين‭ ‬ومصر،‭ ‬وهي‭ ‬الدول‭ ‬المرشحة‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭.‬

إن‭ ‬مجموعة‭ ‬بريكس‭ ‬هي‭ ‬جبهة‭ ‬مناهضة‭ ‬للغرب‭ ‬وهي‭ ‬تزاد‭ ‬قوة‭ ‬واتساعا‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬ستمثل‭ ‬دول‭ ‬بريكس‭ ‬27‭%‬‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬العالمي‭ ‬ومجموعة‭ ‬السبع‭ ‬41‭%‬،‭ ‬لكن‭ ‬الديناميكية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬سريعًا‭ ‬في‭ ‬السابق‭.‬

إن‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬هي‭ ‬النتيجة‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تفرزها‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭. ‬لقد‭ ‬جعل‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬عرت‭ ‬العالم‭ ‬الغربي،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬تذكر‭ ‬العالم‭ ‬بأن‭ ‬البديل‭ ‬عن‭ ‬الشرطي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تشويهه،‭ ‬غالبًا‭ ‬لأسباب‭ ‬وجيهة،‭ ‬سيكون‭ ‬غابة‭ ‬اسمها‭ ‬العالم‭ ‬المتعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬صوت‭ ‬يعلو‭ ‬فوق‭ ‬صوت‭ ‬القوة‭ ‬والمصالح‭. ‬قد‭ ‬تستنتج‭ ‬بقية‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فإن‭ ‬الغرب‭ ‬القاسي‭ ‬والمهمل‭ ‬والأخرق‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬شيء‭. ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬سيكون‭ ‬عندها‭ ‬قد‭ ‬تأخر‭ ‬جدا‭.‬

 

لوبوان

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا