العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

التعلم الأخضر

أثناء‭ ‬حواري‭ ‬الثرى‭ ‬مؤخرا‭ ‬مع‭ ‬إحدى‭ ‬السيدات‭ ‬المخضرمات‭ ‬المميزات‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬تم‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬وجوب‭ ‬تقليل‭ ‬بل‭ ‬محو‭ ‬تلك‭ ‬الفجوة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الموجودة‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬المعلم‭ ‬والمتعلم،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬المعلم‭ ‬الذي‭ ‬ينتهج‭ ‬مبدأ‭ ‬‮«‬محلك‭ ‬سر‮»‬‭ ‬اليوم،‭ ‬ولا‭ ‬يواكب‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬المتغير‭ ‬المتقلب،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يترك‭ ‬مكانه‭ ‬لمن‭ ‬هو‭ ‬يستحق‭.  ‬

مؤخرا‭ ‬حلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬علي‭ ‬المستوي‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬المدارس‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬المدارس‭ ‬الحاضنة‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬الدولية،‭ ‬ونالت‭ ‬كذلك‭ ‬نفس‭ ‬المرتبة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والوطن‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬حظيت‭ ‬بالمركز‭ ‬الثالث‭ ‬دوليا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لعدد‭ ‬المدارس‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬اللقب‭.‬

أن‭ ‬تتصدر‭ ‬البحرين‭ ‬تلك‭ ‬المراتب‭ ‬المتقدمة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنسبة‭ ‬المدارس‭ ‬الحاضنة‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬مايكروسوفت‮»‬‭ ‬السنوي‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬2023‭-‬2024‭ ‬وأن‭ ‬يحصل‭ ‬1716‭ ‬معلما‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬علي‭ ‬شهادة‭ ‬‮«‬المعلم‭ ‬الخبير‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬اجتيازهم‭ ‬عمليات‭ ‬التقييم‭ ‬اللازمة‭ ‬التي‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬مختصون‭ ‬والتي‭ ‬ترتكز‭ ‬علي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬وتوظيف‭ ‬أدوات‭ ‬وتقنيات‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬الحديثة‭ ‬ودمجها‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬المستمرة،‭ ‬فهذا‭ ‬إنجاز‭ ‬عالمي‭ ‬مهم‭ ‬يضاف‭ ‬إلي‭ ‬رصيد‭ ‬المملكة‭ ‬الحافل‭ ‬بالنجاحات‭.‬

نعم،‭ ‬المعلم‭ ‬هو‭ ‬الركن‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إحداث‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬أو‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬إلا‭ ‬بتطويره،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬نجاح‭ ‬للتعليم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التنمية‭ ‬المهنية‭ ‬للمعلم،‭ ‬وتصدرها‭ ‬لأي‭ ‬خطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬مواكبة‭ ‬المستجدات‭ ‬من‭ ‬حولنا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تصبح‭ ‬عملية‭ ‬متابعة‭ ‬المعلم‭ ‬وتقييمه‭ ‬لا‭ ‬ترتكز‭ ‬فقط‭ ‬علي‭ ‬أساس‭ ‬جودة‭ ‬تدريسه،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬أهداف‭ ‬التدريس‭ ‬باحتياجات‭ ‬طلابه‭.‬

إن‭ ‬توظيف‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الرفاهية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬سريع‭ ‬التغيير‭ ‬والتطور،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يحتم‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬مناسبة‭ ‬تتواكب‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬والتي‭ ‬فرضت‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬المدرسة‭ ‬المعاصرة‭.‬

فشكرا‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬سعادة‭ ‬الوزير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬علي‭ ‬جهودها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تنمية‭ ‬المعلم،‭ ‬وتأهيله‭ ‬لأداء‭ ‬دوره‭ ‬الجديد‭ ‬بما‭ ‬يجعله‭ ‬يواكب‭ ‬فكر‭ ‬وحياة‭ ‬طلابه‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬سعيا‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬الفجوة‭ ‬الرقمية‭ ‬الكبيرة‭ ‬بين‭ ‬المعلم‭ ‬والمعلم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬وعلى‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬تنموية‭ ‬للمعلمين‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬مستوي‭ ‬الدولة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بها‭ ‬وربطها‭ ‬بالارتقاء‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬الوظيفي‭ ‬للمعلم‭.‬

شكرا‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬عصر‭ ‬‮«‬التعلم‭ ‬الأخضر‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬يعني‭ ‬التنمية‭ ‬المهنية‭ ‬المستدامة‭ ‬للمعلم‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬كل‭ ‬جديد،‭ ‬لكسر‭ ‬الرهبة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الوسائل‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحديثة،‭ ‬ولتطوير‭ ‬المعلمين‭ ‬مهنيا‭ ‬وأكاديميا‭ ‬لمواجهة‭ ‬أي‭ ‬تحديات‭ ‬يفرضها‭ ‬طبيعة‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ !!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا