اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
التعلم الأخضر
أثناء حواري الثرى مؤخرا مع إحدى السيدات المخضرمات المميزات في حقل التربية والتعليم، تم التطرق إلى قضية غاية في الأهمية ألا وهي وجوب تقليل بل محو تلك الفجوة التكنولوجية الموجودة اليوم بين المعلم والمتعلم، حيث أكدت لي أن المعلم الذي ينتهج مبدأ «محلك سر» اليوم، ولا يواكب هذا العصر الرقمي المتغير المتقلب، عليه أن يترك مكانه لمن هو يستحق.
مؤخرا حلت مملكة البحرين في المركز الأول علي المستوي الدولي في نسبة المدارس الحاصلة على لقب المدارس الحاضنة للتكنولوجيا من شركة مايكروسوفت الدولية، ونالت كذلك نفس المرتبة على مستوى دول الخليج العربي والوطن العربي، كما حظيت بالمركز الثالث دوليا بالنسبة لعدد المدارس الحاصلة على ذات اللقب.
أن تتصدر البحرين تلك المراتب المتقدمة فيما يتعلق بنسبة المدارس الحاضنة للتكنولوجيا بحسب تقرير «مايكروسوفت» السنوي للعام الدراسي 2023-2024 وأن يحصل 1716 معلما من المدارس الحكومية والخاصة علي شهادة «المعلم الخبير» بعد اجتيازهم عمليات التقييم اللازمة التي يشرف عليها مختصون والتي ترتكز علي القدرة على استخدام وتوظيف أدوات وتقنيات مايكروسوفت الحديثة ودمجها في عملية تطوير التعليم المستمرة، فهذا إنجاز عالمي مهم يضاف إلي رصيد المملكة الحافل بالنجاحات.
نعم، المعلم هو الركن الأساسي في العملية التعليمية، ولا يمكن إحداث أي تغيير أو تقدم في العملية التعليمية إلا بتطويره، وبمعنى آخر لا نجاح للتعليم التكنولوجي من دون التنمية المهنية للمعلم، وتصدرها لأي خطة استراتيجية في اتجاه مواكبة المستجدات من حولنا، ومن ثم تصبح عملية متابعة المعلم وتقييمه لا ترتكز فقط علي أساس جودة تدريسه، بل على ربط أهداف التدريس باحتياجات طلابه.
إن توظيف التطورات التكنولوجية في مجال التعليم لم يعد من باب الرفاهية، خاصة في عالم سريع التغيير والتطور، الأمر الذي يحتم خلق بيئة تعليمية مناسبة تتواكب مع التطورات التكنولوجية من حولنا والتي فرضت نفسها على المدرسة المعاصرة.
فشكرا لوزارة التربية والتعليم وعلى رأسها سعادة الوزير محمد بن مبارك جمعة علي جهودها من أجل تنمية المعلم، وتأهيله لأداء دوره الجديد بما يجعله يواكب فكر وحياة طلابه من الجيل الجديد سعيا للتغلب على الفجوة الرقمية الكبيرة بين المعلم والمعلم في الوقت الراهن، وعلى وضع خطط تنموية للمعلمين قائمة على التكنولوجيا على مستوي الدولة، والالتزام بها وربطها بالارتقاء في السلم الوظيفي للمعلم.
شكرا على مواكبة عصر «التعلم الأخضر»، والذي يعني التنمية المهنية المستدامة للمعلم بما يواكب كل جديد، لكسر الرهبة في مواجهة الوسائل التكنولوجية الحديثة، ولتطوير المعلمين مهنيا وأكاديميا لمواجهة أي تحديات يفرضها طبيعة هذا العصر، وما أكثرها !!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك